يمكن تعريف البدانة أو السمنة أو فرط الوزن على أنّها تراكم الدهون بشكل شاذ ومفرط قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض. ويُستخدم مؤشر كتلة الجسم عادة لتصنيف فرط الوزن والسمنة بين البالغين من السكان والأفراد عموماً. ويُحسب ذلك المؤشر بتقسيم الوزن (بالكيلوغرام) على مربّع الطول (بالمتر) (كيلوغرام/ م2).
وتؤدي حالات فرط الوزن والسمنة إلى آثار صحية وخيمة، وترتفع المخاطر تدريجياً مع تزايد مؤشر كتلة الجسم. وارتفاع ذلك المؤشر من عوامل الخطر الرئيسية المؤدية إلى الإصابة بأمراض مزمنة؛ مثل الأمراض القلبية الوعائية والسكري والاضطرابات العضلية الهيكلية وبعض أنواع السرطان. وقد تبيّن أيضاً أنّ ثمة علاقة بين سمنة الطفولة وزيادة احتمال الوفاة المبكّرة واحتمال الإصابة بحالات العجز في مرحلة الكهولة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
"سيدتي نت" شارك في ندوة عبر تطبيق "زووم" حول السمنة، بمناسبة اليوم العالمي للسمنة الفائت، وعاد بالموضوع الآتي:
ندوة توعوية حول السمنة
وبمناسبة اليوم العالمي للسمنة، عقدت الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم، والسكري والدهنيات وشركة "نوفونوردسك" ندوة توعوية افتراضية عن مرض السمنة، وتأثيراتها السلبية على صحة الإنسان وحياته، شارك فيها مدير البرنامج الوطني للسكري في وزارة الصحة العامة د.أكرم اشتيّ، رئيسة الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات د. باولا عطالله، رئيس جمعية جراحي البدانة د. باسم صفدي، نائب رئيس الجمعية اللبنانية للتغذية وعلم الغذاء د. سالي صوايا، المعالج النفسي العيادي برنارد صوصو، الممثلة القديرة ليليان نمري التي شاركت الحضور تجربتها مع هذا المرض، وقد أدارت الندوة د. مايا بركة.
نسب مرتفعة من السمنة في الدول العربية
وذكر الدكتور اشتيّ أنّ نسب الإصابة بالسمنة عالية في المجتمع اللبناني؛ إذ أظهرت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أجريت عام 2016 أن 18- 32% من اللبنانيين يعانون من السمنة، وأن لبنان من ضمن تسعة بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على قائمة الدول التي فيها أعلى نسب للسمنة في العالم، وهو في المرتبة السادسة عربياً بعد الكويت والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر وليبيا. كما أوضح أن وزارة الصحة تولي هذا المرض أهمية خاصة، وقد أطلقت عام 2019 حملة وطنية لتعميم الوعي والثقافة الصحية في المجتمع اللبناني حول أسباب السمنة ومضاعفاتها وسبل الوقاية منها والطرق العلمية المتبعة في علاجها، وأكدَّ ضرورة وأهمية تضافر جهود جميع الجهات المعنية من رسمية وأهلية وعلمية للحدّ من انتشار هذا المرض وتوفير العلاجات المطلوبة له.
السمنة: تأثيرات جسيمة على الصحة
وقد عرّفت الدكتورة عطالله السمنة، وبحسب منظمة الصحة العالمية، بأنها مرض مزمن ناجم عن تراكم مفرط للدهون في الجسم، كما أنها تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض صحية عدة تشكل خطراً حقيقياً على حياة الإنسان، كمرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع الدهون في الدم والضغط الدموي وأمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي والعمود الفقري والمفاصل والأمراض النفسية، إضافة إلى تأثيرها السلبي على الصحة الإنجابية مع ازدياد خطر الإصابة بمرض كورونا وببعض أنواع الأمراض الخبيثة، وبالتالي فهي ليست مجرد قلق حيال الشكل الخارجي للجسم!
لكن شددت الدكتورة عطالله بالمقابل على إمكانية تجنّب هذه الأمراض إذا عولجت السمنة وفق المعايير والوسائل العلمية الصحيحة.
