تعاني ثلث السيدات الحوامل تقريباً من آلام أسفل الظهر أثناء الحمل، وتحدث هذه الآلام عادةً عندما يلتقي الحوض بالعمود الفقري عند المفصل، وذلك بسبب مرور جسم الحامل بالعديد من التغيرات الهرمونية مع نمو الجنين، وألم الظهر العادي محتمل أثناء الحمل، ولكن أحياناً يمثل عبئاً كبيراً على الحامل، ما يسبب آلاماً تكون إشارة على شيء خطر على الحمل والجنين.. ولهذا يستدعي الأمر الذهاب إلى استشاري طب النساء والولادة للتعرف على أسباب آلام الظهر، ومتى تكون خطرة على الحامل وطرق العلاج.
أسباب كثيرة لآلام الظهر عند الحامل
- زيادة الوزن.. حيثُ تكتسب النساء عادةً ما بين 25 و 35 رطلاً خلال أشهر الحمل، لذلك قد يتأثر العمود الفقري بهذا الوزن، كما أنه يمكن أن يضغط وزن الجنين والرحم على الأوعية الدموية والأعصاب في الحوض والظهر.
- التغيرات الهرمونية أثناء الحمل.. يصنع الجسم هرموناً يسمى ريلاكسين، يسمح للأربطة في منطقة الحوض بالاسترخاء، وتصبح أكثر مرونة استعداداً لعملية الولادة، إلا أنه يمكن أن يتسبب -نفس الهرمون- في ارتخاء الأربطة التي تدعم العمود الفقري بشكل كبير، ما يؤدي إلى الشعور بالألم.
- توسع الرحم قد يؤدي إلى انفصال عضلات البطن المستقيمة، وقد يؤدي هذا الانفصال إلى تفاقم آلام الظهر.
- يمكن أن يسبب الإجهاد العاطفي والضغط العصبي توتراً عضلياً في الظهر، والذي يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالألم في الظهر أو التقلصات، لذلك قد تعانين من زيادة في آلام الظهر خلال فترة الحمل المجهدة.
متى يكون ألم أسفل الظهر خطر للحامل؟ "6" حالات
- حالة الألم الشديد أو المتزايد وبشكل مفاجئ، أو الذي يكون على هيئة انقباضات، خاصة في الثلثين الثاني والأخير من الحمل، فقد تكونين على وشك ولادة مبكرة.
- في حالة ارتفاع الحرارة أو النزيف أو حتى وجود إفرازات غير منتظمة، قد يدل ذلك على ولادة مبكرة، إضافة إلى صعوبة التبول أو الألم في أثناء التبول فقد يكون التهاباً في المسالك البولية.
- لو شعرت بفَقْد الإحساس في أحد أو كلتا القدمين، أو المقعدة أو الأعضاء التناسلية، أو الإحساس بالوخز فيهم، فقد يكون عرق النسا أو الضغط على العصب الوركي.
- إن استمرت آلام الظهر لأكثر من أسبوعين، يجب استشارة الطبيب لإعطائك خيارات علاجية مقللة للألم، كما أن الألم في جزء واحد من الجسم، كالجزء الأيمن أو تحت الضلوع، قد يكون علامة على الحمل خارج الرحم، ويصاحبه نزيف شديد أو خفيف أحمر أو بني اللون.
- عندما تشعرين بأعراض ما قبل تسمم الحمل؛ والتي تتمثل في ارتفاع الضغط، ويصاحب آلام الظهر الصداع وتشوش الرؤية والحساسية للضوء، وتورم القدمين والقيء، وصعوبة التبول، وسهولة التكدم.
- كذلك الأمر يستدعي استشارة الطبيب لو استمر الألم بشكل طويل أو متكرر، ظهور بعض الإفرازات غير الطبيعية، مثل الدماء، مع حرقان شديد في البول، اضطرابات مستمرة في الجهاز الهضمي، ينتج عنها المغص الشديد.
