رحلتهما في عالم تصميم المجوهرات مشوقة، ومليئة بالتحديات.. أمينة العباسي، المصممة البحرينية التي عشقت الفن التشكيلي، حتى أنها تركت عملها كمصرفية ناجحة لتصمم قطع مجوهرات فريدة، والمصممة عائشة عبدالملك، على الرغم من حداثة عمرها، فقد انضمت إلى مجتمع الصُناع والمصممين الذين يقودون مستقبل تصميم المجوهرات، وبعد تخرّجها في قسم التصميم بالجامعة الملكية في البحرين، بدأت رحلة نجاح عنوانها الفخامة والرقي، وصُنِفَت مجوهراتها كمجوهرات أرستقراطية لتزيّن الشيخات والأميرات ونساء المجتمع المخملي. يجمع المصممتان الموهوبتان عشق التراث البحريني ولذا اخترنا أن تكون جلسة التصوير في «مركز زوار مسار اللؤلؤ» في قلب المحرق، المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
حوار | عواطف الثنيان Awatif Althunayan
التنسيق | زهراء الخالدي Zahraa Alkhaldi
تصوير | علي الرفاعي Ali Al Riffai
خبيرة المظهر | Eman Al Sarraf
خبيرة الشعر | وحيدة خليل إبراهيم Waheeda Khalil Ebrahim
خبيرة المكياج | صفاء الرفاعي Safa Al Riffai
المجوهرات | Aisha Jewels
الأزياء | AKS - Hala Kaiksow
موقع التصوير | مركز زوار مسار اللؤلؤ، المدرج على لائحة التراث الإنساني العالمي لليونسكو، التابع لهيئة البحرين للثقافة والآثار
تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2142 من مجلة سيدتي
أمينة العباسي
كيف تُعرّفين نفسك لقراء «سيدتي»؟
أمينة العباسي، رئيسة مشروع «أمينة جاليري»، وعضوة في جمعية البحرين للفنون، حاصلة على بكالوريوس في الأعمال المصرفية والمالية بالجامعة الملكية للبنات في البحرين، امرأة طموحة لها أحلام عديدة، لا أرى حدوداً للابتكار أو الإبداع الـذي أقدمه، منذ طفولتي كنت شغوفة بالرسم، وأنتظر حصة الرسم بفارغ الصبر في المدرسة، وعند عودتي كنت أرسم لوحات وأُخبِئُها تحت طاولة البلياردو في القبو؛ متمنيةً أن أستطيع عرضها في يوم من الأيام، وظلت معي العادة نفسها؛ حتى كبِرت وكبُر حُلمي معي.
نقطة تحول
من مصرفية في بنك البحرين، إلى فنانة تشكيلية ومصممة. ما نقطة التحوّل في حياتك؟
الحقيقة أن تخصصي الجامعي صدم الجميع، وهو «الصرف والتمويل»، ليس لحبي له بتاتاً، ولكن في مجتمعنا الخليجي كنا نرى الوظائف التقليدية (الوزارات، البنوك، الطب، والهندسة) هي الشاغرة في سوق العمل، ولم يكن لديّ الجرأة، بأن أفصح عن رغبتي بالتخصص في الفن التشكيلي أو التصميم؛ فتركت ذلك للقدَر، تفوقت في تخصصي، وبدأت العمل في البنك، في غضون تلك الفترة ركّزت على الفن بشكل أكبر؛ لكونه ملاذي الوحيد، وأصبح عملي في البنك الدافعَ الأكبر للتركيز على الفن، وأن أثبت لنفسي وللجميع أن «الفن يؤَكّل عيش»، بعد نحو سنتين شاركت في أول معرض فني بالدوحة، ومنها كانت نقطة التحول كفنانة تشكيلية محترفة.
أمينة العباسي:
واجهت تحديات على المستوى الصحي
والنفسي والعملي
أثبت لنفسي وللجميع أن «الفن يؤَكّل عيش»
لا حدود للفن
بنظرك، هل على الفنان التشكيلي أن يصبح فناناً شاملاً؟ وماذا ترسمين؟
في نظري، لا توجد حدود مرسومة للفنان أو المبدع، أو أي شخص مبتكِر، أنت ترسم حدودك إن أردت.
وعن نفسي أستخدم فلسفة أسميها فلسفة القُبعات، أضع قبعة الفنان التشكيلي حين أريد أن أرسم، وأركز 100% على القطعة الفنية، وفي حين آخر، أنا كذلك أصمم للأثاث المنزلي التشكيلي، ومصممة للحقائب النسائية، والعديد من المنتجات المختلفة التي تفرع منها هذا الفن، والذي يهدف إلى نشر جمالياتها للمتذوقين.
