المديرة التنفيذية لمركز الشارقةلريادة الأعمال «شراع» نجلاء المدفع:وطننا العربي يزخر بقياديات متميزات

المديرة التنفيذية لمركز الشارقةلريادة الأعمال «شراع» نجلاء المدفع:وطننا العربي يزخر بقياديات متميزات
المديرة التنفيذية لمركز الشارقةلريادة الأعمال «شراع» نجلاء المدفع

تعدّ نجلاء المدفع واحدة من أبرز الأسماء الفاعلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتولى منصب المدير العام لمركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، وهو كيان حكومي يهدف إلى تأسيس بيئة  جاذبة  لريادة الأعمال في الشارقة ،وتوفير منصة للتطور والنجاح لأصحاب الأعمال. كما أسست نجلاء «خيارات»، وهي منظمة اجتماعية تمكن الشباب الإماراتي من اتخاذ القرارات الوظيفية الواعية وتساعدهم على تحقيق النجاح في القطاع الخاص.

وشغلت سابقاً منصب مدير أول في صندوق خليفة لتطويرالمشاريع حيث قادت فريق عمل مؤلف من مستشارين في مجال الأعمال وقامت بالإشراف عليهم، كما تولت مهام تتعلق بتصميم وقيادة العديد من المبادرات ذات الصلة بالشباب مثل مبادرة «صندوق خليفة»سلسلة أصحاب الأعمال الصاعدين،وقبل التحاقها بمنصبها في صندوق خليفة، عملت نجلاء المدفع في منصب شريك أول في شركة  ماكنزي آند كومباني في نيويورك، حيث أشرفت على مجموعة من المشاريع في المجال الاستراتيجي الخاص بعملاء قطاع المؤسسات المالية. لديها خبرات مهنية كبيرة، وهي حاصلة على البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) من جامعة باث في المملكة المتحدة، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد.
بمناسبة يوم المرأة الإماراتية التقينا نجلاء المدفع لتتحدث عن مسيرتها، ودور المرأة الإماراتية في عملية التنمية، والمستوى الذي وصلته من تطور وتمكين.


 



حوار | لمى الشثري Lama AlShethry
تنسيق الحوار | لينا الحوراني Lina Alhorani
إشراف وتنسيق أزياء | رنا الطوسي Rana Al Tousi
مساعدة التنسيق | Icho Ducao Maestrado
تصوير فوتوغرافي | ديفيد وانغ David Wang
شعر ومكياج | جوليا رادا Julia Rada
تصوير فيديو | غيث طنجور Ghaith Tanjour

 



تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2164 من مجلة سيدتي

 

 

عباءة من تصميم مرمر حليم Marmar Halim

 

أرى أن الأهل أولاً ثمّ المجتمع يمثلان الداعم الأول والأبرز للشباب وروّاد الأعمال في الخليج العربي
على القائد التنفيذي أن يتحلى بصفات تُسهم في تعزيز وإثراء تجربته القيادية ونجاحها، ومن أبرزها القدرات التنظيمية والقدرة على اتخاذ القرار الشجاع

 

 


حدثينا عن مسيرتك في القيادة وريادة الأعمال؟
بدأت مسيرتي المهنية في القطاع الخاص، حيث عملت في شركتين عالميتين في الدولة، وهما شركة برايس ووترهاوس كوبرز وشركة شل. انتقلت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لنَيل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد، لأنضم بعد التخرج إلى العمل في شركة «ماكنزي» وشركاؤه في ولاية نيويورك الأمريكية.
لعبت هذه التجربة دوراً حيوياً في بناء أسس رصينة من المهارات التي أسهمت في تعزيز حياتي المهنية، ومن هذا المنطلق، أدعو جميع الخريجين الشباب إلى استكشاف الفرص المتاحة لهم في القطاع الخاص. عُدت بعدها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2010، وهنا بدأت رحلتي نحو عالم ريادة الأعمال، حيث عملت كمدير أول في صندوق خليفة لتطوير المشاريع وبدأ شغفي يكبر تجاه دعم رواد الأعمال لبناء أعمالهم المبتكرة. وفي عام 2015، أُتيحت لي الفرصة العودة إلى العمل في إمارة الشارقة للمساهمة في بناء بيئة داعمة لريادة الأعمال وللمساعدة في ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة حاضنة لريادة الأعمال. اليوم، وبصفتي المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع»، أكرس أنا وفريقي جهودنا من أجل خلق الجيل القادم من رواد الأعمال من خلال أُطر التعاون مع الجامعة الأمريكية في الشارقة وجامعة الشارقة. كما قمنا بدعم فكرة تأسيس أكثر من 150 شركة ناشئة، وأكثر من 50٪ من هذه الشركات تقودها رائدات أعمال.بالإضافة إلى دوري في «شراع»، أنا ممتنة لكوني أعمل كعضو مجلس إدارة في مؤسسات أخرى مثل البنك العربي المتحد ودانة غاز ومصرف الإمارات للتنمية. كما أعمل دائماً على تطوير مهاراتي القيادية وتنمية العلاقات على المستوى العالمي من خلال برامج الزمالة مثل زمالة أيزنهاور ومعهد أسبن لمبادرة القيادة في الشرق الأوسط.

