قصص للأطفال أو حكايات قبل النوم.. عادة جميلة إن التزمت بها الأم فتحت باباً جميلاً عطوفاً تتقرب به نحو أطفالها، ونافذة يطلون منها على عالمك الكبير المملوء بالخبرة والتجارب المفيدة لحياتهم.. وفي مرات تُلقي الأم بعتاب صغير أو تُسرب كلمة لوم لفعل خطأ أو تصرُّف لا يليق قام به أحد الأبناء.. وقصة اليوم "أرنوب وأرنوبة وآذانهما الطويلة".. قصة هادفة تعلّم الطفل الإنصات والإصغاء لأوامر الآباء، ومع تسلسل الأحداث، سنتعرف ماذا سيحدث نتيجة عدم سماعهما الكلام.. معاً نقرأ القصة.
- جلست الأم بجانب ابنتها الصغيرة "عاليا" لتحكي لها القصة، ولأن "عاليا" كانت تحب الأرانب، وبمنزلها كانت تربي أرنباً صغيراً، تطعمه وتلعب معه.. وبشَعرها دائماً ما تتزين بآذان الأرنب الطويلة.. اختارت القصة واستمعت لأمها بكل شغف وانتباه، وبدأت الأم الحكاية: كانت توجد غابة واسعة بها الكثير من أشجار الفواكه والنباتات، وكذلك الكثير من الحيوانات الجميلة، وفي أول الغابة يوجد جحر صغير جميل تعيش فيه عائلة من الأرانب، مكونة من ثلاثة أفراد: الأم والابن أرنوب وأخته الكبرى أرنوبة.
- كانت أسرة الأرانب تعيش في سعادة بالغة؛ فكانت الأرانب الصغيرة أرنوب وأرنوبة يخرجان كل يوم مع والدتهما للغابة، يلعبان ويمرحان ويستمران في القفز هنا وهناك، وكانا لا يبتعدان عن أمهما أو عن جحرهما الصغير الجميل.. وفي أحد الأيام قالت الأم لصغارها: يا صغاري الأعزاء، سوف أخرج اليوم من جحرنا الجميل، وأذهب لزيارة أختي أرنبة في جحرها الموجود وسْط الغابة؛ فقد سمعت أنها مريضة وواجب عليّ أن أطمئن عليها، وسوف أقوم بعد زيارتها بالتجوّل في الغابة قليلاً؛ لأحضر لكما الكثير من الجزر اللذيذ الشهي؛ فقد لاحظت قلة ثمار الجزر المحيطة بجحرنا، والتي لم تنضج بعد، اتفقنا؟ سوف أحضر معي الجزر اللذيذ إلى أن تكبر الثمار الصغيرة الموجودة حولنا!
- كان أرنوب وأرنوبة يستمعان لكلام أمهما بإنصات شديد؛ فأكملت الأم كلامها قائلة: وعندما تنتهي هذه الرحلة يا أطفالي الأعزاء، سأكون غداً في الصباح الباكر الجميل بالجحر وسطكما، كل ما أطلبه منكما يا صغاري، ألّا تخرجا من الجحر أبداً لأيّ سبب من الأسباب، يوجد في الجحر الكثير من الطعام الذي يكفيكما لأكثر من يوم، هل ستستمعان لكلامي يا صغاري، أم ستخالفان كلامي فور خروجي من الجحر؟
- قال أرنوب: سوف نسمع كلامك يا أمنا الجميلة ولن نخالفه أبداً، وقالت أرنوبة: نعم يا أمي لن نخرج، وسوف ننتظرك بالجحر إلى حين عودتك للمنزل.. فرحت الأم بصغيريها وقامت بتوديعهما، وخرجت من الجحر في رحلتها التي ستزور فيها أختها المريضة، وفي العودة ستجمع بعضاً من ثمار الجزر الكبيرة من داخل الغابة.
