يصف نجم زياد نفسه بأنه "مدرب للعقل قبل الجسد"؛ كونه يخاطب متابعيه بلغة التحفيز وتعزيز ثقافة الالتزام والثقة بالقدرة على التغيير والتحكم بمجريات حياتهم، وهو الذي خرج منتصراً من معركة مع السمنة، كان سلاحه الأول فيها ثقته بنفسه وقدراته وطموحاته، ورغبته بإنقاذ نفسه جسدياً ونفسياً من تبعات زيادة الوزن والمشاكل التي تنتج عنها.
فبعد معاناة دامت لسنوات أثرت في طفولته وفترة مراهقته، أمسك نجم بزمام الأمور، وقاد رحلة تحول مثيرة في حياته؛ ليعبر بجسده نحو الأمل والراحة والصحة، وبعد أن كان "المراهق السمين"، وفق بعض المتنمرين، بات "نجماً" على مواقع التواصل الاجتماعي وأولها سناب شات؛ المنصة التي رافقته منذ بداية رحلته، ليصبح اليوم مدرباً وشريكاً مؤسساً لـ"مركز تقدر للاستشارات الغذائية وتقويم الغذاء واضطرابات الطعام".
صراع من أجل الحياة
في صورة له على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو في الثالثة عشرة من عمره، يظهر نجم زياد بوزن زائد، جعل ملامحه تبدو بعمر أكبر، ليعلق على الصورة قائلاً: "سبحان الله، انظروا كيف أن السمنة تجعل الإنسان يبدو بعمر أكبر، هناك جزء من طفولتي لم أستطع أن أعيشه بسبب وزني، فالكل كان يعاملونني على أنني رجل، بينما أنا كنت طفلاً أو مراهقاً، ولكن بجسد رجل، وهو ما دفعني لأكرس حياتي لهذا الأمر، لا سيما بعد عملية التكميم التي لجأ لها أهلي لمساعدتي على خسارة الوزن، لكنني لم أستفد منها، بل على العكس؛ زاد وزني بعدها بفترة قصيرة لأنني أحب الطعام".
وعن هذه الصورة، يقول نجم لـ"سيدتي": "من يرى هذه الصورة يدرك عمق الصراع الذي كنت أعيشه مع نفسي ومع جسدي، لم أكن أعيش طفولة عادية سعيدة، كان وزني دوماً يعيق استمتاعي بما يفترض بها أن تكون أجمل سنوات عمري".
وأضاف: "زيادة الوزن تعني عدم الراحة بالحركة وعدم القدرة على ارتداء ما نحب من الملابس وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة والرياضات، وتعني أيضاً تعرضنا للمضايقات والتنمر".
وأكد نجم: "من خلال رحلتي مع إنقاص الوزن، لم يكن الهدف أن أعجب الآخرين، بل أن أكون مرتاحاً ومتصالحاً مع نفسي وجسدي، ولهذا بحثت عن أفضل الطرق لعيش حياة صحية، وحرصت على أن أفيد الآخرين بتجربتي هذه".
من النضال إلى النجاح
لقد تجاوزت عبارة نجم الشهيرة "تناول الشوكولاتة واخسر الوزن" دورها كمجرد شعار، وأصبحت رمزاً للانتصار على الصراعات والتحديات، إذ إن الرحلة التحويلية التي خاضها نجم زياد تجاوزت حدود النضال للفوز بالتحدي الهائل المتمثل بوزنه؛ الذي كان يزيد على 150 كيلوجراماً، لتصبح معركة ضد الاستسلام والقبول بالواقع وغياب الحافز للتغيير.
ومن خلال المحتوى الإبداعي والمشاركة الحقيقية، أثبت نجم أن أسلوب الحياة الصحي لا يتعلق بالحرمان، بل باتخاذ خيارات واعية ومبهجة، متسائلاً في أحد فيديوهاته: "هل خلقنا لنشقى ونخسر؟".
هذا المحتوى الذي يقدمه نجم بأسلوبه الفريد، لاقى أصداء رائعة لدى المشاهدين، ومع مشاركته الملهمة لقصته، تحول من شخص عادي يملك قصة مؤثرة إلى شخص ملهم وصديق موثوق للمتابعين ورجل أعمال ومدرب حياة. وهكذا، مدفوعاً برغبته في استعادة صحته ورفاهيته، اجتاز العقبات والتحديات الصعبة، لتصبح قصته نقطة جذب لأولئك الذين يتصارعون مع قضايا مماثلة، مما أدى إلى إنشاء مجتمع من الدعم والتفاهم على منصات التواصل الاجتماعي.