من الذي تأثرتِ به من المصممين؟
مِنَ المصممين الذين أعشق إبداعهم، وأستلهم منهم فنون إدارة الأعمال، وبالأخص بناء العلامة التجارية بطريقة صحيحة(Diane von Furstenberg) ، مصممة العلامة التجارية العالمية (DVF) تُلهمني طريقتها في التصميم وتميزها، وأعتقد أنني أستخدم الفلسفة نفسها؛ فهي لها عدة منتجات، وتركز على المسؤولية الاجتماعية في أعمالها.
كيف وظفتِ الفن التشكيلي في تصاميمك؟
كل قطعة سواء كانت فستاناً أو عباءة أو حقيبة أو قطعة أثاث؛ فهي مستوحاة من اللوحات الفنية، ومن ناحية تقنية؛ فأول خطوة هي تصميم المنتج، ثم اختيار اللوحة المناسبة، بعض اللوحات تكون مطبوعة على المنتج وبعضها منحوتة، مطعمة بخامات مختلفة كالصدف أو النحاس وغيره. وقد ركزتُ على نشر الفن بطرق غير تقليدية، وأكثر ما يفرحني هو رؤية النساء من حولي يمشين ومعهن قطعة فنية يستخدمنها بشكل عملي في حياتهن اليومية.
بين كل هذه الاتجاهات الفنية المتعددة، أين تجدين نفسك، هل كفنانة أم مصممة؟
لا أحب أن أحدد نوعاً فنياً، لو كنت سأختار لقباً أو اتجاهاً؛ فهو «مبتكر» creative، أحب أن أصنع وأن أبتكر شيئاً جديداً كل فترة، وأنواعاً مختلفة من اللوحات والمنتجات، ولا أرغب أن أُقيد نفسي بلقب معين، كل المجالات، من تصميم عباءات وفساتين وأثاث وإكسسوارات تستهويني.
شراكات محلية ودولية
حدثينا عن الشراكات التي أسهمتْ في اتساع أعمالك، وإلى أين وصلتِ؟
كمصنّع تم التعاون بيني وبين أكبر الشركات؛ ما فتح لي أبواباً عدة للمزيد من التوسع في أعمالي، وأجمل الشراكات كانت مع مجوهرات مطر في البحرين، وهو عبارة عن تحويل المجوهرات التي أرسمها في اللوحات إلى قطع فعلية، وهذا كان بحد ذاته حُلماً، كما قمت بتصميم مجموعة متكاملة من المجوهرات مع أحد أبرز الصائغين في البحرين، وكانت النتيجة جميلة، وسبق أن تعاملنا مع شركات عالمية، كمتجر «هارودز» في لندن، وشركة «كريت آند باريل» للأثاث، ومتحف «داهش» في نيويورك؛ حيث صممنا كل منتجات متجر الهدايا للمتحف، هذه الشراكات جعلت طموحنا يكبر أكثر؛ حتى أصبحت علامتي التي تحمل اسمي علامة تجارية عالمية. أمتلك معرضي الخاص في البحرين، بالإضافة إلى Victoria and Albert museum معرض فردي في الدوحة، مركز سوق واقف، ومعرض نور دبي السنوي، مزاد كريستيز، والعديد من المعارض الأخرى.
ما أهم التحديات التي واجهتِها، وكيف تغلبتِ عليها؟
أهم التحديات التي واجهتني، كانت على المستوى الصحي والنفسي والعملي، عندما كنت حاملاً بتوأمين، وحولتها إلى دافع قوي للنجاح العملي، ولا يخفى أن الحمل بتوأمين لم يكن سهلاً، كانت فترة جداً صعبة، عليّ ملازمة الراحة على السرير لمدة 8 أشهر كاملة؛ ما يعني أنني لن أستطيع الذهاب للعمل، أو إدارة الشركة، أو ممارسة فن الرسم على لوحات كبيرة، ولكنني لم أخضع؛ لإدراكي مدى مسؤوليتي العملية تجاه فرعين من أمينة جاليري، وموظفين، وعملاء ينتظرون مني تقديم الأفضل؛ فقررت أن أبدأ برسم لوحات صغيرة بالألوان المائية من السرير؛ فجهزت مكتباً صغيراً بالقرب من سريري لمباشرة أعمالي، وبدأت بتصميم كولكشن 2017، وبعد رسم اللوحات الصغيرة، يتم أخذ صور عالية الجودة من اللوحات وطباعتها على الحقائب المصممة، كنت أطلب النماذج للمنزل، ولا أضطر إلى السفر أو الحركة.