- ظل أرنوب وأرنوبة يلعبان في جحرهما، يأكلان الجزر حتى اقتراب وقت الظهر، هنا شعر أرنوب وأرنوبة بالملل، وظلا يفكران ماذا يفعلان لتضييع هذا الملل إلى حين عودة أمهما! فقال أرنوب: نحن مازلنا صغاراً ولا نستطيع أن نخالف كلام أمنا أبداً.. صحيح يا أختي؟ ردت عليه أرنوبة: نعم نحن لا يمكننا أن نخالف كلام أمنا، لكننا لسنا صغاراً، أنت وحدك الصغير، أنا أكبر منك، ألا ترى هذا بعينيك!
- قال أرنوب: نعم نحن نشبه أمنا في كل شيء؛ فلدينا أقدام أربعة مثلها، نستطيع القفز بها لمسافات بعيدة إن واجهنا أيّ خطر، ولدينا عقل حكيم مثلها، يمكننا أن نفكر به ونتدبر أمرنا.. قالت أرنوبة لأرنوب: ماذا تقصد بكلامك هذا؟ قال لها أرنوب: لماذا لا نخرج قليلاً أمام الجحر، ولن نبتعد أبداً.. فقط نلعب ونقفز قليلاً أمام جحرنا الجميل، ولو شعرنا بأيّ خطر نقفز سريعاً بأقدامنا الأربع إلى جحرنا ونختبئ به، ألم أقل لكِ إننا نملك أقداماً أربعاً مثل أمنا، وعقلاً حكيماً مثلها سيجعلنا نحسن التصرف.
- واعتقد أرنوب بذلك أنه يحسن التصرف ويفكر بحكمة مثل أمه، رغم أنه في الحقيقة يخالف كلام أمه، ولو كان يفكر بحكمة؛ لفضل أو التزم بكلام والدته ولم يخالف ما أمرته به، أما غلطة أرنوبة أخته الكبرى.. فكانت أنها وافقت أخاها الصغير على كلامه، ولم تُصرّ على الإنصات لكلام والدتها الحكيم.
- وخرج الصغيران يلعبان أمام الجحر، وأخذا يقفزان هنا وهناك، إلى أن ابتعدا قليلاً عن جحرهما، وأثناء اللعب اشتمّت أرنوبة رائحة جميلة كانت تنبعث من الفواكه والخضروات من حولها؛ فأخبرت أخاها الصغير بما تشمه، ومعاً ذهبا يبحثان عن تلك الرائحة، إلى أن وصلا لسلة بها مجموعة من الفواكه والخضروات؛ فقفز الاثنان فوق السلة فوقعت وسقطت كل الفاكهة والخضروات الموجودة بها.
- هنا ظهرت امرأة وقامت بإمساك أرنوب وأرنوبة من آذانهما وقالت لهما: لقد أفسدتما ما قمت بجمعه طيلة النهار، سوف أعاقبكما وآخذكما معي إلى المنزل كي أقوم بطبخكما، وإعداد الطعام اللذيذ بكما، هنا حاول الصغيران الإفلات من يد تلك المرأة، وبصعوبة تمكن الاثنان من الإفلات وأخذا يجريان ويقفزان، إلى أن وصلا لجحرهما واختبآ فيه.
- ومن كثرة التعب والإرهاق والخوف، نام الصغيران فور دخولهما الجحر، وفي الصباح عادت الأم من رحلتها، ولاحظت أن آذان ابنها وابنتها زادت طولاً وصارت كبيرة جداً؛ فسألت عن السبب؛ فحكيا لها ما صدر منهما وكيف خالفا أوامرها وخرجا خارج الجحر، وما تعرّضا له من مخاطر؛ فقالت لهما أمهما: ستظل آذانكما هكذا كبيرة لكي تتذكرا ما قمتما به للأبد.
-
سؤال وجواب
1- كم عدد الأرانب في القصة؟
2- ما الخطأ الذي ارتكبه الأرنب الصغير "أرنوب"؟
3- وما الخطأ الذي ارتكبته أرنوبة؟
4- ما العقاب الذي وقع على أرنوب وأرنوبة معاً؟
5- هل توافق على ما فعله أرنوب وأرنوبة؟