رغم الأزمات التي مر بها مسلسل «أرض النفاق» للنجم محمد هنيدي وأهمها خروجه من السباق الرمضاني على القنوات المصرية وطرحه على قناة سعودية وحيدة، إلا أنه حقق مشاهدة كبيرة ورد فعل قوياً بين المشاهدين الذين كانوا ينتظرون هنيدي على أحر من الجمر بعد غيابه عن الشاشة الفضية أكثر من 7 سنوات. التقينا الفنان محمد هنيدي وناقشناه في بعض قضايا الساحة الفنية والمشاكل التي واجهت مسلسله الأخير..
هل كان تغيبك عن الأعمال الدرامية عن قصد؟
بالطبع، كنت متخوفاً جداً لأن للعمل الدرامي رهبة، إذ يحلّ الممثل ضيفاً لمدة 30 يوماً على الأسرة المصرية والعربية. ولكن، الحمد لله، رواية «أرض النفاق» ووجود شركة ضخمة لها باع طويل في الإنتاج الفني شجعاني وكسرا الرهبة لأن «العدل جروب» من أهم شركات الإنتاج في العالم العربي ومعظم نجاحاتي كانت معهم.
كيف وقع اختيارك على مسلسل «أرض النفاق»؟
الفضل يرجع للمنتج الواعي المثقف جمال العدل لأنه هو صاحب فكرة إحياء الرواية التي قدمها رائد الكوميديا فؤاد المهندس. فهو من قام منذ فترة بشراء الرواية وعندما عرض عليّ الأمر رحبت جداً لأني من عشاق هذه القصة والعمل السابق للفنان الكبير فؤاد المهندس. وبالفعل، بدأنا ورشة عمل مع الكاتب أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز لتنفيذ المسلسل.
وكيف رأيت رد فعل الجمهور على المسلسل؟
الحمد لله، رد فعل الناس من الأيام الأولى للعرض كان مبهراً. وعلى الرغم من أن العرض تم من خلال التلفزيون السعودي، إلا أن النجاح كان مدوياً في جميع أنحاء الوطن العربي. وكانت تجمع فريق العمل إلفة وحب على الرغم من صعوبة الأزمات التي تعرض لها المسلسل الذي يحمل طابعاً كوميدياً وهو ما يحتاجه المشاهد في وقتنا الحالي وفي نفس الوقت يحمل كثيراً من الرسائل التي نتمنى في يوم أن يخلو العالم منها بشكل راق بعيداً عن الإسفاف. فشركة الإنتاج والمنتج كانا لديهما روح المقاتل لكي يخرج العمل في أبهى صورة.
هل كنت متخوفاً من فكرة تغيير مخرج العمل؟
بالتأكيد. المخرج سامح عبدالعزيز تجمعني به عشرة وصداقة طويلة. ولكن، عندما رشح سامح عبد العزيز المخرج محمد العدل (ماندو العدل) فرحت جداً؛ لأن الأخير من أهم المخرجين على الساحة الفنية في العالم العربي فهو مجتهد ومبدع. وبمنتهى الصراحة، استمتعت بالعمل معه لأنه تغلب على كثير من
الأزمات وصراع الزمن وكان حريصاً في كل مشهد، فهو مخرج ذكي وواع وعاشق للفن ويخلق من الفنان نسيجاً مختلفاً.
هل أزعجك تصوير بعض المشاهد مرة أخرى؟
بالطبع، وكان عنصر الوقت قاتلاً. ولكن، الحمد لله، هناك مخرج «شاطر» بمعنى الكلمة ساعدني كثيراً. وروحه المبهجة جعلتني أستمتع بكل لحظة أمام الكاميرا وبالإضافة إلى وعي شركة الإنتاج وخوفها على تفاصيل العمل. ثمة مشهد رفضت تنفيذه وهو قفزي من أعلى مبنى لأبدو وكأنني أطير في الهواء، وطلب مني فريق العمل تنفيذه «فكروني سوبر هنيدي فعلاً» إذ بعدما صعدت للأعلى أخبرت المخرج أنني لن أتمكن من تنفيذه لأنني أصبت بالدوار «بادوخ بالنظر من مكان عال»، فقررنا الاستعانة بـ«دوبلير»، وقفزت أنا من مسافة بسيطة من الأرض.
ما هي المشاهد التي ضحكت فيها من قلبك؟
كل المشاهد ضحكت فيها من قلبي وكنت مقتنعاً جداً بالورق للكاتب أحمد عبد الله، وهناك مشاهد ستظل في ذاكرتي منها مشهد الكلب، ومشهد القفز من فوق السطوح، ومشهد البخل، وكل مشهد كان له ظروفه الخاصة.
هل يشغلك التصنيف أو الترقيم في الموسم الرمضاني؟
لا، إطلاقاً. ما يشغلني هو المضمون وما أقدمه للناس واحترام الجمهور والنقاد وأن أقدم لوحة فنية تظل في أذهان الجمهور طوال العمر كما كان يفعل العظماء في السابق. النقاد في هذا الموسم يرون أن محمد هنيدي في مرحلة نضوج ووعي. والبعض كتب أنه في ثوب جديد. وهذا أسعدني كثيراً. فأنا أهتم بما يكتبه النقاد لأنهم مرآتي التي أرى فيها نفسي. والفضل في نجاح المسلسل يعود لله رب العالمين ثم الكوكبة الضخمة التي كنت أنا فرداً فيها ومجموعة النجوم التي كنت محاطاً بها منهم الفنانة القديرة دلال عبدالعزيز والنجمة هنا شيحة ومحمد ثروت وشركة الإنتاج والكاتب والمخرج. كما أعترف أنني كنت مرعوباً من رد فعل الناس لأن الدراما صعبة. ولكن، الحمد لله، الاجتهاد والحرص على العمل كان لهما مذاق خاص.
أسرتي تشاركني كل لحظات حياتي
ومن يشاركك من أسرتك في اختيار الأدوار؟
كل أفراد أسرتي يشاركونني كل لحظات حياتي لأنهم أهم ما أملك في هذه الحياة وأعيش من أجلهم، أولادي فاطمة وأحمد وفريدة.
وهل تتمنى أن يسلك أحد منهم نفس طريقك؟
أتمنى أن يأخذوا القدر المقرر لهم من التعليم، وأن يتبع كل منهم ما يحب ويهوى لأن الحب هو سر النجاح في العمل.
هل كان هناك موقف جمعك بأسرة مسلسل «أرض النفاق» لن تنساه؟
هناك مواقف كوميدية كثيرة وإنما سوف أروي لك موقفاً كوميدياً جداً حدث يوم تصوير الأفيش الدعائي للمسلسل وكان في استوديهات «العدل جروب» في شبرامنت بمدينة الجيزة. دخلنا جميعاً إلى مكان التصوير ووقتها كنت أجلس مع الفنانة دلال عبد العزيز، إلى أن هجم علينا خفاش غريب، فدخلت الفنانة دلال في نوبة من الصراخ والخوف. شعرت بالخوف الشديد عليها وبعدها دخلت في نوبة من الضحك على ما حدث. فكانت لحظات خوف وضحك لن أنساها أبداً. .