سرد القصص عبر المجتمع الرقمي
إن الوسوم التي ترافق منشورات نجم زياد على منصات التواصل الاجتماعي تحكي كل الحكاية، فهو مع كل فيديو ينشره يضيف وسوماً كـ: "أحلام، قرار، التغيير بيدك، أهداف"... وهذا طبعاً تحول إلى عبارات محفزة ونصائح ملهمة. وكانت انطلاقة نجم زياد على منصات التواصل الاجتماعي منذ ما يقارب العقد من الزمن، وذلك عندما كانت هذه المنصات لا تزال في مهدها، عندها لجأ نجم إلى سناب شات بمهمة مشاركة رحلته العميقة للتغلب على صراعات الوزن.
كان نجم من أوائل مستخدمي هذه المنصة، وعن ذلك يقول لنا: "وجدت فيها المكان الذي تبنى فيه علاقات واتصالات حقيقية وعميقة مع الجمهور والمتابعين، لذا قررت الاستفادة من الإقبال الذي كان يحظى فيه التطبيق في ذلك الوقت وقدرته على إيصال رسائلي إلى جمهوري المستهدف، وكان دافعي دوماً متمثلاً بالرغبة بتحسين حياة الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة".
وتعد رحلة نجم بمثابة شهادة على القوة التحويلية لسرد القصص الشخصية داخل هذا المجتمع الرقمي، والدور الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي بشكل عام في تعزيز الاتصالات، والتطور السريع لهذه المنصات، وحرص دول الخليج على مواكبتها واستقطاب أحدث التقنيات لتعزيز دورها الإيجابي.
على أرض الواقع
لقد امتد نجاح نجم زياد إلى ما هو أبعد من المجال الرقمي، وقد تجسد تأثيره عبر الإنترنت في تأثير على أرض الواقع، حيث تخلص من الوزن الزائد، وأنشأ أحد أشهر مراكز التغذية في العالم العربي. وما بدأ كمدونات فيديو يومية ونصائح غذائية من واقع التجربة، تطور إلى محتوى غني أثر في حياة الملايين. وأصبحت رحلة نجم شهادة حية على القوة التحويلية للنمو الشخصي والتأثير الذي يمكن أن يحدثه فرد واحد على نطاق عالمي.
وفي نصيحته لشباب اليوم، يتحدث نجم من القلب، ويحثهم على التعبير عن الذات دون خوف، قائلاً: "افتح قلبك وعبّر عن نفسك ولا تخف، وتذكر دوماً أن جسدك هو معجزة بحد ذاته، ويمكنك أن تحافظ عليه دوماً دون أن تخسر شغفك وحبك للحياة، ودون أن تلزم نفسك بأنظمة قاسية ومرهقة، وأي معركة أو أي تحدٍ يبدأ من داخلك أولاً، إذا فزت به في داخلك لن يوقفك شيء".
وشدد نجم زياد على الاستفادة من فرصة الفضاءات الرقمية لتطوير محتوى تحفيزي وإبداعي لدى الشباب لرواية القصص الملهمة، تماماً كما فعل، قائلاً: "قم ببناء قالب جميل لقصتك، واستخدم منصات التواصل الاجتماعي للعبور نحو العالم بهذا المحتوى البناء، فبالنسبة لي لم أكن لأستطيع خلق هذا التأثير لو لم أستثمر تواجدي بشكل صحيح على مواقع التواصل الاجتماعي، فأنا أعتبر أن تواجدي عبر Snapchat في بداياتي كان نقطة البداية لتغيير عالمي، ويمكن أن يكون نقطة البداية لتغيير عالمك أيضاً".
وهكذا في عالم وسائل التواصل دائم التطور، تقف رواية نجم زياد بمثابة شهادة على التأثير العميق للسرد الحقيقي للقصص، وتذكير بأنه في بعض الأحيان، تخرج أقوى القصص من بوتقة التحديات الشخصية، ويتردد صداها لدى الجماهير على مستوى إنساني عميق. فرحلته كأحد نجوم التواصل الاجتماعي، أصبحت الآن بمثابة حافز للتغيير الإيجابي، ليواصل إلهام الآخرين، مستفيداً من تجربته لإثارة حركة نحو حياة أكثر صحة ورضا.
ملاحظة: الصور مرسلة من قبل نجم زياد
هناك الكثير من القصص التي ألهمتنا لكتابة المقالات القيمة، ومنها: أحمد البدر لسيدتي: لم يستطع السرطان أن يهزم حبي للحياة