صوت الرياح من كل جانب، وحرارة شمس تلفّ بسخونتها الوجنتين؛ حيث تجد حبات الرمال راحتها على الأهداب الناعمة، مستغلة انحناءة ظهر تمكّن المعول من التنقيب في التراب.. ما هي إلا لحظات.. أو دقائق أو ساعات أو أشهر وربما سنوات، حتى تتعالى الصيحات معلنة عن اكتشاف جديد.. في ظل هذه الأجواء، تمارس منقبات آثار وعالمات عربيات عملهن بمتعة نادرة ليرفع الستار عن سرّ من أسرار الحضارات الغابرة، التي لا تقدر بثمن. نستضيف في هذا الملف تجارب لباحثات ومنقبات في علم الآثار، تكلّمن عن طبيعة عملهن، والأسباب التي دفعتهن إلى اختيار التخصص أو المهنة، وأهم ما أنجزْنَه، وكيف يمكن تشجيع الفتيات على دخول هذا المجال الحيوي.
أعدّت الملف | لينا الحوراني Lina Alhorani
تصوير | محمد فوزي Mohamed Fawzy
الرياض | يارا طاهر Yara Taher
جدّة | أماني السّراج Amani Alsarraj
تصوير | بشير صالح Basheer Saleh
الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine
تونس | مُنية كوّاش Monia Kaouach
القاهرة | أيمن خطّاب Ayman Khattab
من الرياض
مريم الحربي:
أدهشني اكتشاف الرسم الصخري للملك البابلي نابونيد
الشغف الكبير باكتشاف الآثار دفع مريم الحربي، باحثةٌ في التراث، ومؤسِّسة وعضوة فريق «آثاريون» التطوعي التابع للجمعية السعودية للدراسات الأثرية، إلى دخول المجال، وعن ذلك قالت: «اكتشفت شغفي بالآثار في الصغر، فكثيراً ما كنت أطَّلع على قصص الأوَّلين، وأخوض في علومهم، وأنهل من ثقافتهم، وتطور هذا الشغف معي في المرحلة الثانوية، لذلك اخترت الآثار تخصُّصاً دراسياً لي».
يجمع علم الآثار في ثناياه بين التاريخ والجغرافيا والأدب والهندسة والعمارة، وغيرها من العلوم التي يحتاج إليها المشروع الأثري ليكتمل، تستدرك مريم: «الباحث في مجال الآثار لا يبحث فقط في الشواهد أو اللقى الأثرية، بل ويدرس تاريخ المكان أيضاً، وثقافته، وعادات الأقوام التي عاشت في تلك الحقبة، ومن جهتي قمتُ بأعمال التنقيب والمسح الميداني والأبحاث والتحقيق العلمي في مجال الآثار والتراث، وأسهمت في قراءة النقوش والكتابات القديمة على الصخور، وفك رموزها».
فرضيات وتحليلات
تستمتع مريم كثيراً عند العثور على القطع التي لا تقدر بثمن، حيث تقوم بتحليلها، وتطرح الأسئلة حولها، وتضع فرضياتٍ للإجابة عنها، مع ربط تلك التحليلات وإسقاطها على الواقع الذي نعيشه اليوم من ثقافاتٍ وعاداتٍ وتقاليد، تستدرك قائلة: «أدعو كل فتاةٍ في داخلها شغفٌ بالآثار إلى معرفة الماضي بدخول هذا المجال الممتع والمفيد».
أبدت مريم إعجابها باكتشافُ موقع نحت الجمل، والاكتشافات التي توصَّلوا إليها في قرية الفاو، تعلّق قائلة: «الكتابات الإسلامية التي توثق زمن الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، لكن أكثر ما أدهشني هو اكتشاف الرسم الصخري للملك البابلي نابونيد، إذ جسَّد النقش صورته، وكشفت الكتابات المسمارية جوانب من حياته».
من الإمارات
سارة النقبي:
درّبت فتيات بعضهن في مناصب عليا
ما زالت سارة النقبي تجري أبحاثها التي تخص تراث الإمارات، فهي تنشر دراساتها العلمية حول القلاع والحصون، وقد تناولت رسالة الماجستير الخاصة بها، المكتشفات الأثرية في موقع جميرا، التي تعود إلى العصر العباسي، وهي حالياً تعد الدكتوراه المتخصصة في التاريخ وعلم الآثار.
بدأت سارة العمل في التنقيب بصفتها متطوعة في توثيق القطع الأثرية وتسجيلها ورسمها، وترميم البيوت التراثية، تستدرك قائلة: «بصفتي فتاة، وجدت صعوبة في نزولي إلى مواقع خطرة تحت أشعة الشمس الحارقة، لكن شعوري بالفخر، وتشجيع عائلتي التي تضع العلم في المرتبة الأولى، هو ما دعاني للإسهام في توثيق الإرث الحضاري لدولة الإمارات».
