تجربتي مع ابنتي التي أخبرت صديقتها أنني (أمها) سمينة

صورة ام وابنتها
تجربتي مع ابنتي التي أخبرت صديقتها أنني (أمها) سمينة

عندما حاولت السيدة عفراء التحقق بشكل عشوائي من هاتف ابنتها، للتأكد من أنها لا تفعل أي شيء خطير أو أي شيء من هذا القبيل. وجدت أنها أرسلت رسالة نصية إلى صديقتها وقالت: "لقد نظرت للتو إلى والدتي وأدركت مدى بدانتها، هذا يجعل بشرتها تبدو غريبة للغاية، وهي ترتدي سراويل مضحكة تظهر بدانتها"، عندما قرأت الأم هذه العبارات تحطم قلبها، ولم تصدق أنها ربت ابنتها على الاعتقاد بأنه من المقبول التحدث عن أي شخص بهذه الطريقة، فقد جرحت مشاعرها بشدة، وشعرت بخيبة أمل كبيرة فيها.
عندما سألت الأم عفراء ابنتها عن ذلك، قالت إنها غاضبة منها ولهذا السبب قالت ذلك. تتابع عفراء: " تحدثنا عن ذلك، وبكيت، وذهبت إلى غرفتها. ما هي الطريقة الجيدة للتعامل مع هذا الأمر؟ هل أعاقبها؟ هل أمنع عنها هاتفها؟ هل أتحدث معها فقط ولا شيء آخر؟ لا أعرف كيف أتصرف؟ كان وزني 120 كيلو غراماً، وكنت أعاني من السمنة المفرطة منذ كنت في الروضة، وعانيت من مشكلات عديدة في تقدير الذات نتيجة لذلك. هل يمكن أن يكون شيء من هذا القبيل سبباً في شعوري بالحاجة إلى الانتقام من ابنتي؟

الأم الشريرة

وصفت والدتي بـ"الشريرة"


يشير الاختصاصيون والتربويون إلى أن بعض المراهقين قد يكونون سيئين للغاية. وقساة على أهاليهم، واعترف بعضهم كم كانوا سيئين معهم، وندموا على ذلك لاحقاً، تذكرت عفراء هذا التقرير الذي سبق وقرأته وتابعت: "إن معاقبتها لن يؤدي إلا إلى دفعها إلى إخفاء الأمر وربما مضاعفة الجهود، وأتذكر نفسي عندما كنت في الثانية عشرة من عمري وقد أخبرت والدتي ذات مرة (أمام الآخرين، أوه) أن هذه الأحذية التي اشترتها قبيحة. وإلى الآن ما زلت أشعر بالندم لإحراجها، وأعتقد للأسف أن الفتيات المراهقات هن الأسوأ على الإطلاق! لكنني لن أتظاهر بأنني لم أكن الأسوأ في عمرها، غير أني لا أعرف ما إذا كان الأمر يستحق التأديب، أشعر أن معرفتها بأن مشاعري قد جُرحت يكفي، لكن ابنتي وقحة مع ذلك لا أعتقد أن معاقبتها على هذا الأمر سيصلح الأمر، أتذكر عندما وصفت والدتي بـ"الشريرة" في مذكراتي عندما كنت في الثامنة من عمري. حتى يومنا هذا لا أتذكر سبب غضبي عليها، ولكنني أتذكر كيف كانت تصرخ وتبكي. لم أكتب مذكراتي مرة أخرى، ولكنني اعتقدت أنها كانت شريرة مرة أخرى.
راحت الأم عفراء تبحث في الرسائل الأخرى؛ لترى ما إذا كان هذا الموقف منتشراً في محادثات أخرى. هل كانت تثرثر وتعامل الآخرين بهذه الطريقة أيضاً؟ أم أنها كانت تهاجمهم مرة واحدة فقط؟ تستدرك قائلة: "المراهقات ينفثن غضبهن ويقلن أشياء غبية. لقد فعلت ذلك مثل أي مراهق، ثم فكرت بأننا نحن كأمهات، لماذا لا نسمح لبناتنا أن يجدن مساحة آمنة للتعبير عن أنفسهن من دون أن ننزعج أو نأخذ أي شيء يُقال على محمل شخصي".
وما جعل المشكلة تتفاقم كما تصرح الأم عفراء، أن ابنتي أخبرتني لاحقاً ألا أقترب من مدرستها لأنه تخشى أن ترى صديقاتها أنني سمينة. تستطرد قائلة: "أخبرتها أن وزني لن يؤثر على مكانتها على السلم الاجتماعي على الإطلاق. وعندما سألتها عما دفعها إلى قول ذلك قالت: إنه الخوف من أن تنظر صديقاتي لي نظرة أقل".
ثم بعد أيام اعتذرت من تلقاء نفسها حتى لا تضطر لسمع محاضرة ليست جاهزة لها".

