كيت ميدلتون تنهي مرحلة العلاج الكيميائي..فماذا عن مرحلة التعافي النفسي وتحدياتها؟

كيت ميدلتون في نادي All England Lawn Tennis and Croquet في ويمبلدون، جنوب غرب لندن (Catherine at The All England Lawn Tennis and Croquet Club in Wimbledon, southwest London). مصدر الصورة: HENRY NICHOLLS / AFP
كيت ميدلتون في نادي All England Lawn Tennis and Croquet في ويمبلدون، جنوب غرب لندن (Catherine at The All England Lawn Tennis and Croquet Club in Wimbledon, southwest London). (مصدر الصورة: HENRY NICHOLLS / AFP)

بعد أن تم الإعلان عن انتهاء رحلة العلاج الكيميائي لأميرة ويلز كيت ميدلتون، وتصريحها بأن" طريقي نحو الشفاء والتعافي الكامل طويل ويجب أن أستمر في التعامل مع كل يوم كما يأتي" ، وتطرقها إلى التحديات التي عاشتها هي والعائلة خلال أشهر العلاج، تأتي أهمية تسليط الضوء على مرحلة ما بعد العلاج لمرضى السرطان ومنها مرحلة التعافي النفسي بعد المرض،حيث  يُعتبر مرض السرطان من الأمراض التي تترك بصمات عميقة على حياة المريض ليس فقط جسدياً، بل نفسياً أيضاً. بعد انتهاء العلاج الكيميائي، تدخل مريضة السرطان مرحلة جديدة تُعرف بمرحلة التعافي النفسي، وهي مرحلة حساسة تتطلب عناية ودعماً نفسياً خاصاً؛ فالتجربة القاسية التي مرَّت بها المريضة خلال العلاج الكيميائي تترك آثاراً قد تحتاج إلى وقت طويل لتتجاوزها، وقد تكون عملية التعافي النفسية بمنزلة التحدي الأكبر بعد النجاح في تجاوز المرض، كما تشرح الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية والعلاج الإيحائي والعلاج بخط الزمن أزنيف بولاطيان لـ"سيِّدتي".

الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان

الآثار النفسية للعلاج الكيميائي

يُعد العلاج الكيميائي مرحلة صعبة ومعقَّدة في رحلة مريضة السرطان، حيث يتطلب التعامل مع آثار جانبية جسدية ونفسية تؤثر في جودة الحياة بشكل عام. من بين التأثيرات النفسية التي يمكن أن تعاني منها مريضة السرطان بعد العلاج الكيميائي، الآتي:

  1. القلق والاكتئاب: قد تشعر المريضة بالقلق حول مستقبلها الصحي، وما إذا كان السرطان سيعود. وقد يتطور هذا القلق إلى نوبات اكتئاب، خاصة في حال شعرت المريضة بالعجز أو فقدان السيطرة على حياتها بعد فترة العلاج المكثف.
  2. الإرهاق النفسي: العلاج الكيميائي يُسبِّب إرهاقاً كبيراً، ليس فقط على المستوى الجسدي بل أيضاً على المستوى النفسي. بعد انتهاء العلاج، قد تعاني المريضة من شعور بالتعب النفسي العميق، الذي قد يؤدي إلى تراجع في الطاقة والرغبة في الانخراط في الحياة اليومية.
  3. الخوف من الانتكاسة: رغم انتهاء العلاج الكيميائي، يبقى الخوف من عودة السرطان مسيطراً على الكثير من مريضات السرطان. هذا الخوف يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق بشكل مستمر؛ ما يؤثر سلباً في عملية التعافي النفسي.
  4. تغييرات في صورة الجسد: يترك العلاج الكيميائي تغييرات كبيرة على الجسم مثل تساقط الشعر، فقدان الوزن، أو تغيُّرات في البشرة. هذه التغييرات قد تؤثر بشكل كبير في صورة المريضة الذاتية وثقتها بنفسها، وقد تحتاج إلى وقت طويل لتقبُّلها والتكيف معها.

أهمية الدعم النفسي بعد العلاج الكيميائي

بعد انتهاء العلاج الكيميائي، قد تشعر مريضة السرطان بأنها قد "أُنقذت" من المرض، لكنها لا تزال بحاجة إلى رعاية نفسية. الدعم النفسي في هذه المرحلة يُعتبر مهماً لتحسين جودة الحياة وتعزيز الشعور بالتعافي الكامل. ويشمل الدعم النفسي عدة جوانب:

  • العلاج النفسي الفردي: يساعد العلاج النفسي المريضة على التعامل مع مشاعر القلق والخوف والاكتئاب. يمكن للمختصين النفسيين تقديم تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي "CBT" لمساعدة المريضة في تغيير أنماط التفكير السلبية والتكيف مع الحياة بعد السرطان.
  • مجموعات الدعم: المشاركة في مجموعات دعم مخصَّصة لمريضات السرطان تساعد المريضة على الشعور بأنها ليست وحدها في هذه الرحلة. تبادل التجارب مع الآخرين الذين مرُّوا بالتجربة نفسها يمكن أن يخفِّف من مشاعر العزلة ويعزز الشعور بالتواصل.
  • التمارين النفسية: يمكن أن تشمل هذه التمارين تقنيات: الاسترخاء، التأمل، والتنفس العميق. هذه الأنشطة تساعد على تقليل التوتر والقلق وتعزز من القدرة على التحكم في المشاعر السلبية.

