عندما يصل الأطفال إلى سن العاشرة، يشعر الكثير منهم بأنهم في مرحلة المراهقة تقريباً. وفي حين يبدأ بعض الأطفال في سن العاشرة في محاولة الظهور والتصرف بشكل أكثر نضجاً، يظل آخرون أكثر طفولية، سواء من الناحية الجسدية أو العاطفية. ومع ذلك، بغض النظر عن مدى تقدمهم في السن، لا تنسي أنهم ما زالوا أطفالاً يحتاجون إلى دعم الوالدين وتوجيههم. إن بلوغ سن العاشرة يمثل فترةً انتقاليةً ضخمةً يمكن أن تقدم تحدياتٍ ومسراتٍ للأطفال مع اقترابهم من مرحلة ما قبل المراهقة، الأطباء والاختصاصيون يساعدون الأمهات في فهم تقلبات الطفل في سن العاشرة.
المعالم النفسية لطفلٍ في العاشرة من عمره
يمتلك في هذه السن مهارات التفكير النقدي عند الأطفال، ويصبح أكثر انفتاحاً، ورغبةً بالاستقلالية، والتواصل مع الآخرين، ويبدأ باكتساب وجهات نظر الآخرين وتقليدهم، ويمتلك بهذا عدة قدرات واضحة، وهي:
تنضج مهارات اللغة لديه
قد يلاحظ الآباء أن الأطفال في سن العاشرة يبدأون في التفكير والتصرف وكأنهم "بالغون". فالأطفال في هذا العمر على أعتاب مرحلة المراهقة، ولديهم المهارات اللغوية والقدرة المعرفية اللازمة لجمع المعلومات وصياغة أفكار منظمة، حيث يمكن للعديد من الأطفال في سن العاشرة أن يكونوا محاورين فعَّالين في التجمعات الاجتماعية، وقادرين على التعبير عن أفكارهم بشأن ما يدور حولهم، ويبدأون بالتعرف على الكتب والأنغام الموسيقية، والفنون وغيرها من الموضوعات.
ماذا تفعلين؟
أشركي طفلك البالغ من العمر 10 سنوات في مهارات التفكير النقدي، ففي هذا العمر، يمكنه المساهمة بأفكاره وحلوله وخططه، يمكنه التوصل إلى خريطة طريق للأشياء التي يريد القيام بها. وتتلخص مهمتك كأم في الاستماع وتقديم التوجيه عند الطلب والمساعدة في تنمية قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين والتصرف، اعلمي أنه في هذه السن سيكونون قادرين على تحليل القصص وتقديم النقد، وستصبح قدرتهم على التفكير المنطقي أكثر وضوحاً. سيكون الأطفال في هذا العمر أيضاً قادرين على كتابة مقالات مقنعة ومناقشة وجهات النظر والآراء بثقة أكبر وتنظيم أكثر وضوحاً واكتمالاً.
تزداد مهاراته في التعلم
يتسارع التعلم بشكل ملحوظ في طلاب الصف الخامس مع استعداد الأطفال لسنوات المدرسة المتوسطة. وفي الصف الخامس والسادس يبدأ الأطفال في التعامل مع مواد أكثر تعقيداً في الرياضيات والقراءة وغيرها من المواد. حيث يقتربون في سن العاشرة من دخول المدرسة المتوسطة ويميلون إلى أن يكونوا في حالة ذهنية ما بين الطفولة والشباب.
في الرياضيات، من المتوقع أن يتعامل طلاب الصف الخامس مع الكسور، ويصقلون مهارات الضرب والقسمة، ويتعلمون مفاهيم هندسية أكثر تعقيداً. سيبدأ طفلك البالغ من العمر 10 سنوات في ممارسة المزيد من مهارات الرياضيات العقلية وسيصبح قادراً بشكل متزايد على استخدام المنطق والتفكير المجرد لحل المشكلات الرياضية اللفظية.
ماذا تفعلين؟
وفِّري له الكتب، مثل التاريخ أو الدراسات الاجتماعية، لأن طفلك سيتمكن في سن العاشرة من توسيع مهاراته البحثية واستخدام الموارد مثل كتب المكتبة ومواقع الويب للمشاريع المدرسية. سينتقل طفلك البالغ من العمر 10 سنوات نحو استقلالية أكبر في إدارة العمل المدرسي والواجبات المنزلية، مما يتطلب إشرافاً أقل من الوالدين، فاتركي له مساحته الخاصة للتعلم.
يصبح متشعب الاهتمامات
يستمتع العديد من الأطفال في سن العاشرة باللعب النشط والرياضات الجماعية، ولكن قد يُفضل البعض الأنشطة الفردية مثل الفن أو الموسيقى أو القراءة عند الأطفال أو الخروج إلى الطبيعة. قد يُتابع طفلك فرقه الرياضية المفضلة ويعرف كل تفاصيل برامجه التلفزيونية المفضلة. في هذه المرحلة، يكون على دراية أيضاً بالمطربين والفرق الشعبية، بالإضافة إلى المشاهير المفضلين لديه.
