الشاعرة بديعة كشغري لها طابع خاص في إلقاء الشعر يجبرك على الاستماع والاستمتاع به، أنشأت العديد من الصالونات الثقافية في الداخل والخارج، لها العديد من الدواوين باللغة العربية والإنجليزية، لقبت بـ«شاعرة المهجر السعودي» و«شاعرة اللوتس»، حين حادثناها لإجراء الحوار معها، أخبرتنا بأنها في أمسية شعرية عبر «الواتس أب»، وكان عليها أن تفسر لنا.
كشغري شعراً
طلبنا منها وصف نفسها كشاعرة، فقالت: لعل من الصعب توصيف الشاعر لنفسه، ولكنني سأجيبك بما قلته في إحدى قصائدي في محاولة لتعريف ماهية الشاعر ورؤيته الوجودية: «ولدت وفي الثغر حرف/وفوق الشفاه سؤال/راقصت مجاهل أمنيتي/ما بين مدار ومدار/وكتبت شعائر بسملتي/بيمام القلب رؤى وظلال/ وتوضأت برجفة توق/ يتجاذبني شغف الأسرار/أمتح من عشبة جلجامش حيناً/حيناً تسرجني حكمة عشتار/أصطف مع أسراب النرجس فجراً/أودعها حزن الأرض/وذاكرة الشفق المغتال»، هكذا تجدينني في تماهٍ لا حدود له مع أوجاع الإنسان، وفي تساؤل مستمر حول قضايا الوجود بعيداً عن «اليقينية» والإجابات الجاهزة، أما في الحياة اليومية فأنا متسامحة جداً ونشطة واجتماعية، وأحب الناس وألقاهم بقلب طفلة تدهشها ألوان قوس قزح، وتستوقفها حمامة حطت على شرفتها، أو قطة تبحث عن طعام.
شاعرة المهجر
لقبت بالعديد من المسميات، فمن أطلقها عليها؟ وما سرها؟ أوضحت لنا: لقبت بـ«شاعرة المهجر السعودي» من قبل منتدى الوعد الثقافي الذي استضافني في الدمام في 2006م، وقد كانت هذه الأمسية مفصلية بكسرها للمسافات بين كندا التي أقيم بها لمدة وبين الوطن الغالي الذي أنتمي إليه وأحمله على الكتف، كلحظة عشقية أرشف من سدرتها أينما اتجهت، ولعل هذا اللقب جاء تتويجاً لما أسهمت به بتوفيق الله من دعم الحضور الثقافي والاجتماعي في كندا، لاسيما العاصمة أوتاوا التي كنت أقيم بها حلقة أو صالوناً يرتاده الكنديون والجاليات العربية، كما كنت أشارك في العديد من منابرها الثقافية، إضافة إلى حلولي ضيفة على عدد من المؤسسات الثقافية للحديث عن تجربتي الكتابية، وما أحرزته المرأة في بلادي، وقد أدرجت أعمالي الشعرية في «أنطولوجيا الشعر العربي لشعراء المهجر المعاصرين» الذي أصدره الشاعر الأمريكي من أصل سوري د. لطفي حداد، كما لقبت بـ«شاعرة اللوتس» إثر إصداري الشعري المزدوج اللغة، والذي كان عنوانه زهرة اللوتس المستعصية،
وعن ما قامت به من أعمال قالت: كان تدريس اللغة العربية في مرحلة باكرة من العمر شغفاً فطرياً، وتواصلاً مستحباً مع زهرات الوطن والأخذ بأيديهن أملاً وإيماناً بالمستقبل، ثم جاءت مرحلة التدريس باللغة الإنجليزية بعد التخرج والالتحاق بالعمل في شركة أرامكو السعودية، مما منحني الفرصة للتواصل مع بنات الوطن من المنطقة الشرقية، وقد مررت بالعديد من المناصب في أرامكو، ولعل عملي كمحررة أولى في قسم النشر في الشركة من أحب الأعمال وأقربها إلى قلبي، حيث جاء كرغبة مني للعودة إلى اللغة العربية، كذلك صقل القدرات في مجال الكتابة الإعلامية والترجمة التقنية، وفي كندا أحببت عملي كمديرة تحرير لمجلة «المهجر» الصادرة بالعربية، وبذلت لنجاح هذا المشروع الوقت والجهد.
وحدثتنا عن مشاركتها في الأمسية الشعرية الجديدة عبر «الواتس أب»، ذاكرة أنها تجمع بين الصوت والكتابة، وأنها أمسية جميلة وحيوية في جروب بيت المثقفين العرب الذي يديره القدير د. نبيل المحيش، وجمعت الأمسية شعراء من المغرب ومصر والسعودية، وكان التفاعل ديناميكياً ويخبرنا بأن التكنولوجيا تجمع ولا تفرق وتوحد الأهداف الثقافية.
لدي حسابات على «فيس بوك» و«تويتر»، إجابة لسؤالنا عن علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وترى أنها وسائل جيدة فيما لو أجيد توظيفها في التواصل والتفاعل فكرياً وثقافياً واجتماعياً، وهي مفيدة في التعبير الحر عن المواقف والرؤى الخاصة.
الشعر ليس مجرد كلمات
وعبرت عن وجهة نظرها فيما ينقص الشاعرة السعودية قائلة: الشعر ليس مجرد كلمات تسطر على الورق، والشاعرة يجب أن تعي دورها المجتمعي كمثقفة عضوية تتفاعل مع قضايا مجتمعها وأمتها، فالشاعر وفق تعريف الناقد باوند هو«عين مجتمعه»، وأضيف وهو قلبه وفعله أيضاً.
وفي نهاية حديثنا تعبر شاعرتنا عن أحلامها وطموحاتها بأنها كبيرة، وتتمنى إمكانية تشكيل المؤسسات المدنية في المجتمع، وأن ينال المثقف حقه بعيداً عن المأسسة والجمود الإداري والشللية، وعلى المستوى الشخصي فهي تسعى إلى تأسيس دار نشر تعنى بإبداعات الشباب، كذلك كتابة سيرة ذاتية مفصلة.
بديعة كشغري: حملت الوطن على كتفي
- قصص ملهمة
- سيدتي - إيمان البحطيطي
- 08 يوليو 2016