تابعي المزيد:الفنانة البصريَّة منال الضويان:الفن مساحة تبحث في الأسئلة الصَّعبة 



رائد الأعمال الناجح
ما أهم 3 صفات لابد أن يمتلكها رائد الأعمال الناجح؟

ريادة الأعمال تشبه إلى حدّ بعيد المغامرات في عالم البحار، فقد يمر رائد الأعمال بأوقات يكون البحر فيها هادئاً ومدى الرؤية واضحاً واتجاه البوصلة دقيقاً، إلا أنّه قد يشهد أوقاتاً أخرى تصاحبها عواصف وأمواج عاتية، لذا، لا بُدّ لرائد الأعمال أن يتحلى بالمرونة والقدرة العالية على التعامل مع مختلف الظروف حتى ينجح ويحافظ على استدامة عمله. إن روح المبادرة تعدّ من أبرز صفات رائد الأعمال الناجح، وذلك لما لها من دور بالغ الأهمية في توظيف الإبداع والابتكار في المؤسسة أو المشروع الخاص به وتحقيق قدرة عالية من التنافسيّة المطلوبة لاستمرارية العمل. أمّا الصفة الأخرى التي تُميّز رائد الأعمال الناجح فهي البصيرة والإيجابية، حيث يتحلى من خلالهما بقدرة عالية على استشراف المستقبل والتكيّف مع مستجداته، إلى جانب قدرته على النظر من الزوايا الإيجابية إلى مختلف التجارب التي يمرّ بها، بما فيها التجارب التي لم يوفق فيها، لاستقاء العبر والدروس منها.
من خلال خبرتك على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ما الذي قد يحول بين الشباب العربي وبين الريادة في الابتكار؟
الشباب في عالمنا العربي مليء بالطاقة والحماسة، وهو شغوف جداً للوصول إلى أهدافه، ولكن قد يصطدم بواقع مغاير لتوقعاته، من حيث البيئة الحاضنة والجهات الداعمة والتشريعات التي تُسهّل عليه الوصول إلى مرحلة متقدمة من الريادة في الابتكار.
وعلى الرغم من ذلك، لا بدّ لهذه الطاقات الجبّارة أن تتحلى بروح المثابرة الجادة للوصول إلى أهدافها وصنع التغيير المنشود، وعليهم أن يكونوا أداة بناء لأوطانهم من خلال أفكارهم الخلّاقة وإمكاناتهم الواعدة، وكما كانت تجربة دولة الإمارات متميزة ورائدة في استقطاب الشباب المبدع من مختلف أنحاء الوطن العربي، فسيكون لهؤلاء الشباب بكل تأكيد دور في نقل تجاربهم واستنساخها في دولهم لخدمة شعوبهم وأوطانهم وفسح المجال لأقرانهم للإبداع في ابتكار الأفكار.

