من امرأة يائسة بائسة تعمل كنادلة وطباخة إلى روائية تبهر العالم بكتاباتها، ونقل تجربتها الروحانية لقرائها من خلال روايتها الشهيرة بعنوان «كل، صل، أحب» أو «طعام، صلاة، حب»، والتي قررت إحدى شركات الإنتاج السينمائي تقديمها، وتصدرت المبيعات عالمياً، كما حصدت العديد من الجوائز، وحولت إلى فيلم عالمي قامت ببطولته النجمة العالمية جوليا روبرتس.
رحلة المرأة التي تبحث عن كل شيء
إنها الكاتبة الأمريكية الشهيرة إليزابيث جيلبرت «مواليد 1969»، كانت لها رحلة رائعة لإعادة اكتشاف روحها، وللبحث عن السكينة والتخلص من الألم بعد انفصالها عن زوجها، توقف عالمها الذي اعتادت على العيش فيه فجأة، لكنها مع الوقت والجهد استطاعت تحديد تلك المتع الأساسية في الحياة وتكريس نفسها للتجول حول العالم والتعرف على جماله، وهو ما نقلته في روايتها الشهيرة «eat،pray،love»، خلال الجزء الأول للطعام ولا شيء سواه، حيث تسد فراغ نفسها بإطعام الجسد أولاً، ولا تهتم بازدياد وزنها ولا بأي شيء آخر من متع الحياة سوى اكتشاف لذة التذوق في روما، وبعدما تشعر بالاكتفاء تتجه إلى الهند لتبدأ بتغذية روحها في الصلاة بالمعابد القديمة، وتنظف إليزابيث حمامات المعبد، وتقوم بأعمال وضيعة لم تعتد عليها لتقترب أكثر من التطهر الداخلي، وبالرغم من أنها لا تشعر بتغيير كبير، وتشعر بالاستياء والإرهاق، إلا أنها لا تعلم أن لكل مرحلة عاملاً تراكمياً يكتمل بذهابها إلى بالي، وهناك تقابل الحب الذي يكمل الأضلاع الثلاثة لمثلث الحياة التي ترغب فيها.
إبداع امرأة
قدمت إليزابيث عملاً آخر لا يقل إبداعاً بعنوان «Big Magic»، حيث شرحت فيه الطريقة التي استطاعت من خلالها تشجيع نفسها على العيش على أساس فكرة واحدة، وهي الإبداع في الحياة اليومية بشكل يجعلها تتحول من روتين ممل إلى مغامرة جديدة كل يوم، وذكرت أنها تعتنق التفكير السحري عندما يتعلق الأمر بالإبداع، وترى أن الإلهام قوة خارجية غامضة تأتي إلينا من عالم مجهول لتمدنا بالقدرة اللازمة للتعاون مع خيالنا المختبئ خلف روتين الحياة اليومية والهموم المتراكمة، وتضيف: «الإبداع هو تراثنا المشترك الذي لا يتطلب منك أن تسافر إلى باريس؛ لتتسكع في شوارعها طلباً لهبوط الوحي، وليس للإبداع بشكل عام طقوس محددة بعينها كما نحاول إيهام أنفسنا، كما أن الإبداع لا يقتصر على أشخاص بعينهم، بل هو حق مكتسب يولد به كل إنسان على وجه الأرض، وهو لا يقتصر على الأمور الفنية فقط، ويمكنك أن تكون مبدعاً في كل المجالات كعالم أو صحفي أو محاسب أو مدير لمشروع أو مدرس أو طبيب، وكل ما عليك القيام به هو تفريغ بعض المساحة في حياتك لبعض الأمور غير التقليدية للابتكار والمتعة الحسيّة واللهو والاستمتاع بالحياة، والأهم من ذلك كله عليك أولاً أن تتعلم كيفية الانسياق خلف فضولك أكثر من خوفك».
الروائية التي حولت المحنة إلى منحة أبهرت العالم
- قصص ملهمة
- سيدتي - شيماء إبراهيم
- 28 مايو 2015