أما الدكتورة صوايا فقد اعتبرت أنّ الوقاية من السمنة تبقى الخطوة العلاجية الأمثل والأهم؛ للتخفيف من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة الناجمة عنها والمرتبطة بها، موضحة أنَّ هذا من الممكن تحقيقه إذا ما تمَّ اتباع الأسس السليمة والصحية في حياتنا اليومية؛ وذلك من خلال تناول الطعام الصحي بكميات معتدلة وممارسة النشاط الجسدي والرياضة البدنية بصورة دورية ومنتظمة. وأشارت إلى أنه عندما تتمّ خسارة الوزن الزائد، يبقى الأهم المحافظة على الوزن السليم؛ من خلال الوعي لنوعية الطعام المتناولة، والاستمرار في ممارسة العادات الصحية السليمة مدى الحياة.
تابعي المزيد: الكولسترول وأمراض القلب .. دراسة جديدة تقلب المفاهيم!
الجراحة قد تكون أحد الحلول الناجحة ولكن!
وأشار الدكتور الصفدي إلى أنّ العمل الجراحي هو إحدى الوسائل المعتمدة في معالجة السمنة، لكن الأمر يتطلب أن يتم وفق المعايير والمواصفات المتفق عليها، والمحددة من قبل المنظمات العلمية العالمية.
وأوضح أن نجاح العلاج الجراحي في إنقاص وزن المريض لا يعني على الإطلاق أن المشكلة قد حلّت نهائياً، وأن بإمكانه العودة إلى حياته الطبيعية وتناول ما يريد ويشتهي من الأطعمة، بل يتوجب على المريض بعد إجراء العملية الجراحية اتباع أسلوب حياة صحي وسليم، وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة البدنية باستمرار، والتقيد بالإرشادات الطبية، وذلك لكي لا يسترد ما فقده من وزن زائد والعودة إلى ما كان عليه في السابق قبل إجراء العملية الجراحية.
تأثير نوعية الحياة على السمنة
وتحدث المعالج برنارد صوص عن تأثير طبيعة ونوعية حياة الفرد على زيادة وزنه، فالبيئة التي يعيش فيها يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بالسمنة. فالمسؤولية لا تقع على الفرد وحده، بل على الأجواء المحيطة به منذ ولادته، وخلال مراحله العمرية المختلفة، إضافة إلى دور المجتمع ككل. ورغم أنَّ بعض المصابين بالسمنة يعتقدون أنهم قادرون على التحكم في أوزانهم بأنفسهم، إلا أنّ صوص أكدَّ أن الدعم الطبي والعائلي، إضافة إلى خطوات عدة يمكن اتباعها لتغيير السلوك والصحة النفسية، كلها عوامل مهمة، وتلعب دوراً مساعداً في معالجة السمنة.
شهادة من الممثلة ليليان نمري
أما الممثلة القديرة ليليان نمري، وبالاستناد إلى تجربتها الشخصية وخبرتها في هذا الموضوع، فقد اعتبرت أنّ "حب الحياة، الاهتمام بالصحة، الثقة بالنفس، المثابرة، وعدم الاكتراث للتنمر" كلها أمور أساسية لمن يعاني من السمنة ويجب التحلي بها، وأن من يتنمر على البدين جاهل وغير مدرك بأن البدانة مرض، كما أكدت أنّ اهتمام البدين بصحته ومتابعتها مع الطبيب أمر ضروري؛ لتجنّب المضاعفات والأمراض المزمنة المرتبطة بالبدانة.
واختتمت الندوة المديرة العامة لشركة "نوفو نورديسك" ميريم مزهر، متحدثة عن التداعيات السلبية للسمنة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وما تشكله من عبء مادي على المجتمع ككل وعلى الجهات الضامنة؛ بسبب التكلفة العالية لمعالجة المضاعفات الناتجة عنها والمرتبطة بها، كما ركزت على أهمية تضافر جهود جميع الأطراف المعنية؛ للتمكن من السيطرة على هذا المرض والحدّ من انتشاره.
ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.
تابعي المزيد: أخطر الأمراض في العالم.. هل يمكن تجنبها بالوقاية؟