لكل مسيرة مهنية تحدياتها
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ خلال مسيرتك المهنية؟ وكيف تغلبتِ عليها؟

لكل منصب مسؤولياته ولكل مسيرة مهنية تحدياتها الخاصة التي تتعلق بطبيعة العمل والأهداف المنشودة التي يُرجى تحقيقها، وفي الوقت الراهن ومن خلال عملي في مركز “شراع” فإنّ التحديات الأساسية تكمن في قدرتنا على خلق بيئة محفّزة لرواد الأعمال وتحريك شغفهم نحو الإبداع في ابتكار الأفكار وتطبيقها لتصبح شركة ناشئة ناجحة بحدّ ذاتها، ودعم جيل الشباب لدخول عالم الأعمال من خلال توفير المناخ والظروف المناسبة لذلك.
ويواصل المركز عمله الدؤوب لتحقيق ذلك من خلال الرعاية والتوجيه، وبناء شبكة تعاونية شاملة بين رواد الأعمال، وفتح قنوات تواصل بينهم وبين الجهات الداعمة والحاضنة، وكذلك مد الجسور للشراكات الحقيقية مع الجامعات والكليات والمراكز البحثية والطلاب والخريجين وأعضاء الهيئات التدريسية من جهة، وقطاع الأعمال والمستثمرين من جهة أخرى، للعمل على تطوير ريادة الأعمال، وتقديم الدعم والتدريب والاستشارات للشباب.

تابعي المزيد: سيدة الأعمال الكويتية فاطمة الرشود: بالإرادة والإصرار يمكن التغلب على صدمات الحياة

 

عباءة من تصميم مرمر حليم Marmar Halim


في يوم المرأة الإماراتيّة التي تعد مناسبة للاحتفاء بالإنجازات التي حققناها، كُلنا ثقة بأنّ القادم أفضل، فأمامنا مستقبل مشرق
أعدّ نفسي من أشد المعجبين بالسفر واستكشاف أماكن جديدة، خاصة عندما تُتاح لي فرصة التفاعل والانغماس في الطبيعة

 


ما هي رؤيتك لدور الأهل والمجتمع في دعم القيادات الشابة ورواد الأعمال في الخليج العربي؟
أرى أن الأهل أولاً ثمّ المجتمع يمثلان الداعم الأول والأبرز للشباب وروّاد الأعمال في الخليج العربي، وتحديداً في دولة الإمارات العربيّة المتحدّة، وها نحن اليوم نلمس بوادر هذا الدعم بفضل الوعي الكبير الذي بات يتحلى به المجتمع حول أهميّة ريادة الأعمال في خلق التنمية المستدامة التي تُؤتي ثمارها على الوجه الأكمل خدمةً لمصالح المجتمع بشكل عام، وعائلة رائد الأعمال بشكل خاص.
وفي الآونة الأخيرة، شَهِدنا العديد من روّاد الأعمال الذين عبّروا عن امتنانهم وشكرهم لعائلاتهم ومجتمعاتهم التي كانت الركيزة الرئيسة في وصولهم إلى غاياتهم وتحقيق أهدافهم، لذلك أوجّه رسالتي إلى الجميع، أن يحرصوا على دعم أبنائهم من روّاد الأعمال والقيادات الشابة، فهم يرون فيهم خط الدعم المعنوي الأول في مسيرتهم المهنيّة.

 

تابعي المزيد: المقاولة السعودية فوزية الكري: المقاولاتُ مسارٌ جديدٌ لتوطين الاقتصاد ومربحٌ للمرأة

 

 

إطلالة من أزياء نجلاء المدفع الخاصة

 


