التوتر حالة نفسية يعاني منها عدد كبير من النساء في جميع أنحاء العالم، ولأسباب مختلفة. غير أن حدّة التوتر تختلف من شخص إلى آخر وفق شخصيته وقدرته على التعامل مع المواقف الحياتية الضاغطة التي يتعرّض لها.
وقد يكون التوتر مصحوباً بحالات أخرى؛ مثل القلق والعصبية، ويسبب تسرّع دقات القلب والتعرّق وما إلى ذلك.
اكتشفي في الآتي كيف تعرفين أنك تعانين من التوتر؟
عادة ما يتم تحديد ثلاثة عناصر تتبع بعضها البعض بشكل منطقي، في المواقف الصعبة:
- العنصر الأول، وهو العامل المحفّز. يمكن أن يكون طفيفاً (اكتشاف مخالفة مرورية) أو مهماً (الإعلان عن مرض خطير)، أو متوقعاً (امتحان أو فحوص طبية أو التحدث أمام الجمهور) أو غير متوقع (حادث سيارة أو فقدان شيء ما.).
- العنصر الثاني هو رد الفعل الفسيولوجي للجسم للمحفز. يدق الدماغ ناقوس الخطر بسرعة، ويتم تحفيز ردود الفعل الكلاسيكية؛ مثل زيادة معدل ضربات القلب، وانقباض الأوعية الدموية، وزيادة كبيرة في الأدرينالين. غالباً ما تكون مصحوبة بالشعور بالقشعريرة، والشعور بنعومة الأرجل.
- العنصر الثالث هو الموقف المُتّبع في مواجهة هذا الضغط. ومن المحتمل أنه بعد التحفيز الأولي ورد الفعل الفسيولوجي، يتخيل الدماغ سيناريوهات كارثية أخرى إلى حد توقع الظواهر المجهدة المستقبلية. وهذا الترقب المستمر هو الذي سيولد القلق ويؤدي في النهاية إلى اضطرابات القلق المصحوبة بالتوتر.
التوتر: الأعراض الجسدية والعاطفية والسلوكية
الأعراض الجسدية تتألف بشكل رئيسي من توتر العضلات، ومشاكل في الجهاز الهضمي والأمعاء، واضطرابات النوم (الأرق)، وقلة الشهية، والصداع النصفي، والدوخة والتعب. يتم التعرّف إلى الإجهاد أيضاً من خلال الأعراض المتعلقة بالعواطف؛ مثل الإثارة والتحسس الزائد والتردد وانخفاض الرغبة في إقامة علاقة زوجية والقلق والكآبة والاكتئاب وانخفاض احترام الذات وما إلى ذلك.
عندما تكون الأعراض الناجمة عن ردود فعل التوتر شديدة ومستمرة إلى حد التأثير على حياة الفرد، فإننا نتحدث عن الإجهاد الحادّ.
حيث يمكن أن تتمثل السلوكيات النموذجية للتعويض عن هذه الأعراض في: الميل إلى العزلة، أو صعوبة إدارة العلاقات الاجتماعية أو الودية، أو التغيب عن العمل، أو التعوّد على المنتجات الاستهلاكية؛ مثل التبغ أو الكافيين أو السكر، وغير ذلك.
ربما يهمك الإطلاع على علاج القلق بطرق طبيعية.
من هم الأشخاص الأكثر تأثراً بالتوتر؟
الإجهاد هو حالة شائعة في الحياة اليومية، ويمكن أن تؤثر على كل شخص. إلا أن شدّة التوتر تختلف من شخص إلى آخر، حسب شخصيته وقدرته على التعامل مع الموقف الضاغط.
الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب والقلق هم أكثر عرضة بشكل خاص لمواجهة الإجهاد اليومي. هذا ويمكن أن يبدو الموقف العصيب كما يلي:
- الضغط الروتيني، في العمل، في المدرسة، في الأسرة أو حتى تجاه أي مسؤولية أخرى.
- الإجهاد الناجم عن تغيير مفاجئ وغير متوقع، مثل الطلاق أو تغيير الوظيفة أو ظهور المرض.
- نوبة مؤلمة، مثل كارثة طبيعية، حروب، وغير ذلك.
المضاعفات المحتملة المرتبطة بالتوتر
التوتر المستمر يمكن أن يصاحبه تطور مشاكل صحية أخرى، مثل: ضعف جهاز المناعة، مما يجعل الفرد أكثر عرضة لخطر الإصابة بالالتهابات والأمراض، واضطرابات الجهاز الهضمي، واضطرابات النوم، أو حتى الاضطرابات الإنجابية.
ولكن قد يرتبط التوتر أيضاً بالصداع، وصعوبة النوم، والحالة السلبية المزمنة، والتحسس الشديد وعدم الراحة، واضطرابات المزاج، وما إلى ذلك.
المزيد من أعراض التوتر
يمكن أن يظهر الإجهاد والتوتر من خلال العلامات والأعراض العاطفية والعقلية والجسدية التالية:
- من الناحية العاطفية، قد يجد الشخص المجهد نفسه مرهقاً، أو عصبياً، أو قلقاً، أو مكتئباً، أو حتى يفقد احترامه لذاته.
- من الناحية العقلية، يمكن أن تبدو علامات؛ مثل التفكير المفرط، أو حالة القلق المستمرة، أو صعوبة التركيز أو حتى صعوبة اتخاذ القرارات والاختيارات.
- من الناحية الجسدية، فإن الأعراض المرتبطة بالتوتر هي الصداع وآلام العضلات والدوخة والغثيان ومشاكل النوم والتعب الشديد، وحتى اضطرابات الأكل.
يمكن أن ترتبط العواقب الأخرى بحالة من التوتر المزمن، حيث يصبح الشخص المريض معتاداً على استهلاك التبغ، وزيادة أعمال العنف والسلوك أو حتى تجنّب العلاقات الاجتماعية.
من هنا، لا ينبغي إهمال الإجهاد المزمن، ويجب تحديده وعلاجه سريعاً لدى طبيب مختص.
كيف يمكن التوقف عن التوتر؟
يجب أن تعلمي أولاً بأن إدارة التوتر الخاص بك أمر ممكن. وستسمح لك بعض النصائح والحيل باكتشاف حالة التوتر لديك وإدارتها على نحو جيد لتجنّب المضاعفات الصحية:
- التعرف إلى علامات التوتر (العاطفي والجسدي والعقلي).
- المناقشة مع الأحبّة و/أو الطبيب.
- النشاط البدني اليومي، حيث يُنصح بمزاولة تمارين الاسترخاء، مثل تمارين التنفس على سبيل المثال.
- تحديد الأهداف والأولويات.
- البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء وجميع الأشخاص في حياتك اليومية.
كيف تتعاملين مع التوتر عند حدوث مضاعفات؟
توجد وسائل وتقنيات لإدارة التوتر، ويوصى بها كخطوة أولى. في هذه الخطوة، يُنصح بتمارين التنفس، والاسترخاء، وإرشادات الرفاهية، وما إلى ذلك.
والخطوة الثانية هي استشارة الطبيب النفسي؛ عندما يبدأ الشعور بالاكتئاب (بعد بضعة أسابيع من التوتر المزمن) أو عندما تبدأ حالة القلق في غزو الحياة اليومية، وذلك لتجدي العلاج الملائم والتخلص من الحالة النفسية بأقل قدر ممكن من الخسائر على الصحة.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.
* المصادر:
- Federation Francaise de Cardiologie
- Passeport Sante