مع نمو وسائل الإعلام والتكنولوجيا اليوم، يبدو أن الأطفال يقومون بأشياء "للبالغين" في وقت مبكر أكثر من أي وقت مضى، فهم يكبرون بسرعة، وقبل أن تدركي ذلك، سيكون طفلك البالغ من العمر عامين يبلغ من العمر 18 عامًا يقود سيارته الأولى.
لكن هناك مراحل يمر بها الطفل، ويجب تعليمه مهارات الحياة وفقاً لعمره، فأنت مثلاً لن تعلمي طفلاً في الرابعة تحضير وجبة لنفسه، بينما طفل العاشرة يجب أن يتقن هذه المهارة.
إليك 10 مهارات حياتية يجب أن يعرفها أطفالك في سن العاشرة، التي يؤكد عليها الخبراء والمتخصصون.
ما هي المهارات الحياتية التي يجب أن أعلمهم إياها؟
هناك العديد من الدروس التي تريد تعليمها لأطفالك قبل أن يتوقفوا عن الاستماع إليك ويصبحوا شبابًا عنيدين، والأمر أنه في النهاية الجميع يريد تربية أطفال يصبحون بالغين سعداء وفعالين. مع نمو الأطفال بسرعة كبيرة، يجب أن يبدأ تعليم أطفالك الاكتفاء الذاتي في وقت مبكر، ولكن ما هو المهم أن يعرفه أطفالك؟ قمنا بتجميع قائمة بالمهارات الحياتية العشرة التي يجب أن يتعلمها أطفالك في سن العاشرة!
1. علميه كيفية التنظيف
هذا أكثر من مجرد التقاط بعض الألعاب، وترتيبها في صندوق واحد، فهو يعني غسل الأطباق والغسيل والكنس عند الأطفال وغير ذلك الكثير. إن تعليم أطفالك هذه المهارات في وقت مبكر سيجعلهم معتادين عليها عندما يغادرون المنزل. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعليم أطفالك مهارات التنظيف سيساعدك في جميع أنحاء المنزل!
لكن لا ترهبي طفلك بالفوضى والعشوائية عند التنظيف، قومي بتقسم المهام، ويفضل أن تعطيه مهاماً بسيطة مناسبة لعمره، ويفضل أن تدعمي طفلك بالتشجيع، لكي يشعر بأهمية مساعدته، يجب عليك شراء أدوات أصغر لمساعدته على التنظيف، لكي يشعر بالمتعة والاهتمام.
2. ساعديه كيفية العثور على طريقه إلى المنزل
على الرغم من أن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أصبح متاحًا بسهولة على هواتفنا الذكية، إلا أنه يجب عليك تعليم أطفالك عدم الاعتماد عليه، خاصة في حالات الطوارئ عندما لا يكون متاحًا، علميهم بالمعالم الهامة في جميع أنحاء المدينة، وخاصة تلك التي تساعدهم في العثور على المنزل في حالة الطوارئ، وبحلول الوقت الذي يقودون فيه السيارة، سيكون الأمر طبيعة ثانية بالنسبة لهم.
لكن لا بد قبل ذلك تعليمهم آداب الطريق أيضاً، ومنها التواضع أثناء المشي في الطريق؛ وذلك لأن الطريق ملتقى الناس، ويوجد به الكثير من أجناس البشر المختلفة، حيث يستوجب عليه مساعدة الكبير لعبور الطريق، لكن حذريه من الغرباء، وعليه ألا يثق بأحد يطلب اصطحابه إلى مكان بعيد لحمل الأغراض مثلاً.
3.ادعميه في كيفية اتخاذ خيارات صحية
أنت أكبر قدوة لطفلك، وهذا يشمل خيارات نمط الحياة الصحي، من الصعب الالتزام بنظام غذائي وروتين ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكن يمكنك تسهيل الأمر على أطفالك من خلال ملء الثلاجة بانتظام بالفواكه والخضروات الطازجة، والقيام بنزهة عائلية منتظمة.
لكن عليك أنت اولاً أن تكوني مبدعة في تحضير الطعام، فاستخدمي الخلاط الكهربائي أو العصّارة لتحضير مشروبات طازجة باستخدام الخضار والفاكهة واجعليها ذات ألوان ممتعة وجذابة لطفلك في كل مرة، وذات مذاق حلو ليستسيغها الطفل، وابحثي عن أطباق مناسبة لعمر طفلك يستطيع مساعدتك في تحضيرها، وحددي وقتاً مع طفلك ليختار الوصفة التي يرغب بها، وتجنبي إجباره على تناول الطعام بالقوة، فاحترام رغبات طفلك من سن صغير تجنبك مخاطر أن تتشكل لديه علاقه غير صحية مع الطعام أو أوقات الوجبات.
