يعدّ ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيس للوفيات في العالم أجمع، ومن ضمنها لبنان والدول العربية. وبسبب ذلك تمَّ تصنيف هذا المرض من قبل منظمة الصحة العالمية على أنه وباء.
إنه مرض صامت يؤثّر على نوعية حياة الأفراد، ويجعلهم في حالة من عدم الاستقرار في نواحي الحياة اليومية كافة، ويقتل بهدوء، لأنّ المريض يصبح عرضة للجلطات في أيّ وقت.
"سيدتي نت" التقى رئيس قسم أمراض القلب في "أوتيل ديو دو فرانس"، وسأله عن ارتفاع ضغط الدم لدى النساء عمومًا في الحوار التالي:
*هل من تصنيف جديد لمنظمة الصحة العالمية حول ارتفاع ضغط الدم؟
-يشير أحدث تصنيف لمنظمة الصحة العالمية بأنّ ارتفاع ضغط الدم، واحد من الأسباب الرئيسة للوفاة في العالم، حيث يصاب أكثر من مليار شخص به، ويموت أكثر من 7 ملايين شخص في السنة.
*ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى النساء خصوصًا؟
-الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الرجال، هي نفسها لدى النساء، حيث يمكن اعتبار بعض العوامل أساسية كالعامل الوراثي، إذ نجد نسبة كبيرة من المرضى لديهم تاريخ عائلي مع المرض أو مع أمراض أخرى تتسبب بإرتفاع ضغط الدم، كأمراض الكلى والسكري وبعض أمراض الغدد الصمّاء.
كذلك السمنة المفرطة أو زيادة الوزن، والتدخين بأشكاله كافة، وعدم اعتماد أنظمة غذائية صحية، كالإكثار من الملح والدهون المشبّعة، وعدم التركيز على الخضر والفاكهة ومشتقات الحليب قليلة أو خالية الدسم، وإهمال التمارين الرياضية المنتظمة التي تلعب دورًا في الحفاظ على مستوى ضغط دم معتدل.
*متى يجب على المرأة أن تخضع لفحص مراقبة ضغط الدم لديها؟
-ابتداءًا من سن الثامنة عشرة يجب على كل شخص سواء أكان امرأة أم رجلًا، زيارة الطبيب المختص لإجراء فحص لمرة واحدة على الأقل كل عام، للتأكد من سلامة ضغط الدم.
لكن عندما تكون هناك بعض الأوجاع كأوجاع رأس، وأزيز في الأذنين، فإنه يتوجب على الشخص زيارة الطبيب على وجه السرعة.
*هل تنصحون بضرورة الاحتفاظ بآلة قياس ضغط الدم في المنزل، من أجل المتابعة الدائمة؟
-لست من محبّذي هذه الفكرة، كي لا يصبح الأمر هاجسًا مقلقًا، خصوصًا وأنّ ضغط الدم قد يرتفع مع التوتر وبعض الضغوط اليومية والخوف، وقد يكون ذلك لفترة قصيرة ويزول.
أفضّل الاكتفاء بزيارة الطبيب، كما سبق وأشرت، والالتزام بإرشاداته في هذا المجال، وعدم استخدام الآلة بشكل روتيني، إلا إذا كان الشخص يعاني مرض ارتفاع ضغط الدم، عندها يستوجب الأمر مراقبة شبه يومية.
*ما هو الأشد خطورة عند ارتفاعه، الضغط الانقباضي أم الضغط الانبساطي؟
-يُعتبر ارتفاع الضغطين الانقباضي (العالي)، والانبساطي (الواطي)، على درجة واحدة من الخطورة.
الضغط الطبيعي يجب أن يكون دون الـ 12/8 سنتم لدى النساء والرجال على حدّ سواء، ومن 14/9 سنتم وما فوق يُعتبر الشخص مريضًا بارتفاع ضغط الدم.
أما مستوى ضغط الدم الواقع بين الطبيعي والمرض، فيُعتبر غير طبيعي، وفي هذه المرحلة المسمّاة Prehypertension أي التي تسبق الإصابة بمرض الضغط المرتفع، يُعتبر الشخص معرّضًا للإصابة بالمرض، وعليه التنبّه جيدًا وإعادة النظر في أسلوب الحياة التي يتّبعها، وفقًا لما سلف ذكره من أجل تخفيض مستوى الضغط.
*ما هي طرق الوقاية المطلوبة لإبعاد شبح المرض؟
-التركيز على خمسة أمور: الطعام الصحي والسليم، وممارسة الرياضة بشكل دائم، والامتناع عن الملح والكحول، والمحافظة على وزن مستقر.
ومحاولة التأقلم مع الضغوط اليومية لامتصاصها، وعدم السماح للإجهاد (السترس) بالتأثير على الصحة عمومًا وعلى الضغط خصوصًا.
*هل من علاجات جديدة لارتفاع ضغط الدم، خصوصًا وأنه حُكي في الماضي عن تطوير لقاح في هذا الإطار؟
-لا يوجد حتى الآن لقاح مضاد لارتفاع ضغط الدم، أما العلاجات المتداولة في الوقت الراهن، فهي تعتمد على الأدوية، حيث توجد الكثير من الأدوية على درجة من الفاعلية وليس لها أية مضاعفات جانبية. حيث يمكن للمريض أن يتناولها لمدى الحياة من دون أن تتسبب له بأيّ أذًى، أو تؤثّر على نوعية حياته، وهي تعمل على تخفيض مستوى ضغط الدم لديه.