من الألم يولد الأمل، وبالإصرار والعزيمة تُتجاوز الصعاب، وتزول العقبات، وبالإرادة والتصميم يُخلق النجاح ويُكتب التميز. هذا ما يمكننا أن نصف به رحلة طويلة تكللت بالكثير من شهادات التقدير والثناء والإعجاب والشهرة العربية والعالمية للدكتورة "ملاك عابد الثقفي، والتي .تم اختيارها مؤخرًا من قبل المجلة البريطانية The Pathologist ضمن قائمة power list لتصنيف عام ٢٠١٨ كأهم المؤثرين في مجال طب علم الأمراض.
بطاقة تعريفية
هي ملاك بنت عابد الثقفي، من مواليد مدينة مكة المكرمة، كانت طالبة متفوقة ومتميزة في مدرستها، تجمع مصروفها لشراء الكتب، لتضيف لنفسها تعليمًا ذاتيًّا مختلفًا عن التعليم الرسمي، فقرأت في كل المجالات وبالأخص الأحياء والكيمياء إلى أن تخرجت من الثانوية العامة بنسبة 99,2%، وكانت الخامسة على منطقة مكة المكرمة بالقسم العلمي. التحقت بكلية الطب للتخرج منها بتقدير جيد جدًا من جامعة الملك عبد العزيز، وأكملت دراستها في تخصصات علم الأمراض الإكلينيكية والتشريحية والعصبية والجينية الجزيئية في عدة جامعات عريقة بالولايات المتحدة الأمريكية، مما أثمر عنه حصولها على أربعة بوردات أمريكية في تلك التخصصات، إضافة لشهادة ماجستير في الأعمال والإدارة الطبية من جامعة جونز هوبكنز. وقد تفرغت بعد ذلك لعمل الزمالة البحثية لما بعد الدكتوراه في تخصص بيولوجيا السرطان والأورام الطبية، وذلك في مركز دانا فاربر للأورام التابع لجامعة هارفارد.
علم الجينوم
علم الجينوم هو أحد فروع علم الوراثة، وهو يتعلق بدراسة المادة الوراثية كاملة عند مختلف الكائنات الحية، ويعد المجال من أصعب مجالات الطب حيث يتطلب معه تحديد تسلسل الحمض النووي بشكل كامل، ورسم الخرائط الدقيقة للجينوم، وقد اختارت الدكتورة ملاك هذا العلم والتخصص فيه لأنها تؤمن بأنّ الطبيب الحقيقي هو الذي يفهم تشريح ووظيفة وكيميائية العضو المختص به، لكي يستفيد من هذا الأمر في علاج مريضه، وأكدت أنه في المستقبل القريب سيكون كل مريض بيده خريطته الجينية التي سيطلب علاجه على أساسها.
مرض نادر قادها للتفوق
أصيبت الدكتورة "الثقفي" في طفولتها بمرض جيني نادر يحدث لأربعة أطفال من بين كل 10,000 مولود في الوطن العربي "فرط التنسج الكظري"، وهو مرض يعجز المصاب به عن إنتاج ما يكفي من الهرمونات الأساسية، مما يؤدي إلى اضطرابات في التغذية والجفاف وخلل في نظام ضربات القلب، وقد يتطور الأمر إلى حالات قاتلة نتيجة انخفاض بالسكر وضغط الدم.
مناصب تقلدتها
تم تعيين الدكتورة "ملاك" بعد الزمالة كعضو هيئة تدريس محاضر في مركز "دانا فاربر" للأورام، وكذلك عُينت كباحثة وطبيبة استشارية بالمركز، وهي الآن طبيبة استشارية في تخصص دقيق بمدينة الملك فهد الطبية، وأستاذة بحث مساعدة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا، كما أنها تعمل في بوسطن بدوام جزئي، وفي كلية الطب بجامعة هارفارد، ومستشفى برجهام، ومستشفى النساء، وقد كانت سابقًا تعمل كرئيسة للأطباء المقيمين في مستشفى جامعة جورج تاون بواشنطن دي سي، وقد ساعدت في نشر العديد من الأوراق العلمية والدراسات والأبحاث في المجلات العلمية المتخصصة، لكي يستفيد منها العالم، لاسيما في مجال الجينوم والأورام .
جوائز حصدتها
حصلت الدكتورة "ملاك" على العديد من الجوائز المحلية والدولية، والعديد من التكريمات، إلا أنّ أهم جائزة نالتها وكانت الأقرب إلى قلبها مقابلة خادم الخرمين الشريفين الملك عبد الله _رحمه الله_ عام 2010 أثناء استقباله لأطباء المملكة، وكذلك حصلت على خطاب شكر من الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، وحصلت على جائزة مكة للتميز العلمي من الأمير "خالد الفيصل" مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة، بالإضافة إلى حصولها على جائزة الطالبة المتميزة بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز، وجائزة لبحثها الذي كان ضمن أفضل عشرة بحوث بالجمعية الأمريكية لعلم الأمراض الإكلينيكية في شيكاغو .
كما حصلت على جائزة إنجازات الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة، ورشحت لجائزة الباحث الشاب بجمعية علم الأمراض الجزيئية، وفي عام 2014 كانت واحدة ضمن خمسين سيدة متميزة في قمة القيادات النسائية بالمملكة، وفي عام 2015 حصلت على جائزة العالم الشاب في العلوم والتكنولوجيا MIT-ASO، وكذلك حصلت على جائزة السفر من جمعية أخصائي علم الأمراض العصبية. كما حصلت على جائزة سيدتي للتميز والإبداع 2018.
الدكتورة ملاك عابد الثقفي قصة نجاح وتميز
- قصص ملهمة
- سيدتي - أمامة إبراهيم
- 25 نوفمبر 2018