نجاحات لافتة للمرأة الإماراتية
ما رأيك بحضور المرأة الإماراتية في عالم الأعمال؟

استطاعت المرأة الإماراتيّة بفضل بيئة ريادة الأعمال الحاضنة التي توفّرها دولة الإمارات، والاهتمام والرعاية الكبيرة التي توليها قيادتنا الرشيدة للمرأة، أن تحقق نجاحاً لافتاً خلال فترة وجيزة، وأصبحنا اليوم نرى حضوراً مميزاً لسيدات الأعمال الإماراتيات في مختلف المجالات والقطاعات، حتى باتت تجربة الإمارات حاضرة على المستوى العالمي، إذ نجحت المرأة خلالها بالمساهمة البارزة في تنمية المجتمع والوطن، وتحقيق الإنجازات التي جعلت منها خير شريك في مسيرة التنمية المستدامة، وركيزة لا غِنى عنها في تربية الأجيال واستدامة الاقتصاد وازدهار البلاد.
توليتِ العديد من المناصب في مجالات وقطاعات متنوعة، كيف تصفين هذه التجربة؟
لقد كانت تجربة ثريّة ورائعة بالفعل، ساهَمت في صقل خبراتي المتنوعة في العديد من المجالات، سواء في القطاع المالي أو ريادة الأعمال وغيرها، وقد ساعدتني هذه التجربة في استمرارية النمو، وتطبيق العديد من المهارات التي اكتسبتها أثناء مسيرتي الدراسيّة، كما كان لما تعلمته واكتسبته أثناء وجودي خارج الإمارات دور كبير في إثراء تجربتي داخل الدولة بعد عودتي وتوظيف هذه المهارات لخدمة بلدي، وتحديداً في قطاع ريادة الأعمال وتمكين الآخرين.
ما نصيحتك للشابات المقبلات على عالم ريادة الأعمال؟
أولاً، لا بدّ من الإخلاص للعمل الذي تتطلعنّ إلى النجاح والإبداع فيه، وعليكنّ أن تُكثفنّ من اكتساب المعرفة والاطلاع على مختلف نواحي هذا العمل، والاستلهام من تجارب الناجحين فيه، وكذلك اكتشاف الثغرات التي كانت سبباً لفشل البعض للاستفادة من الدروس وأخذ العبر، والتحلي أيضاً بروح المبادرة والإصرار، فمع الإصرار والمحاولة مراراً وتكراراً يُمكن أن تحقق المرأة الشابة أبعد مما كانت تصبو إليه، ولا بدّ من التخطيط الدائم والاستباقي لمواجهة مختلف الظروف. لا تنتظرنّ أن يتحقق النجاح بسهولة، فالطريق أمامكن لن يكون مفروشاً بالزهور، ولكن المهم ألا تُصبن بالإحباط أو الفتور، فهنا تكمن بداية الفشل، واعلمن أن النجاح أقرب بكثير مما تتوقّعن.

أشخاص إيجابيون
هل هناك شخصية عامة كانت أو خاصة أثرت في حياتك؟

الأشخاص الإيجابيون الذين أحدثوا أثراً ملهما في حياتي كُثر، سواء على المستوى المهني أو المجتمعي، وهنا لا بدّ من توجيه كل كلمات الشكر للملهم الأول، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعمه الدائم، والذي كان النموذج الأول والإنسان الملهم الذي استطاع بحكمته وبصيرته أن يجعل من الشارقة مركزاً عالمياً تتجه نحوه أنظار روّاد الأعمال. كما أنا وكل سيّدة في هذا الوطن في غاية الامتنان كذلك لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، التي وضعت هم الأسرة والمرأة بالتحديد على سلّم أولوياتها، فكانت خير داعم لتطور المرأة ونماء تأثيرها في مجتمعها. إن كان لا بدّ من ذكر شخصية بعينها، فأنا في غاية الامتنان للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، التي أتطلع دائماً إلى التعلّم من شغفها وحبّها للمبادرة والتميّز، وتحديداً في ريادة الأعمال، الأمر الذي أثمر عن تأسيسها لمركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع» في العام 2016، ليصبح منصة تهدف إلى بناء جيل من صناع التغيير في الإمارة.
ماذا تمثل لك لحظات النجاح وكيف تتعاملين مع الأخطاء؟
الإنسان بطبعه يسعد بأي لحظة نجاح يحققها مهما كان حجمها، ولكن الأهمّ من ذلك أن نبني على لحظات النجاح لما هو أوسع وأبعد من ذلك، لذا فإنّ لحظات النجاح بالنسبة لي تعدّ بداية للحظات أخرى من التجربة والاستمرارية والتطوير والبناء عليها، فمسيرتي في هذه الحياة لا تتوقف عند لحظات معيّنة، وكذلك الأخطاء هي بالنسبة لي محطات توقف لاستقاء العِبر والفوائد التي تُلهمنا الانطلاق بطريقة مختلفة وبشكل أقوى، بما يضمن تحقيق النجاح تلو الآخر.

