أريج الخرافي رائدة أعمال كويتية، ومؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي، النجاح هدفها وشغفها بالعمل هو دافعها للاستمرار. يستهويها عالم الأعمال وعشقها له رافق كل خطواتها، وبقدر حبها للنجاح والعمل فهي مؤمنة بالتفاؤل والنظرة الإيجابية، كما أنها تؤمن بأن التطور المستمر والسعي سيجعل من الإنسان شخصاً أفضل، فالجهد الصادق والجاد لا يضيع في رأيها. في حديثها لمجلة «سيدتي» خلال لقاء رافقه جلسة تصوير مميزة في منزلها بالكويت، أخبرتنا أريج الخرافي عن رحلتها لتحقيق حلمها في مجال الأعمال كما شاركتنا التحديات التي واجهتها خلال مسيرتها العلمية والعملية.
تنسيق| زهراء الخالدي Zahraa Alkhaldi
حوار | أماني السراج Amani Alsarraj
تصوير | وضحة الحربان Wadha Alharban
تنسيق مظهر وإخراج ابداعي | جمانة صوفي Joumana Soufi
شعر ومكياج | ولادة عودة Wallada Audi
أزياء | هارفي نيكلز الكويت Harvey Nichols Kuwait
مساعدة تصوير | دلال الحربان Dalal Alharban
مساعدة أزياء | ماريا هاندايان Maria Jandayan
تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2118 من مجلة سيدتي
رحلة كفاح ونجاح
أخبرينا عن طفولتك ونشأتك .. كيف كانت؟
كنت الحفيدة الأولى وذات الدلال، وأنا كذلك أكبر إخوتي كما كنت طفلة ذكية وشقية جداً، وذات طبع قيادي، فدائماً ما كنت أقود مجموعة الأطفال وأختار الألعاب التي سنلعبها.
مثّلت الدراسة الجامعية تحدياً كبيراً بالنسبة إليك، حدثينا عن تجربتك في ذلك.
لطالما مثلت الدراسة بجميع مراحلها تحدياً بالنسبة إليّ ولم أكن أعرف السبب، فقد كانت رحلة تتسم بالصعوبة وتدني الدرجات وكنت أعاني فيها من ضعف التركيز والتشتت. ثمّ وبعد تخرجي في الثانوية العامة بمعدل متدنٍ التحقت بالمعهد التجاري في الكويت لمدة سنتين. عندما بلغت الخامسة والثلاثين، كنت لا أزال أعاني من ضعف الكتابة والأخطاء الإملائية التي كانت تسبب لي الحرج وأنا في هذا العمر، وتم تشخيصي باضطراب القراءة Dyslexia، وهو أحد صعوبات التعلم. اكتشافي لهذا الأمر أعطى لي معنىً وتفسيراً لكثير من الأمور التي مررت بها خلال سنوات الدراسة، وعرفت لماذا كنت شخصاً مختلفاً. عندها، قررت أن أُكمل دارستي الجامعية لأني عرفت مواطن القوة والضعف في نفسي، وتمكنت من إيجاد طرق أستطيع من خلالها التغلب على تلك الصعوبات والانتصار عليها. لا أنكر أن الدراسة كانت تستغرق مني وقتاً وجهداً كبيرين، ولكن المرحلة العمرية التي كنت فيها ساعدتني على الالتزام وتخطي ذلك. وأخيراً تخرجت وأنا في الأربعين من عمري بمعدل 3.21 وهو معدل عالٍ بالنسبة لشخص يعاني من صعوبات في التعلم وأنا فخورة جداً بذلك. كما أن تخرجي أثبت لي ولكل شخص يعاني من صعوبات أياً كان نوعها، بأن وجود صعوبة أو تحدٍ لا يُعدّ النهاية، وليس هناك طموح مستحيل أن يتحقق بوجود الإصرار والرغبة.
لدى المرأة اليوم وجود أكبر في عالم الأعمال، ولا شك أن التوازن بين الجنسين في العمل أمر مهم.
أكثر ما يحفزني هو إصراري على تقديم كل ما هو جديد وخلاق
من هي الشخصية التي تركت أثراً في حياة أريج خلال مرحلة الدراسة؟
هناك شخصان تركا أثراً إيجابياً في حياتي خلال مسيرتي الجامعية. الأولى هي الدكتورة شيهانة المطيري التي على الرغم من أنها كانت تصغرني بالعمر إلاّ أنها كانت ملهمة بالنسبة لي بشغفها وتقبلها الجميل لاختلاف الطلاب وتأثيرها الإيجابي عليهم، إضافة لأسلوبها الرائع في تدريس مادة التسويق وعرضها وربطها بالواقع.
