في اليوم الوطني القطري.. بثينة الأنصاري: قطر اليوم وطن يُلهِم العالم 

الدكتورة بثينة الأنصاري
الدكتورة بثينة الأنصاري


بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني القطري الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام ، إحياءً لذكرى توحيد البلاد في عام 1878، وهو اليوم الذي خلف فيه الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني والده على الحكم، سيدتي تلتقي بالدكتورة بثينة الأنصاري، الخبيرة في مجال التخطيط الإستراتيجي والموارد البشرية، والتي تسعى من خلال رسالتها في الحياة إلى تمكين المرأة في مختلف القطاعات ودعمها؛ لتصبح قادرة على تحقيق طموحاتها والمساهمة بفعالية في بناء مجتمعها.والتي أسست رؤيتها المهنية على الإيمان بأهمية تطوير الموارد البشرية والاستثمار في التعليم؛ والذي تعده من العوامل رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة، مع التركيز على تعزيز دور المرأة في القطاعين العام والخاص.وخلال مسيرتها، قدمت الدكتورة بثينة الكثير من الاستشارات والبرامج التتدريبية لدعم المؤسسات في تحقيق أهدافها الإستراتيجية وتنمية كوادرها البشرية، وبأما رصيدها من الكتب فبلغ خمسة مؤلفات تتناول موضوعات بين الاقتصاد والتخطيط وتمكين المرأة، كما أنها محللة اقتصادية وكاتبة، ولديها العديد من الأبحاث، آخرها "دور الذكاء الاصطناعي في إدارة المواهب الوطنية"، إلى جانب شغفها بالإعلام وتطوير السياسات العامة من أجل الاستدامة، ومدربة معتمدة دولياً، وقبل كل ذلك هي أم وزوجة، وهو ما تعده دورها الأساسي قبل كل المسميات.

اليوم الوطني القطري

الدكتورة بثينة الأنصاري


مع الاحتفالات باليوم الوطني القطري 2024 ما الكلمات التي تعبّرين بها عن الحب والانتماء لهذا الوطن؟

في يومنا الوطني، أجد الكلمات تعجز عن وصف الحب والانتماء لهذا الوطن العظيم، قطر. هو وطن ليس فقط يحتضننا، بل يُلهمنا ويقودنا نحو مستقبل مشرق بقوة قيادته وحكمة رؤيته، قطر ليست مجرد أرض نعيش عليها، إنها هوية تنبض في قلوبنا، وحلم يتحقق كل يوم؛ بفضل عطاء قادتنا وإنجازاتهم التي تُرفع بها راية الوطن في المحافل الدولية، نحن نفخر برؤية سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي جسّد معاني الحكمة والطموح، ووضع بصمة لا تُنسى في مسيرة التنمية والنهضة، كما نستلهم من الشيخة موزة بنت ناصر، التي جعلت من تمكين المرأة رسالة، ومن الإبداع في التعليم والتنمية منهجاً، فكانت نموذجاً عالمياً يُحتذى به. قطر اليوم هي وطن يُلهِم العالم بقيمه، بروحه القيادية، وبإرادته التي لا تعرف المستحيل. حبنا لهذا الوطن يُترجم بالعمل الدؤوب، وبالإصرار على ترك بصمة نُعزز بها إرث قطر للأجيال القادمة. كل يوم وقطرنا الحبيبة بخير ومجد يتجدد.

الذكاء الاصطناعي

حدثينا عن دور الذكاء الاصطناعي في إستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر؟

الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً محورياً في إستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر؛ من خلال تعزيز الابتكار وتحسين الكفاءة في القطاعات الحيوية؛ مثل التعليم، الصحة، والطاقة. يُسهم في دعم التحول الرقمي، اتخاذ القرارات المبنية على البيانات، وزيادة الإنتاجية، مما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 لتحقيق تنمية مستدامة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة، بالإضافة إلى ذلك، يعزز الذكاء الاصطناعي قدرات القطاعات الاقتصادية؛ من خلال تحسين الأداء وتطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية والاجتماعية، كما يُسهم في تمكين الكوادر الوطنية عبر برامج تدريبية متخصصة في التكنولوجيا المتقدمة، ما يدعم تحقيق أهداف الاستدامة والتنويع الاقتصادي، ويضع قطر في طليعة الدول التي تستثمر في مستقبل التكنولوجيا الذكية.
تم إطلاق منصة "فنار" مؤخراً، وهذا يُعد خطوة رائدة تعكس التزام دولة قطر بتعزيز الابتكار الرقمي ودعم التنمية المستدامة. تأتي هذه المنصة كمبادرة ذكية تهدف إلى تقديم حلول مبتكرة في مختلف القطاعات، وتسهم في تسهيل التواصل بين الجهات الحكومية والخاصة لتعزيز الكفاءة والشفافية. كما يمثل "فنار" نموذجاً عملياً للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات وبناء مجتمع رقمي متقدم يواكب تطلعات رؤية قطر الوطنية 2030.

في ظل الثورة التكنولوجية، تأكد سيطرة تقنيات الذكاء الاصطناعيخلال السنوات العشر القادمة على 50% من الوظائف والمهارات التي يحتاجها سوق العمل ماتبعات ذلك ؟

في ظل الثورة التكنولوجية، لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل سوق العمل بشكل جذري خلال العقد القادم. تشير التوقعات إلى أن 50% من الوظائف الحالية ستتغير جذرياً أو تُستبدل بوظائف جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذا يتطلب من الحكومات والشركات التركيز على إعادة تأهيل القوى العاملة، وتعزيز المهارات الرقمية والتكنولوجية، مثل تحليل البيانات، البرمجة، وأتمتة العمليات. المفتاح لمواكبة هذا التحول هو الاستثمار في التعليم المستدام والتدريب المستمر؛ لضمان تأقلم الأفراد مع متطلبات سوق العمل المستقبلية، وتحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي واحتياجات القوى العاملة.

تمكين المرأة القطرية

هنالك العديد من المبادرات في مجال تمكين المرأة ومن ذلك تمكينها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال ملتقى سيقام في شهر فبرار القادم، حدثينا عن تفاصيل ذلك؟

من خلال مسيرتي في تمكين المرأة، أطلقت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز دورها في مختلف المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. في شهر فبراير القادم، نستعد لإطلاق "ملتقى الجيوانة لتمكين المرأة في القطاع الخاص"، والذي يركز على دعم النساء العاملات في القطاع الخاص، وتزويدهن بالمهارات اللازمة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لتعزيز أدائهن المهني والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
سبق لي تنظيم فعاليات، مثل: "مؤتمر ديتوكس يور لايف 2018"، الذي ركز على تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية للمرأة، وتطوير قدراتها في مواجهة التحديات. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت بودكاست "فنجان مع بثينة"، الذي يُعد منصة لمشاركة قصص النجاح وتسليط الضوء على قضايا تهم المرأة في مختلف القطاعات، كما قدمت العديد من الأبحاث المتعلقة بتمكين المرأة، مع التركيز على دورها في الاقتصاد الرقمي والتكنولوجي، إيماناً بأهمية تجهيزها للعب دور قيادي في هذه المجالات. الملتقى القادم يمثل استمراراً لهذه الجهود، ويهدف إلى بناء جسر بين الكوادر النسائية والتقنيات الحديثة، مما يعزز مكانتها في سوق العمل ويدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قطر.


بالإضافة إلى ما سبق، كانت لك تجربة مميزة من خلال نشر وإدارة مجلة "قطريات" خلال الفترة 2008-2010 حدثينا عن ذلك ؟

