مما لا شك فيه أن وسائل التواصل الاجتماعي بات لها تأثير واضح على المجتمع، وخاصة في انتشار الصيحات الجديدة في مختلف المجالات، فيكفي أن يظهر أي ترند جديد، لنرى أنه سرعان ما ينتشر تطبيقه بين رواد هذه المواقع، واللافت أنّ الصيحات الجديدة لا تقتصر فقط على الموضة أو الجمال، وإنما باتت أيضاً تطال الأمور الصحية، وخاصة حميات إنقاص الوزن. التقت «سيدتي» أخصائية التغذية العلاجية، ومثقفة مرضى السكر غنى خرسان.
كثيراً ما نشاهد أحد المشاهير يصرح بتطبيقه لحمية معينة، لنرى أنه سرعان ما يتّجه الكثير من الناس لتطبيق هذه الحمية من دون التفكير ما إذا كانت مناسبة لهم أم لا، أو هل تشكل أي ضرر لهم. لذلك ينبغي أن يكون المرجع في الأمور المتعلقة بالصحة وإنقاص الوزن لأهل الاختصاص، وليس للترند المنتشر.
دعونا نستعرض بعض الحميات التي انتشرت لتصبح ترند أو موضة، ونرى ما إذا كانت مجدية أم لا؟ وهل لها تأثير ضار على الصحة؟ بحسب ما أفادت الأخصائية غنى خرسان.
أخصائية التغذية العلاجية غنى خرسان: لا ينبغي اتباع أي أسلوب طعام فقط لكونه موضة أو مُتّبعاً من قبل بعض الأشخاص
حمية البطاطس:
- تنص هذه الحمية على تناول 1-2 كيلو غرام يومياً من البطاطس المشوية أو المسلوقة وذلك لفترة تمتد بين 3-5 أيام فقط.
- كما تحظر استخدام أي إضافات او منكهات للبطاطس ما عدا القليل من الملح، ولا تسمح بتناول أي أنواع أخرى من الأغذية معها.
- تعدّ هذه الحمية قاسية جداً من الناحية النفسية، ولأنها مقيّدة جداً في الكمية ونوع الطعام، حيث يسمح فقط بالبطاطس العادية، ويمنع تناول أي نوع آخر، وحتى البطاطس الحلوة لا يسمح بها.
- إن خسارة الوزن في هذه الحمية غالباً ما تكون من الكتلة العضلية، وهو أمر غير محبّذ.
تابعي المزيد: فقدان الوزن: اكتشفي الأوقات المثالية لتناول الطعام وفق دراسة حديثة
حمية الديتوكس:
- لاقت حميات التخلص من السموم و المعروفة باسم الديتوكس، رواجاً كبيراً حيث يدّعي مروّجو هذه الحميات قدرتها على تخليص الجسم من السموم، وذلك بتناول أنواع محدّدة من الخضروات والفاكهة، سواء بشكلها الطبيعي أو على شكل عصائر طازجة، إضافة اإى تناول كمّيات كبيرة من الماء وشاي الأعشاب على مدار اليوم.
- ما ينبغي علينا معرفته هو أنّ جسم الإنسان ليس بحاجة إلى نظام غذائي مقيّد بأنواع محدّدة من الخضروات والفاكهة لتطهيره من السموم، فهو قادر على تخليص نفسه منها يومياً بطريقة طبيعية، وذلك عن طريق الكبد والكلى والجلد.
- مع أنّ هذه الكمية الوفيرة من الخضروات والفاكهة تمدّ الجسم بالعديد من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، إلا أن هذه الحمية تفتقر إلى مصادر البروتين التي يحتاجها الجسم، للحفاظ على العديد من وظائفه الحيوية.
حمية الآيس كريم:
- من المؤكد أن اسم الحمية بحدّ ذاته يعتبر جذاباً للجميع، وخاصة المراهقات، حيث أنه يوحي بفكرة خسارة الوزن من خلال تناول الأيس كريم على مدار اليوم.
- تَعِد هذه الحمية بخسارة سريعة للوزن، بينما تستمتع بتناول الآيس كريم على جميع الوجبات خلال اليوم، إضافة لكمية بسيطة جداً من الطعام.
- وبذلك نجد أن فكرتها تعتمد على العامل النفسي، حيث توحي بإمكانية تناول الآيس كريم، وعدم الحرمان منه، لكن في الحقيقة لا يوجد أي مكوّن سحري في الآيس كريم يؤدّي إلى خسارة الوزن، وإنما السبب يعود في ذلك إلى التقييد الشديد في السعرات الحرارية، ما يعني افتقار هذه الحمية إلى الكثير من العناصر الغذائية اللازمة للجسم. وبما أنها أكثر شيوعاً بين فئة المراهقات، فأنها قد تعرّضهنّ للإصابة بفقر الدم في هذه المرحلة العمرية.