ولله الحمد، أصبحت أُماً، أنجبت طفلين توأمين (فرح وسلمان)، وهما بعمر أربع سنوات حالياً، ولقب (أم) هو أجمل هدية حصلت عليه، وكولكشن 2017 أصبح أكثر التصاميم مبيعاً، وكنا نعرض المجموعة وتطورات العمل على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يعلم أحد بأنني كنت أدير كل هذا من مكتبي السريري.
كيف أثرتْ جائحة كورونا على أعمالك؟
سبق وكانت لديّ تجربة العمل من المنزل في 2017 كما ذكرت، وأعتقد أن القوة الشرائية في منطقة الخليج خاصة والعالم بشكل عام، قد زادت نحو التسويق الإلكتروني خلال فترة الجائحة؛ فقمنا بالتركيز على قطع الأثاث المنزلي وتسويقه، وسهولة استخدام الموقع، وذلك لعب دوراً كبيراً في زيادة القوة الشرائية.
أمينة العباسي:
لو كنت سأختار لقباً أو اتجاهاً؛ فهو «مبتكر»، فلا أرغب أن أُقيد نفسي بلقب معين، وكل المجالات تستهويني
وسام أعتز به
ممن تلقيتِ الدعم والتشجيع؟
أنا محظوظة أن لي عائلة داعمة، وزوجي له دور كبير في إنشاء وتأسيس المشروع، وكذلك أهل زوجي، دعموني معنوياً كثيراً، والدعم الفعلي كان من مملكة البحرين؛ كونها أرضاً خصبة وداعمة لريادة الأعمال، حين بدأت مشروعي في (مجمع ريادات)، وهو حاضنة أعمال تدعم المنتجات المحلية، وأسهم وجودي في هذه المنظمة بالتركيز على تطور المشروع أكثر؛ كون التكاليف مدعومة كالإيجار، وهو من أكثر المصاريف التي أثرت على المشروع في بداياته.
بعد 10 سنوات من المشروع تطورنا، وامتلكنا محلاتنا الخاصة، وتفرعنا في جميع الدول، تم تقليدي من قِبل الأميرة سبيكة بنت إبراهيم، بوسام امتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية، وهذا الوسام أعتز وأفتخر فيه، وأعده مسؤولية لتحقيق المزيد من الإنجازات المستدامة.
الوصول للعالمية
بوصفك مصرفية سابقة، كيف تبنين استراتيجيتك للصرف بحكمة؟
من ناحية تقنية كالتجارة، لدينا خطط استراتيجية، موضحة لمدة 5 سنوات، مع أحلام كبيرة وتواريخ محددة لانطلاق كل مجموعة، عندما نُدشن أي مجموعة من المنتجات، نكون في قيد العمل على المجموعة الجديدة؛ فالابتكار لا يتوقف لنظم المستقبل.
ما طموحاتك المستقبلية؟
أطمح مستقبلاً أن تصبح أمينة جاليري، علامة تجارية عالمية.
المُصَممة عائشة عبدالملك
كيف بدأتِ رحلتكِ الملهمة في عالم الذهب والمجوهرات؟
بداياتي عمل دؤوب ومتواصل، بين لحظات الفرح والإحباط، يشبه العمل في غرفة الطوارئ، ويمكن وصفها بالبداية (الصدفة)، وذلك عندما نصحتني إحدى مُدرساتي بالمشاركة في برنامج «مشروعي»، أحد البرامج السنوية التي تقدمها مؤسسة «تمكين» الحكومية في مملكة البحرين، لتشجيع ريادة الأعمال، وتدريب رواد أعمال المستقبل، بدءاً من طلبة المدارس، وكان هدفي من المشاركة هو استكمال متطلبات التخرج من المرحلة الثانوية، وليس اكتساب المهارات اللازمة لإنشاء شركة خاصة بي. وبعد الانتهاء من برنامج مشروعي، دون الفوز بأي جائزة أو مركز متقدم في المسابقة سوى التأهل للمرحلة النهائية، (وهي المرحلة التي تُمَكِن المتسابقين من عرض منتجات مشاريعهم في مركز التسوق سيتي سنتر في البحرين من خلال دكاكين مؤقتة لمدة ثلاثة أيام)، شعرت أن تلك التجربة، وتفاعل الزوار مع تصاميمي وشرائها من قِبل البعض؛ كانت النقطة الفاصلة في قراري بالتركيز على بناء علامة تصميم راقية خاصة بي.
