الحمل هو رحلة استثنائية؛ تبدأ من لحظة صغيرة جداً، لكنها تحمل في طياتها تغيرات هائلة في حياة المرأة، هذه الرحلة مليئة بالمفاجآت، والتحديات، والتغيرات الجسدية والنفسية، ومن بين الأمور التي تشغل بال المرأة في بداية الحمل هو اكتشاف الحمل؛ حيث تبدأ بالتساؤل: ما هي أقوى العلامات التي تشير إلى وجود حمل؟ وهل هناك شهر معين يُعتبر الأخطر خلال هذه الفترة؟
في هذا التقرير، يأخذنا الدكتور مراد الحسيني، أستاذ أمراض النساء والولادة، في رحلة استكشاف علمية وإنسانية حول أقوى علامة تدل على الحمل، وكيفية فهم جسدك بشكل أعمق، بالإضافة إلى الحديث عن أخطر شهر في الحمل، ولماذا يجب الاهتمام به أكثر من غيره؟
الحمل رحلة تستحق العناية
لا جدال بأن الحمل تجربة استثنائية تمثل بداية حياة جديدة ومسؤولية جميلة ومثيرة؛ حيث يبدأ برحلة مليئة بالعلامات التي تدل على تغير جسم المرأة، أقواها هي انقطاع الدورة الشهرية، ومع ذلك تبقى كل مرحلة في الحمل لها خصوصيتها وتحدياتها.
وبالنسبة للشهور الحرجة، فإن الشهر الأول يُعد الأكثر خطورة من حيث استقرار الحمل وتكوين الجنين، بينما الشهر التاسع يمثل تحدياً من حيث الولادة الآمنة.
لهذا فإن التوعية والمعرفة هما السلاح الأهم لكل أم لتجاوز هذه المراحل بسلام؛ من عناية بالتغذية، والمتابعة الطبية المنتظمة، والابتعاد عن العادات الضارة.
متى يكون تناقص أيام الدورة الشهرية مقلقاً.. عند الفتاة والمتزوجة؟
أقوى علامة تدل على الحمل
تختلف علامات الحمل من امرأة إلى أخرى؛ بناءً على طبيعة جسمها وظروفها الصحية، ومع ذلك هناك علامة واحدة تُعد الأكثر شيوعاً وقوة بين النساء، وتعتبر أولى الإشارات التي تدفع المرأة للشك في أنها حامل، هذه العلامة هي: غياب الحيض أو انقطاع الدورة الشهرية.
ويعد غياب الدورة الشهرية إشارة مباشرة إلى حدوث تغييرات هرمونية في الجسم؛ نتيجة لتلقيح البويضة وانغراسها في الرحم، وبمجرد حدوث الحمل، يتوقف الجسم عن إرسال إشارات لبطانة الرحم للتخلص منها كما يحدث في الدورة الشهرية، وبدلاً من ذلك، يبدأ في إفراز هرمونات لدعم نمو الجنين.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن غياب الدورة الشهرية ليس دليلاً قاطعاً في جميع الحالات، إذ يمكن أن يتأخر الحيض لأسباب أخرى؛ مثل: التوتر، أو اضطرابات الهرمونات، أو فقدان الوزن بشكل مفرط، لذلك يُفضل إجراء اختبار الحمل المنزلي أو تحليل الدم لتأكيد النتيجة.
إليك : دليل الحامل: 13 من علامات الحمل الظاهرة..
علامات أخرى تُعزز وجود حمل
إلى جانب انقطاع الدورة الشهرية، هناك علامات مبكرة أخرى تُشير إلى احتمالية الحمل، من بينها:
- الغثيان والقيء (غثيان الصباح): ويعد من أكثر الأعراض شيوعاً، حيث تعاني غالبية النساء من الغثيان، خاصةً في الصباح، نتيجة لتغيرات هرمونية تؤثر على الجهاز الهضمي.
- الإجهاد والتعب المفرط: حيث تشعر الحامل بإرهاق غير معتاد، نتيجة ارتفاع مستويات البروجسترون، الذي يؤدي إلى خفض ضغط الدم ومستوى السكر في الدم.
- تغيرات في الثديين: تلاحظ المرأة تغيرات واضحة؛ مثل: انتفاخ الثديين، وزيادة حساسيتهما، وظهور عروق زرقاء نتيجة تدفق الدم الزائد إلى هذه المنطقة.
- زيادة التبول: حيث تبدأ الكلى في العمل بجهد أكبر لتصفية الدم الناتج عن التغيرات الهرمونية، مما يؤدي إلى زيادة الرغبة في التبول.
- تغيرات المزاج: قد تعاني المرأة من تقلبات مزاجية حادة نتيجة الهرمونات المتزايدة، والتي تؤثر بشكل مباشر على كيمياء الدماغ.
أخطر شهر في الحمل: هل هو الأول أم الأخير؟
عندما يتعلق الأمر بخطورة شهور الحمل، يُعتبر الشهر الأول (الأسابيع الأربعة الأولى) والشهر التاسع، هما الأكثر حساسية وخطورة، وكل منهما يحمل تحدياته الخاصة.
خطورة الشهر الأول
عدم استقرار الحمل
في بداية الحمل، تكون البويضة الملقحة في طور الانغراس في جدار الرحم، وإذا لم يتم هذا الانغراس بشكل صحيح، قد ينتهي الحمل بالإجهاض المبكر.
عدم وعي المرأة بحملها
في كثير من الحالات، لا تكون المرأة على علم بحملها خلال الأسابيع الأولى، وقد تقوم بتصرفات تُعرض الحمل للخطر، مثل التدخين، أو تناول أدوية معينة من دون استشارة الطبيب.
أهمية التكوين الأولي للجنين
خلال الشهر الأول، تبدأ أجهزة الجسم الحيوية للجنين في التكون، مثل القلب والجهاز العصبي، وأي اضطراب أو نقص في التغذية أو تعرض للأدوية الضارة قد يؤثر سلباً على الجنين.
لماذا يُعتبر الشهر التاسع خطيراً؟
الولادة المبكرة أو تأخرها:
في هذا الشهر، يزداد خطر الولادة المبكرة أو تأخر الولادة، وكلاهما قد يشكّل خطراً على صحة الأم والجنين.
ارتفاع ضغط الدم:
تعاني بعض النساء من حالات مثل ارتفاع ضغط الدم الحملي أو تسمم الحمل، مما يستدعي مراقبة طبية دقيقة.
مشاكل أثناء الولادة:
يمكن أن تحدث مضاعفات أثناء الولادة، مثل تعسر الولادة أو الحاجة إلى إجراء ولادة قيصرية طارئة.
كيف يمكن الحفاظ على الحمل في الأشهر الحرجة؟
- الاهتمام بالتغذية السليمة.
- تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك، الحديد، والكالسيوم.
- تجنب الأطعمة المصنعة والغنية بالسكريات والدهون الضارة.
- زيارة الطبيب بانتظام.
- تأكيد الحمل من خلال الفحوصات الطبية.
- متابعة تطور الجنين والتأكد من سلامة الأم من خلال الفحوصات الدورية.
- الابتعاد عن العادات الضارة.
- الامتناع عن التدخين وشرب الكافيين بإفراط.
- تجنب الأدوية إلا بوصفة طبية.
- مراقبة الأعراض غير الطبيعية.
- استشارة الطبيب فوراً حال الشعور بألم شديد في البطن، أو وجود نزيف أو صداع حاد.
- الراحة وتجنب الإجهاد.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة أو الإجهاد البدني.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.