إسراء زيدان رسامة تخصص فنها للاحتفاء بالفتيات الممتلئات

بعد ثماني سنوات من تدريس التشريح في كلية الفنون التطبيقية، وفي يوم حصولها على درجة الدكتوراه، قررت الرسامة المصرية إسراء زيدان ترك التدريس، والتفرغ الكامل للفن، وبدأت في رحلة للبحث عن أسلوبها الخاص، واستطاعت أن تجعل للوحاتها بصمة بألوانها الزاهية وأشكال الفرحة والحياة النابضة من كل لوحة، إلا أن هناك عاملاً واحداً مشتركاً يميّز كل أعمالها، وهو فتاة "كيرڤي" بلغة العصر، أو ممتلئة القوام، تتوسط اللوحة وتشع طاقة.
وفي حوار «سيدتي»، كشفت إسراء زيدان عن سر هؤلاء الفتيات اللواتي تحتضنهن لوحاتها، حيث كانت تعاني إسراء من عدم الرضا عن نفسها بسبب وزنها الزائد، وعندما بدأت بمشروع رسم الفتيات الممتلئات؛ شعرت وقتها بسلام كبير ورضا عن قوامها، ووجدت أيضاً ردود فعل وأصداء إيجابية من فتيات بدأن يشعرن أيضاً بالسعادة وتقبّل أوزانهن.

حوار وتصوير - ندى محسن 

محاكاة الجسد البشري

الرسامة المصرية إسراء زيدان - تصوير ندى محسن- جلسة تصوير لـ«سيدتي»

من أين جاءتك فكرة رسم الفتيات الممتلئات؟

من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، التي تشع مثالية وتحاوطك بالفتيات النحيلات من كل اتجاه، يضعون معاييرَ تجعل كل الفتيات يشعرن بالقبح والسِمنة وعدم الرضا عن أجسادهن، وتروج تلك المواقع إلى أن أشكال الجمال لا تتحقق من دون شراء المنتجات والخضوع للجراحات، وتتغذى تجارياً على مواطن الضعف والقلق الموجودة بالفطرة في كل فتاة.

في تدويناتك عبْر "إنستغرام"، ذكرتِ أن الرسم ساعدكِ على التصالح مع شكلك ووزنك، كيف هذا؟

أعتقد أن أغلبنا يعاني من علاقة متوترة مع شكله وقوامه، لا فرق في هذا بين شاب وفتاة، أما أنا فكنت على علاقة متأرجحة مع قوامي على مرور السنوات، تغيّر خلالها وزني بين المثالي والزائد، ومعه مدى رضائي عن نفسي، إلى أن بدأت مشروع رسم الفتيات الممتلئات، شعرت وقتها بسلام كبير وراحة في قوامي، وبالتدريج لم أعد أتأثر بما يعرض أمامي على مواقع التواصل الاجتماعي، بل صرت أزاحمه بأشكال أكثر تنوعاً وأعلى مصداقية في محاكاة الجسد البشري.

كيف استقبل متابعو حسابكِ تلك الفكرة؟

بحفاوة لم أكن أتوقعها في الحقيقة، أتلقى رسائل شكر ومحبة من فتيات لا أعرفهن، تخبرني كل فتاة عن سعادة وتقبّل لقوامها بدأت تشعر بهما بسبب رسوماتي، ترسم تلك التعليقات دائرة من الطاقة الإيجابية حولي؛ فأنا أضع في لوحاتي بهجة وحباً للحياة، تصل إلى المتابعين وتعود إليّ بأضعاف قوتها في شكل تعليقاتهم.

