المعروف أن الحمل الطبيعي هو الحمل الذي يكتمل من دون مضاعفات للأم أو الجنين، ويحدث فيه تغيرات فسيولوجية طبيعية للأم تظهر على جسمها، أما الحمل الحرج فمعه تصبح هذه التغيرات الفسيولوجية مَرضية، وتهدد حياة الأم والجنين، أو تسبب مشكلات عند الولادة.
ويصبح الحمل حرجاً أيضاً، إذا كانت الأم تعاني من مشكلة مرضية سابقة قبل حدوث الحمل، أو مُستجدة في أثناء الحمل، أو هناك مشكلة متوقعة في أثناء الولادة.
ولهذا إذا أخبرك طبيبك أن حملك حرج؛ فهو لا يقصد أن تقلقي أو تتوهمي فشل الحمل، لكن لتقومي بأخذ جميع الاحتياطات اللازمة، لتجنب أي مضاعفات في أثناء الحمل وبعده.
اللقاء والدكتور محمود السيد مغازي أستاذ النساء والتوليد الذي خص "سيدتي وطفلك" بالشرح والتفصيل.
أعراض الحمل الحرج
هناك علامات تشير إلى احتمالية أن يكون الحمل حرجاً؛ لذلك أخبري طبيبك من الفور في حال مواجهة أي من الأعراض التالية:
- وجود نزيف، ألم مستمر في البطن.
- صداع شديد مستمر، تعب شديد.
- ألم بالصدر، دوار أو إغماء.
- خفقان القلب، غثيان وقيء غير طبيعي.
- صعوبة في التنفس، توقف أو تباطؤ حركة الجنين بالرحم.
- تورم أو احمرار أو ألم في الوجه أو الأطراف.
أطعمة وفواكه تخفف الغثيان وأخرى تزيده
الحامل الأكثر عرضة للحمل الحرج:
هي التي تعاني من:
- مرض السكر، أو ارتفاع ضغط الدم.
- اضطرابات الكُلَى، أو مشكلات القلب، الصرع.
- تاريخ سابق لإجهاض متكرر، أو لعيوب خلقية في الجنين.
- أمراض الغدة الدرقية.
- أنيميا شديدة أو سمنة مفرطة.
- مشكلات في الرئة مثل الربو.
- الأورام السرطانية.
- أمراض الدم مثل الثلاسيميا.
- تاريخ ولادة سيئ مثل؛ انخفاض وزن الطفل في الولادة السابقة.
- كثرة أو قلة السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين.
- تاريخ عائلي من الأمراض الوراثية.
الأمراض المُزمنة ومضاعفات الحمل وعلاقتها بالحمل الحرج
الأمراض المزمنة هي التي تعاني منها الأم قبل الحمل، مثل أمراض القلب، وأمراض الغدة الدرقية، وأمراض الجهاز المناعي. بعض هذه الأمراض لا يمنع من الحمل؛ فمرض السكري مثلاً يحتاج إلى تخطيط للحمل من البداية، وعند حدوث الحمل.
يصف لهن الطبيب أنواعاً مختلفة من الأدوية بجرعات آمنة على الحمل، كما لو كانت حاملاً؛ استعداداً للحمل المتوقع بمدة كافية، بحيث يتم التأكد من استقرار الحالة وضمان عدم التعرض لمضاعفات عند حدوث حمل قريب.
أما الأمراض المكتسبة خلال الحمل؛ فهي الأمراض التي تُصاب بها الأم بسبب الحمل مثل سكر الحمل، أو الضغط، بالإضافة إلى التعرض لمضاعفات مثل تسمم الحمل، والسيدة الحامل التي تعاني من السمنة تكون أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل، أو ضغط الحمل بثلاث مرات عن غيرها.
متابعة الحمل الحرج مع الحامل ومتطلبات التعامل معه
من الخطأ المتابعة الروتينية كما في حالة الحمل الطبيعي؛ فالأمر يستلزم متابعة على فترات متقاربة، وبمجرد معرفتك بالحمل الحرج؛ تجب عليك من البداية المتابعة مع فريق طبي متكامل حسب حالتك، وليس طبيب النساء فقط.
قد تحتاجين إلى المتابعة مع طبيب قلب أو طبيب متخصص في أمراض الكُلَى أو المناعة، إلى جانب المتابعة مع طبيب النساء الخاص بك للمساعدة في إدارة الحمل من دون مضاعفات.
وإذا كنتِ تعانين من مشكلات مع الحمل تستدعي مهارات جراحية معينة، مثل الأورام الليفية أو المشيمة السفلية أو الملتصقة بجدار الرحم؛ فإنك بحاجة إلى المتابعة بالتبادل مع طبيب النساء وطبيب الجراحة.
وتساعد تلك المتابعة الدقيقة، في اكتشاف أي أعراض مبكرة لتسمم الحمل بقياس ضغط الدم، ووزن الأم لأن الزيادة غير الطبيعية قد تكون مؤشراً على تسمم الحمل.
ويحدد الطبيب احتمالية حدوث ولادة مبكرة وإذا كانت الولادة طبيعية أو قيصرية، فمثلاً في حالات تسمم الحمل أو المشيمة المنخفضة في الرحم أو التأخر الشديد في نمو الجنين أو اضطراب في ضربات القلب؛ يقرر الطبيب غالباً أن تكون الولادة قيصرية حتى لا تتعرض الأم لانقباضات الولادة الطبيعية.
خطوات متابعة الحمل الحرج مع الجنين واحتياطات التعامل معه
- قياس ضربات القلب وتدفق الدم للاطمئنان على معدل النمو الصحي للجنين يقوم بها الطبيب، عن طريق أشعة الدوبلير (في الثلث الأخير من الحمل).
- عمل أشعة رباعية الأبعاد مرتين خلال الحمل، ما بين 11 و13 أسبوعاً من الحمل، أواخر الشهر الثالث، وآخر ما بين 20 و24 أسبوعاً من الحمل؛ للكشف عن أي تشوهات أو عيوب خلقية، ومعرفة إذا ما كان الجنين سيحتاج إلى الحضانة بعد ولادته أو لا.
- اختيار مكان مناسب لمتابعة الحمل الحرج، والتأكد من أنه يوفر عوامل الأمان والإمكانات اللازمة لك ولطفلك، في حال تعرضك لوضع طارئ.
- وجود حضانة جاهزة للتعامل مع الطفل في حالة الولادة المبكرة، وغرفة عمليات مفتوحة ومهيَّأة لاستقبالك ومجهزة بالتخدير 24 ساعة؛ للتدخل السريع؛ لأن التأخير قد يؤدي إلى مضاعفات.
ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.