هدفت التجربة إلى تسليط الضوء على إنجازات المرأة القطرية ومناقشة قضاياها المختلفة، سواء في المجال المهني أو الاجتماعي، المجلة شكّلت منصة لإبراز النماذج النسائية الملهمة وتعزيز الوعي بدور المرأة في بناء المجتمع، إلى جانب طرح موضوعات تتعلق بالتنمية والتطور في بيئة عمل متجددة.
هذه التجارب المتنوعة، بما فيها الأبحاث، المؤتمرات، والبودكاست، تعكس شغفي المستمر بتمكين المرأة ودعمها للوصول إلى أعلى المستويات في مختلف المجالات، خصوصاً مع التركيز على التكنولوجيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، ودورها المحوري في التنمية.
بالإضافة إلى مجلة "قطريات"، تشرفت بالإشراف على مجلة HR Digest، خلال الفترة 2015-2017، والتي ركزت على قضايا الموارد البشرية وأهم إستراتيجيات تطوير الكفاءات في بيئات العمل الحديثة. كانت المجلة منصة لتبادل الأفكار والخبرات حول إدارة رأس المال البشري، مع تسليط الضوء على دور المرأة في الموارد البشرية وتعزيز تمكينها ضمن بيئة العمل. من خلال هذه التجربة، سعت المجلة إلى تقديم محتوى متخصص يعزز من فهم التحديات والفرص في مجال الموارد البشرية، مما يعكس شغفي بتطوير الأفراد والمؤسسات كجزء من مسيرتي المهنية في التخطيط الإستراتيجي والتنمية.
هذه التجارب المتنوعة، من المجلات إلى المؤتمرات والملتقيات، تعكس التزامي بتعزيز دور المرأة في مختلف المجالات، وبالأخص في مواجهة تحديات المستقبل؛ مثل الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي.

تجارب مهنية

لديك سجل زاخر بالخبرات في العمل وعدد من الجهات المهمة كجامعة قطر ومصرف الريان والاتصالات القطرية وجهاز قطر للاستثمار، نودّ التعرف إلى خلاصة تلك التجارب الثرية؟

تجربتي المهنية في عدد من الجهات المهمة، مثل جامعة قطر ومصرف الريان وشركة الاتصالات القطرية وجهاز قطر للاستثمار، شكّلت مساراً غنياً ومتنوعاً؛ منحني رؤية شاملة ومتعمقة في مجالات الاقتصاد والتخطيط الإستراتيجي.
في جامعة قطر،كان لي دورٌ في دعم التعليم العالي؛ من خلال تطوير إستراتيجيات تهدف إلى تعزيز بيئة تعليمية متجددة ومواكبة لاحتياجات السوق، مع التركيز على تمكين الطلبة وإعدادهم للقيادة في القطاعات الحيوية.
تجربتي في مصرف الريان، كمديرة للموارد البشرية، أضافت لي خبرة كبيرة في بناء وتطوير إستراتيجيات الكفاءات البشرية؛ حيث ركزت على جذب أفضل المواهب وتطوير الكوادر الوطنية، بالإضافة إلى تحسين بيئة العمل وتعزيز الإنتاجية بما يتماشى مع أهداف المؤسسة ورؤية قطر الاقتصادية.
أما في شركة الاتصالات القطرية، فقد شغلت منصب مديرة التخطيط الإستراتيجي وإدارة الموارد البشرية، حيث دمجت بين التخطيط الإستراتيجي وتنمية الموارد البشرية، مما أسهم في تحقيق تحول مؤسسي شامل. عملت على تصميم إستراتيجيات طويلة الأمد لدعم الابتكار الرقمي والتحول التكنولوجي، إلى جانب تطوير سياسات الموارد البشرية لتحفيز الإبداع وتعزيز ثقافة العمل القائمة على الأداء.
في جهاز قطر للاستثمار، اكتسبت خبرة عميقة في إدارة الاستثمارات الإستراتيجية وتحليل الأسواق العالمية، مع التركيز على تنويع الاقتصاد القطري، وضمان تحقيق عوائد مستدامة تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
هذه التجارب مجتمعة عززت من قدرتي على بناء إستراتيجيات شاملة وفعالة، ووفرت لي فهماً واسعاً لكيفية تحقيق التوازن بين التطوير المؤسسي والابتكار، مع التركيز على تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

مقابلات العمل الشخصية


كخبيرة للتخطيط الإستراتيجي والموارد البشرية، ما نصيحتك للباحثين عن عمل؟ واجتياز المقابلات الشخصية؟

