تعدُّ ريم قراش، الرئيسُ التنفيذي لشركة «شدا» للضيافة، من النماذجِ النسائيَّةِ السعوديَّةِ الناجحةِ في الاستثمار بمجالِ الفندقةِ والضيافة، إذ تمكَّنت بتأثيرٍ من والدتها، وشراكةٍ مع شقيقتها ريم من إطلاقِ سلسلةِ فنادقَ باسم «شدا» في جدة ودبي، وتعمل حالياً على افتتاحِ فندقٍ في الرياض، والاستثمارِ في قطاعِ المأكولات والمشروبات والترفيه. قراش حلَّت ضيفةً على «سيدتي»، فكشفت في هذه الأسطر عن سرِّ نجاحاتها، وأهمِّ المحطات في مسيرتها العمليَّة.
ريم قراش
لوالدتكِ التأثيرُ الأكبرُ في دخولكِ المجالَ الفندقي، ماذا تعلَّمتِ منها؟
تعلَّمتُ من والدتي الكثير، بل كان لتأثيرها الدورُ الأكبرُ في وضعِ قيم «شدا» التي تتمحورُ حول التمسُّكِ بالثقافة، وصنعِ التجاربِ المناسبة، إضافةً إلى تقديرنا للعمليَّةِ والبساطة، والاهتمامِ بالتفاصيل، واحتياجاتِ العميلِ الخاصَّة، والفخرِ والتجذُّرِ بالثقافة المحليَّة.
ما ميزةُ العملِ بوصفكم عائلةً وشركاءَ في المجال؟
بوصفنا أفرادَ عائلةٍ واحدةٍ، وتنوُّع مهاراتنا، ساعدنا ذلك في بناءِ منتجٍ متميَّزٍ وفريدٍ في سوقٍ، يعجُّ بالنسخِ والتكرار، كما أسهمت الثقةُ بين أفرادِ الأسرةِ في تسهيلِ العمل والتواصل. لا شكَّ أن دمجَ العملِ مع العائلة، يتخلَّله بعض الصعوبات، لأنه يدمجُ علاقتَين بعلاقةٍ واحدةٍ. عندما أختلفُ مع أي فردٍ من أفرادِ أسرتي، أتذكَّر أن لي مصالحَ عملٍ معه، فأخاف أن تتأثر، وهذا ما يسهم تلقائياً في رغبتنا المستمرَّة في تحسينِ روابطنا الأسريَّة.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
إكسبو الرياض
ما توقُّعاتكِ لمستقبلِ السياحةِ في السعوديَّة، لا سيما مع استضافةِ الرياض معرضَ إكسبو العالمي؟
كلُّ جهودِ السعوديَّةِ حالياً، سواءً باستقطابِ اللاعبين الرياضيين العالميين، أو استضافةِ كأسِ العالم، أو فوزها أخيراً باستضافة «إكسبو 2030» تأكيدٌ على الرغبةِ الكبيرةِ والاستراتيجيَّةِ المُحكَمة لرفعِ الإيراداتِ السياحيَّةِ في الناتجِ المحلي الإجمالي من 4% إلى 10% عبر تحويلِ البلادِ إلى وجهةٍ سياحيَّةٍ عالميَّةٍ. استضافةُ مثل هذه الأحداثِ، سيسهمُ في قدومِ الزوَّارِ إلى البلادِ من جميعِ أنحاءِ العالم من أجل حضورِ فعالياتها، وتجربةِ الضيافةِ السعوديَّة الفريدةِ والغنيَّة بالتجارب الثقافيَّة المميَّزة. نحن نطمحُ إلى تعريفِ السيَّاحِ على مقوِّمات المدنِ السعوديَّة المختلفةِ في تضاريسها وأجوائها وثقافاتها حتى يكرِّروا زياراتهم، ويُشجِّعوا الآخرين على القدوم، وهو ما سيسهمُ في انتعاشِ الاستثمارِ بالقطاعِ السياحي، وزيادةِ المعروضِ من الفنادق، ورفعِ المنافسة، وكل هذا سيصبُّ في مصلحةِ السائح.
