بعد الضجة التي أثارتها روايتها المثيرة للجدل، «بنات الرياض»، الروائية السعودية رجاء الصانع تعود للأضوء من جديد، ورغم قرارها الابتعاد عن الأضواء الروائية والشهرة الأدبية للتفرغ لأبحاثها العلمية، فإن ذلك لم يمنعها من كتابة عمل جديد في ضوء أحداث «الربيع العربي»، وهو ما يفترض أن يعيدها بقوة إلى الساحة الأدبية بعد غياب هذا العام، وهذا ما أكدته في تصريح مقتضب لـ«سيدتي نت»: «أعمل حالياً على رواية مختلفة عن (بنات الرياض)، والتي ستفاجأ من شكك في إنتاجي الأدبي على أنه ثمرة وحيدة! إنها رواية مختلفة من ناحية البعد الثقافي والتجربة الحياتية؛ لأن النقد الذي تعرضت له بسبب (بنات الرياض) جعلني أقل اندفاعاً في التعبير والكتابة، بعد صدمتي في القارئ السعودي الذي لا يفرق بين الكتابة الخطابية والفن الأدبي! لذلك أتمنى بعد زيادة الإنتاج السعودي الروائي مؤخراً أن يعتاد القارئ في بلادنا على ارتفاع سقف التعبير؛ حتى ينظر بحيادية إلى كتابي الجديد».
ورغم هذا الاهتمام بجديد رجاء الصانع إلا أن بعض النقاد يسألون عن إمكانية اعتزالها الكتابة بعد النجاح المدوي لروايتها الوحيدة «بنات الرياض»، أسوة بالكاتبة الأمريكية هاربر لي التي كتبت رواية واحدة هي «مقتل طائر مغرد» في عام 1960، وحققت فور صدورها نجاحاً كبيراً نالت على إثره في أرقى جائزة أدبية أمريكية هي «البوليتزر»، هل يمكن ألا تصدر رجاء الصانع روايتها الجديدة التي طال الحديث عنها خوفاً من عدم تحقيقها نفس نجاح سابقتها «بنات الرياض» مكتفية بعملها كطبيبة أسنان وناشطة في العمل الخيري؟
هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.
وكانت الصانع قد حصلت العام الماضي على الجائزة السنوية لجامعة ألينوي في ولاية شيكاغو الأمريكية عن إنجازاتها البحثية المميزة في علم الخلايا الجذعية وعلاج الأعصاب، ويأتي هذا الأمر بعد تميزها في عالم الأدب، وترجمت روايتها الوحيدة «بنات الرياض» إلى أربعين لغة عالمية، وبيع منها أربعة ملايين نسخة حول العالم.
وليس جديداً على رجاء هذا النجاح، هي التي قدمت للعالم العربي صورة مختلفة عن المرأة السعودية، بعد أن كشفت عن تفاصيل حياتها خلف الأبواب المغلقة، لتكون روايتها الأولى والوحيدة حتى الآن بداية تغير محوري في وجه الكتابة الأدبية السعودية، ويبدو أن نجاح رجاء في الطب هو امتداد لتميزها الأدبي، بعد أن أصبحت من المستفيدات من برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي، الذي مكن المرأة السعودية أن ترفع مستويات التعليم التي يحصل عليها الرجل سواء في الداخل أو الخارج، لكن تميزها في مجال الخلايا الجذعية أبعدها عن الأدب؛ لأنها نشرت رواية «بنات الرياض» بعد تخرجها من الجامعة، فقررت التفرغ لدراستها في الولايات المتحدة الأمريكية.
يبلغ عمر رجاء الصانع الآن 33 عاماً، وهي استشارية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، حاصلة على شهادة الأسنان بجامعة ألينوي في عام 2009، وعلى شهادة الماجستير من كلية الاختصاص في علاج العصب وجذور الأسنان -علوم الفم والخلايا الجذعية من الجامعة نفسها عام 2008، ثم عملت فيها كأستاذ مساعد بين عامي 2008 - 2010. كما نالت الزمالة الملكية الكندية في علاج العصب والجذور في عام 2010.