"الرياضة تكافح الكآبة" مقولة شائعة نسمعها كثيراً من غير أن نعرف ما يختبئ وراءها أو آلياتها، فهل تساءلت يوماً عن السبب الذي يجعلك تنسي همومك عند ممارسة التمارين الرياضية؟
أجمعت الدراسات منذ زمن على أنّ بإمكان من يمارس الرياضة التغلّب على الكآبة بسهولة، إذ يثبت الباحث جيورجي من جامعة تورونتو الكندية في دراسة له أن ممارسة التمارين الرياضية باعتدال يمنع حصول نوبات الاكتئاب على المدى الطويل.
كما أخبرت أخصائية العلاج النفسي السريري د. غادة الهويمل أن الرياضة في الحقيقة تحد من الاكتئاب، وتقلل من نسبة حدوثه للشخص الذي يستمر على الرياضة وممارستها، لكن كيف ذلك؟
• التنفس بكل حرية: عند ممارستك للرياضة، فأنت تقومين بالجري أو الهرولة في مكان فسيح وبسرعة كبيرة قليلاً، وهذا كفيل بأن يجعلك تتنفسين بكل حرية دون الشعور بأنك متضايقة من مكان ما، وبذلك ستشعرين بالراحة التامة؛ لأن عمليات التنفس الحيوية تجعلك تشعرين بالراحة التي تحد من التوترات التي لديك.
• النظر إلى أماكن فسيحة: الاكتئاب في الغالب سيشعرك بالتشتت وعدم الراحة إطلاقاً، لذلك، فالنظر إلى أماكن فسيحة وواسعة سيجعلك تشعرين بالراحة ومدى البعد الذي تنظر له عيناك، بالتالي ستشعرين بالراحة التامة أثناء ممارسة الرياضة؛ لأنك ستشتتين النظر لأماكن واسعة تعطي مساحة صفاء لديك ستبدد الاكتئاب.
• عدم تكرار النظر: حاولي قدر استطاعتك تغيير الأماكن المعتادة في ممارسة الرياضة حتى لا تصابي بالرتابة والملل، ففي فترات الاكتئاب خصوصاً أنت بحاجة إلى مناظر كثيرة تعمل على تشتيت الذهن لديك وتنوع التركيز في أكثر من أمر حتى لا يتسلل الحزن إليك كالسابق، بل يتشتت العقل والتفكير في العديد من الأمور.
• التعرف على أصدقاء جدد: في ممارستك للرياضة في أماكن عديدة ومختلفة يمكنك التعرف على أصدقاء جدد باستمرار، حيث أنك ستقومين بتبادل أطراف الحديث معهم، وبالتالي لن تجدي في نفسك مجالاً للانفطار في الحزن أو القوقعة في دائرة الاكتئاب؛ لأنك ستقضين الوقت إما بالرياضة أو الحديث مع الأصدقاء.
• التفكير في الرياضة: في أول مرة ستبدئين فيها بخوض الرياضة ستشعرين بالحماسة للوصول للحد أو الرقم الأعلى من عدد الخطوات ونسبة الحرق الخاصة بالسرعات الحرارية، بالتالي سيتجدد يومك بالنشاط لوقت الرياضة وانتظاره بكل حماسة حتى تبدئي بتحقيق أهدافك.
• تجديد الطاقة والحيوية: عند خوضك للمرة الأولى الرياضة ستشعرين بمدى التغيير الذي ستحدثه فيك من تجديد للطاقة أو من حيوية تضيفها إلى يومك، إضافة إلى أنك مزاجياً ونفسياً ستشعرين بالسعادة والرضا التام عن ذاتك؛ لأنك تقومين بعمل صحي يعود بالنفع عليك.
• تشتيت الذهن: بذل الطاقة يشتت الذهن دائماً، فدائماً إذا أردتِ التخلص من حالات الاكتئاب أو الحزن الحادة التي تمرين بها، عليك باللجوء إلى بذل طاقة بشكل كبير، ولا تقتصر الرياضة على المشي، بل يمكنك السباحة وضرب الأوزان وكرة السلة حتى تشتتي العديد من الطاقة السلبية المختزنة في داخلك.