تعتبر المراهقة مرحلة أساسية في عمر الإنسان، وفترة خاصّة وحرجة لدى المراهق والمراهقة، والآباء كذلك، ولكن عند توجيه هذه المرحلة بشكل صحيح وبأسلوب مميز، سوف تكون حياة المراهق إيجابيّة وبعيدة عن السلوك السلبيّ وانعكاساته، وبعدها تستطيع الإجابة عن سؤال: كيف أتعامل مع ابني وابنتي المراهقة؟ حيث يتمّ في معظم الأوقات النظر إلى المراهق بنظرة سلبيّة وغير عادلة، والقليل من الأشخاص من يعرف حقيقة المراهقة ويتفهم مدى خطورتها.
لهذا وجب على الوالدين الحرص على القراءة والبحث عن المقالات والمواضيع التي تتطرق للمراهقة والمراهقين؛ نظراً لاحتياج هذه المرحلة إلى عمليات تربوية صعبة لتخطيها بنجاح، والتعامل معها بفطنة وذكاء؛ لتكون النتيجة مُرضية للعائلة بشكل خاص، وللمجتمع بشكل عام. اللقاء مع استشارية الطب النفسي الدكتورة فاطمة الشناوي؛ للشرح والتوضيح.
سمات المراهقة
الحساسية الزائدة والعواطف الجياشة. شغف شديد للمخاطرة والمغامرة. الاتّصاف بالشخصية العنيدة والمتمردة، ظهور بعض التصرفات التي تشكّل إزعاجاً للآخرين. الإصرار على الرأي حتى لو كان على خطأ وبعيداً عن الصواب.
تنحصر سنوات مرحلة المراهقة من الثالثة عشرة إلى الثامنة عشرة، ويمكن أن تمتد إلى سن الحادية والعشرين، وبهذه السمات يمكن تحديد كيفية توجيه المراهق، بصورة صحيحة وسليمة؛ حتى يتخطى هذه المرحلة بسلام وبكفاءة عالية، ويُصبح شخصاً ذا فائدة.
يبدأ المراهقون باتِّخاذ قرارات تتعلَّق بجوانب محوريّة في حياتهم؛ لهذا تُعتبر فترة المراهقة المرحلة الأخطر في حياة الأبناء، ولضمان هذا لابد أن تكون العلاقة صحية بين الأهل وأبنائهم المراهقين؛ حتى يتمكّنوا من إبعادهم عن الخيارات الخاطئة، وتجنُّب اتّخاذهم للقرارات الاندفاعيّة.
تربية المراهقين من سن 13-18 سنة.
قواعد للتعامل مع الابن أو الابنة في هذه المرحلة
منح المراهق مساحة خاصة
أظهرت الدراسات أن المراهق يحتاج إلى الشعور بالاستقلال، أو الشعور أن لديه خيارات، كما يجب على الأهل عدم محاولة التطفل عليه إذا كان المراهق لا يريد النقاش حول أمر ما، كما يجب منحه الوقت الكافي لمعالجة خصوصياته ومشاكله، وترك القرار له لمناقشة الوالدين بالأمر عندما يصبح مستعداً لذلك.
تشجيع المراهق على المشاركة في النشاطات
تشجيع المراهق على المشاركة في النشاطات غير الدراسية يعد عاملاً وقائياً ضد الحوادث الضارة، والسلوكيات المدمرة والسلبية؛ كإيذاء النفس، والحزن، وغيرهما، ويتضمن هذا المشاركة بالمجموعات، الالتحاق بالأندية الموجودة في الجامعة.
يُنصح بعدم إجبار المراهق على أي لعبة
يجب فتح الحوار معه عن المخاطر التي قد تواجهه والتي يمرّ بها بصفة عامة، لهذا قد يحتاج الأهل لمراقبة أنشطة المراهق الاجتماعية في حال الشك بسلوكياته، كما يُنصح بعدم إجبار الابن المراهق على المشاركة في أي نشاط لا يريد الاشتراك فيه.
التعزيز الإيجابي
إن تقديم المكافآت أمام التصرفات المفضلة يدفعه لزيادة هذه التصرفات، والحد من التصرفات السلبية المرتبطة بها، وأظهرت الدراسات -كمثال- أن المراهقين الذين تمت مكافأتهم على ارتداء أحزمة الأمان؛ زادوا من استخدامه.
ويتم ذلك أيضاً عند حصول الطفل على درجة جيدة في الاختبار، أو تقديم المكافآت لحسن سلوكه؛ لأن لفت الانتباه إلى الصفات الإيجابية يؤدي إلى زيادة تقدير الذات عند المراهقين، والوقاية من تطور المشاعر والتصرفات السلبية.
