هناك اعتقاد خاطئ لدى العامة بأن هناك سمات طبيعية يتحلى بها الفرد تجعله محبوباً، كالمظهر الجميل، والقدرة المذهلة على إدارة العلاقات الاجتماعية، وامتلاك موهبة الولوج إلى القلوب مباشرة من دون مقدمات.
تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي» من السهل أن تقع فريسة لهذا الاعتقاد الخاطئ، في دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا، وضعت أكثر من 500 صفة للأشخاص بناء على أهميتهم المتصوَّرة للحصول على إعجاب الآخرين.. خلصت الدراسة إلى أنه لم يكن للصفات الأعلى تصنيفاً علاقة بالخصائص الفطرية، مثل: كونك اجتماعياً أو ذكياً أو جذاباً، وبدلاً من ذلك، كانت أهم الصفات هي: الإخلاص والشفافية والقدرة على الفهم.
وقد كشف مؤلف كتاب "الذكاء العاطفي" (Emotional Intelligence) ترافيس برادبيري، عن السلوكيات الرئيسية التي تثبط الناس عندما يتعلق الأمر بالقبول، وذكر من بينها:
* سلوكيات تجعلك شخصاً غير محبوب
- التفاخر وراء قناع التواضع:
كلنا نعرف هؤلاء الأشخاص الذين يحبون التباهي بأنفسهم وراء قناع إنكار الذات.. على سبيل المثال: الفتاة التي تسخر من نفسها لكونها مهووسة عندما تريد حقاً لفت الانتباه إلى حقيقة أنها ذكية، أو الرجل الذي يسخر من نفسه لاتباع نظام غذائي صارم عندما يريد حقاً أن يُعرف عنه أنه شخص متميز ولديه إرادة قوية.
- الجديّة الزائدة عن اللزوم:
ينجذب الجميع للناس المتحمسين النشيطين، ولكن هؤلاء المتحمسين غالباً ما يكونون شخصيات جادة بشكل كبير؛ فهم ينغمسون في أعمالهم لأقصى حد، أما الأشخاص المحبوبون فهم من يوازنون بين العمل والقدرة على الاستمتاع، وفي العمل هم جادون لكنهم ودودون.. هم كذلك ينجزون عملهم بسرعة لأنهم فعالون اجتماعياً ويستفيدون من زملائهم في العمل.
- عدم طرح أسئلة كافية:
أكبر خطأ يرتكبه الناس أثناء المحادثات الجماعية هو التركيز الشديد على ما سيقولونه هم، وعدم الاستماع أو التركيز مع الشخص الذي يتحدث في هذه اللحظة.. يعرف الجميع أن في ذلك الكثير من الأنانية.. لتجنب هذه العادة، عليك بطرح بعض الأسئلة، يحب الناس أن يعرفوا أنك تستمع إليهم وأنك مهتم بما يقولون، وأسئلتك لهم حول ما يقولونه تُظهر أنك لا تستمع فحسب؛ بل تهتم أيضاً، وهذا يعود عليك بكثير من الاحترام والتقدير.
- الاختطاف العاطفي:
هي تصرفات يقوم بها الأشخاص من أجل الحصول على تعاطف الآخرين، مثل الأشخاص الذين يرمون الأشياء ويصرخون ويجعلون الناس يبكون في بعض المواقف التي يمرون فيها بأزمة أو مشكلة، تُظهر هذه الصفات مدى ضعف الشخص اجتماعياً، وعدم استقراره عاطفياً، وهذه التصرفات تدل على انخفاض الذكاء العاطفي، وبمجرد إظهار هذا المستوى من عدم الاستقرار، يتساءل الناس عما إذا كنت جديراً بالثقة وقادراً على الحفاظ عليها.. السيطرة على عواطفك تجعلك متميزاً، عندما تكون قادراً على التحكم في مشاعرك أمام شخص يظلمك بدلاً من الانفجار فيه، يجعله يظهر بمظهر سيئ بدلاً منك.
* سلوكيات تقليدية تجعلك غير مرغوب
- النظر إلى هاتفك مراراً وتكراراً:
أكثر شيء يكرهه الآخرون هو، عندما تُخرج هاتفك للاطلاع على رسالة نصية أو إلقاء نظرة سريعة عليه في منتصف المحادثة، عندما يتحدث الآخرون إليك ركّز كل طاقتك على المحادثة؛ فهي أكثر متعة وفعالية.
- تعمُّد ذكر الأشخاص المهمين الذين تعرفهم أثناء حديثك:
جميل أن تعرف أشخاصاً مهمين، ولكن استخدام كل محادثة فرصة لذكر ذلك، هو أمر سخيف؛ فبدلاً من أن يجعلك ذلك تبدو مثيراً للاهتمام؛ فإنه يجعل الناس يشعرون بتباهيك وتفاخرك عليهم، عندما تربط كل ما تعرفه بمن تعرفه فقط، تفقد المحادثات فائدتها.
- النميمة:
الناس يجعلون من أنفسهم فظيعين حينما يمارسون النميمة بشكل مبالغ فيه، أو حينما يجعلونها عادة لديهم، إن الحديث عن أفعال الآخرين أو مصائبهم قد يؤذي مشاعر من تنقل إليه معلومات بالنميمة، كما أنها شيء مضمون لجعلك تبدو شخصاً سلبياً وحاقداً وغير محبوب.
- العقل المغلق:
إذا كنت تريد أن تكون محبوباً، يجب أن تكون منفتحاً؛ مما يجعلك ودودا ومثيراً لاهتمام الآخرين.. لا أحد يرغب في إجراء محادثة مع شخص كوّن بالفعل رأياً مسبقاً ولا يرغب في الاستماع، إن وجود عقل منفتح أمر حاسم؛ لأنه يعني سهولة التوصل إلى أفكار جديدة والتكيف؛ خصوصاً في بيئة العمل.. للقضاء على المفاهيم المسبقة والأحكام تحتاج إلى رؤية العالم من خلال عيون الآخرين، هذا لا يتطلب أن تصدّق ما يعتقدونه أو التغاضي عن سلوكهم الذي لا يعجبك، ولكن ببساطة أن تتوقف عن إصدار أحكامك عليهم لمدة كافية حتى تفهم ما يريدون حقاً.
- كشف الكثير من أسرارك:
كن حذراً لمشاركة معلومات كثيرة عن حياتك للآخرين، مثل المشاكل التي تمر بها، والاعترافات الشخصية الخاصة.. إذا كنت تدخل في التفاصيل الدقيقة لحياتك من دون التعرف على الشخص الآخر أولاً؛ فأنت ترسل رسالة مفادها أنك لا ترى سوى مشاكلك.
تقول المدربة الاجتماعية إليزابيث سو، في مقال بموقع لادرز، إن الناس يكرهون من يحاولون جذب الاهتمام بطرق متعمدة ومبتذلة، في حين أن كل ما تحتاجه لكسب الناس، هو أن تكون ودوداً ومراعياً، وحينما تتحدث بطريقة ودّية وواثقة وموجزة، يكون الناس أكثر انتباهاً واقتناعاً عما لو حاولت أن تظهر أمامهم بأنك مهم.