في حال كنتِ تعانين من مرض السكري تابعي معنا فوائد الكاسافا الصحية كبيرة خصوصاً لمرضى السكري ولكن انتبهي لسميته.

إستراتيجيات لتعزيز التعافي النفسي بعد العلاج الكيميائي

من المهم أن تأخذ المريضة وقتها لتقبل التغييرات الجسدية والنفسية -Image by freepik

التعافي النفسي لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل هو عملية تتطلب وقتاً وجهداً من المريضة والمحيطين بها. في ما يلي بعض الإستراتيجيات التي يمكن أن تساعد مريضة السرطان على تعزيز التعافي النفسي:

  1. التقبُّل التدريجي للتغيُّرات: من المهم أن تأخذ المريضة وقتها لتقبل التغييرات الجسدية والنفسية التي حدثت نتيجة العلاج الكيميائي. يمكن أن تساعد الاستشارة النفسية أو العلاج الجماعي في دعم المريضة خلال هذه المرحلة الحساسة.
  2. الحفاظ على نمط حياة صحي: بعد انتهاء العلاج، من المهم أن تحافظ المريضة على نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة، ممارسة الرياضة المناسبة، والحصول على قسط كافٍ من النوم. هذه العوامل تساعد في تحسين المزاج العام وزيادة الطاقة النفسية والجسدية.
  3. إعادة بناء الهوية الذاتية: تعاني بعض المريضات من فقدان شعورهن بالهوية بعد تجربة السرطان. يمكن أن تكون العودة إلى الأنشطة المحبَّبة والهوايات القديمة، أو حتى تجربة أنشطة جديدة؛ جزءاً من عملية إعادة بناء الهوية الذاتية.
  4. التخطيط للمستقبل: التركيز على المستقبل ووضع خطط صغيرة قابلة للتحقيق يمكن أن يكون محفزاً إيجابياً للمريضة. سواء كان ذلك من خلال العودة إلى العمل النشاطات الاجتماعية "كما في حالة الأميرة كيت ميدلتون" أو البدء في تعلم مهارات جديدة، فإن وجود هدف مستقبلي يساعد في تجاوز الأفكار السلبية.
  5. طلب الدعم الاجتماعي: يُعتبر الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة ركيزة أساسية في مرحلة التعافي النفسي. يُنصح بأن تبقى المريضة محاطة بأشخاص إيجابيين ومتفهمين لدورها في هذه المرحلة الجديدة.

التحديات النفسية المستمرة بعد العلاج الكيميائي
رغم انتهاء العلاج الكيميائي؛ فإن العديد من مريضات السرطان يعانين من تحديات نفسية تستمر لفترة طويلة. بعض هذه التحديات تشمل:

  • الإرهاق المزمن: بعد انتهاء العلاج، قد تستمر المريضة في الشعور بالإرهاق الجسدي والنفسي؛ ما قد يؤثر في قدرتها على العودة إلى الحياة اليومية بشكل طبيعي.
  • اضطرابات النوم: تعاني بعض المريضات من اضطرابات في النوم بعد العلاج الكيميائي، نتيجة القلق المستمر أو التغيرات الجسدية التي تؤثر في الراحة.
  • التغيُّرات المزاجية: نتيجة للتغيرات الجسدية والنفسية الكبيرة، قد تشعر المريضة بتغيرات مزاجية متكررة، مثل الشعور بالحزن أو الانفعال المفاجئ.
  • الصعوبات الاجتماعية: بعض المريضات يجدن صعوبة في إعادة التكيُّف مع حياتهن الاجتماعية بعد السرطان. قد يشعرن بأنهن مختلفات أو غير قادرات على التفاعل مع المحيطين بهن بالطريقة نفسها التي كن عليها قبل المرض.

الخلاصة

تُعَدُّ مرحلة التعافي النفسي بعد انتهاء العلاج الكيميائي لمريضة السرطان تحدِّياً لا يقل أهمية عن العلاج نفسه. الدعم النفسي، سواء كان من خلال العلاج النفسي، أو مجموعات الدعم، أو التمارين النفسية، يُعتبر عاملاً حاسماً في تعزيز الشعور بالتعافي الكامل. من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية وإستراتيجيات التعافي المختلفة، يمكن للمريضة تجاوز التحديات النفسية بنجاح وبناء حياة جديدة مليئة بالأمل والطمأنينة.

من المفيد الاطلاع إلى الأكياس الدهنية لماذا تنتشر وكيف نحمي أنفسنا منها؟
*ملاحظة من "سيِّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.