والشخص الثاني هو الدكتور محسن باجنيد، الرجل الحليم الذي آمن بي وبقدراتي في الجانب الأكاديمي، واستطاع أن يرى فيّ جانباً لم أكن أراه، فقد غير نظرتي لخطواتي المستقبلية، وكان بالنسبة لي دافعاً للاستمرار والتفكير في الحصول على درجة الماجستير.
الأفكار المبتكرة
هل كنتِ دائماً ريادية، وما الذي دفعك إلى اتخاذ الخطوة الأولى وتأسيس عملك الخاص؟
منذ نعومة أظفاري ووالدي كان يحرص على تعليمي ريادة الأعمال من خلال نشاطات عائلية، ولكن البداية الحقيقية كانت من خلال تنفيذ فكرة مشروع جامعي خاص بأختي على أرض الواقع، بدأنا فيه من خلال موقع إلكتروني كنّا نعرض به مختلف البضائع، ثم جاء قرار افتتاح محل لعرض تلك البضائع، وكان صغيراً جداً بمساحة 9 أمتار مربعة، ولكنه حقق الهدف المطلوب ما جعلنا نفتتح محلنا الثاني بمساحة 72 متراً مربعاً. ثم انتقلنا ولله الحمد لمجمع الأفنيوز، وتم افتتاح متجرين لي هناك.
إن وجدت، ما هي التحديات التي واجهتها بصفتك سيدة في مجال الأعمال التجارية خلال حياتك المهنية بشكل عام؟
استغرقني افتتاح متجري التجاري الخاص قرابة الثلاث عشرة سنة، لم تخلُ من التحديات، فعندما افتتحت متجري الأول في أحد المجمعات التجارية الجديدة واجهت تحدي انخفاض عدد الزوار بشكل كبير أو حتى انعدامهم بشكل تام، ومن هنا جاء قرار الاتجاه للميديا واستخدام المشاهير والمدونين في الإعلان لمتجري الخاص عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي. وهذا الأمر كان مناسباً جداً بالنسبة لي في بداية المشروع من الناحية المادية؛ ولأن طريقة عرض البضائع في المتجر كانت مختلفة، خلاقة ومبتكرة فقد حرص كل عميل على التصوير والتوثيق من خلال حساباته، وكان ذلك بمثابة إعلان آخر للمتجر، وأنا ممتنة كثيراً لكل عملائي فهم جزء مهم من نجاح هذه الرحلة.
لديك شراكات مع العديد من المصممين الكويتيين الشباب، ما هي أهمية هذه الشراكات، وهل تحرصين عليها ولماذا؟
لدينا شركات مع مصممين من جميع دول الخليج، وعادة ما تُظهر هذه الشراكات قوة وتميزُ كل شخص فيما يفعل، والنتيجة دائماً لها طابع خاص وفريد من نوعه، وكانوا إضافة جداً جميلة للمحل. فنحن نقدم للشباب مساحة خاصه بهم في محلنا لعرض بضاعتهم وإتاحة الفرصة لهم لرؤية ردة فعل العميل تجاه هذه البضاعة، وكان ذلك فرصة رائعة لهم لجعل منتجاتهم أكثر نجاحاً، بالنسبة لي أسعد كثيراً برؤية نجاحاتهم أمام عيني كل يوم ما يجعلني فخورة بهم دائماً.
المرأة وعالم الأعمال
كسيدة أعمال، ما الذي يحفزك ويدفعك؟
كوني أمتلك مشروعي الخاص فكل يوم لدي مهمة جديدة، وتحدٍ مختلف، وأكثر ما يحفزني هو إصراري على تقديم كل ما هو جديد وخلاق وبطريقة مبتكرة وأفضل مما سبق.
أين تقف المرأة في عالم الأعمال؟ وهل يعدّ التوازن بين الجنسين ووجود قوة عاملة أكثر تنوعاً أمراً مهماً؟
المرأة اليوم لديها وجود أكبر وأقوى في عالم الأعمال، ولا شك أن التوازن بين الجنسين في العمل أمر مهم، خصوصاً وأن المرأة لديها نظرة وطابع تميزانها عن الرجل، ويغلب على طريقة عملها الاهتمام بالتفاصيل وذلك الذي يصنع الفرق.
الإنجاز الأهم هو الرغبة في التطور بشكل مستمر والسعي للوصول للنسخة الأفضل من نفسك.
