غالبية المصابين بآلام الأربطة والأوتار والعضلات، والمعروفة بالألم العضلي الليفي، تشكو أيضًا من حالات مرضية أخرى، مثل: "متلازمة الإرهاق المزمن". يطال هذا الألم نسبة 90% من الأفراد، الذين ينحنون أثناء الجلوس خلف المكاتب لساعات طويلة. وتزيد الإصابة سوءًا بفعل التوتر والأرق والقلق، بجانب التغيّرات المناخية المفاجئة.
"متلازمة الإرهاق المزمن"، هي حالة تُستهّل بدايةً بشعور مفاجئ بالتعب الشديد، وعوارض أخرى، مثل: ضعف الذاكرة، وتورّم الغدد اللمفاوية، والصداع الشديد، وأوجاع المفاصل والعضلات، واضطرابات النوم. وغالبًا ما تستمر الحالة لستة أشهر على الأقل، وتؤثّر بشدة على قدرة المريض على أداء وظائفه. وتذكر دراسات صادرة عن "منظمة الصحة العالمية"، أنّ حوالى نصف الحالات المصابة بـ"متلازمة الإرهاق المزمن" قد تشكو أيضًا من بعض الأمراض النفسية المزمنة، ومن بعض الاختلالات الطفيفة غير الدائمة بالمخ، أو بضعف المناعة في الجسم.
نقاط الألم
يشرح الاستشاري في جراحة العظام والتأهيل، الطبيب يوسف عبد الرحمن بمستشفى عبد اللطيف جميل، أنّ "هناك بعض النقاط في الجسم تؤلم عند الضغط عليها، في حال الإصابة بالألم العضلي الليفي". وتقع في: مقدمة ومؤخرة الرقبة، وبين الكتفين وعند نهاية الكتفين، وفي أعلى الظهر وأعلى المؤخرة من الجانبين وفي أسفلها، وعند أسفل الترقوة في أعلى الصدر وجانبي المرفق (خلفية المرفقين) وجانبي الخصر وجوف الركبتين.
العلاجات
1_ تسكين الألم من خلال مسكّنات الألم، أي العقاقير اللاستيرويدية المضادة للالتهاب، مثل: الأسبيرين. التي تخفّض الشعور بتيبّس العضلات. ومن المفيد أن يصاحب تعاطيها أسلوب التغذية الحيوية المرتدة، وهي عبارة عن أسلوب علاجي يقيس استجابات الجسم، مثل: نبض القلب أو التنفّس، مع إعادة الكرّة في شكل صوتي أو ضوئي، بحيث يصبح المريض مدركًا لاستجابات جسده، بما يمكّنه من التحكّم فيها. ويستخدم الأسلوب العلاجي المذكور بعض الأجهزة العلاجية، وأبرزها:
• جهاز رسم القلب: هو متخصّص بقياس نبضات القلب، ويساعد في اكتشاف الحالات المصابة بارتفاع معدّل نبضات القلب، الأمر الذي يسيطر على مشكلات ضغط الدم.
• جهاز رسم العضلات: يُستخدم هذا الجهاز في إعادة تأهيل العضلات المصابة والتعرّف إلى مواضع الخلل فيها، التي تتحكّم في عمليات الجسم الحيوية.
• أجهزة التنفّس: هي تساعد في الكشف عن مشكلات التنفس.
1- التأقلم العضلي: تزيد ممارسة الرياضة، كالسباحة وركوب الدراجة، وحمل الأوزان الخفيفة، والتناغم العضلي وقوة عضلة القلب.
2- تقنيات محفّزة على النوم: تعالج العقاقير المرخية للعضلات التوتر العضلي. وممّا لا شك فيه أنّ هناك روابط قوية بين إرخاء العضلات وجودة النوم.
إشارة إلى أنّ غالبية حالات الألم العضلي الليفي تكون مصحوبة باكتئاب خفيف، ولذا فإنّ الجرعات الخفيفة من مضادات الاكتئاب قد تكون مفيدة، شريطة أن يوصي بها الطبيب.
نصائح وقائية
1_ ينبغي على الأفراد، الذين يقضون أكثر من ثماني ساعات متواصلة في العمل، أن يؤدوا نشاطًا بدنيًّا خفيفًا يمتدّ على خمس دقائق، بعد كلّ نصف ساعة من الجلوس.
2_ الحرص على شرب ما لا يقلّ عن ثمانية أكواب من الماء أو السوائل، يوميًّا.
3_ أداء رياضة خفيفة، كالمشي أو الركض أو السباحة، لمدة نصف ساعة يوميًّا على الأقل، بعد الفراغ من العمل، وذلك للحفاظ على صحة العظام والأربطة.
4_ التخفيف من الضغوط العصبية، في الحياة اليومية.
5_ المداومة على التدليك العضلي (المساج)، لكونه من تقنيات الاسترخاء.
آلام العضلات بين الوقاية والعلاجات
- الصحة العامة
- سيدتي - هالة أحمد
- 29 نوفمبر 2017