من هي ساروجيني نايدو التي كافحت للتخلص من الاستعمار؟

تُعد المرأة أحد أهم الأطراف المساهمة في تحرر الدول من المستعمرين، ولا يقل دورها عن دور الرجل في الكفاح والعطاء وبذل النفس والجهد؛ إيماناً منها بهدفها السامي لبلدها. التحرر من قيود الاحتلال لنيل الحرية التي لا تأتي بسهولة بل بكفاح طويل ومرير. وعندما يفكر المرء في المرأة التي قادت الكفاح من أجل الحرية في الهند، فإن اسم ساروجيني نايدو يتبادر إلى الذهن بسهولة.

نبذة عن حياة ساروجيني نايدو وتعليمها

وفقاً لموقع Britanica، ساروجيني نايدو من مواليد 13 فبراير 1879، حيدر أباد، الهند، توفيت في 2 مارس 1949، لكنها وهي ناشطة سياسية، نسوية، شاعرة، أول امرأة هندية تتولى رئاسة المؤتمر الوطني الهندي، كما عُينت حاكمة لولاية هندية، وتشتهر باسم العندليب الهندي بفضل شعرها المثير للذكريات. التحقت بجامعة مَدْرَس، فقط في سن الثانية عشرة. بعد اجتيازها شهادة الثانوية العامة، أخذت استراحة لمدة أربع سنوات، وتأهلت للحصول على منحة للدراسة في الخارج، حيث درست في كينجز كوليدج بلندن، ثم في كلية جيرتون بكامبريدج. خلال هذه الفترة، نمت شغفها بقراءة وكتابة القصائد. وحصلت على إتقان في العديد من اللغات بما في ذلك الأردية والفارسية والتيلجو. أثناء وجودها في الكلية، التقت ساروجيني بجوفينداراجولو نايدو. بعد أن أكملت دراستها في سن 19، تزوج الثنائي في عام 1898 وأنجبت فيما بعد أربعة أطفال.

بداية حركة الحرية

شاركت ساروجيني نايدو بنشاط في بعض الحركات من أجل الحرية لبلدها الهند. خلال الفترة من 1915 إلى 1918، جابت البلاد مخاطبة التجمعات حول موضوعات مثل القومية والرعاية الاجتماعية، وتمكين المرأة وتحريرها. انجذبت إلى حركة الكونغرس في الهند وإلى حركة المهاتما غاندي غير التعاونية. في عام 1924 سافرت إلى شرق إفريقيا وجنوب إفريقيا لمصلحة الهنود هناك، وفي العام التالي أصبحت أول امرأة هندية رئيسة للكونغرس الوطني، بعد أن سبقتها قبل ثماني سنوات الناشطة النسائية الإنجليزية آني بيسانت. قامت بجولة في أمريكا الشمالية، ألقت محاضرة عن حركة الكونغرس، في 1928-1929. في عام 1930، شاركت في حركة Salt Satyagraha (من أعمال العصيان المدني اللاعنفي في الهند الاستعمارية بقيادة المهاتما غاندي)، وترأست مؤتمر شرق إفريقيا الهندي، وفي عام 1931، حضرت قمة المائدة المستديرة الثانية مع غاندي ومادان موهان مالافيا. أدى نشاطها المناهض لبريطانيا إلى عدد من الأحكام بالسجن (1930، 1932، 1942-1943). لقد قادت بالقدوة وألهمت عدداً كبيراً من النساء للتقدم والمشاركة في النضال من أجل الحرية. بعد حصول الهند على استقلالها في عام 1947، أصبحت نايدو أول امرأة تحكم في المقاطعات المتحدة لأغرا وأواد (التي أعيدت تسميتها فيما بعد إلى أوتار براديش) وشغلت هذا المنصب حتى عام 1949. بعد عامين من تحرير الأمة، توفيت في 2 مارس 1949 إثر نوبة قلبية.

شاعرة غير عادية

كشاعرة غزيرة الإنتاج، نُشر المجلد الأول من قصائدها بعنوان العتبة الذهبية في عام 1905، وأعقب ذلك مجموعات بعنوان طائر الزمن والجناح المكسور. شملت الأعمال الشعرية الأخرى لنايدو ريشة الفجر، قناع الساح، وخزينة القصائد. وتمت الإشارة إلى نايدو شعبياً باسم عندليب الهند. عندما كانت في سن المراهقة، ذهبت إلى لندن للدراسة والتقت الحائزين على جائزة نوبل آرثر سايمون وإدموند غاوس الذي نصحها بالتركيز على الموضوعات الهندية. عبرت عن الحياة المعاصرة في الهند من خلال الشعر. منحتها الحكومة البريطانية ميدالية قيصر الهند، وهي تكريم منحتها لمساهمتها في المصلحة العامة. حصلت على هذا لمساهمتها في مكافحة وباء الطاعون. في عام 2018، كانت من بين 150 سيدة رائدة ظهرت في جامعة لندن بمناسبة مرور 150 عاماً على حصول النساء على التعليم العالي في المملكة المتحدة في عام 1868. كتبت قصص للأطفال والكبار، وتنوعت موضوعاتها بين الطبيعة وجمالها وحب الوطن. عكس شعرها أعمق مشاعرها ونظرة تهدف إلى تجاوز الانقسامات الاجتماعية مثل الطبقة الاجتماعية والدين.

خطاب ساروجيني نايدو في الولايات المتحدة الأمريكية

وفقاً لموقع Indian Express، اشتهرت نايدو بمهاراتها الخطابية. ينتشر الآن شريط فيديو لخطابها، والذي تخاطب فيه الأمريكيين أثناء زيارتها للولايات المتحدة في عام 1928، على نطاق واسع، للترويج لقضية استقلال الهند ضد الاستعمار البريطاني. في خطابها، قدمت نايدو نفسها على أنها "سفيرة لدولة عريقة" تتبنى قيم السلام والحرية العالميين. شارك الدبلوماسي النرويجي السابق إريك سولهايم جزءاً من هذا الخطاب، الذي ألقته نايدو قبل 95 عاماً، على موقع تويتر. أثناء مشاركة الفيديو، كتب سولهايم: "جميل! فخور بالهند! لقطات نادرة لساروجيني نايدو الهندية تتحدث إلى الأمريكيين خلال زيارة للولايات المتحدة في عام 1928".