تتذكر سارة أيام اكتشاف موقع ساروق الحديد في جنوب إمارة دبي، تتابع قائلة: «أذكر تلك الصرخات التي أطلقتها لاشعورياً، وأنا أنقب في التراب الرملي، عندما نحصل على مقتنيات أثرية، كنت مهتمة بالمباخر الأثرية التي تمثل أشكال الشياطين، والأفاعي السامة؛ نظراً إلى الظروف التي كانوا يعيشون فيها، والمهمة الأكبر هي ترميم القطعة الأثرية، والقدرة على المحافظة عليها».
التحليلُ البصريُّ
عملت سارة مع فريق التنظيم الهندسي، الذي يبدأ قبل عمليات التنقيب، بدءاً من المسوحات الفيزيائية والجوية، ودراسة المنطقة، بالأجهزة العميقة التي تكتشف المقتنيات عن طريق الذبذبات، تتابع سارة: «درّبت فتيات من تخصصات مختلفة، على التنقيب، وهن اليوم يعملن في مناصب مهمة، وبعضهن ما زلن في مواقع العمل، فشغف المرأة وحبها للاستكشاف يجعلها مبدعة في هذا المجال».
من شروط المنقّب التي تعطيها سارة للفتيات الطامحات بدخول هذه المهنة، هي شدة الملاحظة، والتحليل البصري قبل البدء بعملية التنقيب عن الآثار، تعلّق قائلة: «عادة لا يوجد ما يدل على معلم أثري في الموقع، وعلى عاتقنا يقع كشفه وتوثيقه».
تابعي المزيد: في يومه العالمي تحديات المعلم أمام أجيال العصر الرقمي
من جدّة
ميرفانا الشريف:
ميرفانا فوزان: على بنات وطني التعرف إلى ماضينا وحاضرنا لصياغة مستقبلنا
طالبت بإدخال علم الآثار إلى مناهج التعليم
لدى ميرفانا فوزان الحارث الشريف، حاصلة على ماجستير الآثار والسياحة من جامعة الملك سعود، حبٌ وشغفٌ كبيران لدراسة الآثار، فالمناطق الأثرية والسياحية، تشجع على ذلك مع انطلاق الأبحاث والدراسات. لم يكن لدى أبنائنا وعي بهذا الإرث العظيم، كما تنوه ميرفانا، ومن هنا انبثقت فكرة بحثها، تتابع قائلة: «موضوع دراستي للماجستير كان حول الآثار والتعليم العام في المملكة، وفيها قمت بعمل مقارنة بين مناهجنا ومناهج الدول الأخرى كأميركا، وكندا، ومصر، وكان من أبرز توصيات بحثي إدخال الآثار والتاريخ إلى مناهج التعليم في المملكة، وبالفعل بدأ إدراجها في مواد عدة».
تفخر ميرفانا بطباعة البحث من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وقد وصفه الأمير سلطان بن سلمان، بالمفيد للتعليم، وقال لها «نحن بحاجة إلى من هم مثلك في كوكبة التراث والآثار»، تعلّق قائلة: «لا أنسى الفضل الكبير بعد الله لجهود البروفيسور الدكتور الفاضل يوسف الأمين، رحمه الله، وما زلت أبحث عن الفرصة الكبرى التي سوف تفيد طلاب وطالبات الآثار، أو هيئة الآثار والتراث على حد سواء».
اكتشافاتٌ تعني الكثير
اكتشاف موقع جديد في قرية الفاو عاصمة مملكة كندة جنوب غربي الرياض، والقطع الأثرية التي تعود للقرنين الثاني والثالث من الميلاد، إلى جانب العديد من الاكتشافات المعمارية يعود تاريخها إلى سنة 1400 قبل الميلاد، ونحت الجمل الأثري قرب مزرعة أحد سكان سكاكا في الجوف، الذي يعود إلى العصر الحجري الحديث 7200- 7600 ق.م؛ كلها تعني الكثير لميرفانا، التي تقول: «على بنات وطني التعرف إلى ماضينا وحاضرنا لصياغة مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة، فمن لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له».
تابعي المزيد: بعد انتشار مصادرها عبر العالم الرقمي.. المعرفة بينَ المصداقية والخِدَاع!
