سيكون الجمهور على موعد مع إطلالة مختلفة للفنانة الكويتية حياة الفهد خلال شهر رمضان المقبل من خلال مسلسل «حدود الشر». في هذا العمل، حرصت الفهد على لمّ شمل نخبة من الفنانين من مختلف المراحل العمرية. وتراهن أيضاً هذا العام على سبعة شباب تقدمهم وتؤكد أنهم يملكون الموهبة والقدرة على المنافسة. الفهد في حوار مع «سيدتي» فتحت النار على الفنانين الذين يسيئون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وشددت على أن بعض الفنانات تحولن إلى «أراجوزات»، مؤكدةً ضرورة أن يحافظ الممثل على وقاره وألا يجرفه تيار الاستفزاز. وتطرقت كذلك إلى علاقتها بأحفادها، موضحةً أنها تستشيهرهم في ما تقدمه من أعمال.
ما الجديد الذي تقدمه حياة الفهد في «حدود الشر»؟
الفكرة والأحداث. ويمكن وصف العمل بأنه اجتماعي إنساني تدور أحداثه خلال حقبة الستينيات في الكويت. ويطرح قضية رغبة الأبناء في السفر لمتابعة دراستهم وارتباط الآباء بمصالح تجارية في دول أخرى وتأثير السفر المتكرر في استقرار الأسرة. بشكل عام، تلك هي المحاور التي يناقشها المسلسل، إلى جانب خطوط درامية فرعية عدة ستكون حاضرة.
لنتوقف عند الخط العام للأحداث ونسرد جزءًا من تفاصيلها؟
يتناول «حدود الشر» قصة إنسانية مشوقة، حين كانت لدى الكويتيين مصالح وأراض وبساتين في أبوالخصيب بالبصرة، أقصى جنوب العراق، حيث يسافرون إلى هناك ويجلبون معهم كل الخير من تمور وحصران وزبلان. وأحداث المسلسل تدور حول عائلة طيبة مسالمة، يطالها شر مؤقت، وأجسد خلاله شخصية الزوجة، وتدعى «نعيمة». والمسلسل يعالج العديد من المشاكل المهمة، وأثرها في الأسرة كلها.
كيف جاء اختيارك الشباب الذين يشاركون في العمل؟
من منطلق موهبتهم وتمكنهم من أدواتهم وملاءمتهم للشخصيات التي يجسدونها ولا يخفى على أحد أن الكويت تملك كمّاً كبيراً من المبدعين الشباب في حاجة لمن يمدّ لهم يد العون أو يسلط الضوء عليهم، بخاصة أن المنتجين أو المخرجين يسعون دائماً للتعاون مع الوجوه المعروفة ما يتسبب في تكرار الممثلين، بينما أسعى في كل مسلسل لتقديم أسماء جديدة. وفي «حدود الشر»، يشارك سبعة شباب، يملكون مواهب مميزة وهم في حاجة إلى فرصة. وأتطلع لأن يقدموا أنفسهم بصورة جيدة للجمهور من خلال أدوارهم في المسلسل.
عمل واحد في العام كافٍ
من المهم أن يمدّ الفنان جسور التواصل مع الشباب، هل تؤيدين ذلك؟
بكل تأكيد، لأن الدماء الجديدة تخدم الفنان، خصوصاً أن الشباب لديهم فكر جديد ونشاط وحماس، ما يمنح الفنان دافعاً للاستمرار بقوة ونستمد منهم الطاقة الإيجابية. نعم، لا نستغني عن الخبرة ولكن يجب أن نفسح المجال أمام الشباب لتتوالى الأجيال وتستمر الحركة الفنية.
وماذا عن النجوم الذين يشاركونك المسلسل، بخاصة الفنان الإماراتي أحمد الجسمي؟
الجسمي فنان مبدع شاركني العديد من الأعمال. وأشعر أن هناك توافقاً روحياً بيننا ويفهمني. لذلك، تنعكس تلك الكيمياء على الكاميرا وتظهر في الأعمال التي نطل فيها سوياً.
أنت حريصة على التنوع والانتقال بين فترات زمنية مختلفة في أعمالك الدرامية.
بالفعل، وتجلّى هذا واضحاً من خلال «حدود الشر» الذي جاء بعد «مع حصة قلم» والذي يمكن وصفه بأنه «دراما حديثة»، بينما العمل الجديد تقع أحداثه في فترة زمنية مختلفة. ويبقى أن التنوع مطلوب واللعب على فترات زمنية مختلفة أمر هام. ولكن ما أود الإشارة إليه أن «حدود الشر» تقع أحداثه في الستينيات من القرن الماضي. وكانت هناك طفرة في المعيشة حينها. وبدأت التقنيات الحديثة تجد طريقها إلى الحياة، مثل الهواتف الأرضية ووسائل النقل الحديثة وما إلى ذلك من مظاهر، ألقت بظلالها على نمط معيشة المواطن الكويتي في ذلك الوقت.
«حدود الشر» يوثق التعاون الثاني مع الكاتب الشاب محمد النشمي، كيف تصفين التعامل معه؟
تعاونت مع النشمي من قبل في مسلسل «سيدة البيت» الذي عُرض عام 2012 وهو كاتب شاب لديه حسّ درامي مميز وخيال واسع وهو مطّلع أيضاً. وهذا الأمر هام بالنسبة إلى الكتّاب أن يتمتعوا بثقافة واسعة وإن شاء الله تجمعنا أعمال أخرى مستقبلاً.
