انتشر اضطراب التوحد في الآونة الأخيرة لدى كثيرٍ من الأطفال، وتعتقد غالبية الأمهات أن هذا المرض لا يمكن اكتشافه إلا بعد تخطي الطفل عامه الثالث، لكنَّ الحقيقة أن هناك أعراضاً عديدة، تكشف إصابته بالتوحد، وهو ما أكدته اختصاصيتان لـ "سيدتي"، التقتهما للحديث عن هذا النوع من الاضطراب السلوكي.
بدايةً، عرَّفت رجاء الطويرقي، اختصاصية الاضطرابات السلوكية والانفعالية والتوحد، المرض بالقول: التوحد اضطراب في نمو الجهاز العصبي المركزي، ما يؤثر في وظائف الدماغ، أو مجموعة الاضطرابات المخية البسيطة Minimal brain dysfunction التي تسبِّب مشكلات في النمو الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، والناحية المعرفية، والانفعالية، والعاطفية، والسلوكية النمطية المتكررة.
العلامات الأولية للمرض يمكن أن تظهر لدى الرضيع، لكنها تصبح أوضح عند بلوغه العامين، ويتم التشخيص الرسمي للتوحد في عمر ثلاثة أعوام، ولخَّصت الطويرقي هذه العلامات في:
- عند حمل الرضيع تجدين جسده متصلباً على استقامة واحدة، لعدم قدرته على تحريك جسمه.
- لا يتبع الأشياء من حوله بعينيه لفقدانه التواصل البصري.
- لا يُحدث أصوات "مناغاة"، أو يتأخر فيها.
- لا يستجيب إلى ندائك باسمه، أو إلى حديثك معه، وكأنه مصاب بالصمم.
- لا يبتسم.
- لا يقوم بالإيماء للرغبة في حمله، أو التلويح باليدين.
- لا يستجيب إلى الحضن والاعتناء به.
- لا يستجيب إلى اللعب والتواصل.
- تتكرَّر لديه مشكلات في الجهاز الهضمي مثل "الإمساك، الغازات، انتفاخ للبطن، والتقلصات"، لتحسُّسه من مادتَي الكازين والجلوتين، وهذه علامة مهمة.
- في عمر ستة أشهر لا يبتسم عندما تضحكينه، ولا تظهر عليه تعابير الفرح خلال الاتصال الجسدي، مثل الدغدغة.
- في عمر تسعة أشهر لا يستجيب إلى النداء، أو أي صوت مألوف، ولا إلى الابتسامات، ولا يتواصل بصرياً، ولا يتبع الأشياء بعينيه، ولا يقلِّد حركاتك، أو تعبيرات وجهك.
- في عمر 12 شهراً يفتقر إلى الاستجابة لاسمه، إضافة إلى أنه لا يتحدث، أو يهذي مثل بقية الأطفال، ولا يستخدم أي إيماءات للتواصل، مثل رفع اليدين للاحتضان، أو التلويح.
- في عمر 16 شهراً لا يتحدث بكلمات، ولا يصدر أصواتاً للفت انتباهك إليه.
- في عمر 24 شهراً يفتقر إلى الاستكشاف البصري للدمى، أو الألعاب الأخرى، أو يلعب بشكل متكرر ونمطي بالدمى وغيرها، مثل السيارات.
كما أنه يتأخر في التكلم والإدراك، أو يفتقد ذلك، ولا يطلب المساعدة، أو أي طلبات أساسية أخرى، ويمتلك سلوكيات حركية متكررة غير تقليدية، وقد يتبع الطفل نمطاً معيناً، أو خللاً في الوظائف التنظيمية المتعلقة بالنوم والأكل والاهتمام به.
نصائح حول كيفية التعامل مع الطفل المتوحد:
- عند اكتشاف الاضطراب على الأبوين التحلي بالعزيمة والصبر، ومساندة طفلهما، والتدخل مبكراً للتمكُّن من تحسين حالته.
- يجب مراعاة الحالة النفسية للطفل، والتواصل معه بشكل مستمر سواء لفظياً، أو عند طريق الصور والرسومات.
- يفضَّل مشاركة اللعب مع الطفل لأنه يعزز نموه الاجتماعي والمعرفي والعاطفي.
- الحرص على فحص الطفل بشكل دوري في المراكز الصحية، لأن الحالة كلما تقدمت في العمر، كان هناك تغيير نوعي سواء في التحسن، أو التراجع.
- دمج الطفل التوحدي مع أطفال سليمين لتعزيز سلوكه وتحسينه عن طريق التقليد.
-مراعاة حصول طفلك على الغذاء الصحي المناسب لحالته، والتأكد من عدم تحسُّسه من مادتَي الكازين، والجلوتين اللتين تؤثران في مستواه الإدراكي والمعرفي والسلوكي، وهما موجودتان في مشتقات الحليب خاصةً".