من المغرب
د. مينة المغاري:
أرضنا غنية بالآثار، وعلمها في بلداننا ما زال محدوداً
د. مينة المغاري، رائدة في علم الآثار والفن الإسلامي، متخصصة في في أركيولوجية المعالم، تجد أن أرضنا غنية بالآثار، وعلمها في بلداننا مازال محدوداً. تحدثت د. منية عن الميزانيات الضخمة والمواكبة لسنوات، التي يحتاج إليها التنقيب، قائلة: «ثمة مجموعة من المواقع الأثرية التي لا تزال فيها بقايا تستلزم التدقيق في وجودها وماهيتها وتاريخها، في المغرب، ويعدّ اكتشاف إنسان جبل إيغود اكتشافاً علمياً ثورياً يؤكد أن الإنسان العاقل ظهر للمرة الأولى في المغرب». تتذكر د. منية باحثة مغربية تركت بصماتها في هذا الحقل المعرفي، وهي الراحلة جوديا حصار بنسليمان، التي على يديها تأسس المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وكانت تشجع النساء للتخصص في هذا المجال تستدرك: «تلقيت تعليمي في المعهد ذاته في «باريس 4» التابع لجامعة السوربون الفرنسية».
نشرُ ثقافة التسامح
للدكتورة المغاري أطروحة أنجزتها حول مدينة الصويرة؛ حيث استنطقت فيها جدران المدينة ومعالمها، وألفت كتاباً يستعان به في تأهيل وتثمين تراث المدينة، تتابع قائلة: «الصويرة لم تكن وليدة القرن 18 كما يشاع، فقد بنيت على أنقاض مدينة قديمة وشيد باقي أجزائها لاحقاً على يد تجارها وأعيانها». يستقبل المعهد الوطني للتراث وعلوم الآثار، اليوم، عدداً مهماً من الفتيات الشغوفات اللواتي يحتجن إلى الدعم المادي في هذا الحقل المعرفي، تعلّق د. منية: «النساء حاضنات للتراث، لذا أنصح الشابات بالتعاون مع مؤسسات العلوم الإنسانية الأخرى للحصول على نتائج علمية مهمة، وما تصنفه اليونسكو هو أسلوب لتعزيز التواصل ونشر ثقافة التسامح، فالبحث في الآثار علم هدفه الأسمى أن نلتقي جميعاً بروح الإنسان».
من لبنان
نور عواضة أرزوني:
علم الآثار طريقك لتجدي نفسك
حب نور أرزوني، خبيرة آثار، لمدينتها بعلبك وكثرة الآثار فيها، إضافة إلى قلّة الجامعات في منطقتها، هو ما أجج حماستها لثبت نفسها، فالعمل في الحفريات يساعد المرأة على إثبات قدراتها الشخصية، والجسدية، والفكرية، والخيالية، كما تقول.
لا بدّ من العودة إلى المنزل بثياب مليئة بالغبار والتراب؛ حيث تتأكّدين أن لا فرق بين الأنثى والذكر، وأننا قادرات على فعل المستحيل، إضافة إلى أنه عمل يتميّز بالتشويق والإثارة، عمل يتّسم بالاكتشافات المميّزة، بهذه العبارات بدأت نور، وتابعت: «إلى اليوم لم أحظَ باكتشاف مميّز؛ لأنني جديدة نسبياً في العمل، ولكنني آمل أن أسجّل اكتشافاً كموقع حجر الحبلى الذي اكتشفته الدكتورة جنين عبد المسيح، هذا الموقع الذي اكتُشِف فيه أكبر حجر منحوت في العالم، وقد كُشِف لنا عن طريقة استخراج الحجارة، ونقلها، وطريقة العمارة، كمعبد جوبتر في بعلبك».
منحوتة في الصخر
إضافة إلى هذا الاكتشاف، تمّ منذ وقت قصير اكتشاف مغارة أثرية في موقع جبيل الأثري، وهي عبارة عن مغارة مدفنية منحوتة في الصخر، تتابع نور: «وجدنا قطعاً من الفخار الكاملة وشبه الكاملة من فترات العصرَيْن الحديدي والبرونزي، كما تميّز الموقع بعدد الغرف التي استعملت للدفن وطريقة تقسيمها وحفرها. وللمفارقة، استطعت الاطلاع على القطع المكتشفة من خلال زيارتي إلى متحف اللوفر في فرنسا صيف هذا العام. ونحن في انتظار المقالات التي ستحدثنا عن المغارة وأهميتها أكثر». تجد نور أن علم الآثار هو طريقة للفتيات اللواتي يحاولن إيجاد أنفسهن والانفتاح على المجتمع، واليدّ العاملة التي هي في العادة تعتمد على العنصر الذكوري.
تابعي المزيد: سوق العمل المستقبلي هل ستواكبه التخصصات الجامعية؟
من تونس
د. هاجر كريمي:
مهنة التنقيب تتطلب روح المغامرة والصّبر ودقّة الملاحظة
اكتشفت د. هاجر كريمي، باحثة في التّاريخ والآثار بالمعهد الوطني للتّراث، دكتوراه في الحضارات القديمة، حبها لعالم الآثار، عندما كانت تلميذة، ففي طريقها إلى المعهد الثّانوي بقرطاج، كانت تعترضها مشاهد لحفريّات أثريّة في قرطاج، فتتوقف لرؤية الجماجم والهياكل العظميّة التي لم تخيفها، بل دفعتها للتخصص في علم الآثار الرّومانية.
