في المحادثات غير الرسمية، قد يستخدم الأشخاص كلمتي "الشركات" و"المؤسسات" بشكل تلقائي من دون إدراك الفروقات بينهما، إلا انّه عند تأسيس العمل التجاري والخوض في عالم الأرقام والبيانات، يصبح ضروريًا معرفة تلك الفروقات.
أشارت وزارة التجارة والاستثمار السعودية إلى بعض من تلك الاختلافات في أربع نواحي، وهي:
اختلاف التأسيس
يتم تأسيس الشركة من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص فكل واحد من الشركاء يساهم بقدر معين من التمويل الخاص بالشركة، في حين أنّه يتم تأسيس المؤسسة من قبل شخص واحد فقط، ويكون هو المسؤول عن توفير التمويل اللازم لها.
فرق الملكية
تُقسّم ملكية الشركة على الشركاء بحسب نسبة الحصص التابعة لكل منهم، فمن يمتلك حصصًا أكثر في الشركة، يصبح له التأثير الأقوى في إتخاذ القرارات المتعلقة في شؤونها المختلفة، وتقتصر ملكية المؤسسة على الشخص المؤسس لها، فيكون هو المالك الوحيد للمؤسسة وصاحب القرار الأوحد في شؤونها المختلفة.
تباين الالتزامات المالية
عادة ما تكون للشركة ذمة مالية مستقلة عن ذمة الشركاء، ولهذا يقتصر سداد الالتزامات المالية فيها بحدود حصة الشريك "باستثناء شركات التضامن، حيث يكون الشركاء مسؤولين عن التزامات وديون الشركة إذا عجزت عن سدادها بشرط أنّ يتم التنفيذ على موجودات الشركة أولًا".
على الجانب الآخر، لا تتمتع المؤسسة بذمة مالية مستقلة، لذلك لا تنفصل أموال المؤسسة عن أموال مالكها عند سداد الالتزامات المالية المطلوبة منها.
التمويل والاقتراض
لأنّ للشركة ذمة مالية مستقلة عن ذمة الشركاء، لهذا يصبح الوضع الائتماني لها أفضل، وبالتالي لديها فرص أعلى في الحصول على التمويل أو القرض، في حين أنّ المؤسسة لا تتمتع بذمة مالية مستقلة، ويعطى القرض أو التمويل لصاحب المؤسسة مباشرة، كما لا يُمكن فصل أموال المؤسسة الخاصة الضامنة لتسديد القروض عن أموال مالكها.
استرجاع الأموال عند الإفلاس
ونوه إبراهيم سليمان، المحامي والمهتم بنشر الثقافة القانونية، إلى إحدى الاختلافات الهامة أيضًا وهو أنّ الشركة إذا أفلست، لا يستطيع الفرد أنّ يسترجع أمواله منها، فذمتها ليست قاصره على شخص واحد فقط، ومن جهة أخرى أنّه في حال كان الكيان التجاري هو مؤسسة، يستطيع الفرد استرجاع أمواله من صاحب المؤسسة ذاته، وذلك لأنّ ذمتها قاصرة على صاحبها.
ضرورة معرفة الفروقات عند إنشاء الكيان التجاري
صحيفة Chron بقسمها المختص بالأعمال الصغيرة، أشارت أيضًا إلى بعض الاختلافات الجوهرية في هذا الإطار، إذ ذكرت أنّه في التحليل الاقتصادي، المؤسسة هي "وحدة اقتصادية" واحدة مثل متجر أو مصنع أو مكتب، أما الشركة يمكن أن تضم مؤسسة واحدة أو عدة منشآت، كذلك المؤسسة تشارك في نشاط تجاري واحد، في حين أن الشركة قد تزاول نشاطًا واحدًا أو عدة أنشطة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنّ المصطلحين هاميين عند تأسيس النشاط التجاري، وذلك لمعرفة الضرائب المترتبة على كلًا منهما، وآليات التسجيل في الجهات المختصة، كيفية توظيف الأفراد والواجبات اللازمة على كلا الطرفين، وكذلك الامتيازات الخاصة لكل كيان منهما.