لماذا الالتزام بعمل واحد كل عام؟
أزعم أن عملاً واحداً في العام كافٍ، أضع فيه كل تركيزي وعصارة خبرتي والآن بين يديّ مجموعة من النصوص أقرأها لاختيار المناسب منها للعام المقبل.
تجربتي الإذاعية
كيف هي علاقتك مع مواقع التواصل الاجتماعي؟
مقتصرة على تعريف الجمهور بأخباري الجديدة أو مشاركتهم المناسبات المختلفة، خصوصاً أنّها أضرت كثيراً بكثيرين من الفنانين بل حرقت بعضهم، هناك من فقد قيمته الفنية بسبب «السوشيال ميديا».
هل تتفقين أو تختلفين مع الرأي الذي يذهب إلى اعتبار أن نجومية بعض الفنانين تُبنى على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا أتفق مع هذا الرأي وأعتقد أن التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن يتم بحذر، إما أن أستخدمها بطريقة صحيحة أو لا أتفاعل معها لأن ما يحدث هو بمثابة استهتار واستفزاز. هناك فنانات انتهت قيمتهنّ الفنية بسبب مواقع التواصل، يجب أن يحافظ الفنان على وقاره أمام الجمهور بغضّ النظر عن عمره. هناك كثيرات من الفنانات عليهنّ تحفظ، أصبحن «أراجوزات».
حدثينا عن تجربتك الإذاعية الأخيرة في مسلسل «بنقول لكم سالفة» الذي بُثّ عبر أثير إذاعة الكويت؟
لإذاعة الكويت مكانة كبيرة في نفسي، وقد بُثّ المسلسل عبر الأثير قبل فترة. وأعتبر العمل خطاً جديداً لإذاعة الكويت تحت قيادة الوكيل المساعد فهد المبارك الذي يحرص على النشاط الدرامي على مدار العام، وألا يقتصر على شهر رمضان فقط. وهذا العمل يُعدّ بداية سلسلة من القصص الدرامية، التي ستُبثّ عبر أثير الإذاعة تحت عنوان «بنقول لكم سالفة». وشاركت في 30 حلقة بواقع قصة مختلفة كل 5 حلقات، فقدمت دور أم الشخصية التي يؤديها الفنان داود حسين، وزوجة الشخصية التي يؤديها الفنان سعد الفرج. والمسلسل عموماً كوميدي خفيف ذو طابع توعوي يسلط الضوء على قضايا المجتمعَيْن الكويتي والخليجي، وحظي باهتمام الجمهور وهذا ما لمسته من ردود أفعالهم.
تراجع الإنتاج الدرامي
هناك تراجع في الإنتاج الدرامي المحلي. ما تعليقك؟
بالفعل، وهي قضية محسوسة على المستويَيْن الخليجي والعربي وليست حكراً على الكويت فقط، وإنما تراجع الإنتاج الدرامي في المنطقة كلها تقريباً في ظل الظروف السياسية التي تمر بها، ما انعكس بالسلب على سوق الدراما.
ولكن هناك من يرى أن قلة إعداد النصوص أحد الأسباب أيضاً في تراجع الإنتاج؟
بالفعل، أضف إلى ذلك قلة الكتّاب في الساحة الفنية، لا نجد نصاً جيداً إلا بعد عناء. نعم، هناك نصوص كثيرة، ولكنها دون المستوى ونحن لا نستطيع المغامرة والقبول بأي عمل لمجرد الإنتاج والحضور. يجب أن ننتقي ما يضيف إلى مشوارنا ويرضي جمهورنا.
عائلتي
بعيداً عن الفن، كيف تقضين يومك؟
مشكلات الحياة لا تنتهي أبداً وعلى الصعيد الأسري أتابع أبنائي وأحفادي. نجلس ونتحاور في الأمور كافة. في هذا الزمن، لا وقت للراحة منذ الصباح حتى المساء. إذا لم ينشغل الإنسان جسدياً، سيكون مشغولاً ذهنياً.
هل تستطلع حياة الفهد آراء الأحفاد في ما تقدم من أعمال؟
بالطبع، وأسمع انتقاداتهم وأناقشهم في أبعاد الشخصية. بيني وبينهم صراحة في الحديث والطرح.
سعيدة بمشاركتي في الفيلم السعودي «نجد»
كيف وجدت تجربتك في فيلم «نجد»؟
سعيدة بهذا العمل الذي يُعتبر أول فيلم سعودي سيُعرض في المملكة بعد السماح بتفعيل دور العرض. والفيلم من تأليف خالد الراجح، وإخراج سمير عارف، وإنتاج مؤسسة لوكيشن للإنتاج الفني والإعلامي. وتدور أحداث الفيلم في خمسينيات القرن الماضي، ويرصد تاريخ المملكة، كما أن «نجد» هو اسم الشخصية الرئيسيّة التي أجسدها. ويشارك في البطولة كل من ماجد مطرب وزهرة الخرجي وإبراهيم الحربي وعلي السبع ومريم الغامدي وأغادير السعيد ومصطفى هريدي وميساء مغربي وغيرهم.