ضبط روتين النوم
الأمر ليس بسيطاً؛ معظم المراهقين يحتاجون إلى ثماني ساعات من النوم على الأقل يومياً، لكن الكثير منهم لا ينام هذه الفترة عندما يكون متعباً، أو قلقاً، رغم أن توفير القدر المناسب من الراحة يمدهم بالمزيد من الطاقة، وبالتالي اتخاذ الخيارات بطريقة أفضل؛ كاختيار الطعام والتمرين المناسب، والشعور بشكل أفضل.
لهذا يجب مساعدة المراهق على تعلم كيفية جعل النوم من الأولويات؛ أي الذهاب للنوم والاستيقاظ في نفس الوقت بشكل يومي تقريباً، حتى في عطلة نهاية الأسبوع، حيث يجب إيقاف تشغيل الشاشات، أو التخلص من الهواتف المحمولة، في وقت النوم؛ لأن الضوء الصادر منها يجعل النوم صعباً.
الترحيب بأصدقاء المراهق وقبولهم
يعد الأصدقاء جزءاً من الهوية الاجتماعية للمراهق؛ لذلك لا بد من قبولهم، والترحيب بهم، والتعامل معهم عن قُرب، والتفاعل معهم في حال الرغبة في البقاء على اتصال مع المراهق، فعند رفض الآباء لهذه العلاقات الاجتماعية لأبنائهم المراهقين، وعدم قبولهم؛ فإن ذلك سيتسبب بحدوث فجوة بين المراهق وأهله.
التوازن في التوجيه والتربية
وهذا لن يكون بالشدة والأسلوب الصارم، ولكن بعدم الإفراط في ذلك وعدم التراخي إذا كان هناك خطأ صادر من المراهق.
ويجب الشموليّة والخصوصية في الاهتمام، وأن تتوفّر كلّ الاحتياجات النفسيّة المريحة واحتياجاته في الحياة الاجتماعية، ومراعاة عواطفه واحترامها.
العائلة القدوة التي يقتدي بها
ولا جدال في أن تمتع الوالدين بالأخلاق الصالحة، وأن لديهم التزاماً في كل شيء به خير ومنفعة سيكونان أفضل قدوة للابن والابنة المراهقة.
احترام شخصية المراهق وتفكيره
ويتم ذلك من خلال إفساح المجال أمام المراهق؛ ليعبر عن رأيه ومشاركته أفكاره الجيدة وصرفه عن الأفكار السيئة.
إشراكه بمشاكل العائلة وقضاياها وأخذ رأيه بها بما أنه فرد منها، بجانب التوعية الحثيثة لكل المشاكل التي تحمل حساسية لتحميه من بعض السلوكيات السيئة.
الرقابة والسيطرة عن بُعد وبالخفاء، حتى يمكن للأب والأم أن يطّلعا على تصرفات المراهق؛ للتأكد أن سلوكياته إيجابيّة ولا يوجد فيها أيّ انحراف.
تابع: التعامل مع المراهقين
إعطاء الثقة: يحتاج المراهق أن يشعر بأنّه أصبح كبيراً، ويعتمد على قراراته، لذا ينبغي على الوالدين مَنح أبناءهم المراهقين الثقة؛ وذلك عن طريق إظهار قناعتهما بأنّ ابنهما قادر على التعامُل مع المواقف بطريقة صحيحة.
تفهُّم المشاعر: لا يفضّل المراهق محاولة والديه لحلّ مشكلته، أو محاولة التقليل من خيبة أمله، إلّا أنّه ينتظر تفهُّمهما لمشاعره، وإظهارهما للقليل من التعاطُف معها.
تقديم الثناء: يبحث المراهق عن طُرق لتعزيز احترامه تجاه ذاته، إلّا أنّه لا يُظهر هذه الرغبة لوالديه؛ فيعتقد الوالدان بأنّ ابنهما لم يَعُد بحاجة إلى الثناءِ عليه، ولكنّ هذا الأمر خاطئ؛ إذ إنّه بحاجة إلى سَماع المديح.
الابتعاد عن الديكتاتوريّة: إذ ينبغي إلزام المراهق بالقواعد التي يضعها الوالدان مع ضرورة توضيح سبب رفض شيء، أو فَرضه؛ ليكونَ منطقيّاً بالنسبة إلى المراهق.
السيطرة على المشاعر: حيث قد يكون المراهق ذا أسلوب سيئ أحياناً مع والديه، ولذا ينبغي على الوالدين السيطرة على مشاعرهما، وتجنُّب الانفعال.
التواصُل مع المراهقين: يعاني الأهل من عدم وجود تواصُل مع أبنائهم المراهقين؛ فهم غالباً يميلون إلى عدم الإجابة عن الأسئلة، رغم وجود الأجوبة لديهم.
ملاحظة من"سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.