تأثير مشاهدة الفيديوهات القصيرة على الصحة النفسية: هل تتحوّل إلى إدمان؟

تأثير الفيديوهات القصيرة على الصحة النفسية  Image By Freepik
تأثير الفيديوهات القصيرة على الصحة النفسية Image By Freepik

في السنوات الأخيرة، أصبحت الفيديوهات القصيرة التي تنتشر عبر منصات مثل تيك توك، إنستغرام ريلز، ويوتيوب شورتس ظاهرة واسعة الانتشار.
تقدّم هذه الفيديوهات محتويات جذّابة وسريعة تستهدف جمهوراً واسعاً، وخاصة الأطفال والمراهقين، وبينما تبدو هذه الفيديوهات ممتعة ومسلية، غير أن هناك تساؤلات متزايدة حول تأثيراتها على الصحة النفسية، وما إذا كانت تشكل خطراً للتحوّل إلى إدمان، خاصة لدى الفئات الأصغر سناً، كما توضح الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية وفي العلاج الايحائي وفي العلاج بخط الزمن أزنيف بولاطيان من خلال هذا المقال لـ"سيّدتي".

اختصاصية علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان

مفهوم الفيديوهات القصيرة وجاذبيتها

الفيديوهات القصيرة عادةً ما تتراوح مدتها بين 15 إلى 60 ثانية، وهي مصمّمة لتكون سريعة الإيقاع ومليئة بالعناصر البصرية والصوتية الجذابة، تمتاز بسهولة الوصول إليها وتنوّع محتواها الذي يشمل الكوميديا، التحديات، الرقص والوصفات... وما يجعل هذه الفيديوهات مغرية بشكل خاص هو تصميمها لتحفيز نظام المكافأة في الدماغ، عندما يشاهد الشخص فيديو ممتعاً، يفرز الدماغ الدوبامين، وهو المادة الكيميائية المرتبطة بالشعور بالسعادة والرضا، هذا يخلق دورة من التكرار والرغبة في مشاهدة المزيد.

تأثير الفيديوهات القصيرة على الصحة النفسية

تأثير الفيديوات القصيرة على الصحة النفسية
المشاهدة المفرطة للمحتوى السريع تؤثر على قدرة الدماغ على التركيز Image By Freepik
  1. تقليل مدى الانتباه والتركيز: أظهرت الأبحاث أن الاستهلاك المفرط للمحتوى السريع يؤثر على قدرة الدماغ على التركيز لفترات طويلة، الأطفال الذين يعتادون على الفيديوهات القصيرة قد يجدون صعوبة في متابعة المهام التي تتطلّب التركيز العميق، مثل الدراسة أو القراءة.
  2. زيادة القلق والتوتر: التمرير المستمر بين الفيديوهات يمكن أن يؤدي إلى حالة تُعرف باسم الإرهاق الرقمي، قد يشعر الأطفال بالضغط لمواكبة المحتوى الجديد أو المشاركة في تحديات مشهورة، مما يزيد من مشاعر القلق والتوتر.
  3. المقارنة الاجتماعية: تتّسم الفيديوهات القصيرة غالباً بعرض نماذج مثالية من الحياة أو الإنجازات، هذا قد يؤدي إلى المقارنة الاجتماعية، حيث يشعر الأطفال بأنهم أقل قيمة أو غير كفوئين مقارنة بما يشاهدونه.
  4. اضطرابات النوم: الاستخدام المفرط للشاشات، خاصة قبل النوم، يسبّب اضطرابات في النوم نتيجة التعرّض للإضاءة الزرقاء وتأثيرها على مستويات الميلاتونين، علاوة على ذلك، يمكن أن يبقى الدماغ في حالة نشاط مفرط بسبب تدفق المحتوى السريع.
  5. الإدمان على الفيديوهات القصيرة: الإدمان على الفيديوهات القصيرة يمكن أن يحدث نتيجة الجمع بين التصميم الجذاب لهذه الفيديوهات، وآليات الدماغ البيولوجية.

ينصح بمتابعة أهمية الصحة النفسية للعروس: مفتاح لحياة زوجية سعيدة ومتوازنة.

4 علامات للإدمان على الفيديوهات القصيرة

  1. الرغبة المستمرة في المشاهدة: يجد الطفل نفسه غير قادر على التوقف عن مشاهدة الفيديوهات.
  2. فقدان السيطرة: قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة رغم الوعي بالآثار السلبية.
  3. تأثير سلبي على الأنشطة اليومية: مثل تجاهل الدراسة، اللعب، أو التفاعل الاجتماعي.
  4. الأعراض الانسحابية: الشعور بالتوتر أو العصبية عند عدم القدرة على استخدام التطبيقات.

لماذا الأطفال أكثر عرضة؟

  • عدم اكتمال تطور الدماغ: أدمغة الأطفال لا تزال في طور النمو، ما يجعلهم أكثر تأثراً بالدوبامين الناتج عن مشاهدة الفيديوهات.
  • ضعف مهارات التنظيم الذاتي: لا يستطيع الأطفال بسهولة وضع حدود لأنفسهم فيما يتعلق بمدة المشاهدة.
  • الضغوط الاجتماعية: الرغبة في محاكاة الأصدقاء والمشاركة في المحتوى المشهور.

كيفية الحدّ من التأثير السلبي والإدمان

تحديد مدة زمنية للمشاهدة Image By Freepik
  • تحديد مدة زمنية للمشاهدة: يمكن للآباء جعل قيود على مدة استخدام التطبيقات يومياً، مثل استخدام خاصية التحكّم الأبوي الموجودة في الأجهزة.
  • تعزيز الأنشطة البديلة: تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة، الفنون، أو القراءة يمكن أن يساعد في تقليل الاعتماد على الفيديوهات القصيرة.
  • توعية الأطفال بمخاطر الإدمان: إجراء حوارات صريحة مع الأطفال حول الآثار السلبية للمشاهدة المفرطة يمكن أن يساعدهم على تطوير علاقة صحية مع التكنولوجيا.
  • خلق نموذج إيجابي: يلعب الآباء دوراً كبيراً في تشكيل عادات أطفالهم، لذلك من المهم أن يلتزم الآباء بتقليل استخدامهم الشخصي لهذه التطبيقات.
  • التحكّم في المحتوى: استخدام تطبيقات مراقبة المحتوى أو إعداد قوائم تشغيل مخصصة يضمن أن المحتوى الذي يشاهده الأطفال يكون تعليمياً ومناسباً لأعمارهم.

الفيديوهات القصيرة والإدمان: خلاصة

الفيديوهات القصيرة ليست سيئة في حدّ ذاتها، لكنها تصبح مشكلة عندما تُستهلك بشكل مفرط ومن دون ضوابط، تأثيرها على الصحة النفسية، وخاصة لدى الأطفال، يمكن أن يكون عميقاً إذا لم يتم التعامل معه بحذر.
يجب على الآباء، المدارس، والمجتمع ككل أن يتكاتفوا لوضع ضوابط وتشجيع الأطفال على تطوير عادات صحية في استخدام التكنولوجيا، مع التوجيه الصحيح، يمكننا مساعدة الأطفال على الاستفادة من التكنولوجيا دون أن تتحول إلى مصدر ضرر أو إدمان.
من المهم الاطلاع إلى ما هي الشيروفوبيا... متلازمة تأجيل السعادة مع المعالجة النفسية ندين كالوش.


*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.