- إن خسارة الوزن بهذه الطريقة لا تعدّ مستدامة، حيث من المتوقع استعادة الوزن بسرعة فور ترك هذه الحمية.
تابعي المزيد: كيفية إنقاص الوزن في أسبوع للنساء بطرق ممتعة
حمية الـ 5 قضمات:
- يعتمد هذا النظام على محاكاة جراحات إنقاص الوزن دون تعريض الجسم لها.
- فهو يعمد إلى التقليل من كمية الطعام المتناول خلال اليوم، كما لو أن الشخص قد خضع لجراحة تكميم المعدة أو تحويل المسار.
- يلغي هذا النظام وجبة الإفطار تماماً، ويسمح فقط بوجبة غداء وعشاء، شريطة أن تتكوّن الوجبة الواحدة من 5 قضمات فقط من الطعام، من دون تحديد نوعية الأغذية المتناولة في هذه الوجبات.
- تكمن مساوئ هذا النظام بأنّه لا يلبّي احتياجات الجسم من العناصر الغذائية، حيث أنه يستحيل على الجسم الحصول على المغذّيات التي يحتاجها من سعرات حرارية منخفضة جداً، وعند المقارنة بين نظام الـ5 قضمات وبين جراحات إنقاص الوزن، نجد أن الخضوع لهذه الجراحات يتطلّب متابعة طبية تتضمن حمية خاصة تؤمن المغذيات للجسم قدر المستطاع، إضافة الى دعم النظام بالمكمّلات الغذائية اللازمة، وهو ما يغيب عن حمية الـ5 قضمات. والسبب أن هذه الحمية تقيّد فقط الكميات، لكنها تسمح بتناول أي نوع من الطعام، وبالتالي غالباً ما سيختار من يخضع لها لأنواع غير صحية ولكن ترضي شهيتهم.
- من آثارها السلبية أيضاً الإصابة بالوهن والتعب والإمساك، وزيادة خطر الإصابة باضطرابات الطعام، ما يجعل الحفاظ على خسارة الوزن غير ممكنة.
بالنظر سريعاً إلى الحميات السابقة وغيرها من الحميات غير الصحية المنتشرة، نجد أنها جميعها تعتمد على التقييد المبالغ فيه للسعرات الحرارية، أو لأنواع معيّنة من الأطعمة، وبالتالي فهي غالباً ما تشترك بآثار صحية سيئة على الجسم، كالوهن، والتعب، وانخفاض القدرة على التركيز، وزيادة العصبية، وتساقط الشعر، والأهم هو عدم القدرة على الاستمرار فيها، واستعادة الوزن بعد الانتهاء منها. فكلّها لا يمكن اعتبارها نظاماً مناسباً للحياة، كما أنها تزيد من فرص تعرّض متتبّعيها للإصابة باضطرابات الطعام.
كيف نستطيع تحديد ما إذا كانت الحمية التي نرغب باتباعها آمنة لنا ام لا؟
بداية لا ينبغي اتباع أي أسلوب طعام فقط لكونه موضة أو مُتّبعاً من قبل الكثير من الأشخاص، وإنما يجب استشارة اختصاصي التغذية المرخّص، لأنّه قادر على تحديد النظام الغذائي الأنسب لكلّ حالة آخذاً بعين الاعتبار مشاكلها الصحية وأهدافها وتفضيلاتها الغذائية.
تابعي المزيد: أتبع حمية ولا أخسر وزناً، ما السبب؟.. العلم يجيب
بشكل عام يعدّ النظام الغذائي غير آمن، إذا كان يعتمد على أحد الأمور الآتية:
- يعطي وعوداً بخسارة سريعة لأرقام محددة من الوزن، مثلاً: خسارة 5 كيلوغرامات في أسبوع.
- يستبعد مجموعات كاملة من الطعام أو العناصر الغذائية، مثلاً: يمنع تماماً تناول اللحوم أو الكربوهيدرات.
- يقيّد بصرامة تناول أنواع أو كمّيات محدّدة الطعام.
- يروّج لأطعمة على أنّ لها مفعول سحري.
- يشترط شراء منتجات أو مكمّلات غذائية معيّنة لنجاح الحمية.
أهم النقاط التي ينبغي أن تتوافر في النظام الآمن:
- يراعي التنوع من جميع المجموعات الغذائية لتلبية احتياجات الجسم ولا يستبعد أياً منها.
- يعتمد على الاعتدال في كمّيات الأغذية وعدم المبالغة في إضافة أو استبعاد أي نوع من الطعام.
- لا يتطلب تطبيقه أغذية أو مكمّلات خاصة.
- يمكن اتباعه لفترة مطوّلة من دون ملل أو تعب.
- يلبي رغبات الطعام ويحقق الشعور بالرضا.
- يشجّع على تعديل العادات الغذائية للأفضل، وعلى تناول الأطعمة الصحية والنشاط والحركة.
تابعي المزيد: حمية صحية في أيام الدورة الشهرية