4. أرشديه إلى كيفية استخدام الأدوات الأساسية
بدايةً عليك أن تتأكدي أن طفلك سعيد بهذه المهمة وليست عبئًا، فالأطفال جميعهم يريدون أن يروا أنفسهم أهلًا لتحمل المسؤولية، أقوياء وقادرين على الاستجابة لما يجب عمله، إنهم يحتاجون إلى ذلك لكي يشعروا بالتقدير لذاتهم ولكي يضفوا معنى لحياتهم، فهم لا يرغبون في أن يكونوا محبوبين فحسب؛ إنما يحتاجون مثل أي شخص منا، أن يشعروا بأنهم مهمون للعالم، أي أن وجودهم يترك أثرًا إيجابيًا.
إذن فأنت في الحقيقة لست في حاجة إلى تعليم الأطفال كيف يتحملون مسؤولية أنفسهم، بل كل ما تحتاجين إليه أن تعلميهم أنهم أقوياء بما يكفي للإسهام في الحياة بإيجابية، وأن تحسني التواصل معهم بما يجعلهم يرغبون في عمل ذلك.
خلاصة القول إن الأطفال سيكونون متحملين للمسؤولية إلى الدرجة التي سندعمهم لكي يصلوا إليها، ودعي أطفالك بجانب والدهم أو بجانبك عندما تقومين بمهمة إصلاح في المنزل، كتجربة تعليمية لمساعدة طفلك على فهم كيفية عمل الأشياء في المنزل، وبحلول سن العاشرة، يجب أن يعرف أطفالك كيفية استخدام الأدوات الأساسية بأمان مثل مفك البراغي أو المطرقة.
5. علميهم كيفية تحضير وجبة بسيطة
احتياطاً للأيام التي تكونين مشغولة فيها، علمي أطفالك إعداد وجبات بسيطة وآمنة للحد من الشكوى، أظهري لأطفالك ببطء كيفية استخدام الأجهزة المختلفة، مع التركيز على السلامة. بحلول سن العاشرة، يجب أن يكونوا قادرين على استخدام الموقد (مع الإشراف بالطبع).
إن الطهي يُعلم الأطفال الإبطاء والعيش في اللحظة الحالية، وهي مهارة مهمة ومطلوبة بشدة، خاصةً عندما تغرق حياتنا في الفوضى الشديدة.
كما يجعل الطهي الأطفال يستخدمون كل حواسهم تمامًا بطريقة لا تفعلها سوى القليل من الأنشطة الأخرى، لهذا السبب، يشعر الأطفال غالبًا بالهدوء والتحكم في الموقف، ويمكن أن يوفر ذلك الراحة النفسية للذين يعانون من القلق أو غيره من الاضطرابات المرتبطة بالتوتر، كذلك، يوفر المطبخ لهم بيئة لتجربة أشياء جديدة وتعلمها، وتعزيز الإبداع. إذ يمكنك دائمًا إضافة تعديلات على الوصفات لجعلها أفضل، أو تجربة مكونات جديدة لمعرفة ما سيتغير في المذاق أو الرائحة.
ويمكن للأطفال الاستمتاع بالروائح والمذاقات والقوام الذي يختبرونه في المطبخ، وهو ما يمكن أن يُريحهم ويُهدئ عقولهم، فإن الحركات المُتكررة مثل التقطيع والخلط والتحريك يمكن أن تُحدِّث تأثيرًا أشبه بتأثير التأمل، لأنها تسمح بدفع المخاوف جانبًا والتركيز ببساطة على ما نفعله في الوقت الحالي.
6. اجعليهم يتقنون كيفية إدارة الأموال
إن تعليم الطفل الطرق الصحيحة لإدارة شؤونه المالية لهو أثمن هدية تقدمينها له في حياته، إذ أنكِ تؤهلينه لتعلم المهارات المالية السليمة خلال نموه مرة بعد مرة، فيصبح الإنفاق الواعي المتوازن سلوكاً متجذراً والإسراف عادة منبوذة، والتقليد في الشراء أمرٌ خاضع للتفكير.
أما التوفير فهو عادة أصيلة ليس في المال فقط إنما في كل موردٍ ممكن أن يساعد توفيره في حماية هذا الكوكب، وهذا بالطبع له علاقة وثيقة بالشعور بالمسؤولية، وكما أن الطفل ينفق بحكمة ويوفر لهدف فلا أجمل من تعليمه قيم العطاء من خلال صدقة أوهدية، بالمال أو بالجهد أو بالوقت، فيستطيع أن يميز ذاك الخيط الفاصل بين حاجاته ورغباته، وكيف يعطي بسخاء دون أن يسمح باستغلاله، وكيف يستغني عن سؤال الناس في الوقت الذي لا يمنع فيه الخير إذا قصده محتاج، وكيف يرد المال إذا استدان مضطراً ولا يستسلم لإغراءات بطاقات الائتمان، وكيف يعرف لمن تعطى الثقة، فيتوخى الحذر بين المغامرة المحسوبة والمخاطرة المهلكة.
