برنامج أسبوعي في شهر رمضان، يعالج مشكلات تَتعلق بالصحة النفسية، التي إذا استمرت ثغراتها في أنفسنا من غير علاج، تسبب إجهاداً متكرراً لشخصياتنا، وتؤثر على قدرتنا في العمل تحديداً. وعنوان هذه الحلقة "تنمية الذكاء العاطفي".
في الحلقة الأولى من قصة وعي، تتكلم الاختصاصية جنى بورسلان، في علم النفس التربوي، في محاضرة مفيدة عن طرق تنمية الذكاء العاطفي في الشهر الفضيل، من خلال نصائح تعمل على تطوير المهارات التواصلية التي يحتاج إليها كل فرد، من وقت لآخر، ليتمكن من تقدير ذاته، ويرفع نسبة الثقة بنفسه أكثر، حتى لا تصبح مشكلة إدارة النضج العاطفي مصدراً للقلق، تعيق حياتنا اليومية وتشوه قدراتنا على التواصل مع الآخرين.
تبدأ الاختصاصية جنى، بربط تأثرنا لننمي ذكاءنا العاطفي وقدراتنا على إدارة مشاعرنا، من عاملين وهما الاجتماعي والعاطفي، وكلاهما يعززان روابطنا الاجتماعية خلال الشهر الفضيل، عبر ما يلي من الإرشادات:
1 – عزز روابطك الاجتماعية، وأهمها تلك التي تتعلق بذاتك تحديداً، والتي تتمكن من خلالها، ليس فقط وضع نفسك في مكان الآخر لفهم مشاعره وظروفه، بل تسمح لك هذا بتمرين ذاتك، وتعطيك القدرة على التعاطف مع نفسك، ما يخفف شعورك بالذنب، وهذا مهم جداً للناس الذين يكثرون من محاسبة أنفسهم، ولا يعطونها الفرصة، لإبداء رأيها بحرّية.
2 – كن ممتناً، وهذا ما يشجعنا عليه شهر رمضان، وذلك من خلال عادة التدوين أو الوعي بهذه الحياة، فالامتنان هو أحد الأدوات التي نستخدمها، والتي تجعلنا أكثر سعادة في حياتنا، حيث إن الإفطار اليومي هو حدث اجتماعي يتناول فيه الأفراد طعامهم حول مائدة واحدة، يساعدهم على التواصل مع ذواتهم، وغيرهم من الأفراد أو مع الأصدقاء بأجواء عائلية، تبعث السعادة في النفس.
3 – ثق بأن الإفطار يولّد الشعور بالدعم، ويعطينا الفرصة للتأمل الذاتي، لنكون صادقين مع دواخلنا وذواتنا، ونفهم أفكارنا ومشاعرنا لنتمكن من تنمية شخصياتنا للأفضل.
4 – من أهم طرق تنمية الذكاء العاطفي في رمضان، هي التفرغ للروحانيات، وممارسة الفروض التي أمرنا به ديننا الإسلامي، فهذا ينمي قدراتنا على التأمل، من خلال احترام المعتقدات، ما يمكننا من التصالح مع ذواتنا، ويزيد من إحساسنا بالطمأنينة، ويجعلنا نعالج القلق والتوتر في داخلنا إن وجد.
التقرب من الله
تجد اختصاصية علم النفس التربوي جنى بورسلان، أن شهر رمضان يجعلنا نشجع بعضنا على التمسك بالفضائل والصبر والامتنان، وهذا هو بالضبط الذكاء العاطفي، الذي يستمد تطوره من القدرة على التعرف على عواطفنا، وإداراتها بشكل فعّال، تعلّق قائلة: "نحن نستجيب لها ليس فقط للتعرف على أنفسنا، ومن الآخرين، بل أيضاً للتقرب من الله سبحانه وتعالى، وكسب رضائه في هذا الشهر الفضيل".
كما تؤكد جنى أنها الطريقة المثلى لمساعدة أنفسنا لتنمية ذكائنا العاطفي، هي فهم الغير من خلال التعرف على أفكارهم ومشاعرهم، وأيضاً مساعدتهم في إدارة أمورهم العاطفية.
تعلم كيفية الإصغاء إلى الآخر
في النهاية تتساءل الاختصاصية جنى إذا ما كان كل فرد منّا يعرف كيف يحب غيره، وتجيب عن هذا قائلة: "عليك أن تعبر عن احتياجاتك بشكل واضح، فلا أحد يمكنه قراءة أفكارك إذا لم تتواصل معه بهدوء، كل ذلك من خلال تعلم كيفية الإصغاء إلى الآخر، وإتقان فهمه من صوته، ومن لغة جسده، من غير أن تحكم عليه، كما تريد أنت فقط، ثم حاول التوفيق بين طرفين، لا ترى الأمور من مساحتك الخاصة فقط، وفي النهاية عليك تعلّم كيفية الخوض في النقاشات غير المريحة، فالنقاش قد يكون صعباً لضرورة التعرف على معلومات تمكننا من إدارته، إلى هذه الدرجة يزيد شهر رمضان من تعاطفنا تجاه أنفسنا والآخرين، حتى نتمكن من الإقدام على أعمال خيرية ونكتسب صفة التسامح، مع أنفسنا وتجاه الأصدقاء أو أفراد العائلة".
أهمية التعاطف مع الذات