يمكن وصفُ الرياضِ حالياً بـ «مدينة المال والأعمال»، وهذا ما جعلها وجهةً سياحيَّةً جاذبةً، كيف تتنافسون لاستقطابِ الزوَّار؟
صحيحٌ. اليوم تحتضنُ العاصمةُ السعوديَّةُ كثيراً من المؤتمراتِ والمناسبات، من أهمِّها موسمُ الرياض الذي نجحَ في استقطابِ آلافِ السعوديين والسيَّاح، هذا إلى جانبِ توفر الخدماتِ الأساسيَّة في الرياض، مثل المستشفياتِ العالميَّة، والجامعاتِ المرموقة على المستوى الدولي. كلُّ هذا جعل منها وجهةَ السفرِ الأولى للسعوديين، والمقصدَ الرئيسَ للسيَّاح، وبما أن السفرَ صناعةٌ موازيةٌ للفنادق، لذا نطمحُ في «شدا» لأن نفتتح فندقاً نوعياً ومتميِّزاً في عاصمتنا الحبيبة.
ما المدنُ الأخرى التي تسعون إلى التوسُّع فيها فندقياً، وما معاييرُ اختياركم لها؟
افتتحنا فندقاً في مدينةِ دبي الإماراتيَّة بهدفِ نشرِ ثقافةِ ضيافتنا السعوديَّة في إحدى أكثر دولِ العالم تنوُّعاً. كذلك سنفتتحُ فندقاً في منطقة «داون تاون» جدة، إلى جانب بحثنا عن فرصٍ لافتتاح فندقٍ في الرياض.
نقترح عليك متابعة اللقاء مع الدكتورة خلود المانع
"العنصر الأبرز في صناعة السياحة السعودية شعبُها المضياف الكريم"
وجهةٌ سياحيَّةٌ واعدة
ما أبرزُ المقوِّماتِ والفرصِ الاستثنائيَّة في السعوديَّة لصناعةِ وجهةٍ سياحيَّةٍ واعدةٍ وعالميَّةٍ؟
أولاً يجبُ التأكيد، أن السياحةَ رافدٌ مهمٌّ من روافدِ التنويعِ الاقتصادي، وإحدى الركائزِ في «رؤية السعوديَّة 2030»، إذ تستهدفُ الرؤيةُ رفعَ إسهامِ هذا القطاعِ في الناتج المحلي للبلاد إلى 10%، والحمد لله تمتلكُ السعوديَّةُ جميع المقوِّمات لأن تكون وجهةً سياحيَّةً استثنائيَّةً، فهي تحتضنُ الحرمين الشريفين، الوجهةُ الأولى للمسلمين من كلِّ أنحاء العالم، كما يوجدُ بها كثيرٌ من المعالمِ التراثيَّة التي تحملُ في طيَّاتها تاريخاً ثرياً، أذكرُ منها الحجر في العلا، وقصر سلوى في الدرعيَّة. هذا إلى جانب أبرزِ مقوِّمٍ للسياحة، وهو الطبيعةُ المذهلة، فبلادنا تنفردُ بشواطئها البكر، وكثبانها الرمليَّة الساحرة، وجبالها ومرتفعاتها الجميلة، مثل السودة، لكنَّ أهمَّ عنصرٍ في صناعةِ السياحةِ بالسعوديَّة، هو بالتأكيد شعبُها المضياف الكريم.
بالنسبةِ لنا في «شدا»، نحن نؤمنُ بأن أهمَّ المقوِّماتِ التي نستند إليها في تقديمِ خدماتِ الضيافة وجودُ ثقافةٍ غنيَّةٍ ومتنوعةٍ، تلهمنا لخلقِ مساحاتٍ وتجاربَ، تصنعُ وجهةً سياحيَّةً واعدةً، إضافةً إلى «الألفة العائليَّة» التي تسودُ بين مقدِّمي الخدمة.
