ضغوط الحياة اليومية قد تُشعر الإنسان بالقلق والتوتر الدائمين، لا سيما من الأمور المستقبلية، التي يحاول جاهداً أن يجعلها كما يتمنى. لكن، ورغم ذلك، فإنَّ نوبة القلق بدرجة معيَّنة يمكن أن تكون مفيدة، حيث أنَّها قد تساعد المرء على فعل أفضل ما لديه لكي يقنع ذاته بعمل جيّد. في حين أنَّ لدى البعض ميولاً للقلق والتوتر والعصبيَّة الدائمة، ما يجعلهم أكثر تشاؤماً وخوفاً من كل شيء.
للتعرّف على أسباب القلق والتوتر العصبي وطرق الوقاية، يلتقي "سيدتي نت" الاختصاصية في علم النفس، الدكتورة عبير رجب، فتقول:
أسباب القلق والتوتر، تعود إلى:
_ تراكمات ماضية وضغوط نفسية.
_الظروف الحياتية، مثل التعرّض للعنف والإيذاء أو التربية القاسية، والصعوبات في محيط العمل.
_ المرض، خصوصاً الذين يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة، فهؤلاء يصابون بنوبات من القلق والتوتر والخوف من المستقبل وما يحمله لهم. كما أنَّ العلاجات والحالة الاقتصادية قد تشكل عبئاً نفسياً ثقيلاً.
_ المواد الكيميائية الطبيعية في الدماغ، التي تسمى "الناقلات العصبيَّة" التي تلعب دوراً رئيساً في حصول اضطرابات القلق والتوتر.
_ العوامل الوراثية، حيث أثبتت الدراسات أنه قد يكون لها أثر في حصول اضطرابات التوتر، إذ تنتقل وراثياً.
العلاج بالخلايا الجذعية.. ثورة طبية في تطور مذهل
وأشارت الدكتورة رجب إلى أنواع القلق، وهي: الفوبيا، الرهاب، الخوف الاجتماعي، الوسواس القهري، القلق من الكوارث الطبيعية، القلق الناتج من أمراض عضوية، القلق النفسي المصاحب للاكتئاب، والقلق النفسي العام الذي يتكرَّر في أحيان متقاربة وبصورة حادَّة، من دون أي سبب حقيقي، إلى درجة أنَّه يعيق مجرى الحياة اليومية الطبيعية.
واعتبرت الدكتورة رجب أنَّ هنالك نوبة من القلق (بدرجة معيَّنة) يمكن أن تكون مفيدة. إذ أنَّ الإحساس بالقلق قد يساعد المرء على رد فعل معين، والتصرُّف بصورة صحيحة عند التعرُّض لخطر حقيقي، كما يمكن أن يحفزه على التفوق في مكان عمله أو في منزله.
أما أعراض القلق، بحسب الدكتورة رجب، فهي:
_ نفسيَّة تتمثل في التوتر، والشعور بأنَّ الإنسان في تسابق مع الزمن، وتطاير الأفكار وتشتتها، وعدم القدرة على التركيز وتحمّل الضوضاء، والانزعاج.
_ عضويَّة، كالشعور بالانقباض في الصدر، أو بعض الآلام الجسديَّة، خاصة في الرأس، أو في القولون، أو في أسفل الظهر. بالإضافة إلى اضطرابات في النوم، وضعف في الشهيَّة للطعام في بعض الحالات.
_ الإحساس بتوتر العضلات، والارتباك، وقلة الصبر، والعصبيَّة.
_ أعراض اجتماعية للقلق، يضيفها بعض العلماء، تتمظهر في كثرة المشاكل والانفعالات مع الآخرين، وعدم الفعالية على الصعيدين: العملي والأسري.
_ التعرُّق، وارتجاف الأطراف، وتسارع ضربات القلب لدى البعض.
علاج القلق والتوتر النفسي
وحول علاج القلق والتوتر العصبي، تشير الدكتورة رجب إلى توفر عدد كبير من الأدوية الهادفة إلى التخفيف من أعراض القلق الجانبية، ومنها: أدوية مضادة للقلق، وأدوية مضادة للاكتئاب.
أما بالنسبة للعلاج النفسي، فيكون تحت إشراف استشاري أو اختصاصي نفسي متدرب عن طريق كشف أسباب القلق ومساعدة الفرد على مواجهة قلقه والسيطرة عليه.
ويمكن للشخص الذي يعاني من القلق اكتساب مهارات مختلفة لتخفيف أعراض القلق لديه، ومواجهة المشكلة والعودة إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي.
كما العمل على إزالة أسباب القلق إذا كان بالإمكان القيام بذلك.
مع ضرورة الإكثار من تمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة أيضاً التي تعدّ من أفضل السبل لعلاج القلق والتوتر العصبي.
في حين يساعد الحديث عن المشاكل للآخرين الذين يمكن الوثوق بهم على علاج القلق.
وحذّرت الدكتورة رجب من تعاطي أدوية القلق والاكتئاب من دون إشراف طبي، كي لا يتعرَّض الفرد لأي مضاعفات تزيد الحال سوءاً، مشيرة إلى أنه لا يجب توقيف العلاج فجأة، وإنَّما بالتدريج.
سيعجبك أيضاً:
انفوغرافيك: 5 مأكولات تبعدك عن التدخين
أكثري من تناول السبانخ في فترة الأعياد!