علاجات آلام الظهر أثناء الحمل
- التمارين المنتظمة تقوي العضلات وتعزز مرونتها، كما يمكن أن تخفف الضغط على العمود الفقري، وتشمل التمارين الآمنة لمعظم النساء الحوامل المشي، السباحة، وركوب الدراجات الثابتة.
- يمكن وضع كمادات باردة، مثل كيس الثلج، على المنطقة المؤلمة لمدة تصل إلى 20 دقيقة عدة مرات في اليوم.
- وبعد يومين أو ثلاثة أيام، يمكن استبدالها بالكمادات الساخنة، من خلال وضع وسادة تدفئة، أو زجاجة ماء ساخن على المنطقة المؤلمة.
- الامتداد للخلف، وتمدد أسفل الظهر، وإمالة الحوض الدائمة، كلها أمور تعمل على تقوية عضلات الظهر والحوض.
- الوخز بالإبر شكل من أشكال الطب الصيني، يمكن أن يكون فعالاً في تخفيف آلام أسفل الظهر أثناء الحمل، ولكن ينبغي استشارة الطبيب المختص.
- يمكن أن يكون تقويم العمود الفقري آمناً أثناء الحمل، وذلك عندما يتم إجراؤه بشكل صحيح، ولكن يجب استشارة الطبيب المختص قبل ذلك.
تعرّفي إلى المزيد: الجري أثناء الحمل .. الفوائد والأضرار
أسباب أخرى لألم الظهر
- لا تترددي في استشارة طبيبك إن مررتِ بهذه الأعراض، خاصة في الثلث الأول من الحمل؛ حيث تحدث الزيادة بنسبة البروجستيرون، الذي يرخي العضلات والأربطة القريبة من الحوض مما يؤثر في سلامة المفاصل واتزانها.
- هرمون الريلاكسين المساعد على انغراس البويضة في جدار الرحم ومنع انقباضاته في المراحل الأولى، ما يساعد على ارتخاء الأربطة ومفاصل الحوض لتسهيل الولادة، وله تأثيره أيضا على الأربطة الداعمة للعمود الفقري ما يسبب عدم الاتزان وآلام الظهر.
- الإجهاد العصبي لا يؤثر فقط في حالة الحامل المزاجية لكن له تأثير عضوي مثل الإجهاد والصداع وآلام العضلات، وفي الثلثين الثاني والأخير من الحمل يتمدد الرحم ويتوسع وينمو الجنين ويزداد الوزن والحِمل، وقد تنفصل العضلات الداعمة للعمود الفقري ما يزيد من آلام الظهر.
احتياطات تخفف من آلام الظهر
- التمارين الرياضية بعد استشارة الطبيب، لأن التمارين العادية كالمشي والسباحة وركوب الدراجة الثابتة، تقوي العضلات وتزيد المرونة ما يقلل الحِمل على العمود الفقري.
- الحرارة والبرودة.. الكمادات الدافئة والباردة على الظهر قد تساعد على تخفيف الألم، بوضع الكمادات الباردة على موضع الألم لمدة 20 دقيقة عدة مرات يومياً، لمدة يومين أو ثلاثة، ثم انتقلي إلى الكمادات الدافئة، وانتبهي للحرارة قرب بطنك.
- هل تعلمي أن الوقوف بترهل يجهد عمودك الفقري؟ لهذا يجب الالتزام بالشكل الصحيح أثناء الجلوس أو العمل أو النوم، النوم مثلاً على الجانب ووضع مخدة بين القدمين ما يدعم الظهر.
- وللجلوس على المكتب ضعي فوطة ملفوفة خلف ظهرك للدعم، وكرسياً صغيراً تحت قدميك لجعلها مستقيمة، بينما كتفك للوراء، وإن نتج ألم الظهر من الإجهاد العصبي، فحاولي الاسترخاء والهدوء واستشارة المختصين.
تعرّفي إلى المزيد: التهاب المشيمة: أسبابها، أعراضها وطرق علاجها
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.