ما أهميَّةُ الاستدامةِ في تشكيلِ مستقبلِ السياحةِ بالسعوديَّة؟
يسافرُ مئاتُ الملايين من السيَّاحِ كلَّ عامٍ إلى وجهاتٍ مختلفةٍ في العالم، لذا تعدُّ السياحةُ قوةً اقتصاديَّةً هائلةً. عام 2021 مثلاً، قُدِّر حجمُ سوقِ السياحةِ في العالم بـ 1.31 تريليون دولارٍ أمريكي، وهذا ما يزيدُ من أهميَّة السياحةِ المستدامة، لأنها تضمنُ أن تفوقَ فوائدُ السياحةِ السلبيات، وتجعلَ القطاع قوةً إيجابيَّةً. من خلالِ النماذجِ المستدامةِ للسياحة، يتمُّ حمايةُ الأشخاصِ، والثقافةِ، والتراثِ، واللغةِ، والحياةِ البريَّة، والمواردِ الطبيعيَّة، وبيئتنا، وكلّ شيءٍ يجعلُ هذا الكوكبَ مميزاً. ويمكن أن تساعدَ المكاسبُ الاقتصاديَّةُ من السياحةِ في دعمِ البنية التحتيَّة بالمجتمعِ والبلد، وتوفيرِ مزيدٍ من المواردِ للسكان المحليين، وتحسينِ نوعيَّة حياتهم. إن الاستدامةَ البيئيَّةَ من أبرز الملفاتِ التي اهتمَّت بها السعوديَّةُ من أجل خلقِ مستقبلٍ سياحي مستدامٍ، ووضعت سياساتٍ، تركزُ على البيئة، فضلاً عن تدابيرِ الحفاظِ عليها، بما فيها إنشاءُ حدائقَ وطنيَّةٍ، ومحمياتٍ طبيعيَّةٍ. من هذا المنطلق، نسعى دائماً إلى جعلِ فنادقنا مستدامةً، بدايةً من عمليَّةِ البناء، وتوفيرِ الطاقةِ النظيفة، واستعمالِ موادَّ معادٍ استخدامها داخل الغرفةِ أثناء التشغيلِ الفندقي، مع توظيف كادرٍ محلي، يعكسُ ثقافةَ وضيافةَ المنطقة.
ما دورُ مواسمِ السعوديَّة في توفيرِ تجربةٍ سياحيَّةٍ ترفيهيَّةٍ ثريَّةٍ لزوَّار البلاد؟
مواسمُ السعوديَّة، تلعبُ دوراً كبيراً في توفيرِ تجاربَ ثريَّةٍ للزوَّار، إذ تُعدُّ سجلاً حياً لتراثِ البلادِ وحضارتها وثقافتها العريقة، كما تسهمُ في تنميةِ الاقتصاد الوطني، وتطويرِ قطاعِ السياحة، وتحقيقِ أهدافِ الرؤيةِ الطموحة باستقطابِ الزوَّار من كلِّ أنحاء العالم، وتوفيرِ تجاربَ جميلةٍ، تناسبُ كافة الاهتمامات، وإبرازِ التنوُّع في الوجهاتِ السياحيَّة بالسعوديَّة، والتعريفِ بما تتمتَّعُ به البلادُ من مقوِّماتٍ، إضافةً إلى دعمِ المنشآت السياحيَّة الصاعدة، حيث تُعدُّ نقطةَ وصلٍ بينها وبين السيَّاح.
السعوديات وقطاع الضيافة
يستقطبُ مجالُ الضيافةِ والفندقة نحو 3000 امرأةٍ في الرياض، وأكثر من 10000 في مدنٍ أخرى، ما الذي يجذبُ السعوديات للقطاع؟
الضيافةُ جزءٌ أساسٌ في الثقافةِ السعوديَّة، والمجتمعُ السعودي بطبيعته مضيافٌ، ويرحِّبُ بالجميع، ويحبُّ ويفتخرُ بثقافته، ويملكُ رغبةً كبيرةً في تغييرِ الصورةِ المغلوطةِ لدى بعض الناس، وهذا السببُ الرئيسُ وراء هذه الظاهرةِ الإيجابيَّة.
ما نصيحتكِ للراغباتِ في الاستثمارِ بسوقِ السفر والسياحة في السعوديَّة، لكونه القطاعَ الأكثر نمواً؟
السوقُ يزخرُ بالفرصِ والمجالاتِ الواعدة، مع وجود فجواتٍ، يمكن استغلالها، خاصَّةً من قِبل السعوديين بالاستفادةِ من الخدماتِ المقدَّمة، والدعمِ اللامحدودِ من صندوق التنميةِ السياحيَّة، ووزارةِ السياحة، والهيئةِ السعوديَّة للسياحة، وترويج هذه الجهاتِ للبرامجِ والمنتجاتِ السياحيَّة.
ما المهاراتُ الناعمةُ المطلوبةُ للنجاحِ في قطاع الفندقة؟
للنجاحِ في القطاعِ السياحي، يجبُ أن تتوفَّر في الشخصِ مهارةُ العملِ الجماعي وخدمةِ العملاء، وإتقانُ لغاتٍ عدة، والثقافةُ العاليةُ في مجالاتٍ مختلفةٍ. عموماً، لا توجدُ معادلةٌ مباشرةٌ للنجاحِ في الاستثمارِ الفندقي، فكلُّ وجهةٍ، أو مشروعٍ، تختلفُ معاييره عن الآخر. الشيءُ المشتركُ، هو تميُّز فكرةِ الاستثمار وحاجته، كما أنصحُ بالتريُّثِ وأخذِ الوقت الكافي في عملِ الدراساتِ التسويقيَّة والماليَّة للتأكدِ من جدوى المشروع، إما داخلياً، أو عبر مكاتبِ الدراساتِ الاستثماريَّة المتخصِّصة، مع استشارةِ ذوي الشأن، فهذا قد يوفرُ عليك الكثير لاحقاً، ويحدِّدُ خطَّ سيرِ المشروع ووجهته.