البحث عن عمل واجتياز مقابلة شخصية ليس مجرد مهمة لإيجاد وظيفة، بل هي رحلة لتحديد قيمتك الذاتية وتجسيدها أمام العالم. نصيحتي تبدأ من الداخل؛ لأن العمل ليس مجرد وسيلة للعيش، بل هو تعبير عن ذاتك، عن أحلامك، وعن رؤيتك لدورك في هذا العالم.
أولاً: معرفة الذات. اسأل نفسك بعمق: من أنا؟ ما الذي أتميز به؟ ما الذي أحمله من طاقة يمكن أن تضيف للآخرين قيمة؟ قبل أن تسعى لملء منصب، اسعَ لفهم موقعك في الحياة؛ لأن الوضوح الداخلي يخلق قوة تُلهم من يقابلك.
ثانياً: الإيمان بقيمتك، في عالم يتحرك بسرعة ويمتلئ بالتحديات، القوة الحقيقية تكمن في أن تؤمن بأنك أكثر من مجرد مجموعة مهارات. أنت شخصٌ يحمل تجربة، رؤية، وشغفاً. المقابلة ليست اختباراً لمعلوماتك فقط، بل هي اختبار لقدرتك على إظهار شغفك وشخصيتك، وكيف يمكن أن تُحدث فرقاً.
ثالثاً: الإعداد كعمل إبداعي، تعامل مع التحضير للمقابلة كأنه لوحة فنية ترسمها بعناية. لا تُظهر ما تظن أن الآخرين يريدون سماعه، بل أظهر حقيقتك بشكل صادق وأنيق. الكلمات الصادقة تصنع فارقاً عميقاً؛ لأنها تُحرك القلوب، وليس فقط العقول.
رابعاً: الانفتاح على التعلم.
قد لا تكون النتيجة كما تريد دائماً، ولكن كل مقابلة شخصية هي تجربة تمنحك فهماً أعمق لنفسك. النجاح الحقيقي هو في إدراك أن كل خطوة على هذا الطريق تضيف إليك، حتى تلك التي تبدو كأنها إخفاق.
في النهاية، تذكّر أن العمل ليس غاية، بل وسيلة لتترك أثرك في العالم. كن أنت هذا الأثر، ولا تخف من أن تظهر حقيقتك؛ فالعالم يبحث دائماً عن أشخاص حقيقيين.

إنجازات وجوائز

كان لك نصيبك من الإنجازات والجوائز، حدثينا عن انطباعك باختيارك من مجلة "Insights Success" كواحدة من ضمن أكثر 10 رواد أعمال تأثيراً؟

شرف كبير واختيار ملهم أن أكون من بين أكثر 10 رواد أعمال تأثيراً، وفقاً لمجلة Insights Success، فهذا التكريم يعكس قيمة العمل الجاد، والاجتهاد الذي بذلته على مرّ السنين. كل إنجاز حققته كان مدفوعاً بشغفي لتقديم الأفضل لمجتمعي، وحرصي على ترك أثر إيجابي يتجاوز حدود اللحظة.
شعوري بالفخر لا ينبع فقط من التكريم بحد ذاته، بل من كونه تذكيراً بأهمية الاستمرار في السعي لتحقيق الأهداف، مهما كانت التحديات. أعتبر هذا الإنجاز إرثاً معنوياً أتركه لأبنائي وعائلتي، ليكون شاهداً على أن العمل الجاد، الممزوج بالقيم والإصرار؛ يمكن أن يصنع فرقاً حقيقياً.
أطمح دائماً أن أترك بصمة تستمر في إلهام الأجيال القادمة؛ لأن النجاح الحقيقي ليس في تحقيق الإنجازات فقط، بل في القدرة على نقل الشغف والطموح إلى الآخرين ليكملوا المسيرة. التكريم لحظة جميلة، لكنه أيضاً مسؤولية للاستمرار في تحقيق المزيد وبناء مستقبل أفضل للجميع.
هذا التكريم ليس فقط شرفاً شخصياً لي، بل هو أيضاً تتويج لبلادي قطر في المحافل الدولية، وتجسيد للمكانة التي حققتها الدولة في تمكين أبنائها وبناتها لتحقيق التميز والإبداع. كل إنجاز أحصده هو انعكاس لدعم قطر المستمر، ولمبادراتها الرائدة التي وضعت الإنسان في قلب إستراتيجياتها التنموية.
لا يمكنني إلا أن أتوجه بالشكر والعرفان لبلدي الحبيب قطر، التي وفرت لنا البيئة الخصبة والطموحة للابتكار والنجاح. كل خطوة تقدمت بها هي ثمرة لما قدمته لنا قطر من تعليم، دعم، وتوجيه، وما زرعته فينا من قيم العطاء والمسؤولية.
أطمح أن أكون دائماً عند حسن الظن، وأن أستمر في تمثيل بلادي بأفضل صورة، مساهمةً في تعزيز إرثها في المحافل الدولية، وترك بصمة تمثلنا جميعاً كقطريين بفخر.