يستمتع معظم الأطفال في سن العاشرة باستخدام الأجهزة الإلكترونية. وإذا لم يكن لديهم جهاز بالفعل، فمن المحتمل أنهم يرغبون في امتلاك هاتف. وغالباً ما يكونون مهتمين بالتقاط الصور أو قد يستمتعون بلعب ألعاب الفيديو.
ماذا تفعلين؟
من المحتمل أن تواجهي مع طفلك تحدياتٍ في المدرسة، لأنه يسعى لأكبر قدر من الاستقلالية، ادعميه عندما يُظهر الاهتمام بالفرق الرياضية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الثقافة الشعبية. لا تستهيني بقدراته العقلية في فهم ما يدور من حوله، حتى إذا كانت أحداثاً عالمية، رياضية أو اجتماعية، فكوني إلى جانبه، وهو يشق طريقه ليفهم ما يدور على وسائل التواصل الاجتماعي.
10 مهارات حياتية يجب أن يعرفها أطفالك في سن العاشرة
المعالم الجسدية لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات
قد يمر بعض الأطفال في سن العاشرة بمرحلة البلوغ بالفعل، بينما قد يستغرق البعض الآخر عاماً أو عامين آخرين حتى يبدأوا في البلوغ. من المهم أن نتذكر أن جميع الأطفال لا يتطورون بنفس المعدل. في هذا العمر تقريباً، فبعضهم يتصرفون بشكل أكثر نضجاً، مقارنة بآخرين في نفس العمر، والذين لا يزالون يبدون أكثر طفوليةً، سواء جسدياً أو عاطفياً، لكنهم يمرون بهذه المراحل:
يمرون بطفرات النمو
يمر العديد من الأطفال بفترات نمو كبيرة بحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى الصف الخامس. تميل الفتيات إلى التطور والنمو بوتيرة أسرع. وقد يجدن أنفسهن فجأة أطول من الأولاد في سنهن، وتنمو براعم الثدي لدى العديد منهن. وقد تبدأ الدورة الشهرية لدى البعض منهن.
على النقيض من ذلك، قد يبدأ بعض الأولاد في سن العاشرة للتو في إظهار علامات البلوغ، بينما يتعين على الآخرين الانتظار حتى يبلغوا 11 أو 12 أو حتى 13 عاماً. يمكن أن يؤدي هذا التفاوت في النمو إلى خلق عدم الراحة لدى العديد من الأطفال، إما لأنهم ينمون "بسرعة كبيرة" أو "ليس بالسرعة الكافية، إن سن العاشرة هو الوقت المناسب لبدء عملية الحديث عن البلوغ وأجسادهن، على سبيل المثال، يمكنك التحدث عن علامات الدورة الشهرية لدى البنات، واستخدام منتجات العناية بالحيض.
يعانون من آلام النمو والإصابات
مع بدء المراحل المبكرة من البلوغ، ستبدئين في ملاحظة آلام النمو أو تقلصات العضلات. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأطفال في هذا العمر نشطون بدنياً للغاية، ما يُعرِّضهم لخطر إصابات الإفراط في الاستخدام، وتحدث هذه الإصابات بسبب الأفعال المتكررة، مثل رمي كرة البيسبول أو القفز بشكل متكرر، مما يضع ضغطاً زائداً على عظامهم النامية.
يحتاجون للنوم أكثر
تنظيم نوم الطفل مهم جداً من جميع الأعمار، وخاصةً عندما يمرون بالكثير من النمو البدني والعاطفي. تذكري أنه على الرغم من أن الأطفال في سن العاشرة يتصرفون غالباً بشكل أكثر نضجاً، إلا أنهم ما زالوا بحاجة إلى النوم مبكراً. يجب أن يحصل الأطفال في هذا العمر على ما بين 9 و12 ساعة من النوم كل ليلة.
ينمو لديهم الذكاء العاطفي
في سن العاشرة، سيكون لدى طفلك مشاعر أكثر تعقيداً وسيطرة على عواطفه. ومع ذلك، قد يواجه صعوبة أيضاً في السيطرة عليها في بعض الأحيان. قد ترينه يصبح أكثر مهارةً في التعامل مع الصراعات والتفاوض على الحلول مع الأصدقاء.
في الوقت نفسه، قد تلاحظين بعض التقلبات في صداقاتهم ومشاعرهم واهتماماتهم. وقد يكون لديهم مشاجرات متكررة مع الأشقاء، والقتال خاصة مع الأشقاء الأصغر سناً.
تتسع مهاراتهم الاجتماعية
غالباً ما يتعامل الأطفال في سن العاشرة مع مجموعات صغيرة من الأصدقاء - سواء كانوا من الداخل أو من الخارج أو من كليهما - على أساس يومي. في سن العاشرة، قد يصبح الأطفال مرتبطين جداً بأصدقائهم. تميل الصداقات الأخرى إلى أن تكون مبنية على المصالح المشتركة بدلاً من المشاعر الشخصية الوثيقة.
