طريق النجاح لا يكون معبّدا بالزهور، وهي حكمة يؤمن بها كل الناجحون، ومنهم سارة بلاكلي المليارديرة الشابة والتي انضمت في عام 2012، لنادي النخبة الذي يضم 2604 أشخاص فقط في العالم. ففي ذلك العام، صنفتها فوربس كأصغر مليارديرة في العالم، وتم الترحيب بها في عالم التسعة أصفار المخملي المذهل.
وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة..سيدتي تخبرك بقصة بلاكلي هذه الفتاة المذهلة والتي لم توقفها العثرات، ولم تثنيها العقبات ضمن سلسلة شيقة لسيدات عصاميات مذهلات، تحدين أقدارهن وواجهن التحديات ودخلن نادي أصحاب المليارات فوطئنه من أوسع البوابات، واستحققن أن يكن مبهرات.
السلسلة كاملة:
- في يوم المرأة العالمي سيدات حققن المليارات - الإمبراطورة الصينية "وو" أغني النساء في التاريخ
- في يوم المرأة العالمي سيدات حققن المليارات.. الملكة حتشبسوت دخلها اليومي 2 مليار دولار
- في يوم المرأة العالمي: أوبرا وينفري أول مذيعة أخبار من أصل أفريقي تحقق المليارات
- في يوم المرأة العالمي سارة بلاكلى حققت مليار دولار من بيع الملابس الداخلية
- في يوم المرأة العالمي .. ليليان بيتنكور حققت المليارات من بيع مستحضرات التجميل
• قصة ما بين الفشل والعزيمة
قصة سارة بلاكلي يمكن صياغتها من خلال فكرتين رئيستين هما الفشل والعزيمة، فعندما كانت شابة، حصلت على جرعة كبيرة من كليهما. لم يكن الأمر أنها نشأت نشأة قاسية، تعاني شظف العيش والفقر، فالواقع أنها نشأت بفلوريدا برعاية أم فنانة وأب محام، والذي اعتقد دائمًا أن الفشل جزء لا يتجزأ من عملية النجاح.
عندما كبرت سارة وشقيقها فورد، كان والدهما يدعوهما لمشاركة إخفاقاتهما على مائدة العشاء، ثم بدلاً من تدريبهم على تخطى الفشل بنصحهم أو تصحيحهم، كان والد سارة يحتفل بجهودهم، حيث تؤكد أن ما كانت تفعله هو "إعادة صياغة تعريف للفشل" فيصبح الفشل "عدم المحاولة، مقابل النتيجة."
• الفشل يمهد الطريق للنجاح
حسب موقع ceotodaymagazine-com، فبعد تخرجها من جامعة ولاية فلوريدا بدرجة اتصال قانوني خططت سارة بلاكلي لتكون محامية مثل والدها، وكانت الخطوة الأولى نحو هذا الحلم؟ القبول في كلية الحقوق لذا تقدمت لاختبار (LSAT ) وللأسف فشلت ولم تنجح باجتياز الاختبار، وأعادت الكرة مرة ثانية ، إلا أنها لم تنجح باجتيازه في النهاية، كان على سارة أن تدرك أن كلية الحقوق وحلمها الأزلي باتباع خطى والدها كمحامي لن يتحقق.
قررت سارة أن تغير اتجاهها فبأزيائها الكلاسيكية، سافرت إلى عالم ديزني وتقدمت لاختبار أداء جزء من شخصية Goofy (المعروف بالعالم العربي باسم بندق ضمن أصدقاء شخصية ميكي الشهيرة). لسوء الحظ، كانت سارة طويلة جدًا بحيث لم تتمكن من لعب الشخصية، لكنها حصلت على فرصة لتكون سنجابًا، بعد فترة بسيطة شعرت بالملل فعادت إلى المنزل مع والدتها.
غيرت وجههتها مرة أخرى، فلم يمر وقت كبير حتى حصلت سارة بلاكلي على وظيفة في شركة Danka، وهي شركة لمعدات التصوير وإدارة الوثائق المكتبية، وكانت وظيفة سارة في الشارع حيث تبيع أجهزة الفاكس بدون قائمة مبيعات ولا أرقام ولا عملاء محتملين. كانت سارة تتنقل من باب إلى باب، وعاشت الفشل بكافة صوره، فقد قوبلت بالرفض وهز الاكتاف والأبواب المغلقة وحتى استدعاء الشرطة. لكنها لم تدع الرفض يحبطها. في الواقع، قضت سارة سبع سنوات في بيع أجهزة الفاكس، وخلال ذلك الوقت، تعلمت درسين مهمين
أولاً: اكتشفت أن لديها موهبة في المبيعات حتى أنه تم ترقيتها إلى مدربة مبيعات وطنية في سن 25.
