الصيام الصحي يُنشِّط عددًا من جينات إصلاح الخلايا والأنسجة في الجسم، فضلًا عن دوره في التقليل مستويات الـ"كوليسترول" الضار، وفي تخليص الجسم من السموم المتراكمة فيه، فضلًا عن خسارة الوزن، كما ورد في دراسة صادرة أخيرًا عن جامعة "كاليفورنيا" بالولايات المتَّحدة.
الصيام، حسب الدراسة الأميركيَّة، قد يصيب الجسم بصدمة، فتتجه إشارات عصبيَّة إلى المخِّ لتنذره بالجوع. ومع الامتناع عن الطعام بفعل الصيام، يشعر الجسم بأنَّه في حال من المجاعة، وليس هناك مغزى من إهدار الطاقة على النموِّ. وعوضًا عن ذلك، يقوم الجسم بصرف الطاقة المُخزَّنة في داخله على عمليَّة تكسير الخلايا الشائخة والمتعبة، فإعادة بنائها من جديد.
الاختصاصيَّة في التغذية العلاجيَّة سمية سليمان، تقول إنَّ "الصيام مُناسبة لتنظيم الوجبات الغذائيَّة لناحية المواعيد والكمِّ أيضًا، وبالتالي ضبط الوزن أو خسارته"، مُضيفةً أنَّه "يُعزِّز الصحَّة ويُقلِّل مخاطر الإصابة بالأمراض، ومن بينها السكَّري والقلب".
9 نصائح
تُعدِّد الاختصاصيَّة سليمان في الآتي، تسع نصائح هادفة إلى تحويل الصيام إلى تجربة صحيَّة:
1. التعرُّف إلى الوزن ومؤشِّر كتلة الجسم منذ أوَّل رمضان، مع قياس وزن الجسم مرَّتين في الأسبوع، وذلك في الصباح الباكر.
2. إعداد لائحتي طعام الفطور والسحور باكرًا، على أن تكون وجباتهما بسيطة وخالية من "المغريات"، وخصوصًا السمبوسة والمقليَّات والحلويات. علمًا بأنَّ السعرات الحرارية المتحصل عليها خلال رمضان يجب أن تكون ثابتة، تفاديًا من زيادة الوزن.
3. تناول وجبة خفيفة عند الفطور لا تتسبَّب في ارتفاع هرمون الـ"إنسولين"، مثل: ثلاث حبَّات من التمرات وكوب من اللبن الرائب خالي الدسم أو عصير الليمون بالنعناع أو شرائح من التفاح أو بعض حبَّات الفراولة الطازجة.
4. الانشغال بالعبادات، كالصلاة وقراءة القرآن، ما يُجنِّب التفكير في الطعام.
5. مُكافأة الجسم على الصيام لساعات طويلة، عبر تناول الأطعمة المُحبَّبة ولكن بكميَّات صغيرة.
6. المشي لستِّين دقيقة، بعد الفراغ من تناول الفطور بساعتين.
7. ترطيب الجسم: يتزامن شهر رمضان مع فصل الصيف، وهو ما يتسبَّب بتزايد الشعور بالعطش، بالإضافة إلى الجفاف الذي قد يصيب البشرة بفعل الامتناع عن شرب الماء لساعات. ولذا، يوصي الباحثون بالإكثار من تناول الفواكه المائيَّة (البطِّيخ والشمَّام والكيوي والعنب) بين وجبتي الفطور والسحور، كما شرب كوب كبير من الماء بين الفترتين، على الرغم من عدم الشعور بالعطش.
8. تناسي أمر خسارة الوزن، ففي غالبيَّة الحالات قد ينقضي الأسبوع الأوَّل من رمضان، من دون أن يظهر أي مؤشِّر تغيير على الوزن. وفي هذا الإطار، ينصح الباحثون بالتركيز على المزايا الصحيَّة الأخرى التي يجنيها المرء بفعل الصيام، ومن بينها: تعزيز مناعة الجسم وتخليصه من السموم وتعزيز قدرات المخ ومقاومة عوامل الشيخوخة.
9. توخِّي الحذر عند ممارسة الرياضة أثناء الصيام، كي لا يقلّ منسوب الماء في الجسم فيصيبه الجفاف. وبالمُقابل، يُفضَّل ممارسة الرياضة بعد الفراغ من الفطور بساعتين، على أن تكون معتدلة المجهود (المشي السريع أو ركوب الدراجة الهوائيَّة/الثابتة أو السباحة).