كيف تنظر الدكتورة بثينة الأنصاري للمستقبل؟

أنظر إلى المستقبل برؤية متفائلة وثقة بأن القادم يحمل فرصاً عظيمة لكل من يؤمن بالعلم والعمل. كخبيرة اقتصاد، أرى المستقبل مليئاً بالتحديات، لكنه أيضاً مساحة غير محدودة للإبداع والابتكار، خاصة مع ثورة الذكاء الاصطناعي التي تعيد تشكيل أسس الاقتصاد والحياة اليومية. هذا يجعلني أكثر حماسةً للبحث عن حلول جديدة وطرق مستدامة تُسهم في رفعة الوطن واقتصاده.
وكزوجة وباحثة في الذكاء الاصطناعي، أؤمن بأن المستقبل هو ملك لمن يتعلم، لمن يتجاوز التحديات بشجاعة ويستخدم التكنولوجيا لخلق عالم أفضل. إن شغفي بالعلم ليس مجرد هدف شخصي، بل هو شعلة أحملها لتكون مصدر إلهام لكل من حولي، خاصة الجيل القادم.
أما كإنسانة محبة للوطن، فإن قطر تبقى مصدر قوتي ودافعي للمضي قدماً. نحن نعيش في وطن يُلهمنا قادتُه كل يوم بتجاوز المستحيل وتحقيق الأفضل. المستقبل بالنسبة لي ليس فقط ما ننتظره، بل ما نصنعه بإصرارنا وإيماننا.
رغم صعوبة التحديات، أعلم بأن الإرادة القوية والعمل الجاد قادران على تحويل أصعب الظروف إلى إنجازات تُضيء الطريق للجميع. المستقبل مليء بالفرص، وأنا على يقين بأننا سنصنعه بحبنا لوطننا وشغفنا بالعلم.

كلمة لكل فتاة وأم وزوجة..

لا تكوني مجرد تاريخ ولادة وتاريخ وفاة محفورين على حجر، بل كوني قصة ملهمة تُروى للأجيال. نحن نصف المجتمع، ودورنا يتجاوز حدود المنزل أو العمل؛ نحن المحرك الأساسي للنهوض بأوطاننا وتحقيق التنمية المستدامة.
ابتعدي عن استهلاك التفاهات والتباهي المظهري الذي لا يعكس قيمة حقيقية. كوني منتجة، اصنعي أثراً يُخلّد اسمك، واسعي لتطوير نفسك معرفياً ومهنياً. لا تنغرّي بما يُلمّع على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فكثير منه فقاعات فارغة، لا تمثل جوهر الإنسان الحقيقي.
لديك دور محوري في تربية الأبناء على القيم العربية الأصيلة، مع الانفتاح الواعي على التطور، من دون أن تفقدي الأساس والهوية. نحن بحاجة إلى نساء يحملن راية التغيير الإيجابي، يزاحمن السطحيين بتقديم محتوى عربي ثري وهادف، يُعيد المجد للمعرفة، ولا يجعل العالم يستهزئ بنا.
كوني أنتِ الضوء الذي يُنير الطريق، لأنك عندما تنهضين؛ ينهض المجتمع بأسره. احملي مسؤولية هذا التغيير، وكوني فخورة بأنك صانعة المستقبل.
اقرأ المزيد : المرأة القطرية في اليوم العالمي للمرأة.. بصمات استثنائية في جميع المجالات