تتعرض الحامل للكثير من التغيرات والعوارض الطبية طوال أشهر الحمل، ما يجعلها في حالة من القلق والانزعاج المستمر، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية والجسدية والحسية التي تمر بها والتي تؤثر عليها سلباً، وتظهر في صورة تعب وإرهاق وملل وضيق وتغير مزاج أو حزن ورغبة في البكاء قد تصل إلى مرحلة الاكتئاب.
ومع هذه الحالة النفسية تكثر حاجة الحامل للمساندة والتشجيع والمشاركة، وفي هذا التقرير نتعرف إلى طرق وإرشادات للزوج لمساندة زوجته الحامل، وهو المرشح الأول للقيام بهذا الدور، ولقاء مع استشاري الطب النفسي الدكتور محمود أحمد الدالي للشرح والتوضيح.
حاجة الزوجة الحامل للدعم
خلال فترة الحمل التي تمر بها المرأة من نمو الجنين وما يتبعه من تغيرات جسدية وعقلية ونفسية، تحتاج الحامل من زوجها الدعم الكامل عاطفياً ونفسياً ومادياً.
مع هذا الدعم تمر مرحلة الحمل بسلام، وتحظى بحياة مستقرة مع جنينها وزوجها؛ بعد فترة كانت فيها مرتبكة وخائفة ومتعبة، وفي حالة من تذبذب الثقة بالنفس، كل ما تريده الحامل من الزوج هو: أذن منتبهة، شخص تتكئ عليه، زوج يشعرها بسعادة أكبر لتصبح أقل قلقاً وتوتراً، ودعم الزوج لا تقتصر أهميته على الأم فقط، بل والطفل معاً خلال هذه الفترة.
خطوات يدعم بها الزوج زوجته الحامل
أنصت لها وتحدث معها
تكون الزوجة الحامل مرتبكة وخائفة ومتعبة، وكل ما تريده إنسان يسمعها، ينصت لها وينتبه، شخص بجانبها تستطيع الاستناد عليه وقت الحاجة.
هذا رغم أن الزوج يشعر بالقلق أيضاً؛ فهو مقدم على مرحلة جديدة في حياته وسيصبح أباً، لذلك يجب أن يتحدث مع زوجته بما يشعر به، وهذا يجعل كلا الطرفين في حاجة لبعضهما البعض.
احتوِ تقلباتها المزاجية
التغيرات الهرمونية التي تحدث للحامل وتستمر معها طوال أشهر الحمل، تقترن معها بالإرهاق والتعب والشعور العام بعدم الراحة، كما أنها تشعر بأن حياتها قد تغيرت بشكل لا رجعة فيه، ما يجعلها متقلبة المزاج أثناء الحمل.
فهي سعيدة في لحظة وفي الثانية تبكي، وهنا لا يستطيع الزوج مساعدتها فيما تعانيه بشكل تام، لكن يمكنه أن يكون لها سنداً؛ بأن تتحدث معه وتبكي أمامه ويربت على كتفيها، متفهماً لمشاعرها ولحظات ضعفها.
قد يهمكِ التعرف أكثر عن التقلبات المزاجية للحامل
ساعدها في الأعباء المنزلية
من أفضل طرق دعم الزوج لزوجته، هو مساعدة زوجته الحامل في الأعمال المنزلية، وتحمل بعض المهام؛ حتى تتمكن هي من الحصول على قسط من النوم مثلاً.
شاركها زيارة الطبيب
يمكن أن يتمثل دعم الزوج من خلال الذهاب مع زوجته إلى الطبيب لإجراء فحوص الحمل، بل وأن يظهر اهتمامه بالأسئلة التي يوجهها إلى الطبيب؛ للتعرف إلى ما يحدث ويستطيع تقديم المساعدة وقت الحاجة.
وهذه المشاركة تطمئن الزوجة الحامل وتشعرها بالأمان والاهتمام؛ خاصة لحظة سماع نبضات قلب الطفل أو رؤية صورته على الشاشة لأول مرة.
تعرفي على فحص الحمل المنزلي
أضف لها عادات جديدة
أقوى دعم للزوج تجاه زوجته الحامل يتمثل في محاولته إضافة عادات جديدة مفيدة لها وللحمل؛ مثل ممارسة الرياضة، والعمل على تغيير ما لا يتناسب وحالة الحمل.
كما يمكن للزوج مساعدة زوجته في الطبخ، أو قيامه بمهام الطبخ بديلاً عنها في بعض الأوقات، التي تشعر فيها بالتعب أو الغثيان، ما يشعرها ذلك بالتضامن والمشاركة والاهتمام.
عبر لها عن حبك واهتمامك
مع التغيرات الجسدية الكثيرة التي تبدو عليها الحامل أثناء فترة الحمل، تصبح الحامل أقل ثقة بنفسها، وأكثر حساسية تجاه من ينظر إليها، وخاصة الزوج الذي ينسى إطراء زوجته وتدعيمها؛ لكثرة متاعبه أو مشاغله.
في الوقت الذي تجد الحامل صعوبة في التأقلم مع تلك التغيرات التي تطرأ على جسدها أثناء الحمل، فهي تشعر بالضيق أيضاً بشأن زيادة وزنها.
في تلك المرحلة تحتاج المرأة من زوجها أن يخبرها بأنها جميلة، وأن يثني عليها ويشعرها بالثقة في النفس، ويذكرها بحبه لها بكل مناسبة.
فهم احتياجات ومتطلبات الزوجة
يمكن للزوج تقديم مزيد من الدعم للزوجة من خلال فهم احتياجات ومتطلبات الزوجة الحامل بشكل أفضل، وقراءة المدونات والمقالات والمجلات والكتب المرتبطة بالحمل العاطفية أثناء الحمل.
تلبية رغبات الحمل
أن يعتاد الزوج على طلب الزوجة خلال فترة الوحم؛ لكثير من الأطعمة الغريبة، أو ما يسمى بالوحم، وعدم الجدال بل ترك الزوجة تستمتع بأي طعام تريد أن تتناوله.
مساعدة الزوجة على التسوق
لا ينبغي أن يكون التسوق مسؤولية الزوجة وحدها، ومشاركتها تعد من الطرق الفعالة لإظهار الدعم لها أثناء الحمل، وعليك التأكد من أن لديها كل ما تحتاجه من احتياجات للمولود.
كن لها داعماً نفسياً
يجب على الزوج محاولة تدعيم الزوجة نفسياً والثناء عليها بشكل منتظم، ومفاجأتها ببعض الهدايا لتدعيم ثقتها بنفسها؛ لأن الحمل يجعل المرأة غير واثقة للغاية بشأن مظهرها، وذلك بسبب زيادة الوزن والتغيرات الجسدية الأخرى التي تحدث في جسدها كحب الشباب.
التعبير عن العواطف
الزوج داعم لزوجته، من خلال تعبيره عن مشاعره والتحدث عما يشعر به، من مشاعر الخوف والسعادة التي يشعر بها، وهذا يحافظ على قوة الرابطة بين الأم والأب، كما أنه يمنح الأم الفرصة للتحدث عن مشاعرها ومحاولة الوصول إلى أفضل طرق تربية الطفل.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.