الديسلكسيا: أعراض ومضاعفات وطرق اكتشاف هذه الحالة المرضية

الديسلكسيا قد يرتبط باضطرابات أخرى- المصدر freepik
الديسلكسيا قد يرتبط باضطرابات أخرى- المصدر freepik

يعد الديسلكسيا، أو اضطراب القراءة، واحداً من اضطرابات التعلم الأكثر شيوعاً؛ حيث يتميز هذا الاضطراب بصعوبة في القراءة نتيجة مشاكل في التعرّف إلى أصوات الكلام وربط الحروف بالصوت والنطق المناسبين. هذا الاضطراب يعوق قدرة الفرد على تحليل الرموز اللغوية وربط الحروف مع بعضها لتكوين الكلمات، مما يجعل عملية القراءة بطيئة وشاقة.
وللحديث أكثر عن المرض ومدى تأثيره على قدرات التعلم، التقت "سيّدتي" إلى الدكتورة دينا محمد الجابري، أستاذة الطب النفسي جامعة عين شمس بمصر، والتي تحدثت حول ماهية الديسلكسيا، وكافة المعلومات حول المرض، في الآتي:

إعداد: إيمان محمد
الدكتورة دينا محمد الجابري

ما هو الديسلكسيا؟

تُعرف الدكتورة دينا محمد الجابري، الديسلكسيا أنه ببساطة عسر القراءة ويعد المرض جزءاً من مجموعة أوسع من صعوبات التعلم، والتي قد تشمل مشكلات في الكتابة والحساب. قد تظهر في بعض الحالات جميع هذه المشكلات معاً. وتشدد الدكتورة الجابري على أن الديسلكسيا ليس مؤشراً على انخفاض الذكاء؛ فقد يتمتع الأفراد بذكاء طبيعي أو حتى عالٍ، ومع ذلك يواجهون صعوبة في القراءة بسبب هذا الاضطراب.

علامات وأعراض الديسلكسيا

قالت أستاذ علم النفس إنه يمكن تمييز الديسلكسيا من خلال مجموعة من العلامات و الأعراض، وشرحت أنه يمكن ملاحظة أعراض الديسلكسيا في مراحل مبكرة من العمر، حتى قبل سن دخول المدرسة؛ إذ تظهر على الأطفال مؤشرات قد تدل على احتمال الإصابة بالاضطراب، وحددت هذه الاضطرابات بالعلامات التالية:

  • التأخر في الكلام.
  • صعوبة تكوين الكلمات بشكل صحيح.
  • صعوبة في تعلم الأغاني.
  • صعوبة ترتيب الأصوات وخلط الكلمات.
  • صعوبة تذكر الحروف والأرقام والألوان والأسماء.

الديسلكسيا وصعوبات التعلم

قالت الدكتورة الجابري إن الديسلكسيا يرتبط بصعوبات التعلم، وربما يعاني الشخص من انخفاض ملحوظ في مستواه عن أقرانه؛ إذ يصعب عليه العثور على الكلمات المناسبة، أو يتعذر عليه تذكر تسلسل الأحداث، أو يصعب عليه معرفة أوجه التشابه والاختلاف بين الحروف أو الكلمات. بعض المصابين يكتبون الكلمات أو الأرقام بشكل معكوس، لا سيما الأطفال، وهو أمر قد يكون طبيعياً حتى سن السادسة، لكن استمراره قد يشير إلى وجود مشكلة.
اقرئي أيضاً أنواع الأوهام النفسية وأسبابها المختلفة

الديسلكسيا لدى البالغين

تقول أستاذة علم النفس إنه مع تقدم العمر، قد تستمر أعراض الديسلكسيا في الظهور بوضوح لدى البالغين، حيث تصبح القراءة والكتابة بطيئة ومُجهدة. تظهر مشاكل واضحة في التهجئة، ويجد المراهق صعوبة في إتمام المهام الكتابية في الوقت المحدد، مثل أداء الواجبات المدرسية أو الإجابة على أسئلة الامتحانات في الوقت المخصص. يعاني المصابون بالديسلكسيا أيضاً من صعوبة تلخيص القصص وحل المسائل الرياضية ذات الصيغة اللفظية، ما يؤثر على تحصيلهم الأكاديمي، وقد يمتد تأثير ذلك إلى العمل.

اختبارات للكشف عن الديسلكسيا

فتاة تعاني من الديسلكسيا - المصدر freepik


هناك اختبارات متعددة تساعد في تشخيص الإصابة بالديسلكسيا، وغالباً ما يجريها مختصون في علم النفس التربوي أو التعلم. تشمل هذه الاختبارات تقييم مهارات القراءة، والنطق، والفهم اللغوي، والذاكرة.
يُستخدم الاختبار القياسي لقياس مدى استجابة الشخص لمهام مثل تمييز الأصوات وتحليل الكلمات وتحديد العلاقات بين الحروف والنطق. بعض الاختبارات الشائعة تشمل اختبار CTOPP واختبار WRMT. تساعد هذه الاختبارات في تحديد نوع الصعوبات بدقة، مما يُسهم في رسم خطة فردية تدعم المصاب في التعلم وتحسين مهاراته.

الأسباب البيولوجية والعوامل البيئية للديسلكسيا

تعود أسباب الديسلكسيا إلى عوامل بيولوجية وجينية في العديد من الحالات، حيث تلعب الوراثة دوراً مهماً في الإصابة بالاضطراب. ومع ذلك، لا يمكن إغفال تأثير البيئة التعليمية، إذ يمكن أن تساهم جودة التعليم في تفاقم الأعراض لدى الأطفال، لا سيما إذا كانت البيئة التعليمية ضعيفة أو غير داعمة.

مضاعفات وتحديات الديسلكسيا

لا تقتصر مشكلات الديسلكسيا على القراءة فقط، بل قد تترافق مع اضطرابات أخرى مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه. وقد يؤدي هذا الاضطراب أيضاً إلى مشكلات نفسية واجتماعية مثل الاكتئاب والقلق، نتيجة لتراجع الثقة بالنفس وصعوبة التفاعل مع الآخرين، مما قد يؤدي إلى سلوك عدواني أو العزلة الاجتماعية.
واختتمت الدكتورة دينا محمد الجابري، أستاذة الطب النفسي جامعة عين شمس حديثها لـ "سيّدتي" مؤكدة أن التعرّف المبكر إلى الديسلكسيا وتقديم الدعم المناسب من أهم العوامل التي تساعد على تحسين قدرات القراءة والتعلم لدى الأفراد المصابين بهذا الاضطراب. وفي هذا الصدد نصحت بضرورة تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة، لتقديم بيئة تعليمية محفزة ومساندة، يمكن أن تُسهم في تقليل تأثير هذا الاضطراب على حياة المصابين به وتحسين نوعية حياتهم.

*ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.