ما إن تشب الابنة وتظهر ملامح الأنوثة عليها إلا وينتاب الأم الفخر والاعتزاز؛ فها هو الزمن يجلب لها أختاً جديدة، صديقة وابنة تنقل لها نتاج تجاربها والمفاهيم التربوية التي تعلمتها!
والسؤال: هل فكرت للحظة أن ابنتك خلقت لزمان غير زمانك، وأن عليك تلوين تجاربك بمعطيات اليوم؛ حيث اتساع رقعة الحرية والمسؤولية عن قبل؟ حيثُ يؤكد المختصون بأنك لن تستطيعي تدعيم ابنتك في هذه المرحلة الحرجة، بل إن العلاقة بينكما ستتعقد إن لم تراعي هذا!
في هذا الشأن يحدثنا الدكتور «إسماعيل يوسف» أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس..مشيراً إلى بعض الخطوات.
1- اعرفي بأنه ليس بالحب وحده ولا بالخوف والتهديد تنجح العلاقة بابنتك المراهقة، ابحثي عن مفتاح واع، وعلاقة إيجابية تضمكما.
2- عليك إدراك خطورة المرحلة التي تمر بها ابنتك؛ راقبيها بطريقة الإيحاء غير المباشر، وكوني قدوتها، وتعاملي معها بمنهج الصراحة والمكاشفة، فهي تعتبرك مرجعيتها في جميع شؤونها وخصوصيتها.
3- عليك بقراءة واعية مُدققة لمرحلة مراهقتها، وما يصاحبها من تغيرات؛ فهي مذبذبة العواطف.. تغضب بسرعة وتصفو بسرعة، خجلة مما يحدث لها من تغيرات.
4- فرقى بين اكتمال الخصائص الجسمية الظاهرة على ملامحها، وبين اكتمال نضجها النفسي والعقلي والسلوكي، وكوني حكيمة رقيقة، لينة في أوقات. وحازمة في أوقات أخرى.
5- حاولي أن تتسمي بالنضج والتفهم وسعة الأفق، واستوعبي أي سلوك يصدر منها من دون عقاب شديد منفر، مع توجيه سوي؛ لامتصاص غضبها، وتشجيع مُحبب لطاقاتها وإمكاناتها لتحقق ذاتها.
6- عرفيها على هويتها الجنسية من دون خدش لحيائها؛ حتى تتهيأ لمواجهة مظاهر النمو الفسيولوجي الصعب لجسمها، ولا تشعر بالحرج أو الارتباك عندما تواجهها، وحتى تعلم –أيضاً- كيفية الحفاظ على نفسها.
7- راعى ظروفها ومستواها الفكري، وحددي جدوى هدفك من الحوار معها، واهتمي بظروفها النفسية والاجتماعية؛ حتى تتقبل منك النصح والإرشاد.
8- تعودي أن تذكري مميزاتها قبل الحوار؛ ابتسمي في وجهها، تلطفي معها في العبارات، واحترمي مشاعرها، ولا توجهي لوماً لها أمام الآخرين.
9- تقبليها كما هي لا كما ينبغي أن تكون، أو كما تريدينها أن تكون، واحرصي على إعطائها الفرصة؛ لتعبر عن نفسها، وابتعدي عن الاستهزاء والوعيد والتخويف، وانتبهي جيداً لتصرفاتك وأقوالك، فأنت القدوة.
10- اظهري حبك لها دوماً وبلا شروط، واستخدمي معها لغة الجسد؛ اربتي على كتفها، تحدثي معها بلغة العين، واستمتعي بالحياة معها، وشاركيها بعض هواياتها.
11- تأكدي أن تدعيمك لها ومؤازرتها بمثابة العلاج والمصل الذي يقيها من الاكتئاب. ابنتك المراهقة تحتاجك أكثر من أي وقت مضى، فكوني قريبة منها، وتواجدي بالمنزل بشكل أطول إن كنت عاملة.
12- حافظي على تحديد المساحة التي تربطك بها، فأنت تحملين الدورين: الأم والصديقة، فتحلى بالحكمة وبعد النظر وحسن التعامل من دون كسر لهيبتك واحترامك.