من أجمل الشراكات هي شراكة المرأة مع زوجها في عمل، فذلك يعطي المشروع روحاً جميلة ومختلفة.
كيف أثرت شراكة العمل مع زوجك على حياتك المهنية، وهل تنصحين بالعمل مع شريك الحياة ولماذا؟
من أجمل الشراكات هي شراكة المرأة مع زوجها في عمل، فذلك يعطي المشروع روحاً جميلة ومختلفة، ولكن يجب أن يعي الزوجان المقبلان على شراكة عملية أهمية الفصل بين علاقة الشراكة في العمل وبين العلاقة في البيت. ففي المنزل نحن زوجان لنا روتين مشترك وأدوار خاصة وواضحة، أما في العمل فطريقة نقاشنا تختلف، ونحرص على تقسيم المهام وطريقة التفاهم في الاختلاف والاتفاق. بالنسبة لي استمتعت كثيراً في تجربة الشراكة مع زوجي، فهي تجربة مليئة بالدعم والذكريات الجميلة.
رأس المال الاجتماعي
هناك آراء مختلفة حول شعبية بعض مؤثري منصات التواصل الاجتماعي، كيف تصنفين نفسك في هذا العالم؟
دخلت عالم الميديا واشتهرت به بالصدفة المحضة وذلك من خلال العمل في متاجري، حيث كنت أستخدم طرقاً جديدة للتسويق وتقديم البضائع بشكل مختلف من خلال منصات التواصل الاجتماعي وغيرها، وبعد زيادة عدد المتابعين شعرت بروح المسؤولية وبضرورة أن أكون قدوة للآخرين صدقاً وأمانةً ورقياً في الأخلاق والسلوك، وأن أكون عند حسن ظن المتابعين وأن ألتزم تجاههم بالقيم الإيجابية.
تميزتِ بعمق الطرح والصدق، كيف سخّرت الشهرة لتتناسب مع أفكارك ومبادئك؟
الشهرة أولاً حمل ومسؤولية على عاتق كل من حظي بها، وينبغي ألا تكون تلك الشهرة هدفاً أو هاجساً بل أداةٌ ووسيلة لتقديم رسالة نبيلة. ويجب على الشخص أن يعرف كيف يصل بمبادئه وأفكاره إلى الناس من دون أن يفقد ذاته، فالشهرة صعبة، وقد تصل لحد الإدمان.
ما نوع التأثير الذي يجب أن تتمتع به الشخصية المشهورة، وهل يجب أن يكون المشاهير قدوة؟
ليس كل شخص مشهور هو قدوة، فكثير من الأشخاص يُصنفون ويندرجون تحت قائمة المشاهير: المغني، الممثل، أو من قام بشيء خارج عن المألوف، وهنا يجب على كل فرد أن يختار المشهور الذي يستحق أن يكون قدوة له.
ما هي مزايا وعيوب كونك من المشاهير، وهل الأشخاص المشاهير سعداء؟
بالنسبة لي فإن سلبيات الشهرة هي عدم وجود الخصوصية، وعدا ذلك فالشهرة نعمة تتمثل في أن يكون الشخص ذا تأثير وقادراً على التواصل مع المتابعين بشكل مباشر، وإيصال صوته وأفكاره ومبادئه للناس. أما كون المشاهير سعداء أم لا؛ فالشهرة مثل المال لا تجلب السعادة، فالأمر نسبي ولكن يسعد الإنسان بالرضا عما يفعله، ويسعد كذلك بتقاربه مع الآخرين وثقته بنفسه وبعده عن ضغوطات الشهرة.
أكبر الإنجازات
ما هي أكبر إنجازاتك في رأيك؟
بالنسبة للبعض فإن تخرجي في الجامعة بمعدل 3.21 بعمر 40 عاماً مع وجود صعوبات في التعلم هو إنجاز، وهناك من يرى أن تكريمي بجائزة محمد راشد للتسويق في السوشيال ميديا أكبر الإنجازات، وهناك من يعتقد أن الإنجاز هو امتلاك مشروعك الخاص، ولكن بالنسبة لي الإنجاز هو الرغبة في التطور بشكل مستمر والسعي للوصول للنسخة الأفضل من نفسك.
أين ترى أريج الخرافي نفسها بعد خمس سنوات؟
سوف أركز على الجانب الدراسي والأكاديمي على الرغم من صعوبة ذلك الجانب في حياتي، لذلك سوف أسعى لإكمال دراستي والتقدم بالدرجات العلمية بعد الجامعة.