أسرتي صقلت موهبتي
كيف تمكنتِ من الموازنة بين دراستكِ وأعباء تأسيس مشروع ناشئ؟ وبماذا يختلف مكانكِ اليوم عما كنتِ تعتقدين أنك ستكونين عليه؟
منذ الصغر كان لديّ شغف كبير بالرسم، صقَلتهُ أسرتي بالتدريب والتعلم على أيدي عدد من الفنانين المعروفين بالبحرين، وما لم أكن أتخيله، عندما كنت طالبة مشتتة بين متطلبات الدراسة التي كانت تبدو مستحيلة في ذلك الوقت وعالم الأعمال الذي لا يرحم، هو التخرج بتفوق، ووضع صورة تكريمي كأفضل شركة متناهية الصِغر على لوحة عملاقة في الطريق العام المؤدي إلى الجامعة، ودعوتي لعضوية اللجنة الاستشارية لكلية الفنون والتصميم في الجامعة الملكية للبنات، هذا بالإضافة إلى الدعوات التي تلقيتها من المؤسسات التعليمية والتطويرية والإعلامية. وبعد سنتين من تخرجي في الجامعة، لا أملك إلا تذكر تلك الأيام، وأبتسم عندما أتذكر الصحو باكراً ومراجعة الدروس في السيارة، وانتظار ورشة الذهب قبل أن تفتح لمتابعة التصنيع، ثم الإسراع إلى الجامعة لحضور المحاضرات، وترقب فترات الاستراحة لمتابعة الطلبات والتأكد من سير عملية التصدير، التي كانت تحتل أكثر من سبعين في المئة من مبيعاتنا.
فخورة بفريقي
ما قصة «القوة الجاذبة» التي عادت 2021 بين الشارقة والبحرين؟
فخورة جداً بفريق عملي الأساسي المكون من أربعة شباب بحرينيين موهوبين، ركزت على بناء نموذج عمل مؤسسي، وأنشطتنا المباشرة من خلال معارض المجوهرات، والفريق مكون مني ومن والدتي، ولكونها حبيبتي وتاج رأسي، فإنها رسمياً شريكتي في العمل، وتمثل هي وخالتي القوة الجاذبة خلال المعارض التي كثُرت مشاركاتنا بها في البحرين والإمارات والكويت.
وخلال فترة جائحة كورونا افتقدنا المعارض، ولله الحمد عدنا في نهاية 2021 من خلال معرض البحرين ومعرض الشارقة، وعادت معي القوة الجاذبة.
حجر الموسم
ما هي الصيحات المفضلة لديك بعالم المجوهرات؟ وما الأحجار الكريمة التي تفضلينها لتصميم مجوهراتك؟
الزفير الأصفر والأحجار الصفراء عموماً عادت بقوة في السنوات القليلة الماضية، مع عودة الذهب الأصفر إلى المقدمة من حيث الألوان المفضلة للذهب، بعد فترة من تقدم اللونين الأبيض والوردي. وباعتقادي أن السبب قد يكون لأن الأحجار الصفراء تُضِيف بُعداً وشعوراً طبيعياً للذهب الأصفر.
وبالنسبة لعام 2022 فقد أطلقت شركة الألوان العالمية (بانتون) درجة جميلة جديدة من اللون البنفسجي يسمى Very Peri كلون خاص بالسنة الميلادية الجديدة، واللون قريب جداً من حجر التنزانايت، وهو أحد أحجاري المفضلة، ومن الملاحظ أيضاً بأن درجات البنفسجي المائل للزرقة لم تحظ بنصيب وافر من الاهتمام في الأعوام السابقة، لذلك فأنا متحمسة جداً لرؤية تأثيرها على خطوط الموضة العالمية، خصوصاً وأننا في شركة جواهر عائشة نستخدم هذه الألوان ونشجع عليها منذ مدة.
عائشة عبدالملك:
إلهامي يأتي من كل شيء مُلهِم وجميل يلفت انتباهي و أتطلع للانتشار في الخليج والوصول للعالمية
مكافحة التقليد الجائر
بوصفك مصممة مجوهرات، هل من الضروري توثيق حقوق الملكية الفكرية لمصممات الذهب والمجوهرات أسوة بغيرها من المجالات؟
نعم، هذه القوانين مهمة وموجودة، ولكنها ليست كافية، لأنها تحارب جريمة من الصعب إثباتها في العمل الفني، ودائماً ما أكرر في هذا الموضوع أن ما نحتاجه هو ميثاق شرف بين المصممين ونقابات محلية وإقليمية ترتقي بالوعي العام وأهمية الملكية الفكرية ومكافحة التقليد الجائر الموجود في السوق.