ماذا عن التخصُّص الدراسي في مجالِ الفندقة، وما أهميَّةُ وجودِ كوادرَ سعوديَّةٍ مؤهلةٍ لرفعِ جودة السياحةِ في البلاد؟
يعدُّ قطاعُ الضيافةِ والفندقة من أكبر القطاعاتِ على مستوى العالم، وقد شهد أخيراً تطوُّراً مستمراً، وعليه يكتسبُ التعليمُ الفندقي أهميَّةً خاصَّةً لما له من أثرٍ كبيرٍ وواضحٍ في تعزيزِ القطاعِ السياحي وسوقِ العمل، محلياً وعالمياً. اليوم أصبح تخصُّص السياحةِ والفندقة من التخصُّصاتِ التعليميَّة المهمَّة، إذ يسهمُ في توفيرِ فرص عملٍ جيدةٍ، ويطوِّرُ المهاراتِ السياحيَّة لدى الجيلِ الجديدِ للانخراط في سوقِ العمل.
ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع سيدة الأعمال وفاء الدعيس
"استضافة السعودية كأس العالم و«إكسبو 2030» تأكيدٌ على الرغبة الكبيرة والاستراتيجية المحكمة لرفع الإيرادات السياحية"
عوائق النجاح
العملُ في القطاعاتِ الخدميَّة فيه عوائقُ كثيرةٌ، فالنجاحُ فيه صعبٌ، كونه يتعلَّقُ برضا العميل، ما سياستكم في تجاوز تلك العقبات؟
نحاولُ دائماً أن نكون قريبين من ضيوفنا، وأن نستمعَ إلى تجاربهم بتخصيصِ رقمِ تواصلٍ، كما نراجعُ جميع تعليقاتِ وتقييماتِ الضيوف نهايةَ كل شهرٍ، ونحرصُ على تحسينِ تجربةِ العميل بناءً عليها.
تؤدين مهامَّ مختلفةً، كيف تحققين التوازنَ في حياتكِ العمليَّة والشخصيَّة؟
بالنسبةِ لي، محاولةُ الموازنةِ بين حياتي الشخصيَّة بوصفي زوجةً، وابنةً، وأماً لثلاثة أطفالٍ، أصغرهم يبلغ عاماً، وبين أعمالي وطموحاتي بالتوسُّع في سلسلةِ فنادق «شدا» عالمياً عمليَّةٌ مستمرَّةٌ، مع محاولةِ تحسينها على الدوام. لا أستطيع القولَ إنني وصلتُ إلى مرحلةِ التوازن ففي أيامٍ، يغلبني إنهاكُ العمل، أو أغيبُ في رحلاتٍ طويلةٍ، لكنني على يقينٍ بأنني أبني نموذجاً جيداً لأبنائي، وأكتب قصَّةَ نجاحٍ، سيفتخرون بها عندما ينضجون.
ما الوقودُ الذي تستمدِّين منه قوتكِ للاستمرارِ في العمل؟
أؤمن بأن العملَ بحدِّ ذاته عبادةٌ، فعندما نعملُ، أو نستحدثُ فرصاً استثماريَّةً جديدةً، نخلقُ فرصَ توظيفٍ لشبابٍ وشاباتٍ في مقتبلِ العمر، وندعمُ اقتصادَ وطننا، ونوفرُ الخدماتِ التي يحتاج إليها ضيوفنا. يقولُ الله سبحانه وتعالى: «إنا مكَّنا له في الأرض وآتيناه من كل شيءٍ سبباً». أنا أثقُ في ذلك، فنحن نجدُ كلَّ المواردِ التي نحتاجُ إليها من أجل بناءِ فرصٍ استثماريَّةٍ جديدةٍ، لكنْ يجبُ علينا أن نتحلَّى بالعزم لبدء العمل. نحن في «شدا»، نهتمُّ كذلك بالاستثمار الخيري، لذا توسَّعنا في المجال، وأطلقنا جمعيَّة سعف للإسكان التنموي التي تعملُ على توفيرِ مساكنَ وحلولٍ سكنيَّةٍ مستدامةٍ للفئاتِ الأكثر حاجةً في المجتمع. إن رؤيتي للفرحةِ التي تمتزجُ بالدموعِ، ودعاءِ المستفيدين عند تسليمي وحداتٍ سكنيَّةً لهم، يذكِّرني بمدى أهميَّةِ عملي وترابطه، والحمد لله ما زالت الجمعيَّةُ قائمةً على دعم «شدا» لها.