مبادئ أساسية للنجاح
ما هي المبادئ الأساسية التي تتمسكين بها في الحياة والعمل؟

الاعتماد على النفس هو من أهمّ المبادئ التي أؤمن بها وأتّخذها مساراً في حياتي المهنية والشخصية، وقد نشأت على ذلك منذ سنّ مبكرة، وكان أيضاً لتجربتي في العيش خارج الإمارات دورٌ في تعزيز هذا المبدأ لديّ، كما أن من المبادئ التي أتمسك بها في حياتي هي روح المبادرة، فعلينا أن نسعى للوصول وأن نصنع التغيير من العدم في كثير من الأحيان. بالإضافة إلى العديد من المبادئ الأخرى، كمواصلة التعلّم والاطلاع، وبناء شبكة تواصل مع الآخرين لما له من دور في تعزيز الحوار، وتبادل المعارف، والتجارب، وغيرها.
برأيك، ما هي الصفة الأهم التي لا بد أن يتحلى بها القائد التنفيذي؟
يجب على القائد التنفيذي أن يتحلى بالعديد من الصفات التي تُسهم في تعزيز وإثراء تجربته القيادية ونجاحها، ومن أبرز هذه الصفات، أن يتحلى بالقدرات التنظيمية والقدرة على اتخاذ القرار الشجاع دون تردد، إلى جانب القدرة على التواصل الفعّال والسلس مع فريق عمله، وهذا بحدّ ذاته كفيل بأن يخلق تجربة متميّزة، ينعكس أثرها على النواتج والمخرجات التي يحققها المشروع أو المؤسسة، إلى جانب تعزيز أداء فريق العمل وترسيخ ثقته بنفسه، الأمر الذي يفتح أبواب الإبداع والابتكار على مصراعيها.
هل هناك برامج تدريبية ساعدتك في التطور خلال مسيرتك المهنية؟
كنت أبحث دائماً عن طرق ووسائل لمواصلة التعلم وتطوير خبراتي المهنية، وقد أسهمت زمالاتي في توسيع وبناء شبكة من العلاقات المُثرية التي استفدت منها، فمن خلال مبادرة القيادة في الشرق الأوسط لمعهد آسبن وزمالة أيزنهاور العالمية، تمكنت من تسليط الضوء على إمارة الشارقة أمام الزملاء في جميع أنحاء العالم، والاستفادة من علاقاتي لإنشاء نظام دعم عالمي لرواد أعمال مركز شراع.

رسالة للمرأة الإماراتية
ما رسالتك للمرأة الإماراتية وهي تحتفل بذكرى يوم المرأة الإماراتية؟

أولاً وقبل كلّ شيء، لا بدّ للمرأة الإماراتيّة أن تفخر بما وصلت إليه في مختلف القطاعات، وبما حققته من إنجازات باتت تشكّل نموذجاً لنساء العالم، ويعود الفضل في ذلك لقيادتنا الرشيدة، وتحديداً لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي لم تدّخر جهداً في سبيل دعم المرأة وتحفيزها وإلهامها لمواصلة التميّز والإبداع، ووجّهت بالاحتفاء بالمرأة المواطنة وإنجازاتها في كلّ عام.
وفي يوم المرأة الإماراتيّة التي تعد مناسبة للاحتفاء بالإنجازات التي حققتها المرأة في مختلف المجالات، كُلنا ثقة بأنّ القادم أفضل، فأمامنا مستقبل مشرق تسعى خلاله دولتنا وقيادتنا إلى أن تكون في مقدمة الأمم على كافة الأصعدة، وتحديداً الصعيد الاقتصادي، وللمرأة في ذلك دور كبير ومكانة مرموقة يجب أن تعمل على توظيفها لتشكل رافعة لوطنها، وشريكاً حقيقيّا للبناء والتنمية.
برأيك، ما الذي تحتاجه المرأة العربية من تمكين لتصنع تاريخاً في ريادة الأعمال؟
وطننا العربي يزخر بالنساء اللاتي يتمتعن بصفات قيادية متميّزة، ولديهنّ إمكانات كبيرة في ريادة الأعمال، وحتى تُترجم هذه الإمكانات إلى واقع يصنع تاريخاً مشهوداً في هذا المجال، يتحتم على الجهات الرسميّة والخاصة وكذلك المجتمع أن يضع ثقته بها وأن يؤمن بهذه القدرات قبل كل شيء. فمن هنا تكون البداية، ليأتي بعد ذلك العمل على تطوير سياسات التمكين، وإزالة أي عوائق من شأنها أن تُعرقل تقدم سيّدات الأعمال نحو تحقيق الشراكة الحقيقية المتكاملة. وهذا الأمر يتطلب تضافر جهود الجهات الحكومية من خلال إقرار التشريعات، وفسح المجال من قبل القطاع الخاص أمام المرأة لتُثبت قدراتها الريادية والقيادية، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة تعدّ تجربة مثاليّة وسبَّاقة في هذا المجال، ونأمل أن يتم استنساخها في بلادنا العربيّة الأخرى.