يمكن أن يلعب ضغط الأقران دوراً كبيراً في العلاقات الاجتماعية لمعظم الأطفال في سن العاشرة. في هذا العمر، سيكون الأطفال حريصين على التأقلم من خلال ارتداء الملابس "الصحيحة"، أو الاستماع إلى الموسيقى "الصحيحة"، أو الإعجاب بنفس الأشياء وعدم الإعجاب بها.
إن القبول من جانب مجموعة الأقران هو خطوة بالغة الأهمية ويبدو أن لها تأثيراً قوياً على المستوى التالي من التطور. إن القبول الضعيف من جانب الأقران في سن العاشرة هو مؤشر قوي على المشاكل السلوكية والعاطفية في مرحلة المراهقة.
يشعرون بالضغط
هناك عامل آخر قد يلعب دوراً في تقلبات المزاج وهو الإجهاد الذي يتعرض له الأطفال في سن العاشرة بسبب التغيرات الجسدية والتحولات الأخرى في حياتهم. قد يحاول الطفل في سن العاشرة مواكبة الواجبات المدرسية الأكثر صعوبةً، والعمل على التأقلم والتواصل مع الأصدقاء، والتعامل مع تدفق الهرمونات، والتعامل مع التحولات الجسدية التي تصاحب النمو.
وقد يُركز الأطفال في هذا العمر على المظهر الجسدي ويرغبون في التوافق مع أقرانهم. كما يمكن أن تتطور مشكلات صورة الجسم في هذا العمر لدى بعض الأطفال. يصبح الأطفال في سن العاشرة أكثر وعياً بأجسادهم ومن المرجح أن يرغبوا في الخصوصية عند الاستحمام وارتداء الملابس.
كيف أساعد طفلي البالغ من العمر 10 سنوات؟
هناك العديد من الطرق لتعزيز النمو لدى طفلك البالغ من العمر 10 سنوات، ولكن إليك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار أثناء التنقل في هذه المنطقة الجديدة:
- اقضي وقتاً ممتعاً مع طفلك.
- أخبريهم أنك تحبينهم وتقدرينهم مهما كان الأمر.
- استمعي إليهم أكثر مما تتحدثين.
- شاركيهم انتصاراتهم وتحدياتهم.
- دعيهم يعبرون عن غضبهم أو حزنهم، من دون أن يتجاوزوا الحدود، ثم اتبعي ذلك بالعواقب حسب الحاجة، ومن خلال
- عواقب محددة للمخالفات.
- تحدثي مع طفلك حول الأهداف التي يريد تحقيقها والحريات التي يرغب في الحصول عليها، واتفقي معه حول ما يحتاج إلى القيام به لتحقيق هذه الأهداف.
- اسمحي لطفلك ببعض الخصوصية مع الأصدقاء، إن إجراء محادثات خاصة ومشاركة الأسرار أمر مناسب اجتماعياً في هذا العمر وقد يكون مهماً لنمو طفلك الصحي.
- دعي طفلك يفعل ما هو قادر على فعله، ووجهيه وادعميه في الأشياء التي يستطيع تقريباً القيام بها، وعلميه ما ليس مستعداً للقيام به بمفرده بعد.
- شجعي عادات الدراسة الجيدة؛ يمكنك تقديم الدعم، ولكن لا تقومي بالعمل نيابةً عنهم.
- علّمي طفلك كيفية التعامل مع المشاعر غير المريحة، بما في ذلك الإحباط، والغضب، وخيبة الأمل، والشعور بالذنب، والقلق، والحزن، والملل.
- اسمحي لهم بتجربة قدر أكبر من الحريات، مثل النوم في وقت لاحق أو المشي إلى منزل أحد الأصدقاء، ولكن كوني مستعدة للتراجع إذا لم تسير الأمور على ما يرام أو إذا احتاجوا إلى مزيد من الإشراف.
- راقبي استخدام طفلك لوسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك وصوله إلى الإنترنت بشكل عام.
- تحدثي مع طفلك عن ضغوط الأقران، وتغيرات جسمه، وصحته العقلية، وعادات النوم الصحية، والأطعمة المغذية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من القضايا الاجتماعية. أخبريه بأنك موجودة دائماً من أجله.
متى يجب أن أشعر بالقلق بشأن طفلي البالغ من العمر 10 سنوات
- إذا أصبح طفلك عاطفياً بشكل مفرط، أو منعزلاً، أو عدوانياً، أو يعاني من نوبات غضب تتداخل مع علاقاته، فقد يكون هذا علامة على وجود مشكلة أكبر، مثل الاكتئاب أو القلق.
- إذا لاحظت تغيرات سلوكية أو شخصية، مثل صعوبة النوم أو الأكل أو عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، على سبيل المثال، فتحدثي إلى طبيب الأطفال أو المعلم الخاص بطفلك، كما تنصح الدكتورة جرو.
- إذا لاحظتِ مشكلاتٍ تتعلق بالطعام أو ممارسة الرياضة أو صورة الجسم السلبية، فاتصلي بطبيب أطفال أو معالج للحصول على الإرشادات.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص