تعتقد معظم النساء أنهن لن يتعرضن للحمل مرة أخرى قبل أن تمر أيام النفاس المتعارف عليها، ولكن في الحقيقة أن التبويض قد يحدث بعد عدة أسابيع من الولادة، ويجب على الأم النفساء أن تحتاط لذلك لكي لا يحدث الحمل مرة أخرى وهي غير مستعدة نفسياً وصحياً، وبناء على هذا الحرص فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص لها مع الدكتورة صفاء عبد العزيز؛ استشارية النساء والولادة لتجيب على تساؤلات النساء حول حدوث الحمل بعد النفاس كالآتي.
موعد الحمل الثاني بعد النفاس
تعود الدورة الشهرية للمرة الأولى في حدود الأربعين يوماً بعد الولادة وهي أيام النفاس حيث تنتهي الفترة التي تنزل فيها بقايا الحمل والولادة من الرحم، وتكون علامة انتهائها هي نزول الإفرازات البيضاء، ويعني ذلك أن حدوث الحمل الثاني قد أصبح وارداً، ومن الممكن أن يمر العام الأول من دون أن تأتي الدورة الشهرية بعد الولادة وذلك فيما نسبته 50% من النساء حول العالم، ومن الممكن أن تأتي بعد ستة أشهر من الولادة، وترتبط عودة الدورة الشهرية بنسبة وكمية الرضاعة الطبيعية، لأن الدورة الشهرية يتحكم بها هرمونان في الجسم، هما البروجسترون والأستروجين، فيما يكون هرمون البرولاكتين هو المسؤول عن تكون الحليب، ويمكن ألا تأتي الدورة الشهرية للمرأة المرضعة التي ترضع طفلها بمعدل كل ثلاث ساعات رضعة تامة مشبعة.
متى تحدث اضطرابات الدورة الشهرية بعد النفاس؟
في حال توقف الأم عن الرضاعة الطبيعية ودخول الرضاعة الصناعية على الرضيع، وفي حال الشك بوجود حمل جديد، ولذلك يجب ألا تتناول الأم أي أدوية وتقوم بالفحوص اللازمة للتأكد من وجود حمل جديد.
تابعي المزيد: ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية لكل من الأم والطفل
هل عودة الدورة الشهرية يؤثر على حليب الأم؟
تعتقد الأمهات أن الدورة الشهرية تؤثر على كمية وطعم الحليب أثناء الرضاعة خصوصاً حين تعود بعد انقطاع، والحقيقة أن ذلك لا يحدث على الإطلاق، ويجب أن تحصل الأم على وسيلة منع حمل بمجرد عودة الدورة الشهرية أثناء الرضاعة الطبيعية، كما يجب أن تتأكد الأم أن حبوب منع الحمل التي تتناولها مخصصة للمرضعات، لكي لا تؤثر على كمية الحليب، كما أن اللولب لا يؤثر على كمية الحليب كما تعتقد بعض الأمهات، ولا يتغير طعم الحليب مع حبوب منع الحمل، ويجب على الأم أن تهتم بغذائها لأن الدورة الشهرية والرضاعة الطبيعية تؤثران على نسبة الحديد والفيتامينات والمعادن في جسمها، وقد تصاب الأم بالتعب والإعياء والشعور بالإرهاق بسبب الدورة الشهرية مع الرضاعة، ومن الممكن أن تلاحظ الأم تساقط شعرها خلال الرضاعة ويجب أن تحصل على مكملات غذائية حسب إرشادات الطبيب لأن بعضها يغير طعم الحليب.
أهم مشاكل الدورة الشهرية بعد الولادة
تحدث عدة مشاكل بعد الولادة ومنها عدم انتظام الدورة الشهرية يعني أن هناك احتمالية لحدوث الحمل ويجب أن تأخذ النفساء حيطتها لكي لا يحدث الحمل مرة ثانية، ويجب أن تحصل على وسيلة منع حمل مناسبة فلا يوجد مصطلح "الرضاعة النظيفة"، الذي تردده النساء بينهن، وقد أظهرت دراسة بريطانية حديثة توصل فيها الباحثون من قبل دائرة الحمل الاستشارية البريطانية إلى أنّ 4 من أصل 10 نساء يتعرضن للحمل من دون قصد أو ترتيب بسبب اعتقادهن أن الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل.
تابعي المزيد: الرضاعة الطبيعية سبب للحمل غير المخطط له
نصائح لتنظيم الحمل بعد النفاس
من الخطأ أن تأخذ المرأة حبوب منع الحمل باستمرار ودون انقطاع بمجرد أن تنتهي فترة النفاس ومن دون أن تستشير الطبيب، لأن أخذها هو السبب الأول لعدم مجيء الدورة الشهرية، كما أن حبوب منع الحمل لا تؤخذ بناء على وصفات الصديقات مثلاً، ودون دورة شهرية منتظمة لأن الحبوب تؤخذ لمدة 21 يوماً فقط ثم تتوقف حتى تأتي الدورة الشهرية الجديدة فتأخذها في اليوم الأول أو الخامس حسب نوع الحبوب، والمعروف أن الرضاعة الطبيعية تؤخر الدورة الشهرية وتمنع الحمل؛ ولكن قد يحدث التبويض ومن ثم الحمل في حال قللت الأم من الرضاعة الطبيعية، فلكي تكون الرضاعة الطبيعية هي وسيلة منع الحمل الناجعة عليها أن ترضع طفلها ليل نهار بلا توقف، كما عليها عدم الاستعانة بأي طعام خارجي أو رضاعة صناعية، وعلى الأم التي توقفت دورتها الشهرية لمدة عامين أن تقوم بالخضوع لفحوصات للهرمونات لأن ارتفاع هرمون الحليب يمنع الحمل الجديد، وعليها أن تعلم أن فترة نوم الطفل الطويلة خلال الليل وقلة الرضاعة قد تعيد الدورة الشهرية بعد الولادة بسنة، ويجب التنويه أن الموعد الطبيعي لعودة الدورة الشهرية بعد الولادة لأول مرة هي فترة من 6_ 8 أسابيع بعد الولادة، كما أن استشارة الطبيب هامة في تأخر الدورة لمدة عامين بعد فطام الطفل وعدم حدوث حمل جديد.