خطوات لاختيار المهنة المناسبة

كانت غالبيّة الأفراد تتجه إلى مهن مُحدّدة، في زمن مضى، من أجل جني المال، لقلّة الخيارات المُتاحة، بعكس اليوم، إذ يتوافر الكثير من الفرص في مجالات مختلفة ومنوعة، لكن أصبح هذا الأمر مربكًا لكثيرين لم يُدركوا العوامل التي تُساعد في اختيار المسار الوظيفي الملائم.
في السطور الآتية، بعض الخطوات لاختيار المهنة المناسبة، في معلومات مُستقاة من المستشار والمدرّب في التطوير التنفيذي والمهني رجائي باحاج.

التعرّف إلى الذات يقود إلى المهنة المناسبة

يتحدّث المستشار رجائي باحاج لـ"سيدتي. نت" عن خطوة أولى ينبغي على الفرد القيام بها، وهي معرفة الذات، وتحديدًا الإجابة عن السؤال الآتي: "عرّفنا (عرّفينا) عن نفسك؟". ويوضّح باحاج أن "السؤال المذكور قد يبدو بديهيًا للبعض، إلّا أن الخوض في التفاصيل يُظهر أنّ إجابة السؤال ليست بديهية بالمطلق، فهناك أربع أمور يحتاج الفرد إلى أن يكون واعيًا تجاهها حتى يُدرك ذاته". ويعدّد الأمور الأربعة، في الآتي:

• الميول: هي تعبّر عن الأنشطة والأمور التي يؤديها المرء من دون أن يشعر أن ساعات طوال قد مضت. قد تشتمل هذه الأنشطة، والأمور، على: التصوير، مثلًا، أو التعامل مع الأشخاص، أو حبّ الأرقام والبيانات والتحليل...
• المواهب: هل هذه الأخيرة ذهنيّة أم بدنيّة؟ هل هي مرتبطة بالصوت أو بالحسابات؟... إدراك هذه المواهب أو نقاط القوّة أساس حتّى يسترشد المرء إلى عمل يناسبه.
• الشخصيّة: هناك أنماط عدة من الشخصيّات؛ فالبعض يحب العمل مع الناس، والبعض الآخر يفضّل العمل وحيدًا، وثالث تستهويه الآلات، ورابع يشدّه كلّ من الأفكار والإبداع، وخامس يركّز على النظام والهيكلة، في مقابل من تسيّره العفوية... في هذه النقطة، لا بد من تحديد السمات الشخصيّة.
• القيم الشخصيّة: هي القيم التي يمنحها المرء الأولويّة، مثل: قيمة الإبداع وقيمة الدقّة... مثلًا: في حال المصوّر الفوتوغرافي، الذي لا يمتلك قيمةً عاليةً من الإبداع، فإن نتاجه لن يتصف بالجودة.

  

بين الشغف وسوق العمل

يخلص باحاج إلى أن معرفة الأمور الأربعة المذكورة آنفًا يظهر الشغف، الذي يقود بنسبة 80% إلى المهنة المناسبة. في شأن نسبة العشرين بالمئة الباقية، هي تقوم على المواءمة بين الشغف واحتياج سوق العمل. فالشغف وحده لا يكفي، إذ لا بد من البحث عن التوجهات الحديثة في سوق العمل، والتغيرات التي طالتها، حتّى يلائم فرص العمل المُتاحة. ويحذّر باحاج من خطأ يرتكبه البعض متمثّل في البدء بالبحث عن سوق العمل والأموال التي يمكن جنيها والانضمام إلى مهن شائعة ومربحة، لافتًا إلى أن "الشغف هو المحرّك، مع أهمّية البحث عن التكامل بينه وبين العمل، وليس العكس".