بماذا ينصحك الاختصاصيون؟

بماذا ينصحك الاختصاصيون؟


اعلمي أولاً أن الناس عندما يتنمرون على ابنتك بسبب وزنك الثقيل، فإنهم غالباً ما يكونون ضعفاء وغير واثقين من أنفسهم. فالأشخاص الأقوياء الواثقون من أنفسهم لا يحتاجون إلى إهانة الآخرين لكي يشعروا بالرضا عن أنفسهم. يجب أن تفخر ابنتك بك، النساء مخلوقات رائعة وستصبح ابنتك ذات يوم امرأة قوية، وتبدأ هذه القوة الآن بالقدرة على أن تكوني شخصاً أكبر. يجب أن ترفع ابنتك رأسها عالياً وتفخر بأن لديها أماً تهتم بها أو حاضرة في حياتها، لكن اتبعي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لدعمهما ومعالجة الموقف:

1. تواصلي معها بشكل صريح

أي استمعي باهتمام، واسمحي لها بالتعبير عن مشاعرها من دون مقاطعة. اعترفي بمشاعرها وطمئينها أنه من الجيد التحدث عما تمر به، ثم تحققي من صحة مشاعرها : أخبريها أنه من الطبيعي أن تشعر بالانزعاج أو الأذى عندما تتعرض للمضايقة. ذكّريها بأنها ليست وحدها وأنك موجودة من أجلها.

2. طمئنيها

أكدي ذلك عن طريق الحب والدعم، أي أثبتي لها أن حبك لها غير مشروط وأن قيمتها لا تحددها آراء الآخرين أو أفعالهم. وناقشي معها الاختلافات، ساعديها على فهم أن كل شخص فريد من نوعه وأنه من الطبيعي أن يكون مختلفاً. يمكن أن يساعدها هذا على تطوير قدرتها على الصمود في مواجهة التنمر.

3. علّميها استراتيجيات التأقلم

أي العبي الأدوار، وتدربي على الاستجابات التي يمكنها استخدامها عندما تتعرض للمضايقة. يمكن أن تشمل هذه الاستجابات عبارات حازمة مثل "هذا ليس لطيفاً" أو حتى الابتعاد، ثم شجعيها على عقد الصداقات، وتحديد أصدقاء ابنتك الذين يدعمونها والذين يمكنها اللجوء إليهم عندما تشعر بالاكتئاب.

4. تواصلي مع المدرسة

فكري في التواصل مع معلمها أو مستشار المدرسة لإبلاغهم بالتنمر. يمكنهم مراقبة الموقف والتدخل إذا لزم الأمر.
لكن تعرفي إلى سياسات مكافحة التنمر في المدرسة للتأكد من تطبيقها.

5. عززي صورة الجسم الإيجابية

كوني قدوة في السلوكيات الصحية، أظهري لها أن الصحة تتعلق بالشعور الجيد والنشاط، وليس التركيز فقط على المظهر، وركزي على الأنشطة، أي شجعي المشاركة في الأنشطة التي تستمتعين بها، ما قد يساعد في بناء ثقتها بنفسها ويوفر لها مجتمعاً داعماً.

6. فكري في الحصول على مساعدة من متخصص

الجئي للاستشارة إذا استمر التنمر أو إذا بدت متأثرة بشكل خاص، فكري في طلب المساعدة من طبيب نفساني أو مستشار أطفال يمكنه تزويدها بأدوات للتعامل.

7. ابقي مشاركة

أي لا تنقطعي عن حضور الفعاليات المدرسية: قد يساعد حضورك للفعاليات المدرسية ابنتك على الشعور بالدعم. وإذا أمكن، حاولا حضور هذه الفعاليات معاً، ما يعزز فكرة أنها ليست وحدها.

8. ثقفيها حول التنمر

ناقشي معها تأثيرات التنمر، وعلميها ما هو التنمر وأنه ليس خطأها. ساعديها على فهم أن المتنمرين غالباً ما يتصرفون بسبب انعدام الأمان لديهم.

9. ابتعدي عن هاتفها

إذا كنت تريدين التحقق من رسائل ابنتك النصية، فقد ترين ما لا تريدين رؤيته. إنها محادثات خاصة. إذا كنت ستفعلين ذلك على أي حال، فتجاهلي الرسائل الموجهة إلى الأشخاص الذين تعرفي أنها صديقة لهم. مثل إلقاء نظرة على الرسائل النصية المرسلة من/إلى أرقام غير معروفة أو شيء من هذا القبيل.

10. اشرحي لها أن تُظهر للناس تربيتها تربية جيدة بأفعالها

أي عليها ألا تجعل الناس يعتقدون أنك أم سيئة، وأنها عندما تتصرف بشكل سيء في الأماكن العامة (مثل الهروب أو الانزواء والخجل الشديد، وما إلى ذلك، سيزرع هذا فكرة في أذهان من حولها، أنها لم تتلق التربية الجيدة.

11. تحدثي عن كيف يختلف كل منا عن الآخر

فكل منا يختلف بطريقة ما. فالنظارات والكراسي المتحركة والعكازات كلها علامات على اختلافنا. والقبول واللطف والقوة والقدرة كلها أمور مفتوحة للمناقشة. وأعتقد أن هذا من شأنه أن يمنح طفلتك ميزة مدى الحياة من خلال الدروس.

12. خذي من ابنتك دروساً عن الصحة

لا تستهيني بمتابعات المراهقات الصحية، التي تتناول الأكل المناسب، والرياضات الجيدة، وتغيير أسلوب الحياة بشكل صحي، اسمعي لآراء ابنتك وحاولي تطبيقها، فهذا لن ينقص من شأنك، في النهاية هي تريد مصلحتك، دعيها تعمل على متابعة نظامك الصحي في المنزل، وتحضير الوجبات التي تناسبك.
علمي ابنتك مواجهة الفتيات اللئيمات في المدرسة
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.