تعليقات سلبية

الرسامة المصرية إسراء زيدان - تصوير ندى محسن- جلسة تصوير لـ«سيدتي»

هل واجهتِ تعليقات سلبية؟

لا أنفي وصول العديد من التعليقات السلبية، إلا أن أغلبها يتهمني بالترويج للسِمنة وتجميل مرض خطير يفتك بحياة مَن يعاني منه. وهذا غير صحيح؛ لأن فقدان الوزن رحلة طويلة، تتفاوت درجة صعوبتها ومدتها حسب صحة وظروف كل فرد؛ لذا أنا أساعد كلّ مَن يمُر بهذه الرحلة على حب نفسه وقوامه الآن، من دون أن ينتظر حتى يصل للوزن المثالي فيحب نفسه؛ لأن هذه فكرة خطيرة، إن اشترطت أن تحب نفسك في حالتها المثالية فقط، ستجد دائماً عيباً يمنعك من حب ذاتك.

في تاريخ الفن، كيف تغيّر تناولنا لقوام النساء في الرسم؟

هذا هو موضوع رسالتي للدكتوراه؛ فعبر التاريخ تم تناول جسم الإنسان بمختلف الطرق، كانت تُظهر تنوُّع منحنيات جسد الأنثى ولم تكن تركز على وزن بعينه، باعتباره الشكل الوحيد للجمال والصحة. أما ما يحدث الآن؛ فما هو إلا ترويج مقصود لثلاثة أشكال فقط من أشكال الجسد البشري، منها: جسد الساعة الرملية، والتركيز على تفاصيل بعينها كخط الفك السفلي مثلاً، والترويج له كعلامة رائجة من علامات الجمال يجب أن تُبرزها كل فتاة، إلا أنها مجرد شكل وراثي ليس متاحاً في كل أجسام البشر بصورة طبيعية.

 

الرسوم المتحركة

نتابع توجُّه الرسوم المتحركة العالمية نحو شمول مختلف أشكال الجسم البشري، في رأيكِ ما الذي ينقص الرسوم المتحركة العربية للانضمام لتلك الحركة؟

ينقصها صناعة الرسوم المتحركة نفسها، لا نستطيع أن نحاسب الرسوم المتحركة العربية على خطوة متقدمة كهذه، من دون أن ننهض بها أولاً، بتوافر عدد أكبر من الفنانات، وبالتالي رسم شخصيات نسائية أكثر، وبعد ذلك نتابع تنوُّع تلك الشخصيات الكرتونية في اللون والوزن والحالات المرضية المختلفة، كالشمول الذي تسعى إليه أستوديوهات الرسوم المتحركة الكبرى حول العالم، من شمول لأصحاب الإعاقات والأمراض المزمنة.

ما هي الرسالة التي تسعَين إلى إيصالها من خلال رسوماتك؟

رسوماتي هي نظارة ملوّنة، تركّز على أجمل التفاصيل في حياتنا اليومية البسيطة، النعم التي نعيشها كل يوم ولا نشعر بها، مثل: الصداقة والحب والطبيعة ولحظات الفرح بشكل عام.

 

أصالة ونوال الكويتية


في خلال فترة تفرغك للفن، ما هي أفضل اللحظات التي تفتخرين بها؟

نظّمت أربعة معارض فنية، بيعت فيها كل لوحاتي المعروضة، وهذا بالنسبة لي هو نجاح ملموس على الأرض؛ أن هناك مَن يقدّر فني ويحبه لدرجة أن يرغب في اقتنائه.
كذلك تواصلت معي مطربتان من أشهر نجوم الفن العربي، لرسم بورتريه لهما بفرشاتي، كانت أولاهما النجمة أصالة، وأعمل حالياً على لوحة خاصة جداً أعجبت بفكرتها بشدة؛ طلبتها مني الفنانة القديرة نوال الكويتية، وآمل أن أنجح في تجسيد فكرتها.

أخيراً، ما هي نصيحتك لكل فتاة تحب الرسم وترى استحالة في تحويله إلى مصدر دخل؟

أن تُخلص للفن وتتفرغ له، الفن مجال صعب ويحطم أحلام الكثير من الموهوبين، إلا مَن يُخلص ويتفرغ له؛ فإن كان لديك الإصرار الكافي؛ أعطاكِ الفن وحققت مكاسب مالية كبيرة.