من المعلوم أن تناول الملح بكميات كبيرة "زائدة" له مخاطر عدة، منها الإضرار بالقلب، وارتفاع ضغط الدم، ومؤخراً تم اكتشاف ضرر آخر، وهو التأثير مباشرة على الدماغ.
فقد اكتشف الباحثون في معهد فيل لأبحاث الدماغ والأعصاب في نيويورك، أن الإفراط في تناول الملح يؤثر بشكل بالغ على الدماغ.
وأجرى العلماء تجاربهم على الفئران، ووضعوا لها كمية كبيرة من الملح في طعامها، وبعد هذا التغيير في نظامها الغذائي، لاحظ الباحثون تراجعاً كبيراً في الخواص الإدراكية للحيوانات، وكثرة الملح في غذائها أصابتها بالخرف.
وعلى سبيل المثال، وجدوا أنه عند وضع الفئران في متاهة، فإنها تجد طريقها بشكل أبطأ كثيراً من ذي قبل، حتى إنها في مرحلة ما لم تعد تستجيب للمس الباحثين لفروتها، والسبب أن مخ الفئران أصبح يعاني من نقص الدم بسبب تناول الملح بكمية كبيرة.
وذكر الباحثون أن تناول الملح بكميات كبيرة، يؤثر كذلك على الدماغ البشري، كما حدث مع الفئران، وعلى الرغم من أن الباحثين في الماضي اكتشفوا تأثيراً للإفراط في تناول الملح على الدماغ، إلا أنهم كانوا يفترضون دائماً أن هذا أحد الأعراض الجانبية لارتفاع ضغط الدم، الذي يحدث كذلك بسبب تناول الملح.
كما اكتشف الباحثون زيادة تركيز هرمون "إنترلوكين 17" في دم الفئران. هذه المادة القابلة للاشتعال، التي تعمل وسيطاً كيميائياً، من الممكن أن تغيِّر التركيب الكيميائي في الأوعية الدموية في الدماغ، وبعد حوالي ثلاثة أشهر أُصيبت الفئران بالخرف. وبحسب الدراسة التي نُشرت في المجلة المتخصصة "Nature Neuroscience"، فإن الفئران لم تعد قادرة على بناء عش، الأمر الذي يُفترض أنه سلوك طبيعي لدى القوارض.