هوايات متعددة
هل لديك هوايات تجعلك تشعرين بالسعادة والاسترخاء؟

كثيرة هي الهوايات التي تُلهمني لتحفيز ذاتي والشعور بالسعادة والاسترخاء، وقد وجدت فعلاً أن تخصيص بضع ساعات أسبوعياً لممارسة الرياضة والأنشطة البدنية، وتحديداً رياضة اليوجا التي أمارسها 5 مرات على الأقل أسبوعياً، كفيل بتحسين مستوى التركيز لديّ لمواصلة نشاطي وضمان تحقيق أعلى قدر ممكن من الإيجابية في العمل.
كيف تتعاملين مع الضغوطات وجدول الالتزامات اليومية في العمل والحياة؟
أنظر إلى مجال عملي الذي أقوم به برفقة روّاد الأعمال على أنّه امتياز مهما كانت الظروف والضغوط المصاحبة له. لذلك لا أشعر أبداً بأنّه التزام وواجب بقدر ما أراه استمتاع بتحقيق النجاح، وتحويل الأفكار الصغيرة إلى مشاريع. كما أنّي أشعر بسعادة غامرة لكوني أعمل برفقة فريق يُمكنني الوثوق به والاعتماد عليه في أي وقت وتحت أي نوع من المستجدات.
ما هي المدينة أو البلد التي تلهمك أو تحلمين بزيارتها؟
أعدّ نفسي من أشد المعجبين بالسفر واستكشاف أماكن جديدة، خاصة عندما تُتاح لي فرصة التفاعل والانغماس في الطبيعة. وبالتأكيد، لا أجد دولة مهما كانت مقوماتها تُلهمني بقدر ما تلهمني دولة الإمارات، فهي تتمتع بكونها أمة طموحة حققت الكثير الإنجازات والنقلات النوعيّة خلال 50 عاماً فقط، بينما لا تزال تغرس قيمها وتحافظ على أصالة تقاليدها وتراثها الغني بينما تسير بخطى ناجحة نحو مستقبل واعد.

تهنئة لـ «سيدتي» وقرائها
احتفلت سيدتي هذا العام بعيدها الواحد والأربعين، ما الرسالة التي توجهينها لقراء ومتابعي «سيدتي» من خلال هذا اللقاء؟

بداية نتوجه لكم بالتهنئة بهذه المناسبة، ونتمنى لكم المزيد من التوفيق والنجاح. ورسالتي إلى قرّاء ومتابعي المجلة، وتحديداً من السيدات هي الإيمان الحقيقي بقدراتكنّ في شتى المجالات، وعدم التردد في التجربة والمحاولة مهما كانت الظروف. فالنجاح ودخول عالم ريادة الأعمال يتطلب منكنّ إظهار روح الاستعداد والمبادرة، وعدم انتظار الفرص، بل لا بدّ من صناعة هذه الفرص. فوجودكنّ في هذا القطاع يعدّ أمراً حتميّاً وجوهرياً، وله تأثير مباشر على مجتمعاتكن وعائلاتكنّ، وأنتنّ صاحبات القرار في ذلك، فكنّ المبادرات واَسعَينَ للتغيير بكل مثابرة وجدّ، فلكلّ مجتهد نصيب.

تابعي المزيد: الشيخة موزة بنت مروان آل مكتوم أول امرأة في العالم تحلّق بطائرة "تيلتروتو"

 

 

 

 

إطلالة من تصميم مريم السليج لدار سلوشيز Slouchyz.