كيف تنظرين لنفسكِ اليوم، وفي أي محطةٍ من محطاتِ أحلامكِ تقفين؟
ما زلتُ في أولى المراحل، وأعتقد أننا على أرضِ الواقع لم ننفِّذ إلا شيئاً بسيطاً من تلك الخططِ العظيمةِ التي وضعناها. «شدا» ليست استثماراً بسيطاً مثل غيره، هدفه العائدُ الاستثماري البحت، «شدا» حراكٌ ثقافي لجيلٍ فخورٍ بجذوره، وما تحمله تلك الجذورُ العميقةُ من قصصٍ، وتراثٍ نعتزُّ به، وقيمٍ ومعانٍ ساميةٍ، نتطلَّع إلى نشرها في كلِّ أنحاءِ العالم، ليصبح معنى الضيافةِ وتجربةِ السياحةِ السعوديَّة مضربَ مثلٍ في النجاح. أتطلَّعُ أيضاً إلى بناءِ علاماتٍ تجاريَّةٍ فندقيَّةٍ أخرى، مثل علامتنا الجديدة «ألف» التي تخدمُ فئاتٍ جديدةً من مسافري الجيلِ الجديد، كما أسعى إلى الدخولِ والاستثمارِ في قطاعِ المأكولات والمشروبات، وقطاعِ الترفيه.
تنقلاتكِ المستمرَّة، ماذا أضافت لشخصيتكِ، وأي البلدانِ نالت إعجابكِ؟
البلدانُ التي تعجبني، هي التي تروي قصَّةً ما، ويسهلُ الوصولُ إلى المحليين ومقدِّمي الخدمةِ فيها. أحبُّ دائماً المرورَ بسوقِ المزارعين، وتذوُّقَ نكهاتٍ محليَّةٍ، يستحيلُ أن تجدها في المطاعمِ العالميَّة، وأحبُّ أيضاً المدنَ الساحليَّة التي تستقبلُ على شواطئها الزوَّار من كلِّ الثقافات، إذ نجدها أكثر قبولاً وترحيباً بالجميعِ على الرغم من اختلافِ اللهجاتِ واللغات، كما تحملُ قصصاً وثقافاتٍ متنوعةً من شتَّى البقاع. كذلك تجذبني البلدانُ التي يمكن استكشافها مشياً على القدمين، أو عبر الدرَّاجةِ دون الحاجةِ إلى سيارةٍ للتنقُّل، فالمشي عندي بحدِّ ذاته متعةٌ، وقد استمرُّ فيه ساعاتٍ عدة، وأكتشفُ مناطقَ مثيرةً، تحملُ قصصاً جميلةً، وتاريخاً عريقاً.
ما الحكمةُ التي تتمسَّكين بها بوصفكِ قائدةٍ لفريق عملكِ؟
أؤمن بأن التجانسَ، والتعاونَ في العملِ أفضلُ بكثيرٍ من الاستقلاليَّة، والاستفرادِ بالقرار، لذا دائماً ما تأتي قراراتنا مشتركةً، وبعد مراجعةِ وسماعِ رأي كلِّ الجهاتِ ذات العلاقة، كما أؤمنُ بأن العنصرَ البشري الموردُ الأهمُّ لأي شركةٍ حتى تنمو، خاصَّةً الشركاتِ التي تعملُ في قطاعِ الخدمات، وعليه نحرصُ بشدةٍ على تعليمِ وتثقيفِ وتطويرِ مواردنا البشريَّة، وتمكينها من الارتقاءِ بالمناصبِ الإداريَّة، لأننا نفضِّل أن يكون التوظيفُ في تلك المناصبِ من داخلِ الشركة عوضاً عن توظيفِ قياداتٍ خارجيَّةٍ.
كلمةٌ أخيرةٌ؟
أشكركم على هذا اللقاءِ اللطيف، ويسعدني دوماً متابعةُ إصداراتِ مجلةِ «سيدتي» لأهميَّةِ دورها المحوري والثقافي في المجتمعِ العربي.
يمكنك أيضًا الاطلاع على تجربة عزيز العلا ملهمة... التاريخ والحداثة في عنوان سعودي