مرض السكري من النوع الأول يشكل نسبة 10 في المئة من جميع حالات المرض بشكل عام، وبناءً عليه فإنه أقل تواترًا، ولكنّ السيطرة على سكر الدم في حالة الإصابة به، تكون في الغالب أكثر تعقيدًا، ورغم ذلك فقد تحسّن الوضع في الآونة الأخيرة بفضل العلاجات والأجهزة الطبية الحديثة.
قياس سكر الدم أصبح سهلًا
في حالات الإصابة بـمرض السكري من النوع الأول، يكون المريض بحاجة إلى قياس سكر الدم مرات عدة في اليوم، بمساعدة جهاز خاص. وإلى فترة حديثة تستخدم جميع الأجهزة المبدأ نفسه: وخز طرف الأصبع لأخذ قطرة على شريحة ليقرأها العداد، ويُظهر النتيجة. ولكن الآن يوجد جهاز جديد ثوري لقياس نسبة السكر وهو Freestyle Libre®: ليس هناك حاجة لوخز الإصبع! وهذا الجهاز الثوري يتمثل بوضع مجسّ وهو يشبه الرقعة، يُلصق على أعلى الذراع من الخلف ويقيس مستوى السكر في الدم بشكل مستمر. وبعد ذلك يتم ببساطة إجراء مسح ضوئي للمجسّ باستخدام الجهاز لمعرفة النتيجة.
ويجب تجديد المجسّ كل 14 يومًا، وحتى لو أنه مضاد للماء، إلّا أنه لا يجب أن يكون مغمورًا في الماء أكثر من 30 دقيقة، وليس أعمق من متر واحد. والأمر السلبي الآخر بشأنه هو سعره: حوالى 65 دولارًا اميركيًّا للمجسّ الواحد، ويضاف إلى المبلغ سعر العداد القارىء حوالى 65 دولارًا اميركيًّا.
المزيد من العلاجات المتنوعة المتوافرة
في الأسواق الاوروبية هناك حوالى 30 نوعًا مختلفًا من علاجات الأنسولين، والعلاجات التناظرية للأنسولين (جزيئات قريبة من الأنسولين، وتعطي تأثير الأنسولين نفسه. والاختلاف بينها هو مدتها وسرعة مفعولها: بعضها بطيء المفعول ُيبقي مستوى سكر الدم مستقرًا لساعات عدة، بينما بعضه الآخر سريع المفعول لتفادي الارتفاع المفرط في مستوى سكر الدم بعد تناول الوجبات، والبعض الآخر يعمل بمفعول متأخر. وقد يتوسع نطاق العلاج العام المقبل، بعد وصول علاج Fiasp® إلى السوق، وهو نوع تناظري للأنسولين فائق السرعة في مفعوله.
ويوضح ريمي راباسا- لهورت اختصاصي الغدد الصماء في معهد البحوث السريرية في مونتريال في كندا، حيث يتم تسويق Fiasp® ابتداءً من هذا العام، يوضح لمجلة "توب سانتيه" قائلًا: "إنّ هذا الأنسولين فائق السرعة في مفعوله هو أقرب إلى الأنسولين الفيزيولوجي الطبيعي في الاستجابة، لدى الشخص غير المصاب بمرض السكري، حيث يسمح بالسيطرة بشكل أفضل على مستويات سكر الدم أثناء الوجبات".
استخدام مضخات الأنسولين
بعض مرضى السكري الذين من الصعب السيطرة على مستوى السكر في الدم لديهم، يتمّ تجهيزهم بمضخات الأنسولين، وهذه المضخات تعطي جرعات من الأنسولين بشكل دقيق ومستمر طوال اليوم ولكن بشكل متباين، حيث يتم تعديل التدفق خلال النهار.
ومضخات الأنسولين هذه أحدثت نقلة ثورية بالنسبة لمرضى السكري. وتشتمل مضخات الأنسولين التقليدية على مخزن وشاشة للتحكم، ويتمّ وصلها بواسطة أنبوب إلى أقنية تُزرع تحت الجلد وتثبّت بواسطة رقعة.
ومنذ أبريل/نيسان، فقد توافرت مضخات أنسولين من دون الحاجة إلى قسطرة OmniPod®. ومضخات الأنسولين هذه التي يتم التخلص منها بعد الاستعمال، (يتم تغييرها كل يومين إلى ثلاثة أيام) هي خفيفة الوزن (أقل من 25 غرامًا بدون الأنسولين) وتلتصق بالجلد. ويتم التحكم بحقن الأنسولين عن بُعد بواسطة "مدير السكري الشخصي"، وهو جهاز إلكتروني بحجم الهاتف المحمول.