يهم الأم أن تعرف أن طفلها ينمو بشكل سليم من الناحية الصحية، وكذلك من الناحية النفسية، والنمو النفسي للطفل يعني أن يتواصل اجتماعياً مع مجتمعه المحيط، بداية من الأم ثم الأسرة، وما بعد ذلك من مجتمع يبدأ في التوسع حوله، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى أهم طرق تنمية مهارات التواصل الاجتماعي عند الأطفال، في الآتي:
تعريف مهارات التواصل عند الأطفال
- يعني التواصل الاجتماعي القدرة على التعامل مع الوسط المحيط.
- وهو وسيلة لتعلم المهارات الحياتية.
- التواصل الاجتماعي يعني أن يتعلم الطفل كيف يستجيب للكبار.
- كما أن التواصل الاجتماعي دليل على الصحة النفسية والعقلية للطفل.
تعرفي إلى المزيد: أفضل ألعاب منتيسوري للأطفال الصغار
تنمية التواصل عن طريق اللعب
- يعد اللعب من أفضل الوسائل التعليمية التي تساعد الطفل على اكتساب مهارات التواصل السليمة مع المجتمع.
- فمن خلال اللعب مع الآخرين يتعلم الطفل أن ضرب الآخرين هو سلوك خاطئ وسيئ، وينم عن الضعف.
- كما أنه يتعلم أن مشاركة اللعب تجلب المرح أكثر وتوسع دائرة السعادة وتشعب العلاقات الجميلة بالمحيطين.
- إذا كان طفلك خجولاً، فالأفضل أن يشارك اللعب مع طفل واحد آخر قريباً منه، وبالتدريج يمكن للأم أن تعرّفه على صديق ثالث وهكذا.
- أما إذا كان أكثر انفتاحاً على المحيط من حوله، وهذا في بعض نماذج الأطفال وليس كلهم، فيمكنه مشاركة أطفال آخرين باللعب، وتكوين صداقات جديدة، ولكن في ضمن حدود العائلة والمدرسة مثلاً، أو الحضانة؛ لكي لا يسيء الاختيار.
تنمية التواصل عن طريق الحوار مع الطفل
- يجب على الأم أن تتحدث مع طفلها في مراحل مبكرة.
- ويوصي الأطباء بأهمية الحديث مع الجنين وهو لا يزال في الرحم، فهو يعرف صوت الأم والأب ويميزهما، ويدرك لغة الفرح والبهجة، وكذلك الحزن فيهما.
- ويجب تشجيع طفلك على التكلم وليس الاستماع فقط؛ لكي ينشأ طفلاً لبقاً ومهذباً.
- قومي باستخدام التوجيه اللفظي مع الأطفال الأكبر سناً، ولا تكتفي بالنظر في عينيه ونقل تعبيرات الجسد مثلاً.
- علمي طفلك كيفية طلب الأشياء بأسلوب مهذب وشكر الآخرين عليها؛ باستخدام كلمة "من فضلك" و"شكراً".
تعرفي إلى المزيد: أفضل وسائل تعليم الأطفال الحروف
تنمية التواصل عن طريق التقليد والمحاكاة
- تلاحظ الأم أن طفلها يتعلم الكثير من الخبرات؛ من خلال ملاحظته لما يدور حوله.
- كما يتعلم عن طريق مراقبة تصرفات المقربين منه، خاصة الأب والأم.
- فمثلاً عندما يرى الطفل أحد الوالدين يتعمد الانشغال عن إجابة الهاتف، أو لا يرد تحية الآخرين، أو يتذرع بحجج واهية لكي لا يرتبط بمن حوله في علاقات اجتماعية؛ فهذه التصرفات النابعة من الأب ستجعل الطفل يعتقد أنها هي التصرفات الصحيحة ويبدأ في تقليدها.
- وبالمثل عندما يرى الطفل أن الأب أو الأم يقومان بمساعدة الآخرين، وتتصرف الأم مثلاً معهم بلطف وتهذيب، كما تفعل مع متسول أو فقير أو بائع جائل، فذلك سوف يجعل تلك السلوكيات تكبر وتنمو وتستمر مع الطفل كجزء طبيعي من تعاملاته الاجتماعية مع الآخرين، مهما كانوا.
- إذا كانت الأم تريد من طفلها أن يثق بالآخرين، فعليها أن تعلمه كيف يفعل ذلك.
- والثقة بالآخرين يمكن أن تكون عن طريق التواصل البصري مع الآخرين، والنظر لهم أثناء الحديث معهم كنوع من الاحترام.
- والتأكيد على ضرورة مناداة الأشخاص بأسمائهم المحببة، ومصافحتهم بودّ وترحاب وتواضع.
تنمية قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره
- يجب على الأم أن تقوم بتمرين الطفل على التعبير عن أشكال العواطف المختلفة التي يمر بها أي انسان عادي، مثل مواقف الفرح والحزن الغضب والتعب والرعب والخوف.
- ويمكن للأم تمرين الطفل القيام بذلك؛ عن طريق رسم الوجوه المختلفة، وتعليمها للطفل، وكيفية قراءة إيماءات الوجه وحركات الجسم، والنظر لألعابه أثناء الحديث معها، أو النظر إلى الأم خلال قراءتها له قصص الأطفال المتنوعة.
- فعن طريق النظر والمراقبة أثناء الحديث، يستطيع الطفل تمييز التعابير المختلفة لمن يتحدث معه ويتجاوب ويتواصل معه بالمقابل.