رحلة إنقاص الوزن لها جانبان، أحدهما نفسي والثاني جسدي، وأي اضطراب نفسي يؤثر بشكل مباشر على الوزن وقدرة الجسم على تفتيت الدهون أو تخزينها. لهذا السبب إذا كان الشخص يعاني من أية عوامل نفسية مثل التوتر، والاكتئاب، والقلق فسوف يؤثر ذلك على السلوك الغذائي، والنشاط، وعمليات الهضم وحرق الدهون، مما يجعل الصحة النفسية عاملاً حاسماً في رحلة فقدان الوزن.
إعداد: إيمان محمد
العلاقة بين الصحة النفسية والسلوك الغذائي
تشير الدراسات إلى أن الاضطرابات النفسية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في الشهية، مثل:
اضطرابات الشهية
يختلف التأثير حسب الحالة، ففي حين أن بعض الأشخاص يعانون من فقدان الشهية تحت الضغط النفسي، قد يعاني آخرون من زيادة الشهية، ويقبلون على تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات كوسيلة للتغلب على مشاعرهم السلبية. وفقاً لمجلة Journal of Obesity، فإن التوتر المزمن يسبب ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، مما يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
في حالات أخرى، قد يسبب الحزن والاكتئاب اضطرابات غذائية مثل الشره المرضي العصبي (Bulimia Nervosa) أو فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa)، مما يعيق الجهود المبذولة لتحقيق وزن صحي.
الكسل وقلة الحركة
الصحة النفسية تؤثر أيضاً على النشاط والرغبة في الحركة، الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب غالباً ما يفتقدون للطاقة والدافع لممارسة الرياضة. وأكدت على ذلك مجلة American Journal of Psychiatry التي أشارت إلى أن الاكتئاب يقلل من مستويات السيروتونين والدوبامين في الدماغ، وهما ناقلان عصبيان يلعبان دوراً رئيسياً في تحفيز النشاط البدني.
الرياضة نشاط يحسن الحالة النفسية، ويساعد على إنقاص الوزن في الوقت نفسه، وذلك لأن ممارسة الرياضة بانتظام تحفز إفراز الإندورفينات، وهي مواد كيميائية في الدماغ تساعد على تحسين المزاج وتخفيف التوتر.
اقرأوا أيضاً كيفية دمج التمارين الهوائية والقوة لجسم مشدود ومتناسق للعروس
اضطراب عملية الأيض
تؤثر الحالة النفسية كذلك على عملية الأيض، حيث تتباطأ عملية الأيض عندما يصاب الشخص بأي نوع من الاضطرابات النفسية أو الإجهاد بسبب تأثيره على الغدة الكظرية وإفراز هرمونات التوتر. بحسب الدراسات، فإن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر يعانون من معدلات أيض أبطأ، مما يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة.
طرق تحسين الصحة النفسية لفقدان الوزن
إذا كانت مشكلتكِ مع الوزن ترتبط بالحالة النفسية، فإن الرجيم لن يأتي بنتيجة، بينما عليكِ بدء رحلة إنقاص الوزن بالعلاج النفسي أولاً، لإزالة المسبب الرئيسي لمشكلة الوزن. فيما يلي بعض الاستراتيجيات الفعّالة لعلاج الاضطرابات النفسية المرتبطة بالوزن:
العلاج النفسي
هناك أكثر من طريقة للعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي، والذي يعد واحداً من أكثر الأساليب فعالية لتحسين الصحة النفسية. وفقاً لمجلة Cognitive Therapy and Research، يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تغيير طريقة التفكير السلبية وتعزيز السلوكيات الصحية.
تقنيات الحد من التوتر
تمارين التأمل والاسترخاء مثل اليوغا تساعد في تقليل التوتر والقلق، ما ينعكس على الحالة النفسية ويمنح الشخص المزيد من الاستقرار النفسي؛ وهذا يعمل على تحسين السيطرة على السلوك الغذائي.
الدعم الاجتماعي
الدعم الاجتماعي بشكل عام هو علاج فعّال للاضطرابات النفسية وبالتبعية مشكلات إنقاص الوزن. فإن وجود شبكة دعم اجتماعية قوية يساعد في تعزيز الصحة النفسية. يشير موقع Social Science & Medicine، إلى أن الدعم الاجتماعي يقلل من مستويات الاكتئاب والقلق ويساعد على الالتزام بعادات غذائية صحية.
النوم الجيد
يلعب النوم دوراً رئيسياً في الصحة النفسية وفقدان الوزن. قلة النوم تؤدي إلى اختلال في هرمونات الجوع (اللبتين والجريلين)، مما يزيد من الشهية. دراسة نُشرت في Sleep أكدت أن تحسين جودة النوم يساعد في تحسين الحالة النفسية ودعم فقدان الوزن.
دور الهرمونات في الصحة النفسية وإنقاص الوزن
أحد أسباب الارتباط الوثيق بين الصحة النفسية والوزن هي الهرمونات، فإن الحالة النفسية تعتمد بشكل مباشر على التوازن الهرموني في الجسم. مثلاً حين تعانين من فترات طويلة من التوتر أو القلق، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول بكميات كبيرة، مما يؤدي إلى تخزين الدهون، خاصة في منطقة البطن. وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Stress، فإن ارتفاع مستويات الكورتيزول يعزز الشهية تجاه الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، مما يجعل التحكم في الوزن أكثر صعوبة.
أيضاً، يرتبط الاكتئاب باضطرابات الهرمونات، فهو سبب لانخفاض مستويات هرمونات مثل السيروتونين والدوبامين، وهي هرمونات تؤثر على المزاج والشهية. انخفاض السيروتونين قد يؤدي إلى الرغبة في تناول الكربوهيدرات بشكل مفرط، وهو ما يُعرف بـ"الأكل العاطفي". بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب التوتر المزمن اختلالاً في هرمون الأنسولين، مما يزيد من خطر تخزين الدهون ويعيق حرقها.
لذلك، يعتبر الحفاظ على توازن هرموني من خلال تحسين الصحة النفسية أمراً ضرورياً لفقدان الوزن. وهناك طرق لاستعادة هذا التوازن من خلال تجربة الاسترخاء أو الرياضة. كما أن النوم والنظام الغذائي المتوازن، جميعها عوامل تساهم في تنظيم الهرمونات ودعم الجسم للوصول إلى وزن صحي.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.