ثانيًا: لم ترغب في بيع أجهزة الفاكس، حيث اكتشفت أنها تحب أن تبيع شيئًا أنشأته بنفسها وتهتم به.
• جوارب تتحول لملابس داخلية مذهلة
حسب موقع .cnbc.com ، في أحد الأيام كانت سارة بلاكلي ترتدي بنطلونًا أبيض وأرادت ألا يظهر جسدها تحت البنطلون ففكرت بابتكار أن تصنع ملابس داخلية من الجوارب، فقطعت جوربها وارتدت الجزء العلوي كبديل للملابس الداخلية تحت سروالها الأبيض، أعطى الشعور البارد المنعش على ساقيها السفلية بالإضافة إلى ميزة تكوين الشكل من النايلون في الجزء العلوي لسارة فكرة مذهلة.
تقول لـ موقع .cnbc.com، "في اللحظة التي رأيت فيها مدى روعة اكتشافي، قلت شكرًا لك، يا إلهي، هذه فرصتي! "
جمعت سارة كل ما تملكه وهو 5000 دولار، وانتقلت إلى أتلانتا. كان العام 1998، وكانت سارة تبلغ من العمر 27 عامًا، زارت سارة متاجر الحرف للعثور على القماش المناسب تمامًا، ودعت مصانع الجوارب لتحدثهم عن اكتشافها الثوري، في البداية حصلت سارة على الكثير من الرفض لكنها كانت مليئة بالشغف لفكرتها.
لم يتوقف شغف سارة حتى حققت المليارات وكانت أصغر مليارديرة شابة بالعام 2012، فما رأيك بالتعرف على أصغر مليارديرة في العالم في العام 2023
• تمتلك شركتها بالكامل بنسبة 100%
ظلت سارة تعمل لدى دانكا (في بيع الفاكس)، وكان عليها أن تحافظ على الصمت بشأن صخب ابتكار الملابس داخلية وتعمل على تنفيذ فكرتها في الليل وعطلة نهاية الأسبوع، ظلت على هذا الحال حتى عملت براءة اختراع لفكرتها وانشأت الهيكل القانوني لشركتها الجديدة، وأطلقت شركتها Spanx.
في هذه المرحلة، اتخذت سارة بلاكلي قرارًا حاسمًا: كانت مصممة على عدم اتخاذ أي تمويل خارجي. لقد أعادت كل ما كسبته من Spanx إلى العمل. سمح لها هذا القرار بالاحتفاظ بنسبة 100 ٪ من رأس المال في شركتها، حتى يومنا هذا، تمتلك سارة بلاكلي شركتها بالكامل. لا شركاء. لا مساهمون.. ولا مجلس إدارة. كل الأرباح تذهب في جيوب سارة.
• مليارديرة بعشر سنوات فقط
منذ عامها الأول في العمل، أثبتت Spanx نجاحها. في عام 1999، جمعت شركة سارة 4،000،000 دولار، في العام التالي، وقعت أوبرا على فكرة Spanx. ثم قامت الشخصية الإعلامية الكبرى في البلاد، بتسمية Spanx بمنتجها المفضل لهذا العام، ومن ثمّ فقد انهمرت الطلبات كالطوفان، وانتشرت منتجات سارة بلاكلي بشكل مدهش، بعد ما يزيد قليلاً عن عشر سنوات، أصبحت سارة مليارديرًة، ولا تنتهي قصة سارة بالهبوط في مكان فريد على قائمة Forbes " الأغنياء" وإنما تشعبت إلى مشاريع ريادية أخرى أيضًا.
ومن كل ذلك نجد سارة بلاكلي عانت كثيرًا من الفشل وأحيانًا بطرق مخيبة للآمال، ولكن لا بد ان نضع بالاعتبار ماذا لو كانت سارة قد اجتازت اختبار LSAT، والإجابة أنها كانت ستكون محامية محترمة وناجحة بشكل متواضع في كليرووتر، فلوريدا، تحصل على جوائز من النوادي المدنية المحلية. بدلاً من ذلك، فهي واحدة من أغنى الأشخاص في العالم وأكثرهم نفوذاً، وإذا كانت سارة بلاكلي مليارديرة أمريكية عصامية فهذه مليارديرة عصامية أخرى ولكن صينية تحولت من راعية أغنام لأغنى امرأة بالصين
والآن ماذا عنكِ أخبرينا بقصتك المبهرة، أو قصة امرأة أخرى مبهرة تأثرتِ بها وأثرت بكِ وكانت لك خير مثال وقدوة، لنسطر اسمها بحروف من نور في سجل المبدعات الملهمات المبهرات..
