فنانة فلسطينية تكافح السرطان وتستعين بالرسم

ليس هو النهاية؛ لأن «آية» اعتبرته البداية.. فهي فنانة شابة من غزة، قررت أن تتحدى السرطان بالرسم، والرسم هو هوايتها وفنها المحبب، فانتصرت فعلاً وعادت شعلة من الجمال، وقبساً من الحياة؛ تبعث النور والأمل في كل مكان تحلّ فيه.

صمود وأمل
تقول آية عبدالرحمن: «تعذبت أثناء خضوعي للعلاج الكيماوي، لكن هذا لم يكن عقبة في طريق مواصلة رسوماتي؛ لأن الإنسان المصاب بإعاقة مثلاً، وأياً كان نوعها؛ فإنها لن تحدّ من قدرته ونشاطه، رغم تأثيرها بشكل كبير على حياته الاجتماعية، القول الفصل في الأمر يعود للإرادة التي تسلحت بها؛ لأستطيع التغلب على مرضي وأصل لهدفي في النهاية».

رسم أثناء العلاج
خضعت آية للعلاج في أحد المستشفيات الكبرى المتخصصة بالسرطان، وقد كان ذلك فرصة لها لكي ترسم، فالمستشفى كان عبارة عن جدران مزينة بلوحات لفنانين مشهورين، وكانت تقوم برسم تلك اللوحات بريشتها الخاصة، إضافة إلى رسم وجوه الأطباء والطبيبات والممرضات والعاملين في المستشفى، حتى خرجت منه بإنتاج غزير من الفن الذي تحب.

إجماع الأطباء وإرادة آية
توجهت آية للعلاج خارج غزة، بعد أن أجمع الأطباء على أن حالتها ميئوس منها؛ لأن السرطان كان قد انتشر بسرعة رهيبة، وفي أجزاء حساسة من جسمها، من ضمنها الكلى والعمود الفقري، ولم يقرر لها الأطباء أي جراحة، على أساس أن أيامها في الحياة معدودة، وبقي ملفها الطبي في أكبر المستشفيات فارغاً من أي ورقة؛ لأنه لا مخطط ولا رؤية لحالتها، وأنها بحاجة لمعجزة، حتى تلقفها طبيب؛ قرر أن يتبنى علاجها، وأجرى لها أول عملية جراحية؛ لأن الأمر كان أولاً دافعاً إنسانياً، وأيضاً كان تجربة علمية فريدة بالنسبة له، وقد ظلت آية تتابع العلاج ولم تفارق البسمة محياها لحظة.

بداية الرحلة مع الرسم
تقول آية: «منذ أن كنت في الصف الرابع الابتدائي وأنا أمارس هوايتي المفضلة الرسم؛ حتى أصل إلى قمة المجد برسوماتي التي تتحدث عن واقعنا الفلسطيني في ظل الاحتلال، وقد شاركت في عشرات المعارض الفنية، ولقيت إقبالاً من الجمهور، حتى تزوجت في العام 2008، وبدأت أبحث عن الأمومة، وهنا اكتشفت إصابتي بأورام في جسدي، وبدأت رحلة علاج مضنية، وعشت عذابات عديدة، ولكنني قررت أن أنتصر على السرطان؛ بإيماني بالله، وابتسامتي الدائمة، وفني».

أحلام بعد الشفاء
تتمتع آية بروح معنوية عالية، ولديها أحلام كثيرة، حتى بعد انفصالها عن زوجها، وعدم حصولها على وظيفة مناسبة لمؤهلاتها، فهي لا تتوقف عن الابتسامة، رغم كل ظروف غزة السيئة، وتثق في أن رسوماتها سوف تصل إلى أكبر قاعدة جمهورية؛ لأنها تعبّر عن واقع الشعب الفلسطيني، والفتاة والمرأة خصوصاً.

مع الأطفال ومرضى السرطان
تقضي آية بين الصغار أجمل لحظات حياتها، ما بين ضحكاتهم البريئة وأصواتهم، وهي ترتل القرآن الكريم، حيث تقوم بتحفيظهم إياه، وتعليمهم الرسم، إضافة لتطوعها في جمعية بسمة أمل لمرضى السرطان، وتقديمها خدمات تطوعية تُدخل البهجة إلى قلوبهم، وسوف تفتتح معرضاً شخصياً لها قريباً يضم أجمل لوحاتها.