فيعرف بذلك ما هي حقوقه كمستهلك وكيف يحمي أمواله، وكيف يبني عقلية الإنتاج بدل الاستهلاك، وغيرها الكثير من المهارات التي ترفع جاهزية الطفل حتى يكبر؛ فيكون أكثر توازنا واستقلالية وجاهزية لتحديات الغد.
لا تنتظري حتى يتوجه طفلك إلى الكلية لتعليمه كيفية إعداد الميزانية، بمجرد أن يبدأ أطفالك في كسب المال من مصروفهم علميهم كيفية إدارة تلك الأموال، إن منح أطفالك بداية قوية سيساعدهم على أن يصبحوا بالغين مسؤولين ماليًا.
7. اشرحي له أهمية التحلي بالأخلاق الحميدة
لا أحد يريد أن يُعرف طفله بالشقي، خاصة عندما يبلغ من العمر ما يكفي ليعرف بشكل أفضل. ابدأي باستخدام "من فضلك" و"شكرًا" عندما يكون أطفالك صغارًا حتى يعتادوا عليهما.
كلما أظهرت أخلاقًا جيدة، توقعت المزيد من المقابل من أطفالك.
فتعلم الأخلاق يساعد الأطفال على تنمية القيم الإنسانية الأساسية مثل الصدق والعدل والإخلاص والتعاطف، تعزز هذه القيم التواصل الإيجابي والعلاقات الصحية مع الآخرين، كما يساهم في بناء شخصية الطفل وتطويرها بشكل صحيح، فعندما يتعلم الأطفال قيم الأمانة والمسؤولية والتحلي بالصبر والاحترام، يصبحون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات والصعاب في حياتهم.
ودعم هذا الجانب يساعد الأطفال على بناء علاقات اجتماعية إيجابية. عندما يتعامل الأطفال بلطف واحترام مع الآخرين ويظهرون الشهامة والتسامح، يمكنهم بناء صداقات قوية وعلاقات وثيقة مع الآخرين.
8. علميهم كيفية إظهار الامتنان
هناك خط رفيع بين إعطاء أطفالك الأفضل في الحياة وإفسادهم، علموا أطفالكم أن يكونوا شاكرين من خلال تذكيرهم بالنعم الموجودة في حياتهم، من خلال زرع بذور الامتنان في وقت مبكر، سيكون أطفالك أفضل في إظهار امتنانهم كبالغين.
فتعليم الأطفال الامتنان يعتبر أمرًا مهمًا لتنمية شخصيتهم وسلوكهم الإيجابي، يساعد تعليمهم الامتنان على تقدير الأشياء الصغيرة في الحياة، ويسهم في تعزيز صحتهم العقلية والعاطفية وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين، كما يمكن أن يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعزيز السعادة والرضا في حياتهم.
9. كيفية الدفاع عن أنفسهم
لن تكوني موجودة دائمًا للتحدث نيابة عن أطفالك، بمجرد أن يبدأ أطفالك بالذهاب إلى المدرسة، سيواجهون عقبات سيتعين عليهم إصلاحها بأنفسهم، إن تعليم أطفالك كيفية استخدام أصواتهم بثقة سوف يخدمهم إلى ما هو أبعد من الفصل الدراسي.
فممارسة الدفاع عن النفس تساعد الأطفال على بناء الثقة بأنفسهم، ويمكن للعديد من الأطفال أن يشعروا بالقلق وعدم الأمان قبل التدريب على الدفاع عن النفس، ويعود هذا الشعور السلبي إلى التجارب السابقة التي مر بها الطفل، والتي قد تكون قد خلقت لديه الشعور بعدم الحماية.
كيف تتعرفين إلى موهبة طفلك؟
10. كيفية كتابة رسالة
في حين أن الإنترنت قد استحوذ على الكلمة المكتوبة، إلا أن كتابة الرسائل لا تزال مهارة ضرورية. تُترجم كتابة الرسائل بشكل جيد إلى مراسلات البريد الإلكتروني وستكون مفيدة عند التقدم للوظائف المهنية (خاصة مع تلك الرسائل التعريفية المزعجة!). شجعي أطفالك على إرسال رسائل إلى أفراد العائلة، وخاصة أولئك الذين يبتعدون عن التكنولوجيا. ستعلمهم المراسلات الكثير عن الكتابة والصبر.
حيث تلعب الكتابة دوراً هاماً لإكساب ثقة الطفل بنفسه، فهي تتيح له الفرصة كي يعبر عن أفكاره و آرائه و مشاعره بسهولة و وضوح. الكتابة هي واحدة من أهم متطلبات التواصل الرسمي أو الاجتماعي. الكتابة تساعد الطفل على تحفيز الإبداع و الخيال. تمكن الطفل من التعبير عن محتوى أو موقف.
باستخدام هذه المهارات العشر، سيكون أطفالك مجهزين للتعامل مع معظم العقبات التي تواجههم في الحياة. وسيعلمون أن بإمكانهم اللجوء إليك للحصول على المساعدة في هذه العملية!
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص