تشهد منطقة الشرق الأوسط الارتفاع الأكثر حدّة بين مناطق العالم بحيث تتجاوز نسبة انتشار السكري 20% في بعض مناطق الخليج العربي. ومن أسباب هذه الظاهرة النمو في عدد ونسبة كبار السن في المجتمعات، وتغير نمط الحياة، وخصوصاً العادات الغذائية وما ينتج عنها من فرط الوزن والسمنة بالاضافة الى الخمول البدني.
ازدادت نسبة السمنة في لبنان وحده من 17 الى 25% بين العامين 1997و 2009 ، وقد ارتفع معدل انتشار السكر في لبنان من 3 -4% في ستينيات القرن الماضي إلى حوالى 8% في الوقت الراهن، ما يعني أن منزلاً من كل ثلاثة منازل تقريباً يضم حالة مشخصّة بداء السكري على الأقل.
حملة "بإيدك بتسيطر على السكري" الوطنية
في هذا الاطار، أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني الحملة الوطنية لمواجهة مرض السكري والتي أتت تحت شعار "بإيدك بتسيطر على السكري"، في مؤتمر صحافي عقد في قاعة المحاضرات في وزارة الصحة العامة بدعوة من الوزارة والبرنامج الوطني للسكري.
تحدثت خلال الحملة السيدة منى الهراوي عن المقاربة الشاملة في علاج السكري وتدارك مضاعفاته، وقالت "إن مركز الرعاية الدائمة، الذي يوفّر منذ أكثر من ٢٢ عاماً العلاج الطبي الإلزامي والتوجيه الغذائي والنفسي والإجتماعي لحوالي ٢٢۰۰ طفل وشاب وشابة مصابين بالسكري من النوع الأوّل، هو معني بشكل مباشر بهذه الحملة الوطنية"، مشيرة إلى " أن أهمية المركز تكمن في هذه المقاربة الشاملة التي توفّر لمريض السكري المتابعة الطبية الدقيقة والدواء الأكثر ملاءمة لحالته والمعدات اللازمة لمراقبة نسبة السكري في الدم، وكذلك التثقيف الصحي له ولأهله، والمتابعة الغذائية والنفسية والتوجيه الإجتماعي، ما يتيح للمريض فهم المرض والتعرف على مضاعفاته لتدراكها، كما يسمح له بالتعايش مع مشكلته المزمنة بشكل إيجابي سليم".
وقدمت رئيسة جمعية Dialeb جاكي معلوف عرضاً حول أهمية التوعية في الوقاية والسيطرة على السكري وشددت على أن رفع مستوى الوعي يؤدي إلى تحسين نوعية حياة المصابين وتجنّب السكري النوع الثاني وحسن ادارة السكري النوع الأول، فضلاً عن تجنّب مضاعفات المرض وتخفیض الفاتورة الصحیة من جراء استباق المضاعفات".
بعد ذلك، لفت ممثل شركة Novo Nordisk الدكتور توفيق عيد إلى أهمية دور القطاع الخاص في التوعية عن السكري مشيراً إلى أنه يشجع الشراكات الفعّالة ويدعو لها كوسيلة لإحداث فرق وتغيير حياة المصابين بالسكري. خصوصا أن ستة في المئة فقط من المصابين بالسكري يعيشون حياة خالية من المضاعفات الناجمة عن مرضهم. وبالتالي لا تتوقف مساعدة المصابين بالسكري على الأدوية فحسب بل هي تشتمل كذلك على تأمين منصات لتبادل المعلومات المتعلقة بعبء السكري وتسهيل النقاشات حول العثور على حلول محتملة.
السيطرة على المرض
تنوالت ممثلة شركة Sanofi، حنان قاطرجي، أهمية تكاتف الجهات المعنية لإدارة مرض السكري وقالت "إنه بحسب الدراسات المحلية، يواجه 68% من مرضى السكري في لبنان مشكلة في السيطرة على مرضهم. ولأن إدارة المرض تسهم في تخفيف أعبائه على المريض بشكل خاص وعلى المجتمع ككل يتحتم علينا أن نتكاتف. والحملة اليوم هي خير دليل على ضرورة تعاون كل الشركاء المعنيين من القطاع العام والخاص".
ثمَّ تحدث رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الغدد الصماء والسكري الدكتور إميل عنداري عن دور الجمعيات العلمية، قبل أن يتناول مدير البرنامج الوطني للسكري الدكتور اكرم شتي أهمية الحملة الوطنية لمواجهة مرض السكري، وقال "إن الحملة تشتمل على توزيع مواد تثقيفية حول مرض السكري، إضافة إلى اقامة محاضرات تثقيفية توعوية حول مرض السكري في مراكز الرعاية الأولية، والمراكز الصحية والاجتماعية المعنية بالموضوع، فضلاً عن القيام بحملات للكشف المبكر عن السكري في كافة المناطق اللبنانية، واقامة نقاط في مراكز التسوق الكبرى لشرح أهداف الحملة ولاجراء فحص مباشر لنسبة السكر في الدم، كما المشاركة في الماراثون للتأكيد على أهمية ممارسة الرياضة البدنية ودورها الايجابي على الصحة والحياة".
مضاعفات السكري خطيرة
ختامًا ألقى وزير الصحة العامة غسان حاصباني كلمته "نسعى عبر الحملة الوطنية لمواجهة مرض السكري، الى محاولة الحدّ من ازدياد نسب الاصابة بالسكري ومن المضاعفات المرتبطة به وهي: الجلطات الدماغية، تضخم عضلة القلب، عجز الكلى، تلف شبكة العين، بتر الاطراف السفلى وغيرها من المضاعفات والتي تؤثر في مجموعها على صحة المريض وحياته وتقلل من مستوى عمره".
مشيراً إلى "أن السكري يقلل من انتاجية المريض، والمضاعفات تزيد من التكلفة المادية لعلاجه مما يشكل عبئاً مادياً ثقيلاً على الفرد والمجتمع وعلى كافة الجهات والمؤسسات الضامنة العامة والخاصة.
وتوجه إلى المصابين بداء السكري مؤكداً دورهم الأساسي في السهر على صحتهم عبر إجراء الفحص اليومي، وإعتماد الأكل الصحي وممارسة الرياضة والانتظام في أخذ الدواء والمتابعة مع الطبيب لضبط مخزون السكري.