تمّ اكتشاف 35 ألف موقع أثري روماني في تونس من مقابر وحمّامات ومعابد ومنازل مزركشة بالفسيفساء ودواميس، يعود تاريخها إلى 2000 سنة مضت. تقول د. هاجر: «على من يفكّر في ممارسة مهنة التنقيب أن يتحلّى بروح المغامرة والصّبر ودقّة الملاحظة لينجح في عمله الميداني، وقد عُيّنتُ باحثة آثار في المعهد الوطني للتّراث، وكلّفتُ بمهمات عديدة فأنا أمسك الفأس والملعقة والفرشاة، وأفتح القبور، وأنزل إلى الحفر المظلمة والدّواميس». قامت د. هاجر كريمي بالتنقيب في مواقع أثريّة عديدة، من بينها دهليز في مدينة «سوسة» بالسّاحل التونسي، اكتشفه مصادفة فريق عمل لشركة اتصالات كان يحفر ليمرّر شبكة هاتف أرضيّ، تتابع د. هاجر: «فجأة، فُتِح أمامهم دهليز، فتمّت دعوتي للمعاينة، واستمررنا في الحفر والتّنقيب طيلة سنة كاملة. غامرت فيها بالنزول إلى هذا الدّهليز، ووجدنا به نحتاً لإمرأة متّكئة على مخدّة يعود إلى العهد الروماني، كما عثرت على 14 هيكلاً عظمياً».
انتصارٌ لا يقدّر بثمن
لاحظت د. هاجر عزوف الفتيات عن التخصّص في علم الآثار نتيجة خوفهنّ أن يحرمهنّ العمل الميدانيّ من حياة الرّفاهة، تعلّق قائلة: «لماذا لا تشاركن في حملات تطوّعية يقوم بها بعض الأثريّين لتكتشفن هذا المجال ومتعته، خاصّة لحظة رفع التّراب ونفضه ووقوع عيني الباحث على اكتشاف نادر ليضيف به معلومة جديدة ستسجّل في كتب التّاريخ، ورفع الستار عن سرّ من أسرار الحضارات الغابرة، وهذا انتصارٌ لا يقدّر بثمن».
من مصر
د. شيماء محمود:
اكتشفت مخطوطاً نادراً عن علم الحرف
د. شيماء محمود، باحثة في الآثار الإسلامية والقبطية، توثقها لتاريخ لا رجعة فيه، وتعمل في علم الحفائر، ومنها علم المتاحف وعلم العمارة وعلم التصوير، وهذه العلوم لها أدواتها المستعملة لاكتشاف واستخراج وتوثيق الأثر من أعماق الأرض أو المياه. كانت رسالة الماجستير التي أنجزتها شيماء، عن علم المخطوطات المصحفية، تتابع قائلة: «هو مجال يملؤني شغفاً، أستمتع فيه من خلال ما أقوم به من اكتشاف وتوثيق وإعلان، والشغف وحده، هو الذي جعلني أختار هذا الجانب، كنت دائمة الزيارة للمعالم الأثرية الموجودة حولنا من الآثار الإسلامية بقاهرة المعز، وقد شاركت في تطوير المتحف الإسلامي والمتحف الحربي، واكتشفت مخطوطاً نادراً لم يوجد مثيل له عن علم الحرف والعدد والكلام، وتم توثيقه ونشره في مؤتمر اتحاد الأثريين العرب في دورته الـ 24، وقد لاقى إشادة من الخبراء الحاضرين في المؤتمر».
أعلّم أبنائي
كانت شيماء ضمن الفريق البحثي الذي اكتشف خلف جامع الناصر محمد بن قلاوون، بعض القطع التي ترجع إلى العصر اليوناني الروماني، تعلّق قائلة: «أعطانا بعداً لتعدد الحضارات في هذا المكان، فالقلعة هي بحر من العلم لا ينتهي». تشجع شيماء الفتيات على دخول هذا المجال الحيوي، فمن خلاله يمكن الدخول إلى علوم كثيرة، مثل علوم الاقتصاد والتجارة والطب، تعلّق: «أنا بصفتي أمّاً عندما أعلم أبنائي الانتماء للوطن فلا يتأتى ذلك إلا عن طريق التراث، أهم علوم الإنسان التي تبني الأجيال والأمم».
تابعي المزيد: الخوارزميات.. كيف تسيطر على عواطفنا وخياراتنا بنعومة؟