برأيك من هي العلامة الأبرز في عالم المجوهرات ومع من تفضلين التعاون؟
سؤال صعب جداً، لأن هناك عدداً كبيراً من العلامات المبدعة التي أحبها، وكل علامة فيها شيء خاص أفضله، وبصورة عامة أميل كثيراً لعلامة Bulgari.
لا يوجد توجه حالياً للتعاون في مجال المجوهرات، ولكن في الوقت المناسب قد يكون هناك تعاون تكميلي في مجالات أخرى من منتجات الموضة.
ما الشخصية التي تأثرتِ بها في بداية تشكيل علامتك التجارية؟
تأثرت بوالدي - حفظه الله - نظراً لخبرته الطويلة في العمل المصرفي والاستشاري، ساعدني على بلورة الخطوط العامة لعلامة جواهر عائشة التجارية.
من أين يأتي إلهامك؟ هل توجد جذور تراثية بحرينية في تصاميمك؟ وهل هناك محاولات لتأصيل هذا التراث؟
إلهامي يأتي من كل شيء مُلهِم وجميل يلفت انتباهي، فمجموعة المواليد الجدد كان إلهامنا الطبيعة، مثل الورود والفراشات، ومجموعة «خشيب» كان إلهامنا الخشب بشتى أنواعه، ومجموعة «تلائيد» كان إلهامنا المرأة المعاصرة، ومجموعة الملك والملكة، استوحينا الفكرة من أحجار محصورة في الطبقة الأرستقراطيَّة وفيها اللؤلؤ الطبيعي والياقوت والزفير والزمرد وأطقم «اشتار» استوحينا الفكرة من رمز الحرب والحب في حضارة بلاد ما بين النهرين.
أما بالنسبة للجذور التراثية، أظهرنا كيف كانت المرأة البحرينية والخليجية تتزين في الزمن الجميل، فكانت البداية عبارة عن مجموعة تُركز على إضفاء لمسات عصرية على التصاميم الخليجية العريقة، مثل قلادة المرتعشة وقطع المقمش؛ وبعدها انتقلنا إلى دمج اللؤلؤ والألماس والأحجار الكريمة في تصاميم جديدة من وحي التراث البحريني الخليجي، كل ذلك مع الحرص الشديد على عدم المس بالأساسيات الجمالية التراثية.
عائشة عبدالملك:
أظهرنا كيف كانت المرأة البحرينية والخليجية تتزين في الزمن الجميل
أُطالب بحفظ حقوق الملكية الفكرية لمصممي المجوهرات
فريق مبدع
ألمحتِ لمن يردن دخول مجال تصميم المجوهرات بأن الإبداع غير كاف للوصول للنجاح، وذكرتِ بأن أنجح الاستثمارات هو بناء فريق موهوب؟
أنصح من يردن دخول مجال تصميم المجوهرات، بناء فريق من الموهوبين، كل فرد منهم يغطي نقطة من نقاط الضعف عندك، ومن الطبيعي أن يخضع ذلك لمحدودية الموارد المالية في بداية الأمر، ولكن متى ما توفر القليل من المال للاستثمار، فإن أنجح الاستثمار يكون في فرد جديد يمتلك المواهب التي تنقصك فضلاً عن أن الاستثمار في المجوهرات هو الاقتصاد الواعد بالبحرين.
التوسع والانتشار
نلت عدة جوائز وتكريمات خلال مسيرتك المهنية، برأيك ما هو التكريم الذي يليق بك كمصممة مستقبلاً؟
بفضل الله تعالى، نلت شرف تكريم الأمير سلمان آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كأفضل شركة متناهية الصِغر، وفزت بجائزة أفضل شركة تُدار من قِبل تلميذة في 2017 من مؤسسة الجائزة العالمية للطلبة رواد الأعمال، واختياري لتمثيل مملكة البحرين في النهائيات العالمية في فرانكفورت من العان نفسه.
ويبقى التكريم الأكبر هو رؤية الفرحة في عيون من تقتني قطعة من تصميمي، وأن تعيش تجربة دخول عالم جواهر عائشة لأستمتع بصداقتهم.
ما هي تطلعاتك المستقبلية؟
أتطلع للانتشار في الخليج العربي والوصول للعالمية، ولدينا اليوم تواجد رسمي ومرخص في كل من دولة الكويت والامارات العربية المتحدة بالإضافة إلى مملكة البحرين، وأتطلع للتوسع في المملكة العربية السعودية، ودولة قطر وسلطنة عمان في المستقبل إن شاء الله.