أُجريت عملية زراعة قلب لطفل يبلغ خمس سنوات من عمره، في "المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت"، وها هو يستعد لمبارحة "الغرفة البيضاء"، بعد أن وهبه ذوو طفل متوفٍّ سريريًّا قلبه، وتكللت الجراحة بالنجاح.
للمزيد حول الجراحة التقى "سيدتي نت" الاختصاصية في أمراض القلب عند الأطفال، في "المركز الطبي في الجامعة الأميركية" الدكتورة مريم عرابي.
استئصال قلب طفل واهب ومن ثمّ زرعه في جسد آخر، عملية دقيقة أُجريت للمرّة الأولى بلبنان، وتكلّلت بالنجاح. وخلالها، نُقل قلب من طفل واهب لم يتجاوز الخمس سنوات من عمره، وزُرع في جسم المتلقّي البالغ خمس سنوات ايضًا.
الطفل الواهب كان متوفيًّا سريريًّا، ولكن قلبه كان ما يزال سليمًا، فارتأى ذووه أن يهبوا هذا الأخير إلى طفل مصاب بداء القلب الخلقي، ما أنهى معاناته. كان الطفل المتلقّي خضع لثلاث عمليات جراحية في القلب، باءت كلها بالفشل. ومع تدهور حالته الصحية، من جرّاء الضعف في عضلة القلب، والخضوع لجملة من العلاجات، وتعاطي العديد من العقاقير الطبية، ضعف جهاز المناعة في جسمه، ما أقعده، وجعله يشكو صعوبة في التنفّس.
استُهلّت الإجراءات الطبية بإخضاع كلا الطفلين لفحوص شاملة، ومن ثمّ استؤصل قلب الواهب وزُرع مباشرةً في جسم المتلّقي. واستغرق الإجراء حوالى 12 ساعة متواصلة، وتطلّب تكاتف جهود فريق طبي تجاوز عديد أفراده الـثلاثين. وقد ترأس الفريق، رئيس مركز قلب الأطفال في "المركز الطبي في الجامعة الأميركية" الدكتور عصام الراسي، ورئيس ومدير "المركز" الدكتور فادي بيطار، بالإضافة إلى فريق طب قلب الأطفال، واختصاصي العناية المركزة للأطفال، واختصاصي تخدير القلب لدى الأطفال، مع إسهام ملحوظ من فرق التمريض وغرفة العمليات.
صعوبة العملية
تعود صعوبة العملية إلى كون الطفل المتلقي خضع للعديد من العمليات الجراحية للقلب، ما صعّب إعادة شق صدره مجددًا. ولكنها تكلّلت بالنجاح، إذ تم فصل المريض المتلقي بنجاح عن آلة التنفس، بعد أن ابتسم لوالدته، وشدّ على ذراعها طالبًا كوبًا من الماء .وفي إثر العملية المذكورة، نُقل الطفل المتلقي إلى غرفة العناية المركزّة لغرض مراقبة وضعه، مع تقديم العقاقير اللازمة له، من أجل تقوية جهاز المناعة لديه، ومنع أي مضاعفات. وبعدها، جلس الطفل في غرفة عادية لثلاثة أسابيع، وسيخرج بعدها من المستشفى لمتابعة يومياته، كسائر الأطفال الأصحّاء، مع مراقبة وضعه الصحي بين الحين والآخر. وسيخضع لفحوص طبية روتينية، على غرار المرضى الذين سبق أن خضعوا إلى الجراحات.
وهب الأعضاء
يزداد الوعي بأهمية وهب الأعضاء في المجتمعات العربية، ولو أنّ ثقافة وهب الأعضاء لا تزال غير منتشرة في بعض البيئات، لأسباب عقائدية أو اجتماعية. ومعلوم أنّ انتشار هذه الثقافة يمهّد الطريق لعلاج عدد من الأمراض، ولا سيّما المستعصية منها، كأمراض الكلى والعيون والكبد والقلب، ما ينقذ حيوات الكثيرين.
نصائح وقائية
لتجنب إصابة المولود بمرض القلب الخلقي، تنصح الدكتورة مريم عرابي، بـ:
_امتناع الحامل عن تعاطي أي عقار طبي، من دون استشارة الطبيب.
_ خضوع المرأة لفحص تفصيلي للجنين، خلال الشهر الرابع من الحمل. عند الطبيب المختص.
_ الولادة في عيادة مجهّزة لعلاج حالات القلب، لحديثي الولادة.